الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فالأصل أن الأرض تأكل الأجساد.
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((كل ابن آدم يأكله التراب إلا عجب الذنب منه خلق وفيه يركب)) أخرجه مسلم.
وقد استثني أجساد الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.
عن أوس بن أوس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله عز وجل قد حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء عليهم السلام)).
أخرجه النسائي في ((السنن الصغرى)) و((الكبرى)) وأبو داود في ((السنن)) ابن ماجه في ((السنن)) وأحمد في ((المسند)) والدارمي في ((المسند)) وابن أبي شيبة في ((المصنف)) وابن خزيمة في ((صحيحه)) والحاكم في ((المستدرك)) والطبراني في ((الكبير)) و ((الأوسط)) والبزار في ((المسند)) والبيهقي في ((السنن الكبرى)) و ((السنن الصغرى)) و ((الشعب)) و ((معرفة السنن)) و ((الاعتقاد)) وابن جرير في ((تهذيب الآثار)) وأبو نعيم في ((معرفة الصحابة)) وصححه الألباني رحمه الله.
قال الإمام ابن عثيمين رحمه الله في ((شرح رياض الصالحين)): ((واعلم أن الإنسان إذا دفن فإن الأرض تأكله لا يبقى إلا عجب الذنب، وعجب الذنب هذا يكون كالنواة لخلق الناس يوم القيامة، تنبت منه الأجساد، إلا الأنبياء عليهم الصلاة والسلام فإن الأرض لا تأكلهم، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء ) أما غير الأنبياء فإن الأرض تأكل أجسادهم، ولكن قد يمنع الله الأرض أن تأكل أحدًا كرامة له والله الموفق)) اهـ.
وقد أكرم الله سبحانه وتعالى أصحاب الكهف بكرامة، وهي أن الأرض لم تأكل أجسادهم، وذلك بعدما ألقي الله عز وجل عليهم النوم - الموتة الصغرى – فكانوا يقلبون لئلا تأكل الأرض أجسادهم.
قال الله سبحانه وتعالى: {وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظاً وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلّبُهُمْ ذَاتَ اليَمِينِ وَذَاتَ الشّمَالِ} [الكهف: 18].
قال العز بن عبد السلام في ((تفسيره)): ((تقليب النيام لئلا تأكلهم الأرض)) اهـ.
وقال السهيلي في ((الروض الأنف)): ((وَيُقَلّبُونَ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشّمَالِ. لِئَلّا تَأْكُلَهُمْ الْأَرْضُ)) اهـ.
وجاء في ((التفسير الميسر)): ((وتظن -أيها الناظر- أهل الكهف أيقاظًا، وهم في الواقع نيام، ونتعهدهم بالرعاية، فنُقَلِّبهم حال نومهم مرة للجنب الأيمن ومرة للجنب الأيسر؛ لئلا تأكلهم الأرض)) اهـ.
ومن أصيب في جسمه وانهارت قواه فالعلاج الناجع لئلا تأكله الأرض – وهو ما يعرف عند أهل الطب بقرحة السرير – فمن طرق علاجه أن يقلب ذات اليمين وذات الشمال.
هذا، والله أعلم، وبالله التوفيق، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
كتبه
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
العلوص ليبيا: ليلة السبت 17 ذي القعدة سنة 1437 هـ
الموافق لـ: 20 أغسطس سنة 2016 م.
نقلا عن التصفية و التربية.
أما بعد:
فالأصل أن الأرض تأكل الأجساد.
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((كل ابن آدم يأكله التراب إلا عجب الذنب منه خلق وفيه يركب)) أخرجه مسلم.
وقد استثني أجساد الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.
عن أوس بن أوس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله عز وجل قد حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء عليهم السلام)).
أخرجه النسائي في ((السنن الصغرى)) و((الكبرى)) وأبو داود في ((السنن)) ابن ماجه في ((السنن)) وأحمد في ((المسند)) والدارمي في ((المسند)) وابن أبي شيبة في ((المصنف)) وابن خزيمة في ((صحيحه)) والحاكم في ((المستدرك)) والطبراني في ((الكبير)) و ((الأوسط)) والبزار في ((المسند)) والبيهقي في ((السنن الكبرى)) و ((السنن الصغرى)) و ((الشعب)) و ((معرفة السنن)) و ((الاعتقاد)) وابن جرير في ((تهذيب الآثار)) وأبو نعيم في ((معرفة الصحابة)) وصححه الألباني رحمه الله.
قال الإمام ابن عثيمين رحمه الله في ((شرح رياض الصالحين)): ((واعلم أن الإنسان إذا دفن فإن الأرض تأكله لا يبقى إلا عجب الذنب، وعجب الذنب هذا يكون كالنواة لخلق الناس يوم القيامة، تنبت منه الأجساد، إلا الأنبياء عليهم الصلاة والسلام فإن الأرض لا تأكلهم، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء ) أما غير الأنبياء فإن الأرض تأكل أجسادهم، ولكن قد يمنع الله الأرض أن تأكل أحدًا كرامة له والله الموفق)) اهـ.
وقد أكرم الله سبحانه وتعالى أصحاب الكهف بكرامة، وهي أن الأرض لم تأكل أجسادهم، وذلك بعدما ألقي الله عز وجل عليهم النوم - الموتة الصغرى – فكانوا يقلبون لئلا تأكل الأرض أجسادهم.
قال الله سبحانه وتعالى: {وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظاً وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلّبُهُمْ ذَاتَ اليَمِينِ وَذَاتَ الشّمَالِ} [الكهف: 18].
قال العز بن عبد السلام في ((تفسيره)): ((تقليب النيام لئلا تأكلهم الأرض)) اهـ.
وقال السهيلي في ((الروض الأنف)): ((وَيُقَلّبُونَ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشّمَالِ. لِئَلّا تَأْكُلَهُمْ الْأَرْضُ)) اهـ.
وجاء في ((التفسير الميسر)): ((وتظن -أيها الناظر- أهل الكهف أيقاظًا، وهم في الواقع نيام، ونتعهدهم بالرعاية، فنُقَلِّبهم حال نومهم مرة للجنب الأيمن ومرة للجنب الأيسر؛ لئلا تأكلهم الأرض)) اهـ.
ومن أصيب في جسمه وانهارت قواه فالعلاج الناجع لئلا تأكله الأرض – وهو ما يعرف عند أهل الطب بقرحة السرير – فمن طرق علاجه أن يقلب ذات اليمين وذات الشمال.
هذا، والله أعلم، وبالله التوفيق، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
كتبه
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
العلوص ليبيا: ليلة السبت 17 ذي القعدة سنة 1437 هـ
الموافق لـ: 20 أغسطس سنة 2016 م.
نقلا عن التصفية و التربية.
