تخلُف الأمم هي من أكثر القضايا الشائكة والغامضة في العالم المعاصر لأن قيمة المجتمع تظهر في سلوكه و نمط الحياة
التي تتماشى مع الازدهار الذي تطمح له البشرية .
نسلط الضوء على مجتمعنا الجزائري الذي يعاني وبشدة من نقص في التحضر بالكاد لا نلتمسه في واقعنا هذا ليس تنقيص
بل هي حقيقة لا يمكن إنكارها ، بهذا الطريق الذي نسلكه يمكن أن نصنف الرقي في خانة المستحيلات التي لا نستطيع
بلوغها أو على الأقل بعد سنوات طوال يمكن الوصول إليها بمقارنة مع المجتمعات الغربية أو المتقدمة .
فيمكن تلخيص السلبيات التي نغرق بوحلها في أربع نقاط ... في الجانب الديني حيث تعتبر الشريعة الإسلامية من
القوانين الفطرية المثالية للتنظيم حياة المجتمع ككل ،بابتعادهم عن مبادئ الدين رجعنا تائهين دون هوية بين الأمم الأخرى
ووصلنا إلى مرحلة الخطر إزاء الانحطاط الأخلاقي فلا تحضر بدون دين ولا دين بدون تحضر .
من ناحية الاقتصادية التي هي الركيزة الأساسية في بناء أي دولة متحضرة بكل المقاييس فنحن منذ الاستقلال لا نزال
بعيدين كل البعد عن التنافس الدولي لأننا نعتمد بشكل شبه كلي على مصادر الطاقة وذلك ما جعل أفراد المجتمع همهم
الوحيد هو الحصول على لقمة العيش أما الإبداع والنظافة و الاهتمام بالمرافق الحيوية والسياحية وبناء ناطحات سماء
بمعايير عالمية وديكور جميل يعطي صورة التحضر هذا من الصعب تحقيقه في وسط الفساد والسرقة التي مست كل القطاعات .
في مجال الاجتماعي حيث تغير المجتمع الجزائري بتعسين درجة على ما كان عليه في السابق ذهبت النية والصفاء ولم
يعد أحد يريد الخير لأخيه حيث أصبحنا نشتغل بعيوب بعضنا ونسينا إصلاح عيوبنا حتى غاب التضامن و انقسمت الوحدة
بين جميع مركبات المجتمع القبلية رغم أن الخير لن يزول عن أمة مجمد صلى الله عليه وسلم إلى أنّ سواد الشر اكتسح الخير .
من ناحية الثقافية والتعليمية نجد أن شريحة كبيرة من المجتمع لا تقرأ و لا تريد معرفة الحقائق رغم أننا أمة اقرأ
وذلك ما خلق أجواء متخلفة بكل امتياز .
- لم أخض في الأمر بشكل معمق كي أترك لكم مساحة لإبداء أرائكم
ما هي الأسباب التي تجعل مجتمعنا بعيد عن التحضر وكيف تتطلع أن نكون في المستقبل ؟
تسلموا مع خالص تحياتي