بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وهو أهل الحمد والنعم ، ذي الملك والملكوت والواحد الصمد ، البر المهيمن مبدي الخلق من عدم ، والصلاة والسلام على أكرم مبعوث بخير هدى في أفضل الأمم وعلى آله وصحبه والتابعين بإحسان لنهجهم .
أما بعد :
لقد كثرت الفتن وعظم شأنها في كثير من البلاد الإسلامية ، واغتنم هذه الأحوال والأوضاع كثير من أهل البدع والأهواء لينشروا سمومهم وأباطيلهم ، وما كانوا ليظهروا للعلانية ويخرجوا من جحورهم وسريتهم في نشاطهم إلى اللعن لو لا هذه الثورات المشئومة التي يسمونها بغير اسمها(( الربيع العربي)) وهي إلى الصقيع العبري والغربي أقرب منها إلى الربيع العربي إذ لم تجن منه العرب المسلمون إلا الشر والضر..
وفي ظل هذه الظروف الراهنة كشر كثير من الفرق البدعية عن أنيابها وأظهرت ما كانت تخفيه ، وخرجت من صمتها وتقوقعها حول نفسها ، وبعضها أرادت أن تلبس لباس الحق وابتاع الكتاب والسنة لتنفي عنها صفة البدعة واتباع الهوى ، وهذا النوع هو أخطر ممن ظهر بحقيقته ويدعو إلى بدعته لأن ذلك واضح وهذا متستر يلبس الحق بالباطل ليلقى رواجا لضلاله ..
ومن ذلكم ما يسعى إليه الإباضية في هذه الأيام من نشرهم لكتيب بعنوان (( الفرق بين الخوارج والإباضية ))تأليف أبي إسحاق أطفيش تقديم تقديم أحمد بن مسعود السيابي نشر وتوزيع مؤسسة جابر بن زيد العلمية ولاية غرداية الجزائر. ملأه صاحبه بالتلبيس والكذب ، والتحريف للحقائق حتى يرفع ويدفع في وجوه الأمة الجزائرية أن الإباضية ليسوا من فرق الخوارج ..
والحقيقة ليست كذلك ، فقد اتفقت كلمة علماء الفرق بدءا من – الأشعري فمن بعده - على عد الإباضية فرقة من فرق الخوارج.. وليس المخالفون للإباضية فقط هم الذين اعتبروهم في عداد الخوارج، وإنما بعض علماء الإباضية المتقدمون أيضاً؛ إذ لا يوجد في كلامهم ما يدل على كراهيتهم لعد الإباضية فرقة من الخوارج، بل في كلامهم ما يدل على أنا الإباضية فرقة – على اختلاف فرقها- من الخوارج وسأذكر إن شاء الله بعض النقول عن بعضهم من كتبهم ثم بعدها أقف مع صاحب الكتيب وقفات أبين ما فيها من التلبيس والخلط على السذج من الناس حتى لا يغتر بهم من يجهل مبادئهم وعقائدهم التي هم عليها وواقعهم العملي الذي هم عليه اليوم في تميزهم عن بقية الأمة ، وعدم تزويجهم نساءهم لأهل السنة (أو المالكية كما يسمونهم )وعدم دفنهم في مقابر أهل السنة وعدم صلاتهم معنا إلا تقية ، وغير ذلك من المخالفات العقدية والمنهجية ..
من أهمها قولهم بخلق القرآن ، ونفي رؤية المؤمنين لله عز وجل في الآخرة فهم جهمية ، معتزلة ، خوارج ، وتخليدهم لصاحب الكبيرة في النار وهم يصرحون بهذه العقائد الباطلة اليوم على العلن ، وهذه مقاطع من اليتوب لمفتي عمان يصرح بخلق القرآن بل كتب فيه كتاب وكذلك نفي الرؤية الباري عز وجر ، وأما الخوارج فهذه أشهر من أن تذكر بل هي صفة لهم أشهر من نار على علم كما يقال ليست كذبا عليكم ولا خطأ..
لقد حاول أبو إسحاق أطفيش في كتيبه هذا أن يرد تسمية الإباضية بالخوارج ووصفهم بذلك ، وجعل ذلك ظلماً وخطأ تاريخياً كبيراً لأنه حصر الخوارج في الأزارقة والصفرية والنجدية وما بعدها ، ولم يعد المحكمة من سلف الخوارج بل عدهم سلف الإباضية وحدهم وجعل ذلك دعاية أموية للتنفير الناس من الذين ينادون بعدم شرعية الحكم الأموي ، وأن ذلك من وضع الوضاعين ومن صنع أرباب الأقلام المغرضة إلى آخر تلبيسه الذي جاء به .
وجعل أطفيش في كتيبه هذا أن السبب في قتال المحكمة ليس هو الخروج عن الطاعة لأمير المؤمنين وسفك الدماء وإنما هو بسبب أن المحكمة رأت أن القيادة والبيعة كانت لرجل غير قرشي وهو ابن وهب الأزدي فحاربهم علي عصبية لذلك ..
وليس من شك أن هذا القول باطل وهو طمس للحقيقة ، ذلك أن الأحداث متسلسلة ومرتبطة من المحكِّمة إلى ظهور نافع بن الأزرق والنجدات ، بحيث يظهر جليا أن المحكمة الأولين هم سلف الخوارج.
وأن عليا رضي الله عنه لم يقاتلهم حتى سفكوا الدم وأرهبوا المسلمين ولم يقاتلهم عصبية وطائفية كما يصوره الكاتب ، ولو كان الأمر كذلك لما قاتل معاوية وترك له الخلافة لأنه قرشي كما فعل ابنه الحسن رضي الله عنه ، فليست المسألة التي قاتل عليها علي رضي الله عنه الخوارج مسألة الخلافة في قريش إذ معاوية قرشي وإنما هي خروجهم عن الطاعة وأحداثهم بيعة وولاية غير الولاية العامة التي تجب الطاعة للولي العام وهو أمير المؤمنين علي رضي الله عنه ..
وقبل أن أكمل ردي على ما جاء في كتيبه أطرح بعض الأسئلة للإباضية الذين ينفون عن أنفسهم وصف الخوارج ويجعلونه تهمة باطلة وظلما وخطأ تاريخيا من بعض المغرضين أو الأمويين الذين أرادوا أن يشهوا سمعتهم ، وهذا ليس بصحيح بل حتى بعض مؤرخيهم ينسبونه إلى الخوارج - كما سيأتي - فأقول :إذا كان الأمر كما تقولون : فلماذا لا تصلون مع جماعة المسلمين أهل السنة في مساجد أهل السنة أليسوا مسلمين عندكم أم أنهم كفار لا تصح الصلاة وراءهم ولا في مساجدهم أليست هذه صفة من صفات الخوارج ؟؟
ولماذا أنتم منغلقون على أنفسكم ولا تقبلون أحدا من غيركم أن يدخل بينكم أليست هذه هي خصلة الخوارج الذين لا يقبلون أحدا من غيرهم حتى يختبرونه وكذلك أنتم؟؟؟
ولماذا لا تزوجون إخوانكم من أهل السنة ولا تتزوجون منهم مع أن بعض كتب المتقدمين منكم تبيح ذلك أليسوا مسلمين عندكم ؟؟؟
ولماذا لا تدفنون في مقابر أهل السنة ولا تقبلون أن يدفن أحد منهم في مقابركم أليسوا مسلمين عندكم فإنه لا يفعل ذلك إلا الخوارج ؟؟؟
وكم تصلون المغرب فهل حقيقة ما ينقله البعض منكم صحيحا أنكم تصلون صلاة المغرب أربع ركعات وهذا مخالف لإجماع المسلمين ؟؟
وما قولكم في ولاة الأمر المسلمين اليوم الذين أنتم تحت ولايتهم ، هل ولايتهم شرعية أم هم كفار لم تسمح لكم الظروف فقط للخروج عليهم وإراقة دمائهم ومن تحت ولايتهم ؟؟
وماذا يعني احتفالكم بيوم عيد الزهور الذي تسمونه بهذا الاسم ؟؟
وغير هذا من واقعكم الذي يتكلم ولا يخفى على أسذج رجل عاين واقعكم ..
وأخيرا ما القصد من نشر مثل هذا الكتيب ونفي صفة كان أجدادكم يمتدحون بها في هذا الظرف بالذات التي تمر به البلاد الإسلامية بمحن وفتن عظيمة ؟؟
هل لدفع تهمة الإرهاب أن تلصق بكم ؟ أم لتمرير مشروع الولاية الشرعية والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على طريقة الخوارج ، أم لكسب ثقة السذج من أهل السنة حتى يكثروا سوادكم ؟؟
أسأل الله تعالى أن ينصر دينه وسنة نبيه وأن يرد كيد الكائدين في نحورهم ومكر الماكرين عليهم وفي أنفسهم غنه ولي ذلك والقادر عليه .يتبع - إن شاء الله – الرد على ما في الكتيب بالتفضيل .
وهذه روابط صور الكتيب الذي ينشروه .
http:///www.al-amen.com/up/up_down/c...5356c3a5a0.jpg
نقلا عن موقع الأمين.
نقلا عن موقع الأمين.
آخر تعديل: