تعاني إسرائيل أزمة هوية شاملة تتصل بطبيعة تكوينها كخليط من السكان الشرعيين (الفلسطينيين) الذين تبقوا في الأراضي المحتلة في 1948م التي قامت عليها الدولة، ومجموعات المستوطنين المهاجرين من مناطق مختلفة من العالم، الذين جاء كل منهم بخلفية ثقافية وحضارية متميزة. وإذا كانت الأيديولوجية الصهيونية قد استثنت فلسطينيي 48 من عملية الدمج في الأطر الثقافية والسياسية الصهيونية، نظرًا إلى طبيعتهم الخاصة كأقلية ليست عادية، لكونهم أصحاب الحق الأصيل في فلسطين، ولكن بسبب الوجود الإسرائيلي تحول أصحاب الحق بالقوة إلى أقلية مقهورة بحكم الأمر الواقع المرير، وهي مختلفة لغويًّا وحضاريًّا ودينيًّا عن الأغلبية الغازية، فإن الصهيونية قد فشلت أيضا في صهر الجماعات اليهودية المختلفة التي تتكون منها الأغلبية الغازية، رغم مرور أكثر من خمسين عامًا على إنشاء إسرائيل، وبوجه خاص مجموعتين عرقيتين هما اليهود الشرقيون (يهود العالم الإسلامي) والروس، مع اختلاف أسباب عدم انصهار كل مجموعة