الغفران
:: عضو مُشارك ::
- إنضم
- 19 ديسمبر 2011
- المشاركات
- 242
- نقاط التفاعل
- 131
- النقاط
- 9
بسم الله الرحمان الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
---
/
:: لمع من رسائل الجاحظ ::
/
أَكْثَرُ النّاسِ سَماعًا أَكْثَرُهُمْ خَواطِرَ ، وَأَكْثَرُهُمْ خَواطِرَ أَكْثَرُهُمْ تَفَكُّرًا ،
وَأَكْثَرُهُمْ تَفَكُّرًا أَكْثَرُهُمْ عِلْمًا ، وَأَكْثَرُهُمْ عِلْمًا أَرْجَحُهُمْ عَمَلًا -
كَما أَنَّ أَكْثَرَ الْبُصَراءِ رُؤْيَةً لِلْأَعاجيبِ أَكْثَرُهُمْ تَجارِبَ ؛
وَلِذلِكَ صارَ الْبَصيرُ أَكْثَرَ خَواطِرَ مِنَ الْأَعْمى ، وَصارَ السَّميعُ الْبَصيرُ أَكْثَرَ خَواطِرَ مِنَ الْبَصيرِ !
وَعَلى قَدْرِ شِدَّةِ الْحاجَةِ تَكونُ الْحَرَكَةُ ، وَعَلى قَدْرِ ضَعْفِ الْحاجَةِ يَكونُ السُّكونُ -
كَما أَنَّ الرّاجِيَ وَالْخائِفَ دائِبانِ ، وَالْآيِسَ وَالْآمِنَ وادِعانِ !
وَأَكْثَرُهُمْ تَفَكُّرًا أَكْثَرُهُمْ عِلْمًا ، وَأَكْثَرُهُمْ عِلْمًا أَرْجَحُهُمْ عَمَلًا -
كَما أَنَّ أَكْثَرَ الْبُصَراءِ رُؤْيَةً لِلْأَعاجيبِ أَكْثَرُهُمْ تَجارِبَ ؛
وَلِذلِكَ صارَ الْبَصيرُ أَكْثَرَ خَواطِرَ مِنَ الْأَعْمى ، وَصارَ السَّميعُ الْبَصيرُ أَكْثَرَ خَواطِرَ مِنَ الْبَصيرِ !
وَعَلى قَدْرِ شِدَّةِ الْحاجَةِ تَكونُ الْحَرَكَةُ ، وَعَلى قَدْرِ ضَعْفِ الْحاجَةِ يَكونُ السُّكونُ -
كَما أَنَّ الرّاجِيَ وَالْخائِفَ دائِبانِ ، وَالْآيِسَ وَالْآمِنَ وادِعانِ !
::::::::::::
لِلْحَقِّ دَرَجاتٌ ، وَلِلْخِلافِ دَرَجاتٌ ، وَلِلْحَرامِ دَرَجاتٌ ؛
أَلا تَرى أَنَّ لِوَليِّ الْمَقْتولِ أَنْ يَقْتُلَ وَيَصْفَحَ ، وَأَنَّه إِنْ قَتَلَ قَتَلَ بِحَقٍّ ،
وَإِنْ صَفَحَ صَفَحَ بِحَقٍّ ، وَالصَّفْحُ أَفْضَلُ !
::::::::::::
مَنْ تَفَرَّدَ بِكِتابٍ فَقَرَأَه لَيْسَ كَمَنْ نازَعَ صاحِبَه،
وَجاثاهُ ( لقي صاحب الكتاب ) ، لِأَنَّ الْإِنْسانَ لا يُباهي بِنَفْسِه ،
وَالْحَقُّ بَعْدُ قاهِرٌ لَه . وَمَعَ التَّلاقي يَحْدُثُ التَّباهي ،
وَفِي الْمَحافِلِ يَقِلُّ الْخُضوعُ وَيَشْتَدُّ النُّزوعُ .
مَنْ تَفَرَّدَ بِكِتابٍ فَقَرَأَه لَيْسَ كَمَنْ نازَعَ صاحِبَه،
وَجاثاهُ ( لقي صاحب الكتاب ) ، لِأَنَّ الْإِنْسانَ لا يُباهي بِنَفْسِه ،
وَالْحَقُّ بَعْدُ قاهِرٌ لَه . وَمَعَ التَّلاقي يَحْدُثُ التَّباهي ،
وَفِي الْمَحافِلِ يَقِلُّ الْخُضوعُ وَيَشْتَدُّ النُّزوعُ .
::::::::::::
لَيْسَ عَلى ظَهْرِها إِنْسانٌ إِلّا وَهُوَ مُعْجَبٌ بِعَقْلِه ،
لا يَسُرُّه أَنَّ لَه بِجَميعِ ما لَه ما لِغَيْرِه , وَلَوْلا ذلِكَ لَماتوا كَمَدًا ،
وَلَذابوا حَسَدًا ، وَلكِنَّ كُلَّ إِنْسانٍ -
وَإِنْ كانَ يَرى أَنَّه حاسِدٌ في شَيْءٍ - فَهُوَ يَرى أَنَّه مَحْسودٌ في شَيْءٍ !
::::::::::::
لَيْسَ عَلى ظَهْرِها إِنْسانٌ إِلّا وَهُوَ مُعْجَبٌ بِعَقْلِه ،
لا يَسُرُّه أَنَّ لَه بِجَميعِ ما لَه ما لِغَيْرِه , وَلَوْلا ذلِكَ لَماتوا كَمَدًا ،
وَلَذابوا حَسَدًا ، وَلكِنَّ كُلَّ إِنْسانٍ -
وَإِنْ كانَ يَرى أَنَّه حاسِدٌ في شَيْءٍ - فَهُوَ يَرى أَنَّه مَحْسودٌ في شَيْءٍ !
::::::::::::
كانَ يُقالُ : لا يَزالُ النّاسُ بِخَيْرٍ ما تَعَجَّبوا مِنَ الْعَجَبِ ! قالَ الشّاعِرُ :
وَهُلْكُ الْفَتى أَلّا يَراحَ إِلَى النَّدى =وَأَلّا يَرى شَيْئًا عَجيبًا فَيَعْجَبا
قالَ بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللّهِ الْمُزَنيُّ : كُنّا نَعْجَبُ مِنْ دَهْرٍ لا يَتَعَجَّبُ أَهْلُه مِنَ الْعَجَبِ ،
فَقَدْ صِرْنا في دَهْرٍ لا يَسْتَحْسِنُ أَهْلُهُ الْحَسَنَ ! وَمَنْ لا يَسْتَحْسِنُِ
الْحَسَنَ لَمْ يَسْتَقْبِحِ الْقَبيحَ ! وَقالَ بَعْضُهُمُ : الْعَجَبُ تَرْكُ التَّعَجُّبِ مِنَ الْعَجَبِ !
::::::::::::
واللّغتان إذا التقتا في اللّسان الواحد؛
أدخلت كل واحدة منهما الضيم على صاحبتها
_البيان والتبيين_
..............
وفقكم الله.
وفقكم الله.