كيف نتخلص من التردد بسهولة ..
التردد، البطء في اتخاذ القرارات.. الجذور والحلول
ذلك الشعور بالقلق من خطأ القرار بعد تنفيذه، ذلك التفكير المسهب والتحليل المتعب والاحتمالات المرهقة التي تقيد دواخلنا فتبطئ قراراتنا.. حتى أننا في أحيان كثيرة نجد أنفسنا بعد كل ذلك الجهد، أخطأنا القرار فنعود بالندم وتبدأ متاهة جلد الذات والتندم والتحسر ولولا فعلت لما كان وهكذا..
لماذا؟ متى؟ من ؟ ماذا؟ أين؟ وطبعا كيف؟
لما كنت أدرس في الجامعة، كانت لدي فكرة أني سأقع من الحافلة، أو على الأقل سأسقط بالقرب من السائق، لأني كنت لا أجد شيئا أمسك به في المسافة بين باب الحافلة وأول كرسي، فترسخت لدي هذه الفكرة، وبالمقابل كان هناك حافلات فيها أعمدة ومقابض ولكنها قليلة، فكنت أقضي وقتا طويلا في انتظار الحافلة الآمنة، ومرت الأيام وأنا أتأخر عن المحاضرات ويوم التطبيق العملي كان يوما أسودا لدي لأن الحضور إجباري والتأخر غير مسموح به فكنت أقف ساعة، ثم أستسلم وأركب تلك الحافلة المرعبة بالنسبة لي، وأظل ساعة إلا ربع، وهي المدة التي تفصلني عن النزول.. أفكر في طرق لتجنب هذا الموقف أو على الأقل تأخير حدوثه.. وأفشل دوما...
وفي يوم من أيام سنتي الأخيرة في الجامعة، أخبرت صديقة لي بهاجسي فقالت لي ببساطة: وماذا سيحدث مثلا لو سقطت؟ كل الناس تسقط،لم ترهقين فكرك بأمر تافه كهذا.. فكرت في كلامها وحاولت تطبيقه، لكني لم أزل الجذور وأولها الناس، ماذا سيقول الناس، سيضحك علي الناس.. وفي يوم كنت معها فعلا وسقطت قرب السائق لأنه أوقف الحافلة بسرعة.. وتحقق توقعي، لكن الغريب في الأمر بالنسبة لي حينها أنه لم يكن بذلك السوء الذي توقعته، ولم يكن حقا يستحق مني كل هذه التوقعات والانشغال به طوال هذه الأوقات..
لم قلت كل هذا؟ لأن ما نخاف منه يقع بالفعل، وما نتردد في فعله، يحدث لنا بالفعل وما ننتظره لا يأتي أو يعذبنا حتى يأتي.. لسبب جوهري هو أن ذلك التردد ناتج عن الخوف من الفشل، وهذا الأخير أصله فكرة وهي توقع الفشل، وهذه الفكرة أصلها عدم ثقة في النفس، وهي في الأصل عدم ثقة في الله أو بمعنى أصح نسيان الله وعدم التوكل عليه والاستعانة به..
وما علاقة الدين بالموضوع؟ وما الدين أولا؟ الدين هو طريقة العيش، وهو إيمان وتشريع ومنهج كل مجالات الحياة.. لأن الله هو الذي خلقنا لنستمتع بعبادته..
وتلك الفكرة نتج عنها تفكير سلبي وتحليل وغرق في متاهة الأسباب ونسيان مسبب الأسباب..فصدقها العقل وأخبر بها المشاعر فأمرت الهرمونات ليغلي الداخل ويرتج...
ولماذا نشعر به؟ لأن قلبنا معلق بالسبب، كلما أنزلنا قيمتنا أمام شيء أو شخص كلما ذلنا وعذبنا بالتفكير السلبي والاحتمالات والخوف والقلق من الفشل..
أما عن كيف يختفي التردد من حياتنا، فدعونا لا نهرب من التردد لأن المقاومة معناها استفحال المشكلة.. اذا كنا نود الابتعاد عن قرارات خاطئة فسنتوه.. إذن ماذا نريد؟
حسم قرار بدراسة متزنة والحصول على نتيجة مرضية.
ماذا نحتاج: أولا نحتاج استمداد القوة من الله ليرينا أين هو الصواب وهنا دور صلاة الاستخارة .. ثم الاستغفار كثيرا لجلب نور البصيرة..والفتح الرباني والسداد والتوفيق ثم الرضا بالقضاء والقدر وتقبل كل النتائج، فتلك النتيجة يقينا فيها كل الخير فلنبحث عنه وسنجده.. وبهذا نمنع ذلك الرفض الذي يشعل التندم وجلد الذات والحزن والأرضية الخصبة لوساوس الشيطان والاكتئاب والأمراض النفسية وبالتالي الجسدية..
ثانيا: الانشغال بما يفيد، وممارسة الرياضة والهوايات.. فذلك يطور العقل ويجعل الدماغ في صحة جيدة، عكس التفكير السلبي الذي يدمر الذاكرة ويجلب الأمراض كالزهايمر وباركنسون.. وغدا بأمر الله سأضع اكتشافا مذهلا لم نسمع عنه للأسف في عالمنا العربي إلا في النادر، يكشف كوارث وجرائم نرتكبها في حق أدمغتنا...
يومكم هناء وصفاء من رب الأرض والسماء
بقلم: نزهة إبراهيم الفلاح
ذلك الشعور بالقلق من خطأ القرار بعد تنفيذه، ذلك التفكير المسهب والتحليل المتعب والاحتمالات المرهقة التي تقيد دواخلنا فتبطئ قراراتنا.. حتى أننا في أحيان كثيرة نجد أنفسنا بعد كل ذلك الجهد، أخطأنا القرار فنعود بالندم وتبدأ متاهة جلد الذات والتندم والتحسر ولولا فعلت لما كان وهكذا..
لماذا؟ متى؟ من ؟ ماذا؟ أين؟ وطبعا كيف؟
لما كنت أدرس في الجامعة، كانت لدي فكرة أني سأقع من الحافلة، أو على الأقل سأسقط بالقرب من السائق، لأني كنت لا أجد شيئا أمسك به في المسافة بين باب الحافلة وأول كرسي، فترسخت لدي هذه الفكرة، وبالمقابل كان هناك حافلات فيها أعمدة ومقابض ولكنها قليلة، فكنت أقضي وقتا طويلا في انتظار الحافلة الآمنة، ومرت الأيام وأنا أتأخر عن المحاضرات ويوم التطبيق العملي كان يوما أسودا لدي لأن الحضور إجباري والتأخر غير مسموح به فكنت أقف ساعة، ثم أستسلم وأركب تلك الحافلة المرعبة بالنسبة لي، وأظل ساعة إلا ربع، وهي المدة التي تفصلني عن النزول.. أفكر في طرق لتجنب هذا الموقف أو على الأقل تأخير حدوثه.. وأفشل دوما...
وفي يوم من أيام سنتي الأخيرة في الجامعة، أخبرت صديقة لي بهاجسي فقالت لي ببساطة: وماذا سيحدث مثلا لو سقطت؟ كل الناس تسقط،لم ترهقين فكرك بأمر تافه كهذا.. فكرت في كلامها وحاولت تطبيقه، لكني لم أزل الجذور وأولها الناس، ماذا سيقول الناس، سيضحك علي الناس.. وفي يوم كنت معها فعلا وسقطت قرب السائق لأنه أوقف الحافلة بسرعة.. وتحقق توقعي، لكن الغريب في الأمر بالنسبة لي حينها أنه لم يكن بذلك السوء الذي توقعته، ولم يكن حقا يستحق مني كل هذه التوقعات والانشغال به طوال هذه الأوقات..
لم قلت كل هذا؟ لأن ما نخاف منه يقع بالفعل، وما نتردد في فعله، يحدث لنا بالفعل وما ننتظره لا يأتي أو يعذبنا حتى يأتي.. لسبب جوهري هو أن ذلك التردد ناتج عن الخوف من الفشل، وهذا الأخير أصله فكرة وهي توقع الفشل، وهذه الفكرة أصلها عدم ثقة في النفس، وهي في الأصل عدم ثقة في الله أو بمعنى أصح نسيان الله وعدم التوكل عليه والاستعانة به..
وما علاقة الدين بالموضوع؟ وما الدين أولا؟ الدين هو طريقة العيش، وهو إيمان وتشريع ومنهج كل مجالات الحياة.. لأن الله هو الذي خلقنا لنستمتع بعبادته..
وتلك الفكرة نتج عنها تفكير سلبي وتحليل وغرق في متاهة الأسباب ونسيان مسبب الأسباب..فصدقها العقل وأخبر بها المشاعر فأمرت الهرمونات ليغلي الداخل ويرتج...
ولماذا نشعر به؟ لأن قلبنا معلق بالسبب، كلما أنزلنا قيمتنا أمام شيء أو شخص كلما ذلنا وعذبنا بالتفكير السلبي والاحتمالات والخوف والقلق من الفشل..
أما عن كيف يختفي التردد من حياتنا، فدعونا لا نهرب من التردد لأن المقاومة معناها استفحال المشكلة.. اذا كنا نود الابتعاد عن قرارات خاطئة فسنتوه.. إذن ماذا نريد؟
حسم قرار بدراسة متزنة والحصول على نتيجة مرضية.
ماذا نحتاج: أولا نحتاج استمداد القوة من الله ليرينا أين هو الصواب وهنا دور صلاة الاستخارة .. ثم الاستغفار كثيرا لجلب نور البصيرة..والفتح الرباني والسداد والتوفيق ثم الرضا بالقضاء والقدر وتقبل كل النتائج، فتلك النتيجة يقينا فيها كل الخير فلنبحث عنه وسنجده.. وبهذا نمنع ذلك الرفض الذي يشعل التندم وجلد الذات والحزن والأرضية الخصبة لوساوس الشيطان والاكتئاب والأمراض النفسية وبالتالي الجسدية..
ثانيا: الانشغال بما يفيد، وممارسة الرياضة والهوايات.. فذلك يطور العقل ويجعل الدماغ في صحة جيدة، عكس التفكير السلبي الذي يدمر الذاكرة ويجلب الأمراض كالزهايمر وباركنسون.. وغدا بأمر الله سأضع اكتشافا مذهلا لم نسمع عنه للأسف في عالمنا العربي إلا في النادر، يكشف كوارث وجرائم نرتكبها في حق أدمغتنا...
يومكم هناء وصفاء من رب الأرض والسماء
بقلم: نزهة إبراهيم الفلاح
آخر تعديل بواسطة المشرف: