- إنضم
- 23 أكتوبر 2016
- المشاركات
- 1,505
- نقاط التفاعل
- 1,028
- النقاط
- 71
- محل الإقامة
- الجزائر العاصمة
- الجنس
- أنثى
السلام عليكم
الحاجات هي افتقاد لشيء تكون به الحياة مستقيمة عضوياً ونفسياً، ثم كان تمايز الحاجات؛ فبعضها عضوي وبعضها بيولوجي أو فسيولوجي يلزم لحياة الإنسان لكي يستمر البقاء، وبعضها أولى أو أساسي، وبعضها نفسي، وبعضها حاجات عليا، وبعضها حاجات متوسط تتوسط المرتبتين السابقتين.
وقد تكون هذه الحاجات حاجة اجتماعية تتمثل في شعور الفرد بنقص أو رغبة في إشباع لا يتحقق إلا من خلال تواجده في جماعة فهي تعبر عن شوق شديد من جانب الفرد لأن يكون منتمياً إلى جماعة لأنه يشعر في داخلها بوجود حقيقي وسعادة كاملة وقد تكون هذه الحاجات حاجات أساسية وهي حاجات الفرد الأساسية التي لا يستطيع أن يستغنى عنها أو يصعب عليه العيش بدونها مثل حاجاته للطعام والشراب.
كما يشير "ماسلو" إلى أن الحاجات والدوافع تترتب ترتيبًا هرميًا على أساس أهميتها ودرجة الحاجة في الإشباع حيث إن الحاجة الأكثر إلحاحاً وأهمية ينبغي أن تشبع قبل أن تظهر حاجة أخرى أقل إلحاحاً من السابقة وأقل أهمية ومطالبة بالإشباع.
وهكذا فالترتيب يسير من الحاجات الأكثر أهمية إلى الحاجات الأكثر أهمية نسبياً وفقاً للمدرج التالي:
وتختلف حاجات الأطفال وتتنوع طبقاً للاختلاف والتباين في القدرات والاهتمامات ولذا يجب الوضع في الاعتبار عند إشباع هذه الحاجات مراعاة تلك الاختلافات حتى يتم العمل على تدعيم مهارات هؤلاء الأطفال وتحقيق السعادة لهم كما أن ذلك يساعد في رعاية الأطفال ذوى الظروف الاستثنائية في نواح معينة فهناك من يبدو عليهم علامات الغضب والانفعال وآخرين قد يكون لديهم صعوبات في التعلم أن العاطفة وهناك أطفال معتدلين لذا يجب أن تراعى خطط إشباع الحاجات كل ذلك حيث تتعامل مع كل فرد على حدة كما تتعامل مع المجموعة ككل.
ترتيباً على اختلاف وتنوع حاجات الطفولة فإنه من الصعب حصر هذه الحاجات أو تعديلها فليس من السهولة تحديد ما هو ضروري وما هو غير ذلك لأن ذلك يتأثر بعوامل عديدة منها نوع المجتمع وثقافته وما يتضمنه من عادات وتقاليد وقيم وتراث حضاري وديني ومدى تقدم هذا المجتمع ونموه أو أنه كلما نجحت الأسرة والمؤسسات المهنية لتقديم خدمات متنوعة ومتكاملة للأطفال وأدت دورها في إشباع احتياجات الأطفال لدرجة مناسبة أدى ذلك بدوره إلى نمو شخصية الطفل نمواً طبيعياً ومتوازياً وذلك كفيل بأن يعمل على تحقيق توافق اجتماعي ونفسي أفضل للأطفال وأيضاً يؤدي إلى تحقيق الأهداف المجتمعية.
وتتمثل حاجات الطفولة في جميع مراحله (سواء المبكرة أو المتوسطة أو المتأخرة في الحاجات التالية):
(أ) الحاجة المادية أو الجسمية وتشمل :
تتنوع وتختلف الحاجات الجسمية لمرحلة الطفولة في جميع أطوارها سواء كانت الطفولة المبكرة أو المتوسطة أو المتأخرة حيث إنها مرحلة تتميز بأنها مرحلة نمو بطئ كما يصاحبها تغيير شامل في الملامح العامة لجسم الإنسان وتشمل هذه الحاجات المادية والجسمية للطفولة الحاجة إلى التغذية السليمة وكذلك الحاجة إلى الرعاية الصحية وأيضاً الحاجة إلى الملبس المناسب وأخيراً تشمل الحاجة إلى سكن مناسب يستريح فيه الطفل حتى يساعده على النمو بشكل إيجابي وفعال.
(ب) الحاجات المعنوية أو النفسية :
وتشمل هذه الحاجات ما يلي:
1- الحاجة إلى الحب والمحبة
وتعتبر هذه الحاجة من الحاجات المعنوية الهامة للطفل حيث يسعى الطفل إلى إشباعها فهو يحتاج دائماً إلى أن يشعر بأنه محب ومحبوب وأن الحب متبادل ومعتدل بينه وبين والديه وأخوته وأقرانه وهذه الحاجة لازمة وضرورية لصحته النفسية.
وكذلك الطفل في حاجة إلى أن يشعر بأنه موضع حب وإعزاز الآخرين وهذه الحاجة تظهر مبكراً في نشأتها ومن هناك فإن الذي يقوم بإشباعها خير قيام هما الوالدان حيث يمنحان طفلهما الحب والود والاحترام المتبادل.
2- الحاجة إلى الشعور بالأمن
يحتاج الطفل إلى الشعور بالأمن والطمأنينة داخل جماعته التي ينتمي إليها سواء كانت هذه الجماعة هي الأسرة أو المدرسة أو الرفاق في المجتمع وأن الطفل يحتاج إلى الرعاية في جو آمن يشعر فيه بالحماية من كل العوامل الخارجية الممهدة له ولابد أن يكون هذا الأمن ممتداً في حياة الطفل في حاضره ومستقبله ويجب مراعاة الوسائل التي تشبع هذه الحاجة لدى الطفل حتى لا يشعر بتهديد خطير لكيانه مما يؤدي إلى أساليب سلوكية قد تكون انسحابيه أو عدوانية.
3- الحاجة إلى الانتماء
إن شعور الطفل بأنه مهمل أو منبوذ وغير مرغوب فيه من أقوي عوامل القلق والتوتر لديه وتنتج هذه المشاعر لدى الطفل من إحساسه بالإهمال وعدم العمل على راحته والعناية به وتبرز أهمية تلك الحاجة لأن الإنسان يولد بعدد من الاستعدادات والقدرات المحدودة التي لا تمكنه من الحياة معتمداً على نفسه فقط في طفولته ومن أهم شروط إشباع حاجة الطفل إلى الانتماء أن يتقبل الطفل أسرته أو جماعته التي يشترك في عضويتها وأن تتقبله الأسرة والجماعة، والحاجة إلى الانتماء تدفع الطفل إلى المسايرة والتوافق مع الأسرة أو قبول ما اتفقت عليه من معايير وأنماط سلوكية.
4- الحاجة إلى تعلم المعايير السلوكية
يحتاج الطفل في مرحلة الطفولة إلى المساعدة في تعلم المعايير السلوكية نحو الأشخاص والأشياء ويحدد كل مجتمع هذه المعايير وتقوم المؤسسات القائمة على عملية التنشئة الاجتماعية مثل الأسرة والمدرسة ووسائل الإعلام وغيرها لتعليم هذه المعايير السلوكية للطفل بما يساعده على التوافق مع نفسه، ومع المجتمع.
5- الحاجة للتقدير الاجتماعي
وتعود هذه الحاجة إلى رغبة الأطفال في أن يعترف بهم الكبار وأن يعاملوهم كأفراد لهم أهميتهم فيتم مدحهم عند نجاحهم في أي عمل كما يجب الإنصات إليهم عندما يتكلمون ويتم مكافأتهم عند القيام بشيء يستحقون عليه المكافأة وهذه الحاجة تفسر الكثير من تفاني الكبار في أعمالهم رغبة في تقدير المجتمع لهم، وللأسرة دور كبير في إكساب الطفل ثقته في نفسه في حدود ما يتوفر لديه من قدرات خاصة ومميزات شخصية فلا يجب المبالغة من قبل الأسرة في تقدير قدرات الأبناء فتنقلب الثقة بالنفس إلى الغرور مما يؤدي بالفرد إلى عدم إدراكه لقدراته الحقيقة أم التقدير الحقيقي لقدرات الأبناء يولد الثقة التي تدفعهم إلى تحقيق النجاح والاجتهاد لتحقيق الطموحات التي تصبو إليها.
6- الحاجة إلى الحرية والاستقلال
الحاجة إلى الاستقلال والحرية من الحاجات الضرورية لنمو الطفل نمواً إيجابياً حيث إنها تتفق مع متطلبات هذه المرحلة من النمو سواء كانت متطلبات جسمية أو عقلية أو وجدانية أو اجتماعية فالطفل في حاجة إلى الحرية في المشي والكلام والجري والتسلق والتجريب والهدم والبناء كما أن غرس هذه الحاجات في نفس الطفل تساعده في الاعتماد على نفسه ويكتسب الثقة فيها ويزيد أمنه واطمئنانه إلى العالم الذي يعيش فيه وقد تكون هناك عقبات لإشباع هذه الحاجة لدى الطفل مثل أساليب معاملة الوالدين له مثل أسلوب الحماية المفرطة الذي يشعر الطفل بعدم ثقته في نفسه وكذلك يعتبر مد فترة اعتماد الطفل على الكبار في أعماله من المعوقات التي تحول دون إشباع الحاجة إلى الحرية والاستقلال.
7- الحاجة إلى تقبل السلطة :
للسلطة دور كبير في حياة الطفل لذا فإن الطفل في حاجة إلى تقبل هذه السلطة حيث إن لها دوراً في السلوك الذي يسلكه الطفل في حياته الراهنة والمقبلة ويجب أن تكون هذه السلطة متوازنة بين الأب والأم داخل الأسرة حيث إنه لو غلبت سيطرة الأم سوف يؤدي ذلك إلى أن يسلك الأطفال سلوك عصبي وذهني أحياناً وهو ما تدل عليه نتائج أبحاب هيرزنجتون Hetherington وتحبذ سيطرة الأب.
كما أن الطفل يفقد شعوره بالأمن إذا قيد استقلاله وسلبت حريته وأيضاً بالمثل يفقد شعوره بالأمن إذا هو أعطى الاستقلال بلا حدود إذا أطلقت له الحرية الكاملة لأن معنى ذلك في نفسه تنازل الكبار عن سلطانهم عليه تنازلاً تاماً ويؤدي ذلك إلى شعوره بالبلبلة والارتباك والقلق والضياع فهو متحاج في نموه ونشاطه إلى سلطة ضابطة تشعره بالرقابة والإرشاد وترسم له الحدود وتبين له ما يراد عمله وماذا يحدث لو أنه حاد عن السلوك المرغوب فيه؟ والطفل نفسه لضعف خبرته ومحدوديتها وجهله بكثير من الأمور ولرغبته في أن يكون مقبولاً ومرضياً عنه ممن حوله يحب أن يتأكد من آن إلى آخر عما إذا كان سلوكه مستحباً ويوافق عليه ممن حوله ويعيشون معه أو لا؟ فالطفل دون شك يحتاج إلى دعامة سلطة الكبار وإلى نظام يفرض عليه في أول الأمر كإطار للحياة المنظمة في البيت كما أنه في حاجة إلى بعض الأوامر الملزمة المعقولة التي تحد من نزاعاته الاندفاعية ورغباته غير المرغوب فيه بشكل يجعله يساير جو البيت والمجتمع الذي يعيش فيه، الطفل يشعر بقلق وحيرة إذا ما سحبت هذه السلطة أو زال هذا النظام أو كان هذان النظامان متذبذبين وغير ثابتين.
ومما هو جدير بالذكر أن السياسة الثابتة تسهل على الطفل طاعة السلطة وليس المقصود أن تكون الطاعة فرضاً في ذاتها؛ فالطاعة مرحلة يجب أن يمر بها الطفل وينبغي أن يخرج منها بعد ذلك مستقلاً في رأيه وعمله؛ فالطاعة هي انقياد الطفل للأكبر سناً ليسترشد به في الفكر والعمل حتى يكبر ويصير قادراً على الاستقلال بنفسه.
8- الحاجة إلى إرضاء الكبار والأقران:
يحرص الطفل السوي في كل أوجه نشاطه على إرضاء الكبار رغبة منه في الحصول على الثواب وهي الحاجة تساعد في تحسين سلوكه وفي عملية التوافق النفسي والاجتماعي حيث يلاحظ في سلوكه استجابات الكبار والآخرين بصفة عامة ويحرص على إرضائهم كما يحرص الطفل في سلوكه على إرضاء أقرانه مما يجلب له السرور ويكسبه حبهم وتقديرهم وترحيبهم به كعضو في جماعتهم ويجب الاهتمام بإشباع هذه الحاجة عند الطفل عن طريق إتاحة فرص التفاعل مع أقرانه والمشاركة معهم في اللعب والعمل.
9- الحاجة إلى النجاح والإنجاز :
النجاح دائماً يدفع الفرد إلى مواصلة التقدم نحو تحسين سلوكه وتحسين ما يقوم به من أعمال كما أن النجاح ينمى الثقة بالنفس أما الفشل فيؤدي إلى فقدان الثقة بالنفس ويدعو إلى القلق لذا يجب على الآباء والأمهات عدم المغالاة في الأهداف التي يتوقعونها من أطفالهم، وكذلك يجب عليهم أن يشجعوا أبناءهم الناجحين دائماً ويكافئوهم حتى يزيدوا من ثقتهم بأنفسهم ويساعدوهم على الانتقال من نجاح إلى نجاح.
ولعله من المفيد عند إشباع هذه الحاجة عند الأطفال تطبيق اختبارات الذكاء عليهم حتى يمكن الوقوف على عمرهم العقلي الذي يتيح الفرصة لتعلم الأطفال بطريقة تتناسب مع قدراتهم واحتياجاتهم كما أن هذه الاختبارات تساعد على التفريق بين الذكاء الفطري لهؤلاء الأطفال وهؤلاء الذين يحتاجون إلى مساعدة خاصة وهذا يساعد القائمين على تربية وتنشئة الأطفال على تقديم المساعدة والعون لهم حتى يحققوا النجاح المطلوب ويشبعوا هذه الحاجة من نفوسهم.
10- الحاجة إلى تحقيق وتقدير الذات :
يحتاج الطفل إلى الشعور بالتقدير من حوله سواء في المنزل أو في المدرسة أو في جماعة اللعب، والحاجة إلى تقدير الذات وتحقيقها تبدأ بالبحث عن دور أو مركز اجتماعي ما أو مكانة معينة وسط جماعة الأقران أو جماعة اللعب أو المدرسة حيث يشعر الطفل من خلال هذا الدور بأهميته واحترام الآخرين وتقديرهم له، ومن خلال هذا الدور أيضاً يشبع الطفل حاجته إلى الاعتراف والاستقلال والاعتماد على النفس وقدرته على السيطرة على بيئته وإظهار السلطة على الغير أو تزعم الآخرين وقياداتهم وهذا يدفع الطفل إلى الثقة في نفسه ويزيد من قدرته على الإنجاز ويشعره بأهميته وقيمته في المجتمع.
11- الحاجة إلى اللعب :
إن الطفل في مرحلة الطفولة المتأخرة يظهر اهتمامات متنوعة في جميع الأشياء والاحتفاظ بكل ما هو مختلف، وكذلك يظهر متعة في أداء بعض الألعاب مثل ألعاب السرعة والمهارات وأيضاً بعض الأنشطة والألعاب البنائية والتركيبية مثل لعبة الميكانو والمكعبات والألعاب الخشبية وغيرها من الألعاب مثل التسلق وما يشابهه من أعمال بطولية في المهارات الرياضية وكذلك في الحرف الريفية كرعاية الحيوانات وهذا بالإضافة إلى الهندسة والأنشطة العلمية وأيضاً يهتم الطفل في هذه المرحلة باللعب في المدرسة واللعب الأسرى أي في محيط العائلة والأسرة وأيضاً يهتم بأعمال الحياكة والديكور والزينة والأعمال اليدوية البسيطة وأشغال الإبرة والعقد ولعب الكرة والوثب والجري وغير ذلك من الألعاب.
ويرجع اهتمام الأطفال باللعب في هذه المرحلة إلى أهمية اللعب ذاته حيث إنه عبارة عن نشاط يقوم به لكي يخرج ما بداخله من طاقة وإحساس وفيه أيضاً إرضاء للطفل وإدخال السعادة عليه، واللعب له دور حيوي في نمو الطفل وتطوير شخصيته ويسهم في إنجاز وتحقيق عدد من الوظائف الهامة تتمثل في تحقيق النمو على مختلف المستويات سواء على المستوى الفسيولوجي أو العقلي أو الانفعالي أو الاجتماعي للطفل، وقد تنبه الكثير من العلماء إلى أهمية اللعب حيث أشار هورتون بول 1976 إلى أنه من خلال اللعب يتعلم الطفل ممارسة الأدوار الاجتماعية ويتعلم السلوك الاجتماعي عن طريق مجموعة من الأساليب السلوكية التي عليه أن يمارسها في المواقف الاجتماعية المختلفة وأشار أيضاً إلى أن هناك ألعاباً للأطفال ناجحة ومن الممكن أن تؤدي إلى امتصاص الطفل للمعايير الاجتماعية. كما أكد كل من ستيوارت وجيلين ( على ما قاله هورتون من حيث إن لعب الأطفال إنما يدل في أحد أوجهه على الأدوار التي يقلدونها، أما الوجه الآخر له فيعكس المعايير الاجتماعية التي يتعلمها الأطفال أثناء لعبهم؛ فالأطفال في مرحلة الطفولة الوسطى والمتأخرة يلعبون ولكن لعبهم لا يهدف فقط إلى تقليد الدور الذي يتقمصه الطفل وإنما يلعب ألعاب ذات قواعد معروفة ومحددة وحين يتعلم الطفل هذه القواعد يكون قد بدأ يتعلم الجانب العام الذي يتمثل في قواعد وأحكام الآخرين لأنه يجتمع مع أفراد الجماعة المكونين للعبة، كما أن اللعب يساعد الطفل على تعلم المشاركة الوجدانية كما أنه يكون - أي الطفل - في وضع يسمح له بظهور الآخرين أو دورهم في تنشئته الاجتماعية، وهكذا ينتقل الطفل في حياته من القيام بأدوار الآخرين في اللعب إلى الجزء المنظم والأساسي للشعور بالذنب ومن هنا فإنه يجب إشباع هذه الحاجة لدى الأطفال لمساعدتهم على النمو وكذلك إكسابهم المعايير والقواعد الاجتماعية وكذلك لتفريغ طاقاتهم بما يساعد على تشكيل الذات داخل نفوسهم.
:regards01::regards01::regards01::regards01::regards01:
الحاجات هي افتقاد لشيء تكون به الحياة مستقيمة عضوياً ونفسياً، ثم كان تمايز الحاجات؛ فبعضها عضوي وبعضها بيولوجي أو فسيولوجي يلزم لحياة الإنسان لكي يستمر البقاء، وبعضها أولى أو أساسي، وبعضها نفسي، وبعضها حاجات عليا، وبعضها حاجات متوسط تتوسط المرتبتين السابقتين.
وقد تكون هذه الحاجات حاجة اجتماعية تتمثل في شعور الفرد بنقص أو رغبة في إشباع لا يتحقق إلا من خلال تواجده في جماعة فهي تعبر عن شوق شديد من جانب الفرد لأن يكون منتمياً إلى جماعة لأنه يشعر في داخلها بوجود حقيقي وسعادة كاملة وقد تكون هذه الحاجات حاجات أساسية وهي حاجات الفرد الأساسية التي لا يستطيع أن يستغنى عنها أو يصعب عليه العيش بدونها مثل حاجاته للطعام والشراب.
كما يشير "ماسلو" إلى أن الحاجات والدوافع تترتب ترتيبًا هرميًا على أساس أهميتها ودرجة الحاجة في الإشباع حيث إن الحاجة الأكثر إلحاحاً وأهمية ينبغي أن تشبع قبل أن تظهر حاجة أخرى أقل إلحاحاً من السابقة وأقل أهمية ومطالبة بالإشباع.
وهكذا فالترتيب يسير من الحاجات الأكثر أهمية إلى الحاجات الأكثر أهمية نسبياً وفقاً للمدرج التالي:
وتختلف حاجات الأطفال وتتنوع طبقاً للاختلاف والتباين في القدرات والاهتمامات ولذا يجب الوضع في الاعتبار عند إشباع هذه الحاجات مراعاة تلك الاختلافات حتى يتم العمل على تدعيم مهارات هؤلاء الأطفال وتحقيق السعادة لهم كما أن ذلك يساعد في رعاية الأطفال ذوى الظروف الاستثنائية في نواح معينة فهناك من يبدو عليهم علامات الغضب والانفعال وآخرين قد يكون لديهم صعوبات في التعلم أن العاطفة وهناك أطفال معتدلين لذا يجب أن تراعى خطط إشباع الحاجات كل ذلك حيث تتعامل مع كل فرد على حدة كما تتعامل مع المجموعة ككل.
ترتيباً على اختلاف وتنوع حاجات الطفولة فإنه من الصعب حصر هذه الحاجات أو تعديلها فليس من السهولة تحديد ما هو ضروري وما هو غير ذلك لأن ذلك يتأثر بعوامل عديدة منها نوع المجتمع وثقافته وما يتضمنه من عادات وتقاليد وقيم وتراث حضاري وديني ومدى تقدم هذا المجتمع ونموه أو أنه كلما نجحت الأسرة والمؤسسات المهنية لتقديم خدمات متنوعة ومتكاملة للأطفال وأدت دورها في إشباع احتياجات الأطفال لدرجة مناسبة أدى ذلك بدوره إلى نمو شخصية الطفل نمواً طبيعياً ومتوازياً وذلك كفيل بأن يعمل على تحقيق توافق اجتماعي ونفسي أفضل للأطفال وأيضاً يؤدي إلى تحقيق الأهداف المجتمعية.
وتتمثل حاجات الطفولة في جميع مراحله (سواء المبكرة أو المتوسطة أو المتأخرة في الحاجات التالية):
(أ) الحاجة المادية أو الجسمية وتشمل :
تتنوع وتختلف الحاجات الجسمية لمرحلة الطفولة في جميع أطوارها سواء كانت الطفولة المبكرة أو المتوسطة أو المتأخرة حيث إنها مرحلة تتميز بأنها مرحلة نمو بطئ كما يصاحبها تغيير شامل في الملامح العامة لجسم الإنسان وتشمل هذه الحاجات المادية والجسمية للطفولة الحاجة إلى التغذية السليمة وكذلك الحاجة إلى الرعاية الصحية وأيضاً الحاجة إلى الملبس المناسب وأخيراً تشمل الحاجة إلى سكن مناسب يستريح فيه الطفل حتى يساعده على النمو بشكل إيجابي وفعال.
(ب) الحاجات المعنوية أو النفسية :
وتشمل هذه الحاجات ما يلي:
1- الحاجة إلى الحب والمحبة
وتعتبر هذه الحاجة من الحاجات المعنوية الهامة للطفل حيث يسعى الطفل إلى إشباعها فهو يحتاج دائماً إلى أن يشعر بأنه محب ومحبوب وأن الحب متبادل ومعتدل بينه وبين والديه وأخوته وأقرانه وهذه الحاجة لازمة وضرورية لصحته النفسية.
وكذلك الطفل في حاجة إلى أن يشعر بأنه موضع حب وإعزاز الآخرين وهذه الحاجة تظهر مبكراً في نشأتها ومن هناك فإن الذي يقوم بإشباعها خير قيام هما الوالدان حيث يمنحان طفلهما الحب والود والاحترام المتبادل.
2- الحاجة إلى الشعور بالأمن
يحتاج الطفل إلى الشعور بالأمن والطمأنينة داخل جماعته التي ينتمي إليها سواء كانت هذه الجماعة هي الأسرة أو المدرسة أو الرفاق في المجتمع وأن الطفل يحتاج إلى الرعاية في جو آمن يشعر فيه بالحماية من كل العوامل الخارجية الممهدة له ولابد أن يكون هذا الأمن ممتداً في حياة الطفل في حاضره ومستقبله ويجب مراعاة الوسائل التي تشبع هذه الحاجة لدى الطفل حتى لا يشعر بتهديد خطير لكيانه مما يؤدي إلى أساليب سلوكية قد تكون انسحابيه أو عدوانية.
3- الحاجة إلى الانتماء
إن شعور الطفل بأنه مهمل أو منبوذ وغير مرغوب فيه من أقوي عوامل القلق والتوتر لديه وتنتج هذه المشاعر لدى الطفل من إحساسه بالإهمال وعدم العمل على راحته والعناية به وتبرز أهمية تلك الحاجة لأن الإنسان يولد بعدد من الاستعدادات والقدرات المحدودة التي لا تمكنه من الحياة معتمداً على نفسه فقط في طفولته ومن أهم شروط إشباع حاجة الطفل إلى الانتماء أن يتقبل الطفل أسرته أو جماعته التي يشترك في عضويتها وأن تتقبله الأسرة والجماعة، والحاجة إلى الانتماء تدفع الطفل إلى المسايرة والتوافق مع الأسرة أو قبول ما اتفقت عليه من معايير وأنماط سلوكية.
4- الحاجة إلى تعلم المعايير السلوكية
يحتاج الطفل في مرحلة الطفولة إلى المساعدة في تعلم المعايير السلوكية نحو الأشخاص والأشياء ويحدد كل مجتمع هذه المعايير وتقوم المؤسسات القائمة على عملية التنشئة الاجتماعية مثل الأسرة والمدرسة ووسائل الإعلام وغيرها لتعليم هذه المعايير السلوكية للطفل بما يساعده على التوافق مع نفسه، ومع المجتمع.
5- الحاجة للتقدير الاجتماعي
وتعود هذه الحاجة إلى رغبة الأطفال في أن يعترف بهم الكبار وأن يعاملوهم كأفراد لهم أهميتهم فيتم مدحهم عند نجاحهم في أي عمل كما يجب الإنصات إليهم عندما يتكلمون ويتم مكافأتهم عند القيام بشيء يستحقون عليه المكافأة وهذه الحاجة تفسر الكثير من تفاني الكبار في أعمالهم رغبة في تقدير المجتمع لهم، وللأسرة دور كبير في إكساب الطفل ثقته في نفسه في حدود ما يتوفر لديه من قدرات خاصة ومميزات شخصية فلا يجب المبالغة من قبل الأسرة في تقدير قدرات الأبناء فتنقلب الثقة بالنفس إلى الغرور مما يؤدي بالفرد إلى عدم إدراكه لقدراته الحقيقة أم التقدير الحقيقي لقدرات الأبناء يولد الثقة التي تدفعهم إلى تحقيق النجاح والاجتهاد لتحقيق الطموحات التي تصبو إليها.
6- الحاجة إلى الحرية والاستقلال
الحاجة إلى الاستقلال والحرية من الحاجات الضرورية لنمو الطفل نمواً إيجابياً حيث إنها تتفق مع متطلبات هذه المرحلة من النمو سواء كانت متطلبات جسمية أو عقلية أو وجدانية أو اجتماعية فالطفل في حاجة إلى الحرية في المشي والكلام والجري والتسلق والتجريب والهدم والبناء كما أن غرس هذه الحاجات في نفس الطفل تساعده في الاعتماد على نفسه ويكتسب الثقة فيها ويزيد أمنه واطمئنانه إلى العالم الذي يعيش فيه وقد تكون هناك عقبات لإشباع هذه الحاجة لدى الطفل مثل أساليب معاملة الوالدين له مثل أسلوب الحماية المفرطة الذي يشعر الطفل بعدم ثقته في نفسه وكذلك يعتبر مد فترة اعتماد الطفل على الكبار في أعماله من المعوقات التي تحول دون إشباع الحاجة إلى الحرية والاستقلال.
7- الحاجة إلى تقبل السلطة :
للسلطة دور كبير في حياة الطفل لذا فإن الطفل في حاجة إلى تقبل هذه السلطة حيث إن لها دوراً في السلوك الذي يسلكه الطفل في حياته الراهنة والمقبلة ويجب أن تكون هذه السلطة متوازنة بين الأب والأم داخل الأسرة حيث إنه لو غلبت سيطرة الأم سوف يؤدي ذلك إلى أن يسلك الأطفال سلوك عصبي وذهني أحياناً وهو ما تدل عليه نتائج أبحاب هيرزنجتون Hetherington وتحبذ سيطرة الأب.
كما أن الطفل يفقد شعوره بالأمن إذا قيد استقلاله وسلبت حريته وأيضاً بالمثل يفقد شعوره بالأمن إذا هو أعطى الاستقلال بلا حدود إذا أطلقت له الحرية الكاملة لأن معنى ذلك في نفسه تنازل الكبار عن سلطانهم عليه تنازلاً تاماً ويؤدي ذلك إلى شعوره بالبلبلة والارتباك والقلق والضياع فهو متحاج في نموه ونشاطه إلى سلطة ضابطة تشعره بالرقابة والإرشاد وترسم له الحدود وتبين له ما يراد عمله وماذا يحدث لو أنه حاد عن السلوك المرغوب فيه؟ والطفل نفسه لضعف خبرته ومحدوديتها وجهله بكثير من الأمور ولرغبته في أن يكون مقبولاً ومرضياً عنه ممن حوله يحب أن يتأكد من آن إلى آخر عما إذا كان سلوكه مستحباً ويوافق عليه ممن حوله ويعيشون معه أو لا؟ فالطفل دون شك يحتاج إلى دعامة سلطة الكبار وإلى نظام يفرض عليه في أول الأمر كإطار للحياة المنظمة في البيت كما أنه في حاجة إلى بعض الأوامر الملزمة المعقولة التي تحد من نزاعاته الاندفاعية ورغباته غير المرغوب فيه بشكل يجعله يساير جو البيت والمجتمع الذي يعيش فيه، الطفل يشعر بقلق وحيرة إذا ما سحبت هذه السلطة أو زال هذا النظام أو كان هذان النظامان متذبذبين وغير ثابتين.
ومما هو جدير بالذكر أن السياسة الثابتة تسهل على الطفل طاعة السلطة وليس المقصود أن تكون الطاعة فرضاً في ذاتها؛ فالطاعة مرحلة يجب أن يمر بها الطفل وينبغي أن يخرج منها بعد ذلك مستقلاً في رأيه وعمله؛ فالطاعة هي انقياد الطفل للأكبر سناً ليسترشد به في الفكر والعمل حتى يكبر ويصير قادراً على الاستقلال بنفسه.
8- الحاجة إلى إرضاء الكبار والأقران:
يحرص الطفل السوي في كل أوجه نشاطه على إرضاء الكبار رغبة منه في الحصول على الثواب وهي الحاجة تساعد في تحسين سلوكه وفي عملية التوافق النفسي والاجتماعي حيث يلاحظ في سلوكه استجابات الكبار والآخرين بصفة عامة ويحرص على إرضائهم كما يحرص الطفل في سلوكه على إرضاء أقرانه مما يجلب له السرور ويكسبه حبهم وتقديرهم وترحيبهم به كعضو في جماعتهم ويجب الاهتمام بإشباع هذه الحاجة عند الطفل عن طريق إتاحة فرص التفاعل مع أقرانه والمشاركة معهم في اللعب والعمل.
9- الحاجة إلى النجاح والإنجاز :
النجاح دائماً يدفع الفرد إلى مواصلة التقدم نحو تحسين سلوكه وتحسين ما يقوم به من أعمال كما أن النجاح ينمى الثقة بالنفس أما الفشل فيؤدي إلى فقدان الثقة بالنفس ويدعو إلى القلق لذا يجب على الآباء والأمهات عدم المغالاة في الأهداف التي يتوقعونها من أطفالهم، وكذلك يجب عليهم أن يشجعوا أبناءهم الناجحين دائماً ويكافئوهم حتى يزيدوا من ثقتهم بأنفسهم ويساعدوهم على الانتقال من نجاح إلى نجاح.
ولعله من المفيد عند إشباع هذه الحاجة عند الأطفال تطبيق اختبارات الذكاء عليهم حتى يمكن الوقوف على عمرهم العقلي الذي يتيح الفرصة لتعلم الأطفال بطريقة تتناسب مع قدراتهم واحتياجاتهم كما أن هذه الاختبارات تساعد على التفريق بين الذكاء الفطري لهؤلاء الأطفال وهؤلاء الذين يحتاجون إلى مساعدة خاصة وهذا يساعد القائمين على تربية وتنشئة الأطفال على تقديم المساعدة والعون لهم حتى يحققوا النجاح المطلوب ويشبعوا هذه الحاجة من نفوسهم.
10- الحاجة إلى تحقيق وتقدير الذات :
يحتاج الطفل إلى الشعور بالتقدير من حوله سواء في المنزل أو في المدرسة أو في جماعة اللعب، والحاجة إلى تقدير الذات وتحقيقها تبدأ بالبحث عن دور أو مركز اجتماعي ما أو مكانة معينة وسط جماعة الأقران أو جماعة اللعب أو المدرسة حيث يشعر الطفل من خلال هذا الدور بأهميته واحترام الآخرين وتقديرهم له، ومن خلال هذا الدور أيضاً يشبع الطفل حاجته إلى الاعتراف والاستقلال والاعتماد على النفس وقدرته على السيطرة على بيئته وإظهار السلطة على الغير أو تزعم الآخرين وقياداتهم وهذا يدفع الطفل إلى الثقة في نفسه ويزيد من قدرته على الإنجاز ويشعره بأهميته وقيمته في المجتمع.
11- الحاجة إلى اللعب :
إن الطفل في مرحلة الطفولة المتأخرة يظهر اهتمامات متنوعة في جميع الأشياء والاحتفاظ بكل ما هو مختلف، وكذلك يظهر متعة في أداء بعض الألعاب مثل ألعاب السرعة والمهارات وأيضاً بعض الأنشطة والألعاب البنائية والتركيبية مثل لعبة الميكانو والمكعبات والألعاب الخشبية وغيرها من الألعاب مثل التسلق وما يشابهه من أعمال بطولية في المهارات الرياضية وكذلك في الحرف الريفية كرعاية الحيوانات وهذا بالإضافة إلى الهندسة والأنشطة العلمية وأيضاً يهتم الطفل في هذه المرحلة باللعب في المدرسة واللعب الأسرى أي في محيط العائلة والأسرة وأيضاً يهتم بأعمال الحياكة والديكور والزينة والأعمال اليدوية البسيطة وأشغال الإبرة والعقد ولعب الكرة والوثب والجري وغير ذلك من الألعاب.
ويرجع اهتمام الأطفال باللعب في هذه المرحلة إلى أهمية اللعب ذاته حيث إنه عبارة عن نشاط يقوم به لكي يخرج ما بداخله من طاقة وإحساس وفيه أيضاً إرضاء للطفل وإدخال السعادة عليه، واللعب له دور حيوي في نمو الطفل وتطوير شخصيته ويسهم في إنجاز وتحقيق عدد من الوظائف الهامة تتمثل في تحقيق النمو على مختلف المستويات سواء على المستوى الفسيولوجي أو العقلي أو الانفعالي أو الاجتماعي للطفل، وقد تنبه الكثير من العلماء إلى أهمية اللعب حيث أشار هورتون بول 1976 إلى أنه من خلال اللعب يتعلم الطفل ممارسة الأدوار الاجتماعية ويتعلم السلوك الاجتماعي عن طريق مجموعة من الأساليب السلوكية التي عليه أن يمارسها في المواقف الاجتماعية المختلفة وأشار أيضاً إلى أن هناك ألعاباً للأطفال ناجحة ومن الممكن أن تؤدي إلى امتصاص الطفل للمعايير الاجتماعية. كما أكد كل من ستيوارت وجيلين ( على ما قاله هورتون من حيث إن لعب الأطفال إنما يدل في أحد أوجهه على الأدوار التي يقلدونها، أما الوجه الآخر له فيعكس المعايير الاجتماعية التي يتعلمها الأطفال أثناء لعبهم؛ فالأطفال في مرحلة الطفولة الوسطى والمتأخرة يلعبون ولكن لعبهم لا يهدف فقط إلى تقليد الدور الذي يتقمصه الطفل وإنما يلعب ألعاب ذات قواعد معروفة ومحددة وحين يتعلم الطفل هذه القواعد يكون قد بدأ يتعلم الجانب العام الذي يتمثل في قواعد وأحكام الآخرين لأنه يجتمع مع أفراد الجماعة المكونين للعبة، كما أن اللعب يساعد الطفل على تعلم المشاركة الوجدانية كما أنه يكون - أي الطفل - في وضع يسمح له بظهور الآخرين أو دورهم في تنشئته الاجتماعية، وهكذا ينتقل الطفل في حياته من القيام بأدوار الآخرين في اللعب إلى الجزء المنظم والأساسي للشعور بالذنب ومن هنا فإنه يجب إشباع هذه الحاجة لدى الأطفال لمساعدتهم على النمو وكذلك إكسابهم المعايير والقواعد الاجتماعية وكذلك لتفريغ طاقاتهم بما يساعد على تشكيل الذات داخل نفوسهم.
:regards01::regards01::regards01::regards01::regards01: