ﻗﺎﻝ ﺍﻷﺻﻤﻌﻲ: ( ﺃﻗﺒﻞ ﻋﻠﻲ ﺃﻋﺮﺍﺑﻲ ﺟﻠﻒ ﺟﺎﻑ ﻋﻠﻰ ﻗﻌﻮﺩ ﻟﻪ،
ﻣﺘﻘﻠﺪﺍ ﺳﻴﻔﻪ، ﻭﺑﻴﺪﻩ ﻗﻮﺱ، ﻓﺪﻧﺎ ﻭﺳﻠﻢ، ﻭﻗﺎﻝ ﻣﻦ ﺃﻳﻦ
ﺃﻗﺒﻠﺖ ؟
ﻗﻠﺖ : ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻥ ﻳﺘﻠﻰ ﻓﻴﻪ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ، ﻗﺎﻝ: ﺃﻭ ﻟﻠﺮﺣﻤﻦ ﻛﻼﻡ ﻳﺘﻠﻮﻩ ﺍﻵﺩﻣﻴﻮﻥ؟!
ﻓﻘﻠﺖ : ﻧﻌﻢ ﻳﺎ ﺃﻋﺮﺍﺑﻲ
ﻓﻘﺎﻝ: ﺍﺗﻞ ﻋﻠﻲ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻨﻪ
ﻓﺎﺑﺘﺪﺃﺕ ﺑﺴﻮﺭﺓ: ﺍﻟﺬﺍﺭﻳﺎﺕ ﺫﺭﻭﺍ
ﺣﺘﻰ ﺍﻧﺘﻬﻴﺖ ﺇﻟﻰ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : (ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺭﺯﻗﻜﻢ ﻭﻣﺎ
ﺗﻮﻋﺪﻭﻥ )
ﻗﺎﻝ ﺍﻷﻋﺮﺍﺑﻲ: ﻫﺬﺍ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ؟
ﻗﻠﺖ : ﺇﻱ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺑﻌﺚ ﻣﺤﻤﺪﺍ ﺑﺎﻟﺤﻖ ﺇﻧﻪ ﻟﻜﻼﻣﻪ ﺃﻧﺰﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻪ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ .
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻲ: ﺣﺴﺒﻚ، ﻓﻘﺎﻡ ﺇﻟﻰ ﻧﺎﻗﺘﻪ ﻓﻨﺤﺮﻫﺎ ﺑﺴﻴﻔﻪ، ﻭﻗﻄﻌﻬﺎ ﻗﻄﻌﺎ ﺑﺠﻠﺪﻫﺎ
ﻭﻗﺎﻝ: ﺃﻋﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺗﻔﺮﻗﺘﻬﺎ ، ﻓﻮﺯﻋﻨﺎﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺃﻗﺒﻞ ﻭﺃﺩﺑﺮ ﺛﻢ ﻛﺴﺮ ﺳﻴﻔﻪ، ﻭﻗﻮﺳﻪ، ﻭﺟﻌﻠﻬﺎ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﺮﻣﻠﺔ، ﻭﻭﻟﻰ ﻣﺪﺑﺮﺍ ﻧﺤﻮ
ﺍﻟﺒﺎﺩﻳﺔ ﻭﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ:
(ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺭﺯﻗﻜﻢ ﻭﻣﺎ ﺗﻮﻋﺪﻭﻥ) ﻳﺮﺩﺩﻫﺎ ، ﻓﻠﻤﺎ ﻏﺎﺏ ﻋﻨﻲ ؛
ﺃﻗﺒﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻲ ﺃﻟﻮﻣﻬﺎ
ﻗﻠﺖ : ﻳﺎ ﺃﺻﻤﻌﻲ، ﻗﺮﺃﺕ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻣﻨﺬ ﺛﻼﺛﻴﻦ ﺳﻨﺔ ﻭﻣﺮﺭﺕ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﻭﺃﺷﺒﺎﻫﻬﺎ ﻓﻠﻢ ﺗﺘﻨﺒﻪ ﻟﻤﺎ ﺗﻨﺒﻪ ﻟﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻋﺮﺍﺑﻲ!.
ﻓﺤﺠﺠﺖ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻣﻊ ﻫﺎﺭﻭﻥ ﺍﻟﺮﺷﻴﺪ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻓﺒﻴﻨﻤﺎ ﺃﻧﺎ ﺃﻃﻮﻑ ﺑﺎﻟﻜﻌﺒﺔ ﺇﺫﺍ ﺑﻬﺎﺗﻒ ﻳﻬﺘﻒ ﺑﺼﻮﺕ ﺭﻗﻴﻖ ﻳﻘﻮﻝ:
ﺗﻌﺎﻝ ﻳﺎ ﺃﺻﻤﻌﻲ، ﺗﻌﺎﻝ ﻳﺎ ﺃﺻﻤﻌﻲ
ﻓﺎﻟﺘﻔﺖ ؛ ﻓﺈﺫﺍ ﺃﻧﺎ ﺑﺎﻷﻋﺮﺍﺑﻲ ﻓﺄﺧﺬ ﺑﻴﺪﻱ ﻭﺃﺟﻠﺴﻨﻲ ﺧﻠﻒ
ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ، ﻓﻘﺎﻝ : ﺍﺗﻞ ﻣﻦ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺘﻠﻮﻩ ﻓﺎﺑﺘﺪﺃﺕ ﺍﻳﻀﺎ ﺑﺴﻮﺭﺓ ﺍﻟﺬﺍﺭﻳﺎﺕ، ﻓﻠﻤﺎ ﺍﻧﺘﻬﻴﺖ ﺇﻟﻰ ﻗﻮﻟﻪ ( ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺭﺯﻗﻜﻢ ﻭﻣﺎ ﺗﻮﻋﺪﻭﻥ )
ﺻﺎﺡ ﺍﻷﻋﺮﺍﺑﻲ ﻭﻗﺎﻝ: ﻗﺪ ﻭﺟﺪﻧﺎ ﻣﺎ ﻭﻋﺪﻧﺎ ﺭﺑﻨﺎ ﺣﻘﺎً ..
ﺛﻢ ﻗﺎﻝ: ﻳﺎ ﺃﺻﻤﻌﻲ ، ﻫﻞ ﻏﻴﺮ ﻫﺬﺍ ﻟﻠﺮﺣﻤﻦ ﻛﻼﻡ؟!
ﻗﻠﺖ ﻧﻌﻢ ﻳﺎ ﺃﻋﺮﺍﺑﻲ، ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ( ﻓﻮﺭﺏ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ
ﻭﺍﻷﺭﺽ ﺇﻧﻪ ﻟﺤﻖ ﻣﺜﻞ ﻣﺎ ﺃﻧﻜﻢ ﺗﻨﻄﻘﻮﻥ )
ﻓﺼﺎﺡ ﺍﻷﻋﺮﺍﺑﻲ ﻭﻗﺎﻝ: ﻳﺎﺳﺒﺤﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ !..
ﻣﻦ ﺫﺍ ﺃﻏﻀﺐ ﺍﻟﺠﻠﻴﻞ ﺣﺘﻰ ﻳﺤﻠﻒ ؟ ﺃﻓﻠﻢ ﻳﺼﺪﻗﻮﻩ ﺣﺘﻰ ﺃﻟﺠﺆﻭﻩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻴﻤﻴﻦ !!....
ﻗﺎﻟﻬﺎ ﺛﻼﺛﺎً ﻭﺧﺮﺟﺖ ﺭﻭﺣﻪ ) .
.
ﺷﻌﺐ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ 378/3.
ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﻘﺮﻃﺒﻲ 42/17 .
ﺃﺿﻮﺍﺀ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ,6