إنَّ هذا الموضوعَ بحدِّ ذاتِه ليس جديدًا، ولكن لا يخفى على أحدٍ التطورُ الكبيرُ الذي أضافتْهُ سنةُ 2016 إلى هذا القطاعِ النشطِ جدًا. لم نصلْ بعدُ إلى المرحلةِ التي تسمحُ لنا باستبدالِ السياراتِ كلِّها بِأخرى ذاتيةِ القيادةِ، ولكن يبدو أنَّ الإيجابياتِ العديدةَ التي توفِّرُها هذه السياراتُ من حفظِ حياةِ الناسِ والحدِّ من التلوثِ وتحسينِ الاقتصادِ والمجتمعِ؛ دفعتْ بِمُطوِّري هذه التقنيةِ إلى بذلِ المزيدِ من الجهودِ في سبيلِ تسريعِ الوصولِ إلى المرحلةِ التي تسودُ فيها هذه السياراتُ.
.
.
.
يتبع
لربَّما سمعَ الكثيرون بِتقنيةِ "إنترنت الأشياءِ" Internet of Things (IoT) والتي تهدفُ إلى ربطِ الأجهزةِ من حولنا بِبَعضِها عن طريقِ شبكةِ الإنترنت، ولكن قِلَّةٌ هم أولئك الذين سمعوا بتقنيةِ إنترنت الأشياءِ النانويةِ Internet of Nano Things (IoNT) . تهدفُ هذه التقنيةُ الجديدةُ إلى ربطِ مجموعةٍ من الحساساتِ النانويةِ ببعضِها البعضِ عن طريقِ الشبكةِ. ويمكنُ لهذه الحساساتِ النانويةِ أنْ تُوضعَ داخلَ جسمِ الإنسانِ، كما يمكنُ أنْ تُستخدمَ في العديدِ من الأغراضِ الأخرى؛ مِمَّا قد يؤدِّي إلى تطوُّرٍ كبيرٍ في مجلاتِ عديدةٍ كالطبِ، والهندسةِ المعماريةِ والزراعةِ، وصناعةِ الأدويةِ.
من أكثرِ مشاكلِ تقنياتِ الطاقةِ المتجددِة عدمُ القدرةِ على تخديمِ الطلبِ المتزايدِ على الكهرباءِ، فحتى الآن ما يزالُ هناك العديدُ من الناسِ الذين لا تصلهمْ هذه الخدمةُ بالشكلِ المطلوبِ.
ما قدَّمَهُ عام 2016 في هذا المجالِ هو إمكانيةُ تخزينِ الكهرباءِ باستخدامِ بطارياتٍ جديدةٍ مصنوعةٍ من الصوديوم والألمنيوم والزنك؛ مِمَّا قد يُتِيحُ بناءَ شبكاتٍ كهربائيةٍ مُصغَّرةٍ يُمكنُها تخديمَ قريةٍ كاملةٍ بالكهرباء على مدارِ الساعة.
فيما مضى كان يتمُّ قياسُ نشاطِ الخلايا العصبيةِ عن طريقِ الأقطابِ الكهربائيةِ، ولكنها لم تكنْ طريقةً دقيقةً بما فيه الكفاية؛ لذا ابتكرَ علماءُ الأعصابِ في عامِ 2005 طريقةً جديدةً -بِاستخدامِ الهندسةِ الوراثيةِ- يمكنُ من خلالِها جعلُ الخلايا العصبيةِ تستجيبُ لِألوانٍ محدَّدَةٍ من الضوءِ وأطلقوا عليها اسمَ الجيناتِ البصريةِ(optogenetic) . شهدَ عامُ 2016 تطورًا في هذه الطريقةِ تتمثَّلُ في إمكانيةِ وصولِ الضوءِ إلى أماكنَ أعمقَ في النسيجِ الدماغي، الأمرُ الذي سيقودُنَا نحو معالجةٍ أفضلَ لِبعضِ الاضطراباتِ والاكتئاب والأمراضِ الدماغيةِ مثل داءِ باركنسون (الشللُ الرُعَاشِي)
نماذجٌ مُصغَّرةٌ من الأعضاءِ البشريةِ يمكنُ وضعُها على شرائحَ بِحجمِ ذاكرةِ التخزينِ التي نستعملها في الهواتف. بحيث يمكنُ لِهذهِ النماذجِ أنْ تُحْدِثَ ثورةً في البحوثِ الطبيةِ واكتشافِ الأدويةِ الجديدة، وذلك عن طريقِ السماحِ لِلباحثينَ بأن يَرَوا السلوكياتِ البيولوجيةَ بِطرقٍ كانتْ مستحيلةً قبلَ ذلك.
تعاني الخلايا الشمسيةُ التقليديةُ المصنوعةُ من السيلكون من ثلاثةِ عيوبٍ رئيسيةٍ، أولُها أنَّها مصنوعةٌ من موادٍّ نادرةٍ يصعُبُ العثور عليها بِشكلٍ نقيٍّ في الطبيعيةِ، وثانِيها يتمثَّلُ في صلابتِها ووزنِها، أما العيبُ الثالثُ فهو قلَّةُ كفاءَتِها.
حثَّتْ هذه العيوبُ الباحثينَ على التفكيرِ بخلايا شمسيةٍ مصنوعةٍ من موادٍ مختلفةٍ، فكانتْ خلايا بيروفسكيت. سببُ تسميةِ هذه الخلايا يعودُ إلى العنصرِ المكوِّنِ لها (perovskite). تتفوقُ هذه الخلايا على خلايا السيليكون التقليديةِ بِأمورٍ ثلاثة: عمليةُ تصنيعِها أسهل، كما يمكنُ أنْ تُستَخدمَ في أيِّ مكانٍ تقريبًا، كفاءتُها أعلى.
الموادُ ثنائيةُ الأبعادِ هي الموادُ التي تتكونُ من طبقةٍ واحدةٍ من الذراتِ، ويُعتَبرُ الجرافين من أشهرِ الأمثلةِ على هذه الموادِ. إنَّ لِلغرافين مواصفاتٍ مميزةً جدًا، فهو أقوى من الفولاذِ وأقسى من الألماسِ وينقلُ الكهرباءَ بِسرعةٍ عاليةٍ جدًا. لِذا فإنَّ هذه الموادَ ثنائيةَ الأبعادِ تعدُنَا بِمجالٍ واسعٍ من التطبيقاتِ، بِدءاً من مرشحاتِ المياهِ إلى الأجهزةِ الإلكترونيةِ والبطاريات.
تدخلُ الموادُ الكيميائيةُ -التي تُسْتَخرجُ من الوقودِ الأحفوري- في صناعةِ العديدِ من المنتجاتِ التي نقوم بشرائها يوميًّا، مثل البلاستيك والأقمشة وغيرها. وسيكونُ من الأفضلِ للمناخِ وربما للاقتصادِ العالمي اسُتخراجُ هذه الموادِ الكيميائيةِ من النباتات. يرى منتدى الاقتصادِ العالمي أنّ هذا الأمرَ ممكنُ الحدوثِ، خصوصًا مع التطورِ الحاصلِ في مجالِ البيولوجيا الاصطناعيةِ، والنظمِ البيولوجيةِ والهندسة التطوريةِ.