درجات الحب وعلاماته وشروطه
الحب، درجاته، علاماته، شروطه، أنواعه، هرمونات التحكم فيه..
تحدثنا في سلسلة في الحب يقولون عن كثير من روائع هذا الشعور الحاسم في سعادتنا.. واليوم بأمر الله سننظر له من ناحية جديدة، وعلاقته بسنن الله في الكون..
هو كسائر جنود الله في كونه يخضع لطريق واحد والله خلق في كل الحياة طريقين: الخير والشر.. الله أو باقي الآلهة من هوى وشيطان..
وتعالوا نضرب مثالا: متسلق الجبال لديه طريقتين للوصول إلى القمة: إما حبل يربطه بالقمة،فيتسلق مطمئنا، حتى إن زلت يده أو قدمه لا يقع، بل يبقى حرا في الهواء مرتبطا بأعلى القمة بالحبل،
أو التسلق الحر يكون لديه أدوات يثبتها أولا بأول وهو يتسلق، وهنا الخطر لأن المغامرة يمكن أن تكون قاتلة..
وهكذا في الحب، إما أن يرتبط بالله فيكون آمنا، هانئا، منعما للمحب والمحبوب.. أو انتظار، قلق، اضطراب، خوف، شك، وساوس..
من قوانين الحب، أنه خال من الألم، مفعم بالمتعة وسعادة القلب وروعة الحياة في عين المحب والمحبوب...فإن ظهر الألم اختفى الحب وعشش التعلق والعذاب، والحب قبره انتظار المقابل أو التقدير، وقاتله الأول التملك، فالقاعدة أن المحب ملك لله وهو خالقه وكذلك الأمر بالنسبة للمحبوب..
فحرية الطرفين لابد أن تحترم.. وعند الخطأ، يجب ألا يلتصق بصاحبه، فالإنسان مكرم والفعل يناقش، أما التعلق فعند الخطأ تكون الدموع والآهات والألم وخانني وأهانني ولم يحترمني وهكذا " ني" هي التي تربط فعل المحبوب بالمحب فتشعل نار قلبه ويطير الحب رويدا رويدا ليحتل مكانه التعلق..
والحب يبدأ بقرار الحب، وبنية الحب،
أول درجاته بعد تحقيق درجة جيدة من حب الله للبناء عليها، ثم حب النفس للاكتفاء الذاتي: هي التقبل والوعي بأن الآخر بشر خطاء ناقص، ونفض الأحكام عنه داخلك والاحتفاظ برأيك عنه إنسان مكرم وكفى ثم يبدأ الود وحسن التعامل، ويرتقي بالمراعاة والتماس العذر، ويتغذى على حب الله والتسابق على إرضائه، وقمة حلاوته حين يكون قلبك ملك ربك يحركه الحب ولا يذله شيء.....
من قوانين الحب ألا تسلم قلبك للمحبوب، فإنه سيجعله إلها يلبي أوامره وينسى خالق المحب والمحبوب، ولا تنس أن القلب متقلب غدار إن صار صبيا في ورشة الهوى متقنا للتعذيب، ولكن سلم محبوبك لله وفوض أمرك فيه إلى خالقه، عامله بحب لكن: الله أولا ثم نفسك ثم هو، إن اختل هذا الترتيب في تعاملك، أتى يوم لم يقدر فيه عطاءاتك اللامحدودة وخذلك، فتجد نفسك منهارا على رصيف التضحية تندب أيامك وتولول وتجتر الماضي وما فعلت...
تعقل تنجو أو كن مجنونا واندم...أنت الحَكم... والحب لا شروط فيه، لا شكل ولا جوهر، تحب لأنه هو وكفى، فمثلا ابني منحرف فاجر،هذا يعني ألا أحبه؟ أو أمي قاسية متسلطة أو أخي يضربني هل أكرههم لأنهم يفعلون ذلك أم أحبهم حبا لله وامتثالا لأمره لي بحبهم؟
وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا (112) سورة طه
أما التعلق تتحكم فيه هرمونات لأن فيه الشوق واللهفة والألم والحسرة والانتظار والشعور بالكسرة والعشق والهيام والصبابة والغرام وعلى سبيل المثال: تعريف الغرام، يعني حرفياً : التَعلُّق بالشيء تَعلُّقاً لا يُستطاع التَخلّص منه. وتعني أيضاً "العذاب الدائم الملازم" ; وقد ورد في القرآن : ﴿إن عذابها كان غراما). والمغرم : المولع بالشيء لا يصبر على مفارقته. وأُغرم بالشيء : أولع به. فهو مُغرم ..
أما الحب فالهرمونات التي تتحكم فيه هي هرمونات السعادة، الراحة، الاسترخاء، كالميلاتونين والدوبامين .. لماذا؟ لأن تلك الأفعال الصادرة من المحب، صدرت لله فكان الجواب الطبيعي السعادة، مهما كانت ردة فعل المحبوب لأن المحب يطبق قانون التركيز فجعل مشاعره مركزة مع الله متعلقة به لا بالبشر.. وبهذا يصير القلب لله والدماغ لا يترجم إلا أفكارا سعيدة، والخيال لا يجلب إلا صورا رائعة وفق ما قُدِّم له وبالضرورة تستجيب المشاعر بالراحة والهناء..
أقوى علاماته: استقلال الشعور عن أفعال المحبوب..
أقوى شروطه: اللاشرط
أعلى درجاته: الإحسان أي عبادة الله في كل شيء كأننا نراه..
أنواعه: حب الله، حب الرسول صلى الله عليه وسلم، حب الناس..طبعا المقربون أولى وهكذا..
لا مكان للأشياء في الحب،ذلك هو التعلق.. فالأشياء نستمتع بها نتقرب بها إلى الله، نشكر الله عليها وبها، لكن لا مشاعر تجاهها سوى التأمل فيها والتفكر والتنعم..
يومكم حب وروائع من الرحيم الواسع..الحب، درجاته، علاماته، شروطه، أنواعه، هرمونات التحكم فيه..
تحدثنا في سلسلة في الحب يقولون عن كثير من روائع هذا الشعور الحاسم في سعادتنا.. واليوم بأمر الله سننظر له من ناحية جديدة، وعلاقته بسنن الله في الكون..
هو كسائر جنود الله في كونه يخضع لطريق واحد والله خلق في كل الحياة طريقين: الخير والشر.. الله أو باقي الآلهة من هوى وشيطان..
وتعالوا نضرب مثالا: متسلق الجبال لديه طريقتين للوصول إلى القمة: إما حبل يربطه بالقمة،فيتسلق مطمئنا، حتى إن زلت يده أو قدمه لا يقع، بل يبقى حرا في الهواء مرتبطا بأعلى القمة بالحبل،
أو التسلق الحر يكون لديه أدوات يثبتها أولا بأول وهو يتسلق، وهنا الخطر لأن المغامرة يمكن أن تكون قاتلة..
وهكذا في الحب، إما أن يرتبط بالله فيكون آمنا، هانئا، منعما للمحب والمحبوب.. أو انتظار، قلق، اضطراب، خوف، شك، وساوس..
من قوانين الحب، أنه خال من الألم، مفعم بالمتعة وسعادة القلب وروعة الحياة في عين المحب والمحبوب...فإن ظهر الألم اختفى الحب وعشش التعلق والعذاب، والحب قبره انتظار المقابل أو التقدير، وقاتله الأول التملك، فالقاعدة أن المحب ملك لله وهو خالقه وكذلك الأمر بالنسبة للمحبوب..
فحرية الطرفين لابد أن تحترم.. وعند الخطأ، يجب ألا يلتصق بصاحبه، فالإنسان مكرم والفعل يناقش، أما التعلق فعند الخطأ تكون الدموع والآهات والألم وخانني وأهانني ولم يحترمني وهكذا " ني" هي التي تربط فعل المحبوب بالمحب فتشعل نار قلبه ويطير الحب رويدا رويدا ليحتل مكانه التعلق..
والحب يبدأ بقرار الحب، وبنية الحب،
أول درجاته بعد تحقيق درجة جيدة من حب الله للبناء عليها، ثم حب النفس للاكتفاء الذاتي: هي التقبل والوعي بأن الآخر بشر خطاء ناقص، ونفض الأحكام عنه داخلك والاحتفاظ برأيك عنه إنسان مكرم وكفى ثم يبدأ الود وحسن التعامل، ويرتقي بالمراعاة والتماس العذر، ويتغذى على حب الله والتسابق على إرضائه، وقمة حلاوته حين يكون قلبك ملك ربك يحركه الحب ولا يذله شيء.....
من قوانين الحب ألا تسلم قلبك للمحبوب، فإنه سيجعله إلها يلبي أوامره وينسى خالق المحب والمحبوب، ولا تنس أن القلب متقلب غدار إن صار صبيا في ورشة الهوى متقنا للتعذيب، ولكن سلم محبوبك لله وفوض أمرك فيه إلى خالقه، عامله بحب لكن: الله أولا ثم نفسك ثم هو، إن اختل هذا الترتيب في تعاملك، أتى يوم لم يقدر فيه عطاءاتك اللامحدودة وخذلك، فتجد نفسك منهارا على رصيف التضحية تندب أيامك وتولول وتجتر الماضي وما فعلت...
تعقل تنجو أو كن مجنونا واندم...أنت الحَكم... والحب لا شروط فيه، لا شكل ولا جوهر، تحب لأنه هو وكفى، فمثلا ابني منحرف فاجر،هذا يعني ألا أحبه؟ أو أمي قاسية متسلطة أو أخي يضربني هل أكرههم لأنهم يفعلون ذلك أم أحبهم حبا لله وامتثالا لأمره لي بحبهم؟
وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا (112) سورة طه
أما التعلق تتحكم فيه هرمونات لأن فيه الشوق واللهفة والألم والحسرة والانتظار والشعور بالكسرة والعشق والهيام والصبابة والغرام وعلى سبيل المثال: تعريف الغرام، يعني حرفياً : التَعلُّق بالشيء تَعلُّقاً لا يُستطاع التَخلّص منه. وتعني أيضاً "العذاب الدائم الملازم" ; وقد ورد في القرآن : ﴿إن عذابها كان غراما). والمغرم : المولع بالشيء لا يصبر على مفارقته. وأُغرم بالشيء : أولع به. فهو مُغرم ..
أما الحب فالهرمونات التي تتحكم فيه هي هرمونات السعادة، الراحة، الاسترخاء، كالميلاتونين والدوبامين .. لماذا؟ لأن تلك الأفعال الصادرة من المحب، صدرت لله فكان الجواب الطبيعي السعادة، مهما كانت ردة فعل المحبوب لأن المحب يطبق قانون التركيز فجعل مشاعره مركزة مع الله متعلقة به لا بالبشر.. وبهذا يصير القلب لله والدماغ لا يترجم إلا أفكارا سعيدة، والخيال لا يجلب إلا صورا رائعة وفق ما قُدِّم له وبالضرورة تستجيب المشاعر بالراحة والهناء..
أقوى علاماته: استقلال الشعور عن أفعال المحبوب..
أقوى شروطه: اللاشرط
أعلى درجاته: الإحسان أي عبادة الله في كل شيء كأننا نراه..
أنواعه: حب الله، حب الرسول صلى الله عليه وسلم، حب الناس..طبعا المقربون أولى وهكذا..
لا مكان للأشياء في الحب،ذلك هو التعلق.. فالأشياء نستمتع بها نتقرب بها إلى الله، نشكر الله عليها وبها، لكن لا مشاعر تجاهها سوى التأمل فيها والتفكر والتنعم..
بقلم: نزهة إبراهيم الفلاح
آخر تعديل: