فارس البوح
:: عضو مُتميز ::
سيّدتي الغالية..
إن كانتْ تهمّكِ.. أخباري.!!
إنّي وكّلتُ قلمي.. قرطاسي.. ودواة الأحبارِ..
وسيّدا محترما اسمه.. ساعي البريد..
ليبلّغوكِ أولا بأوّل.. أخر أخباري..
وكثرة أسفاري..
آسف سيّدتي.. ما عدتُ أرسل لك حمامة زاجلة..
فقد انتحرتْ.. في هذا الزّمن الموبوء.. بالموتِ والانتحارِ..
***
وإن كنتِ تودّين.. قراءة خربشاتي.. قُبيْل نومكِ..
سأرسل لك.. جنوني الّذي تلبسهُ أشعاري..
سأرسل لكِ طردا.. محمّلا.. بلفائف ورق..
بربطات حمراء.. معطّرة بحبّ.. وشّوق..
ومنثور ورد مجفّف.. وبرقش الأزهارِ..
***
سيّدتي الغالية..
أقرئكِ سلامي.. وأخبركِ أنّ شوقي إليكِ.. قد أعياني..
وإنّي لأرى طيف وجهك الباسم.. مرسوما.. في كلّ مكان..
يصاحبني دوما.. في ثوائي.. وأسفاري..
في شوارع المدن.. في مقاهيها.. في حوانيتها..
في محطّات القطارِ..
وفي كلّ الأمصارِ..
***
أنتظر.. أنتظر.. أنتظر..
إنّي سئمت الوقوف طويلا.. في طابور الانتظارِ..
ذات يوم.. بمشيئة الله.. بمشيئة الأقدارِ..
سأعود وألقاكِ.. سيّدتي..
وإن طال الغياب.. وعزّ اللّقاء..
أقول إنّي لأحبّكِ..
وأقدّم إليكِ.. "أشدّ اعتذاري"..
