- إنضم
- 21 ديسمبر 2015
- المشاركات
- 1,898
- نقاط التفاعل
- 2,844
- النقاط
- 76
- العمر
- 25
- محل الإقامة
- الجزائر
- الجنس
- أنثى
فضل صيام يوم عاشوراء
شرع الله سبحانه و تعالى الصّيام فجعل منه الصّيام المفروض الذي كتبه على عباده كصوم رمضان و جعله من أسس بنيان الإسلام وأركانه ، و شرع سبحانه من خلال نبيه محمد صلّى الله عليه وسلّم صيام أيّامٍ معينةٍ كنوافل يستزيد فيها المسلم من الحسنات ، فالصّيام جنّة كما وصفه الرّسول عليه الصلاة و السّلام أي وقاية و قد حثّ النّبي صلى الله عليه وسلّم الشّباب على صيام النّافلة فإنها تكسر حدّه الشّهوة فتحفظ النّفس من الوقوع في الرّذيلة ، و قد أثبت العلم الحديث فوائد جمّة للصّيام كما يهذب الصّيام النّفس و يروّضها و يستشعر المسلم بصيامه معاناة الجائع فيزداد شعوره بالمسؤولية اتجاه الفقراء و المحتاجين .
و من صيام التّطوع الذي شرعه الله تعالى لعباده صيام يوم عاشوراء ، وتعود جذور الأمر النّبوي حين قدم عليه الصّلاة و السّلام الى المدينة فرأى اليهود يصومون هذا اليوم فسألهم عن سبب ذلك ، فقالوا له ، هذا اليوم الذي نجّا فيه الله تعالى موسى و قومه من فرعون فقال عليه الصّلاة و السّلام إنّنا أحقّ بموسى منهم فأمر بصيامه و رتّب على صيامه الأجر فصيامه يكفّر سنةً ماضيةً و قد حرص الرّسول عليه الصّلاة و السّلام على مخالفة اليهود فقال لأن بقيت إلى قابل لأصومنّ التّاسع و العاشر ، و يشرع أيضاً صيام يومٍ قبله و يومٍ بعده و هو أكمل الصّيام في هذا الوجه .
و يوم عاشوراء قد رويت عنه رواياتٌ كثيرةٌ و ما نعلمه يقيناً أنّه اليوم الذي نجّا الله تعالى به موسى و قومه لكنّ بعض الرّوايات تحدّث أنّه اليوم الذي كانت فيه توبة آدم و اليوم الذي استوت فيه سفينة نوح على الجّودي و اليوم الذي نجّى فيه الله سبحانه إبراهيم عليه السّلام من النّار و اليوم الذي افتدى الله سبحانه فيه إسماعيل عليه السّلام من الذّبح وكل هذه الروايات مما لم يرد وروداً قطعياً و لم يتثّبت منه .
وإنّ للشّيعة لبدعاً كثيرةً في هذا اليوم وهو اليوم الذي استشهد فيه الحسين عليه السّلام سبط رسول الله ، فيلطمون الخدود فيه و يشقّون الجيوب وينوحون في صور تخالف الشّريعة و تسيء الى هذا اليوم المبارك الذي يحتفي به المسلمون من كل عام .
- سبب صيام عاشوراء
- لقد كان السّبب الرّئيسي وراء تشريع صيام يوم عاشوراء هو أنّ الله سبحانه وتعالى قد نجّى فيه سيّدنا موسى عليه السّلام وقومه بني إسرائيل من بطش فرعون وملئه، فقد روى البخاري ومسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (قدم النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء، فقال: ما هذا؟ قالوا: هذا يوم صالح، هذا يوم نجّى الله بني إسرائيل من عدوّهم، فصامه موسى - عند مسلم شكراً - فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: فأنا أحقّ بموسى منكم، فصامه وأمر بصيامه). (3)
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: (كان يوم عاشوراء يوماً تصومه قريش في الجاهلية، وكان رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - يصومه، فلمّا قدم المدينة صامه، وأمر النّاس بصيامه، فلمّا فرض رمضان قال: من شاء صامه ومن شاء تركه) رواه البخاري ومسلم ، وعن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - يقول: (إنّ هذا يوم عاشوراء، ولم يكتب عليكم صيامه، وأنا صائم فمن شاء صام، ومن شاء فليفطر) رواه البخاري ومسلم .
ومن المستبحبّ أن يصوم المسلم اليوم التّاسع مع اليوم العاشر من محرّم (1)، وذلك لما ثبت في الحديث عن ابن عباس رضي الله عنه قال: (لمّا صام رسول الله يوم عاشوراء، وأمر بصيامه، قالوا: يا رسول الله، إنّه يوم تعظمه اليهود والنّصارى، فقال: إذا كان عام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع، قال: فلم يأت العام المقبل حتّى توفّي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم) رواه مسلم . - حكم صيام عاشوراء
عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال: (أمَر النبيّ - صلّى الله عليه وسلّم - رجلًا من أسلَمَ: أن أذِّنْ في النّاسِ: أن مَن كان أكَل فليَصُمْ بقيةَ يومِه، ومَن لم يكُنْ أكَل فليَصُمْ، فإنّ اليومَ يومُ عاشوراءَ) رواه البخاري ، وقد وردت الكثير من الأحاديث في التّخيير في أمر الصّيام، فمن شاء صام ومن شاء ترك الصّيام، وقد جاء هذا التّخيير في الأحاديث لإبطال الإيجاب، وليس لإبطال الاستحباب، وذلك لأنّ صيام يوم عاشوراء كان في بداية الإسلام أمراً واجباً أمر به الرّسول - صلّى الله عليه وسلّم - حتّى أنّه كان قد أمر من تناول الطّعام أن يمسك ويصوم، وذلك كما ورد في حديث سلمة بن الأكوع السّابق، والنّبي - صلّى الله عليه وسلّم - صامه وأمر المسلمين بصيامه.
وقد شرع لنا الله عزّ وجلّ أن نخالف أهل الكتاب من خلا صيام يوم قبله، فقد ورد في مسند أحمد، أنّ النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - قال: (لئن سَلِمْتُ إلى قابلٍ لأصومَنَّ التاسعَ، يعني عاشوراءَ)، فلم يأت العام التّالي إلا وقد توفّي النّبي صلّى الله عليه وسلّم، وقد جاء الأمر بصيام يوم قبل يوم عاشوراء ويوم بعده.
ولا يعدّ صيام يوم عاشوراء مشابهةً لأهل الكتاب، لأنّنا كمسلمين نأخذ بالسّبب الذي أخذوا به وهو لنا في الشّرع صحيح، وهم قد أخذوا به وهم كفّار وبالتالي فإنّه لا ينفعهم في شيء، فقد أخرج مسلم: (كان أهلُ خيبرَ يصومون يومَ عاشوراءَ، يتَّخِذونَه عيدًا، ويُلبسُون نساءَهم فيه حُلِيَّهُم وشارَتَهم، فقال رسولُ اللهِ - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ - فصوموه أنتُم).
وقد قال بعض الفقهاء أنّه يكره صيام عاشوراء وحده، وقال بعضهم أنّه أمر مباح، وقد اختار شيخ الإسلام: أنّه لا يكره صيام عاشوراء وحده، ولا شكّ أنّه ينبغي أن يصوم يوماً قبله أو يوماً بعده، ولا يصومه وحده، ولكن لو أنّ إنساناً لم يستطع صوم عاشوراء إلا وحده فحينئذٍ نقول تزول الكراهة للحاجة، أمّا لغير حاجة فلا ينبغي صيامه وحده، وهذا ابن عباس راوي بعض أحاديث صيام يوم عاشوراء يصوم يوماً قبله ويوماً بعده مع صيام عاشوراء. (2)