و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
--
في الظاهر و في بادئ الأمر و الوهلة الأولى قبل التعامل مع أحدهم نعم يخيل إلينا أن الصواب هو إفتراض الحكمة و الحنكة في الأكبر سنا .. و في الواقع بعد التعامل مع شرائح عريضة وطويلة أنا شخصيا وجدت أن في ذلك جانب كبير من الصحّة أي أنّ أولاءك من هم أكبر سنا تجد أغلبهم أكثر حكمة و حنكة في أمور الحياة حتّى و إن لم يكن لهم مستوى تعليمي و كما قلت بخصوص أمور الحياة بشكل عام لكن لا نتصور أن لهم خبرة و حسن رأي في الأمور التقنية التي لم يحصلوا فيها على تكوين أو تطبيق .. و هذا لا ينفي وجود العديد من الحمقى و البلهاء و المحدودي البصيرة و ذوو ذهنيات بليدة و متخلّفة من كبار السن الذين لا يملكون القدرة على الإدراك الصحيح و الأخذ بالعبر رغم تجاربهم العديدة و هؤلاء لا يحسن بالفرد أبدا أن يستشيرهم في شيء فهم أنفسهم لا يثقون بتفكيرهم و وجهات نظرهم إن كانت لديهم أصلا (و الحقيقة أنني رأيت من هذا الصنف العجب العجاب فلا دواء لحمقهم و بلادتهم و كأنهم ليسوا ببشر) ... هذا من جانب ، ... كما و من جانب آخر لا يفوتني أن ألفت إنتباهك أن ليس كل من هو ذو حنكة و سداد رأي سينفعك ، ففيهم من لن يشير عليك بالصح حسدا و بخلا و شرّا في قلبه و يمكن حتى أنه يغلِّطك بدهاء حتّى لا تنجح (نعم يوجد البعض منهم هكذا و أغلب الذين تصادفهم شخصيا يكونون بسن قريب لسنك -عامل المنافسة و الغيرة و الحسد-).
--
أما بخصوص صغار السن المتمكنين ثقافيا و علميا و ذوي العقول الناضجة فهم موجودون فعلا ، و فيهم من له من الحكمة و سداد الرأي ما يبهرك به .. وهنا نفرّق بين الخيارات في ميدان الحياة من حيث الجانب الإنساني و من حيث الجانب المادي، فقد يبرع حديث السن في الجانب المادي و لكن من الصعب أن يفوق كبير السن في الجانب الإنساني على الأقل بخصوص الحقائق الإنسانية بكل جوانبها الروحية و العاطفية و السلوكية .. إلخ ..... و مع ذلك يبقى جانب التجربة من حيث نوعيتها و كميتها عامل قوي في خلق الحكمة و الحنكة و تحسين القرار و الرأي ليس فقط في الجانب الإنساني و إنما أيضا في الجانب المادي .. فأصحاب السن الكبير أكيد لهم نظرة أوسع في جوانب عديدة و مجالات أوسع ، و لا يظهر ذلك على بعضهم عمليا و تطبيقيا لعدّة أسباب منها الزهد في الدنيا بسبب تقدمهم في السن (أو حتى بسبب الجبن و البخل) فتجدهم قانعين أو خانعين ...
و على الهامش ، أذكر أنني رأيت أفرادا حديثي السن جدا و لكن لهم من النباهة و الفراسة ما يخيّل إليك أنه سحر .. (كمثال أعرف شخص إذا قال لك من النظرة الأولى أن فلان شرّير فسيثبت صحة ذلك و لو بعد دهر .. و العجيب أنه لم يخطأ أبدا بهذا الخصوص و هو بالغ الذكاء نافذ البصيرة في أمور عديدة ، لا يخيبك عند إستشارته و كأنه حكيم بسن 200 عام)
--
هذا من الأمور الأساسية التي تسببت في تخلفنا الرهيب
--
من كلاهما .. كل في ما يليق به .. و كل في ما يمكن أن ينفع به
(فقط للتذكير ، الذين لا يجدر بك أن تستشيرهم أو تطلب منهم النصيحه هم : الحسود، و الأحمق و الجبان و البخيل .. و ربما آخرون أيضا ..)
--
مشكور الأخ على الموضوع المفيد.