- إنضم
- 22 جوان 2011
- المشاركات
- 2,636
- نقاط التفاعل
- 1,829
- النقاط
- 191
الحق سلاحي، تم حظره "حظر دائم". السبب: مخالفة القوانين / إستخدام ألفاظ نابيه وخادشة للحياء.
السلام عليكم ورحمة الله
نتذكر جميعاً الحديث الذي يصف الصحابي الذي قالوا عنه أصحابه: "ما أجزأ منا اليوم أحد كما أجزأ فلان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أما أنه من أهل النار»، ...فجرح الرجل جرحاً شديداً فاستعجل الموت فوضع نصل سيفه بالأرض وذبابه بين ثدييه ثم تحامل على سيفه فقتل نفسه" (صحيح البخاري:2898)، بالرغم أنه كان مجاهداً في سبيل الله! ونحن نعلم ماذا يعني لنا بأنه مجاهد وما هو فضل المجاهد، ولكنه من أهل النار..
الانتحار ما هو إلا سخط من العبد على قضاء الله وقدره وعدم الرضا بما كتبه الله عليه، وعدم تحمل الأذى الذي قد يكون أوشك على الانتهاء ولكنكم قوم تستعجلون، فكثيراً منّا قد يكون قريب من محطة الوصول والعبور إلى بر الأمان وقبل الوصول بقليل يفقد صبره ويستعجل الموت يأساً من حياته مكتئباً من حاضره، فمهما كانت ظروفك وأحوالك ومهما كان البلاء الذي أنت فيه لا يحق لك قتل نفسك لأنها ببساطة ليست من حقك، إنها ملك الله الذي وضع أمانته فيك لتعبده حق العبادة يعلم بحالك ويرى مكانك ويعلم سرك وجهرك، يبتليك ليطهرك من ذنوبك حتى تلقاه بدون ذنوب، فما عذاب الدنيا من عذاب الآخرة إلا قليل، فهل تنقل نفسك من العذاب الأدنى إلى العذاب الأكبر..
فكم من المحن والبلوى التي مررت به في حياتك وخفف الله عنك؟ كم من مصائب مرت بك ونجاك الله في السابق..؟ كم مره دعوته أن يخفف عنك ما أنت فيه فاستجاب لك؟ أتتذكر ذلك اليوم الذي كنت فيه تتنفس الصعداء وحطمتك قيود اليأس، وكان الهم رفيقك وكانت الدنيا أظلمت عليك من كل جانب، وناديت يا الله فنجاك ورأف بحالك؟ أنسيت أم تتناسى أم أنك ممن ينكرون المعروف؟! فما أنت فيه من هم وحزن فهو لغيرك قليل، بل بعضهم يحسدك على ما أنت فيه، وبعضهم قد يتمنى أن تكون بلواه مثل بلواك! قال الله تعالى: {... وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا . وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا ۚ وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا} [النساء:29-30].
إن الإحصاءات تؤكد أن أغلب المنتحرين كانوا يعانون من اضطرابات نفسية وعصبية زائدة، وفقدان الأمل واليأس من الحياة بأكملها، بل أن كثيراً منهم مدمنون الكحوليات والمخدرات، وكثيراً منهم فقدوا الحبيب أو فشلوا في العلاقات الزوجية، وكثيراً منهم فشلوا أكثر من مرة في محاولات الانتحار، ومنهم من شوه نفسه بالنار وأصبح حتى غير قادر على الحركة، ومنهم من شلة أركانه، ومنهم من ندم أشد الندم، ومنهم ومنهم..
ولكن الحقيقة إذا التقينا مع كل المنتحرين المنجون من عملية الانتحار تجدهم مشتركون في شيء واحد وهو توقعهم أن بعد الانتحار أخف عذاباً وألماً من هذه الحياة! وهذا فكر عقيم، ولذلك قال أحد السلف: "ذنب المسلم جهل منه"، هم يجهلون بالفعل ما هي عقوبة المنتحرعند الله، يرددون دائمًا بأن الله غفوراً رحيما، ولكن الله وضع قوانين لهذا الكون العظيم وجعل عقاباً لمن يخالفه، وقال عن نفسه سبحانه بأنه غافر الذنب وقابل التوب ولكنه شديد العقاب، فلا بد لمن يفكر في الانتحار يعرف أولاً ماذا عند الله للمنتحر.
ولكن المسلم الحق الذي رسخ الإيمان في قلبه وجب عليه أن يعلم أنه مخلوق في كبد، ويعلم علم اليقين بأن الدنيا ليس دار مستقر، وإنما هي دار ممر والسعادة والراحة لا توجد إلا في الجنة، التي يعمل المسلم لها طوال حياته الدنيا، فعندما يفكر في الانتحار في الدنيا يكون قد ضعف دينه وإيمانه إلى درجه عالية جداً، وهانت عليه نفسه فقتلها ظانًّ أنه ارتاح من الدنيا ومشاكلها وهمومها، ولا يدري بأن الله توعد للمنتحر فقال سبحانه: {وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا ۚ وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا} [النساء:30]، بل لا يجوز للمسلم أن يدعو على نفسه حتى لا تكون هناك ساعة إجابة، لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به، فإن كان لا بد متمنياً فليقل اللهم أحيني ما كانت الحياة خيراً لي وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي..
فنصيحتي للشاب الذي فكر ولو للحظات في الانتحار..
أقول له: لم يخلقنا الله للهروب من المشاكل، وإنما خلق الله هذه الحياة وجعل الكبد للإنسان ملازماً، وجعل لمن يعمل أجراً وجعل للنجاح عملاً، وجعل للجائزة الكبرى -الجنة- كفاحاً حتى تلقاه، لا تتتخيل بأنك وحدك في بلوك، فأنظر حولك.. هل ترى إلا مبتلى أو منكوب، أو حزين؟ ولو ذكرت نعم الله عليك لن تحصيها، ولكن الإنسان لظلوم كفار، يكفر بنعم الله عليه التي لا تعد ولا تحصى..
فإذا راودك شيطانك وأراد بك الكفر فاستعذ بالله منه، إن كيده ضعيفًا، وحافظ على الصلوات في وقتها والأذكار اليومية من أذكار الصباح والمساء وغيرها، وعليك بأية الكرسي وآخر آيتين من سورة البقرة، عليك بالاستغفار والذكر والورد اليومي من القرآن، يجب عليك ألا تكون عاطلاً أبداً حتى ولو لم تجد عملاً اعمل أي عمل تجده أمامك ليس عيباً ولكن لا تجلس فارغاً، كن رفيقاً للإيجابيين وابتعد عن السلبيين المتشائمين، جدد حياتك ونشاطك غير مكانك الذي أنت به فترات طويلة، غير شكل غرفة نومك، انزع الصور التي بالجدران في بيتك..
متى آخر مرة سمعت سورة البقرة، متى آخر خاتمة من القرآن انتهيت منها، متى آخر زيارة للمرضى المتألمون بالمستشفيات، متى آخر رحلة استجمام لك.. نعم أنت تحتاج لرحلة تغير بها نشاطك وطاقتك وتبعد قليلاً عن نفس الوجوه التي تراها كل يوم..
هل لك رياضة تمارسها يجب عليك أن تبدأ الآن إن لم يكن لديك، هل تصل رحمك جرب ولن تخسر شيئ، هل تصلي الفجر أدعوك أن تحافظ على صلاة الفجر فهي السعادة والسرور لمن عرفها وستكون في معية الله حتى تمسي ويبشرك الله بالنور التام يوم القيامة فهنيئ لمن صلى الفجر في جماعة، قال الإمام بن تيمية رحمه الله: "إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة"، فالسعادة في ذكر الله والقرب منه وعندما يزيد الإيمان تزيد السعادة والعكس صحيح قال الله تعالى: {... فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى . وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا ...} [طه:123-124].
ولا ننسى في النهاية أن نذكر بأن ما أصابنا من مصائب فبما كسبت أيدينا، ويعفو الله عن كثيراً من الذنوب والمعاصي، فالتوبة والرجوع إلى الله بداية الطريق للحصول على التوازن النفسي والسعادة الدنيوية، التي هي الطريق إلى الجنة.المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
نتذكر جميعاً الحديث الذي يصف الصحابي الذي قالوا عنه أصحابه: "ما أجزأ منا اليوم أحد كما أجزأ فلان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أما أنه من أهل النار»، ...فجرح الرجل جرحاً شديداً فاستعجل الموت فوضع نصل سيفه بالأرض وذبابه بين ثدييه ثم تحامل على سيفه فقتل نفسه" (صحيح البخاري:2898)، بالرغم أنه كان مجاهداً في سبيل الله! ونحن نعلم ماذا يعني لنا بأنه مجاهد وما هو فضل المجاهد، ولكنه من أهل النار..
الانتحار ما هو إلا سخط من العبد على قضاء الله وقدره وعدم الرضا بما كتبه الله عليه، وعدم تحمل الأذى الذي قد يكون أوشك على الانتهاء ولكنكم قوم تستعجلون، فكثيراً منّا قد يكون قريب من محطة الوصول والعبور إلى بر الأمان وقبل الوصول بقليل يفقد صبره ويستعجل الموت يأساً من حياته مكتئباً من حاضره، فمهما كانت ظروفك وأحوالك ومهما كان البلاء الذي أنت فيه لا يحق لك قتل نفسك لأنها ببساطة ليست من حقك، إنها ملك الله الذي وضع أمانته فيك لتعبده حق العبادة يعلم بحالك ويرى مكانك ويعلم سرك وجهرك، يبتليك ليطهرك من ذنوبك حتى تلقاه بدون ذنوب، فما عذاب الدنيا من عذاب الآخرة إلا قليل، فهل تنقل نفسك من العذاب الأدنى إلى العذاب الأكبر..
فكم من المحن والبلوى التي مررت به في حياتك وخفف الله عنك؟ كم من مصائب مرت بك ونجاك الله في السابق..؟ كم مره دعوته أن يخفف عنك ما أنت فيه فاستجاب لك؟ أتتذكر ذلك اليوم الذي كنت فيه تتنفس الصعداء وحطمتك قيود اليأس، وكان الهم رفيقك وكانت الدنيا أظلمت عليك من كل جانب، وناديت يا الله فنجاك ورأف بحالك؟ أنسيت أم تتناسى أم أنك ممن ينكرون المعروف؟! فما أنت فيه من هم وحزن فهو لغيرك قليل، بل بعضهم يحسدك على ما أنت فيه، وبعضهم قد يتمنى أن تكون بلواه مثل بلواك! قال الله تعالى: {... وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا . وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا ۚ وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا} [النساء:29-30].
إن الإحصاءات تؤكد أن أغلب المنتحرين كانوا يعانون من اضطرابات نفسية وعصبية زائدة، وفقدان الأمل واليأس من الحياة بأكملها، بل أن كثيراً منهم مدمنون الكحوليات والمخدرات، وكثيراً منهم فقدوا الحبيب أو فشلوا في العلاقات الزوجية، وكثيراً منهم فشلوا أكثر من مرة في محاولات الانتحار، ومنهم من شوه نفسه بالنار وأصبح حتى غير قادر على الحركة، ومنهم من شلة أركانه، ومنهم من ندم أشد الندم، ومنهم ومنهم..
ولكن الحقيقة إذا التقينا مع كل المنتحرين المنجون من عملية الانتحار تجدهم مشتركون في شيء واحد وهو توقعهم أن بعد الانتحار أخف عذاباً وألماً من هذه الحياة! وهذا فكر عقيم، ولذلك قال أحد السلف: "ذنب المسلم جهل منه"، هم يجهلون بالفعل ما هي عقوبة المنتحرعند الله، يرددون دائمًا بأن الله غفوراً رحيما، ولكن الله وضع قوانين لهذا الكون العظيم وجعل عقاباً لمن يخالفه، وقال عن نفسه سبحانه بأنه غافر الذنب وقابل التوب ولكنه شديد العقاب، فلا بد لمن يفكر في الانتحار يعرف أولاً ماذا عند الله للمنتحر.
ولكن المسلم الحق الذي رسخ الإيمان في قلبه وجب عليه أن يعلم أنه مخلوق في كبد، ويعلم علم اليقين بأن الدنيا ليس دار مستقر، وإنما هي دار ممر والسعادة والراحة لا توجد إلا في الجنة، التي يعمل المسلم لها طوال حياته الدنيا، فعندما يفكر في الانتحار في الدنيا يكون قد ضعف دينه وإيمانه إلى درجه عالية جداً، وهانت عليه نفسه فقتلها ظانًّ أنه ارتاح من الدنيا ومشاكلها وهمومها، ولا يدري بأن الله توعد للمنتحر فقال سبحانه: {وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا ۚ وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا} [النساء:30]، بل لا يجوز للمسلم أن يدعو على نفسه حتى لا تكون هناك ساعة إجابة، لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به، فإن كان لا بد متمنياً فليقل اللهم أحيني ما كانت الحياة خيراً لي وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي..
فنصيحتي للشاب الذي فكر ولو للحظات في الانتحار..
أقول له: لم يخلقنا الله للهروب من المشاكل، وإنما خلق الله هذه الحياة وجعل الكبد للإنسان ملازماً، وجعل لمن يعمل أجراً وجعل للنجاح عملاً، وجعل للجائزة الكبرى -الجنة- كفاحاً حتى تلقاه، لا تتتخيل بأنك وحدك في بلوك، فأنظر حولك.. هل ترى إلا مبتلى أو منكوب، أو حزين؟ ولو ذكرت نعم الله عليك لن تحصيها، ولكن الإنسان لظلوم كفار، يكفر بنعم الله عليه التي لا تعد ولا تحصى..
فإذا راودك شيطانك وأراد بك الكفر فاستعذ بالله منه، إن كيده ضعيفًا، وحافظ على الصلوات في وقتها والأذكار اليومية من أذكار الصباح والمساء وغيرها، وعليك بأية الكرسي وآخر آيتين من سورة البقرة، عليك بالاستغفار والذكر والورد اليومي من القرآن، يجب عليك ألا تكون عاطلاً أبداً حتى ولو لم تجد عملاً اعمل أي عمل تجده أمامك ليس عيباً ولكن لا تجلس فارغاً، كن رفيقاً للإيجابيين وابتعد عن السلبيين المتشائمين، جدد حياتك ونشاطك غير مكانك الذي أنت به فترات طويلة، غير شكل غرفة نومك، انزع الصور التي بالجدران في بيتك..
متى آخر مرة سمعت سورة البقرة، متى آخر خاتمة من القرآن انتهيت منها، متى آخر زيارة للمرضى المتألمون بالمستشفيات، متى آخر رحلة استجمام لك.. نعم أنت تحتاج لرحلة تغير بها نشاطك وطاقتك وتبعد قليلاً عن نفس الوجوه التي تراها كل يوم..
هل لك رياضة تمارسها يجب عليك أن تبدأ الآن إن لم يكن لديك، هل تصل رحمك جرب ولن تخسر شيئ، هل تصلي الفجر أدعوك أن تحافظ على صلاة الفجر فهي السعادة والسرور لمن عرفها وستكون في معية الله حتى تمسي ويبشرك الله بالنور التام يوم القيامة فهنيئ لمن صلى الفجر في جماعة، قال الإمام بن تيمية رحمه الله: "إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة"، فالسعادة في ذكر الله والقرب منه وعندما يزيد الإيمان تزيد السعادة والعكس صحيح قال الله تعالى: {... فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى . وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا ...} [طه:123-124].
ولا ننسى في النهاية أن نذكر بأن ما أصابنا من مصائب فبما كسبت أيدينا، ويعفو الله عن كثيراً من الذنوب والمعاصي، فالتوبة والرجوع إلى الله بداية الطريق للحصول على التوازن النفسي والسعادة الدنيوية، التي هي الطريق إلى الجنة.