جيوش من أجل امرأة !
.
.
توسعت فتوحات المسلمين في بلاد الهند والسند (معظم باكستان الآن) خاصة في عهد الحجاج بن يوسف الثقفي، وكانت بين الحجاج وبين داهر ملك السند وقائع شديدة، وقد أشجى داهر قواد الحجاج وأذاقهم مرارة الهزيمة المرة بعد المرة، غير أن اللافت للنظر أن مصرع هؤلاء القواد لم يحمل الحجاج على الجد في قتال داهر بمقدار ما حمله عليه استغاثة امرأة عربية مسلمة، اعتدى عليها وعلى نسوة عربيات كن معها بعض قراصين البحر من أهل السند التابعين لداهر•
ذكر البلاذري في فتوح البلدان، أن ملك جزيرة الياقوت (جزيرة سيلان أو سريلانكا الآن، كان يقال لها جزيرة الياقوت؛ لحسن وجوه نسائها)، أراد التقرب من الحجاج فأهدى إليه نسوة ولدن في بلاده مسلمات ومات آباؤهن وكانوا تجارا، فعرض للسفينة التي كن فيها قراصين من ميد الديبل (كراتشي الآن) فأخذوا السفينة بما فيها، فنادت امرأة منهن من بني يربوع: يا حجاج! وبلغ الحجاج ذلك، فقال يا لبيك! وأرسل من فوره إلى داهر يسأله تخلية النسوة• فأجاب بأنه أخذهن لصوص لا قدرة له عليهم• فأغزى الحجاج اثنين من عماله ثغر السند فكلاهما قتل، فاهتاج الحجاج بن يوسف وتجرد لقتال داهر، وكان قد أعد محمد بن القاسم لغزو الري فلما حدث ما حدث على حدود السند رأى في هذا الشاب من يرأب الصدع ويدرك الثأر، فرده عن غزو الري وعقد له على مكران (إقليم بلوشستان بباكستان الآن) وثغر السند، وأمره أن يقيم بشيراز حتى توافيه القوة التي أخذ يعدها لقتال داهر•
كانت هذه القوة مؤلفة من جيش وأسطول، أما الجيش فكانت عدته زهاء عشرين ألف مقاتل، منهم ستة آلاف فارس من جندالشام• خرج محمد بن القاسم بجيشه من شيراز سنة 90هـ، متجهًا إلى مكران واتخذها قاعدة له، وتقدم نحو الديبل (كراتشي الآن)، حتى استولى عليها، وبنى بها المساجد وأسكنها أربعة آلاف مسلم، ثم واصل سيره، فكان لا يمرُّ على مدينة إلَّا فتحها، وهدم معابد الوثنية والبوذية بها، وأقام شعائر الإسلام، وأسكنها المسلمين، ثم واصل فتحه، ففتح البيرون (وهي حيدر آباد حاليًا)، ثم توَّج ذلك كله بالانتصار على داهر ملك السند في معركة حامية سنة 93هـ، قال البلاذري: ونظر الحجاج فإذا هو قد أنفق على محمد بن القاسمستين ألف ألف درهم، ووجد ما حمل إليه عشرين ومائة ألف ألف، فقال: شفينا غيظنا وأدركنا أثارنا وازددنا ستين ألف ألف درهم ورأس داهر •
ثم مضى ابن القاسم ففتح الملتان (عاصمة إقليم البنجاب في باكستان الآن) سنة 95هـ، وقضى على كل التماثيل والمعابد البوذية هناك، وغنم مغانم كثيرة من الذهب والفضة، ولهذا سميت الملتان بيت أو ثغر الذهب • وفي أثناء وجود محمد بن القاسم في الملتان جاءه خبر وفاة الحجاج 95هـ، فاغتم لذلك غير أنه واصل فتوحاته، فاستكمل فتح بلاد السند كاملة حتى وصل إلى كشمير (ما بين الهند وباكستان والصين)، وبذلك أنجز ابن القاسم الثقفي هذا الفتح كله في المدة بين سنة (89هـ - 95هـ)•
فانظر أخي•• ها هي بلاد الهند والسند بحضارتهما وتاريخهما تفتحان ويدخلهما الإسلام تلبية لنداء مسلمة، اغتصب حقُها وانتهك عرضُها، فرحم الله الحجاج ورحم الله محمد بن القاسم الثقفي
.
.
توسعت فتوحات المسلمين في بلاد الهند والسند (معظم باكستان الآن) خاصة في عهد الحجاج بن يوسف الثقفي، وكانت بين الحجاج وبين داهر ملك السند وقائع شديدة، وقد أشجى داهر قواد الحجاج وأذاقهم مرارة الهزيمة المرة بعد المرة، غير أن اللافت للنظر أن مصرع هؤلاء القواد لم يحمل الحجاج على الجد في قتال داهر بمقدار ما حمله عليه استغاثة امرأة عربية مسلمة، اعتدى عليها وعلى نسوة عربيات كن معها بعض قراصين البحر من أهل السند التابعين لداهر•
ذكر البلاذري في فتوح البلدان، أن ملك جزيرة الياقوت (جزيرة سيلان أو سريلانكا الآن، كان يقال لها جزيرة الياقوت؛ لحسن وجوه نسائها)، أراد التقرب من الحجاج فأهدى إليه نسوة ولدن في بلاده مسلمات ومات آباؤهن وكانوا تجارا، فعرض للسفينة التي كن فيها قراصين من ميد الديبل (كراتشي الآن) فأخذوا السفينة بما فيها، فنادت امرأة منهن من بني يربوع: يا حجاج! وبلغ الحجاج ذلك، فقال يا لبيك! وأرسل من فوره إلى داهر يسأله تخلية النسوة• فأجاب بأنه أخذهن لصوص لا قدرة له عليهم• فأغزى الحجاج اثنين من عماله ثغر السند فكلاهما قتل، فاهتاج الحجاج بن يوسف وتجرد لقتال داهر، وكان قد أعد محمد بن القاسم لغزو الري فلما حدث ما حدث على حدود السند رأى في هذا الشاب من يرأب الصدع ويدرك الثأر، فرده عن غزو الري وعقد له على مكران (إقليم بلوشستان بباكستان الآن) وثغر السند، وأمره أن يقيم بشيراز حتى توافيه القوة التي أخذ يعدها لقتال داهر•
كانت هذه القوة مؤلفة من جيش وأسطول، أما الجيش فكانت عدته زهاء عشرين ألف مقاتل، منهم ستة آلاف فارس من جندالشام• خرج محمد بن القاسم بجيشه من شيراز سنة 90هـ، متجهًا إلى مكران واتخذها قاعدة له، وتقدم نحو الديبل (كراتشي الآن)، حتى استولى عليها، وبنى بها المساجد وأسكنها أربعة آلاف مسلم، ثم واصل سيره، فكان لا يمرُّ على مدينة إلَّا فتحها، وهدم معابد الوثنية والبوذية بها، وأقام شعائر الإسلام، وأسكنها المسلمين، ثم واصل فتحه، ففتح البيرون (وهي حيدر آباد حاليًا)، ثم توَّج ذلك كله بالانتصار على داهر ملك السند في معركة حامية سنة 93هـ، قال البلاذري: ونظر الحجاج فإذا هو قد أنفق على محمد بن القاسمستين ألف ألف درهم، ووجد ما حمل إليه عشرين ومائة ألف ألف، فقال: شفينا غيظنا وأدركنا أثارنا وازددنا ستين ألف ألف درهم ورأس داهر •
ثم مضى ابن القاسم ففتح الملتان (عاصمة إقليم البنجاب في باكستان الآن) سنة 95هـ، وقضى على كل التماثيل والمعابد البوذية هناك، وغنم مغانم كثيرة من الذهب والفضة، ولهذا سميت الملتان بيت أو ثغر الذهب • وفي أثناء وجود محمد بن القاسم في الملتان جاءه خبر وفاة الحجاج 95هـ، فاغتم لذلك غير أنه واصل فتوحاته، فاستكمل فتح بلاد السند كاملة حتى وصل إلى كشمير (ما بين الهند وباكستان والصين)، وبذلك أنجز ابن القاسم الثقفي هذا الفتح كله في المدة بين سنة (89هـ - 95هـ)•
فانظر أخي•• ها هي بلاد الهند والسند بحضارتهما وتاريخهما تفتحان ويدخلهما الإسلام تلبية لنداء مسلمة، اغتصب حقُها وانتهك عرضُها، فرحم الله الحجاج ورحم الله محمد بن القاسم الثقفي