- إنضم
- 23 أكتوبر 2016
- المشاركات
- 1,505
- نقاط التفاعل
- 1,029
- النقاط
- 71
- محل الإقامة
- الجزائر العاصمة
- الجنس
- أنثى
السلام عليكم
"آسف" كلمة صعبة على الكثيرين، فهي تعني لدى البعض انتقاصا من الكرامة والقيمة، وتعني لدى البعض الآخر نوعا من الإذلال والقهر، وهو ناتج عن موقف سخيف يعتبر نفسه وضع فيه حين يردد هذه الكلمة على مسمع أحد ما، خاصة بين الزوجين، حتى لو جاءت بعد طول خصام وعناد، رغم أن لهذه الكلمة في بعض الأحيان مفعول السحر في محو كل الأخطاء، لكن أيهما أصعب في الاعتراف بالخطأ وترديد "آسف" الرجل أم المرأة.
ومما لا شك فيه هو أن الاعتذار بين الزوجين تعبير عن قوة شخصية وزيادة في الحب بينهما، وفي مسهل تناولنا للموضوع قيد الطرح نشير أن الاعتذار في أساسه ثقافة تفتقر إليها بعض الشعوب العربية، وصدور الاعتذار على نمط معين له أثره الإيجابي لدى المتلقي، والتنويع فيه له جاذبية خاصة عند النساء اللاتي أصابهن شيء من الملل والرتابة والإحباط في حياتهن الزوجية.
الاعتذار انتصار على الأخطاء والهفوات بين الأزواج
يقولون في الغرب أن العلاقات البشرية مليئة بالأخطاء والهفوات، خاصة عندما يتعايش شخصان من بيئتين مختلفتين تحت سقف واحد، كما بين الأزواج أو المحبين، ولأن العلاقة بين الزوجين من أسمى وأقوى العلاقات البشرية، ولأن المودة من أهم الأسس لذلك الرابط المقدس، فلا فارق في من يبدأ بالاعتذار أو من المخطئ في حق الآخر، طالما أن هناك محبة ورغبة في استمرار الحياة الزوجية، ورغم أن الكثير من الرجال الشرقيين يعتبرون الاعتذار تقليلاً من الكرامة والقدر أمام الزوجة، وهذا خطأ، إلا أن أوجه وأشكال الاعتذار المختلفة كفيلة بتوفير صفاء بين الزوجين وتراض من دون أن يشعر أحد الطرفين بأنه أقدم على ما ينقص من شأنه وقدره أو بانتصار الطرف الآخر، فالعناد والكبرياء من أهم أسباب دمار وخراب البيوت الزوجية التي تقوم على المحبة والتفاهم المشترك.
من يبدأ بالاعتذار .. الرجل أم المرأة؟
العلاقة بين الزوجين من أسمي وأقوى العلاقات الإنسانية، ولأنها تقوم على المودة فلا فارق إذن في من يبدأ بالاعتذار أو من يعترف بالخطأ لأن هناك حبا وتفاهما بين الزوجين ورغبة في استمرار الحياة الزوجية، فالاعتذار كما يؤكد علماء النفس أنه من مهارات الاتصال الاجتماعي وهو فوق هذا ظاهرة صحية أيضا، ومما لاشك فيه أن المرأة أكثر قدرة على الاعتذار والتسامح لأنها تتمتع بطبيعة حساسة وحنونة بعكس الرجل الذي يرى في الاعتذار إضعافا لشخصيته، بينما الرجل يقع في كثير من الأحيان في خطأ كبير عندما يجد صعوبة في الاعتراف بخطئه، لاعتقاده أنه يعرف أكثر ويتصرف بحكمة أكثر وأن الاعتراف بالخطأ سوف يجعل صورته تهتز أمام شريكة حياته، لأن هذا الاعتذار سوف يعني أنه لم يعد قادرا على التصرف كما هو متوقع منه، في حين أن هذا الاعتقاد خاطئ تماما لأن الحياة الزوجية تقوم على المشاركة ومراعاة كل طرف لمشاعر وحقوق الطرف الآخر. إن من أسباب المشاكل الزوجية عدم اعتذار الزوج لزوجته إذا أخطأ في حقها، واعتقد أن المشكلة سوف تنتهي بالصمت والتجاهل وبتحكيم الزوجة لعقلها، رغبة منها في الحفاظ على صيرورة حياتهما الزوجية، وهو بذلك ينسى أن الزوجة إنسانة حساسة للغاية وأن المشاكل المتراكمة تؤثر عليها على المدى البعيد.
الرجولة تحتم على الزوج أن يعتذر..
يعتبر بعض الأزواج أن اعتذارهم لزوجاتهم هو نقص لمكانتهم وتقليل من شأنهم، خاصة إذا كان هذا الاعتذار بين بعض الأهل والأقارب، ولا يدرك أن هذا الاعتذار يجعله يكبر بعيون زوجته لأنه يعاملها على أنها نفسه ولا يقبل لأحد أن يخطئ بحقه، وفي ذات السياق تقول إحداهن أن الزوج الذي يتعامل مع زوجته باحترام وتقدير وحب ستكون له الزوجة المطيعة والصديقة الودودة، ولكن بعض المشاكل تبدأ من مكابرة أحد الزوجين، ومن يبدأ بفعل المشكلة يجب أن يبادر هو بالاعتذار سواء كان الزوج أو الزوجة ولا أعتقد أن اعتذار الزوج لزوجته فيه عيب أو جرم، خاصة إذا كان هو بالفعل أخطأ بحقها، وتضيف أنها تعتبر الزوج الذي أخطأ بحق زوجته وقدم اعتذاره أنه رجل شجاع يستحق التقدير لأنه يعامل زوجته معاملة نفسه التي لا يقبل أن يهينها أحد.
وترى أخرى أن الاعتذار فن يحتاج إلى صدق معبر عن الأساس بالندم على الخطأ الذي اقترفه الشخص بحق الآخر، ثم إن الزوج الناجح لا يكتفي باعتذار لزوجته التي أخطأ بحقها بقول كلمة "آسف" بل عليه أن يكسب ودها وحبها من جديد من خلال عزيمة على العشاء في إحدى المطاعم أو الخروج لنزهة بسيطة وتقديم الاعتذار بطريقة جميلة، وهذا سيجعلها سعيدة بزوجها وبأسلوبه الذي ستحبه منه خاصة إذا شعرت أن زوجها يهتم لإحساسها ومشاعرها، هذا كما أفات أيضا أن الرجولة تحتم على الزوج أن يعتذر إذا أخطأ في حق زوجته، وعندما يعتذر فإنه لا يسقط من عينها بل يكبر ويصبح الزوج والحبيب والصديق وربما يصبح قدوة لها.
من النادر جدا اعتذار الرجال لزوجاتهم!!
أخصائيو علم الاجتماع ذكروا أنه من النادر جداً أن يعتذر الرجال لزوجاتهم، وهذا ما يسبب أغلب المشاكل الزوجية، حيث يعتقد الزوج أن المشكلة التي حدثت بينه وبين زوجته يجب أن تنتهي بتعقل من زوجته، ويجب أن تنسى الخلاف لكي تحافظ على حياتهما الزوجية، ويعي بدوره أن الزوجة أنثى وإنسانة حساسة تؤثر عليها أي مشكلة تمر بها، ثم إن حالات الطلاق تزداد مع زيادة المشاكل الزوجية وكل طرف يحمل الآخر السبب، لأنه يعتبر اعتذاره للآخر وتقديم الأسف له ليس سوى إهانة لكرامته وتقليلا من شأنه ولا يدرك أن هذا الفعل يقربه أكثر من شريك حياته ويجعله يكبر بعيونه أكثر من ذي قبل.
هذا كما أشار هؤلاء إلى أن هناك طرقا عديدة للاعتذار ليس فقط بقول كلمة "آسف"، التي يعتبرها بعض الرجال طريقا لنهاية المشاكل بدون قناعة من داخله، مؤكدين إلى أن أهم الطرق هي الخروج من المنزل بصحبة زوجته والتحدث بهذا الموضوع بعيدا عن أعين الآخرين، وحبذا لو كان ذلك في إحدى المطاعم ذات الجوّ الرومانسي، ولا مانع أن يهديها وردة تعتبر كبلسم شافٍ للجرح الذي تسبب به الزوج لها، كما شددوا على الأزواج الذين لا يدركون إحساس الزوجة التي تظلم من قبل أزواج عديمي الإحساس والمشاعر، والذين يحملون الزوجة كل الأخطاء التي تمر بالحياة الزوجية.
هل اعتذار الزوج جريمة ؟
الرجولة تدفع الرجل لأن يعتذر إذا أخطأ في حق زوجته أو أي شخص آخر، فالرجولة تعني الصدق والشهامة، وعندما يعتذر الرجل فإنه لا يسقط من عين زوجته أو يهون أمره عليها، بل ترتفع قيمته في نظرها ويعلمها درساً في الأمانة والشهامة واحترام الذات، والاعتذار ليس ضعفاّ بل الضعف أن تخفي خطأك وتظل تكابر، أما الرجل الذي يثق بنفسه ويحترم ذاته فإنه لا يجد غضاضة في أن يعتذر، ووقتها سوف يصبح قدوة لزوجته، والمعلوم أن كثيرا من مشاكل الأزواج تبدأ بمكابرة الزوج وامتناعه عن الاعتذار لزوجته.
اعتذار الزوج يفتح صفحة جديدة في قلب الزوجة
جدير بالذكر أن الكثير من الفلاسفة شبهوا الحياة الزوجية بالطبيعة من حولنا في جمالها وتقلباتها، بهدوئها وعواصفها، بحرّها وبردها، وبمدّها وجذرها، ومنْ يريد النجاح والسعادة عليه أن يُوازن ويُوائم بين كل هذه التناقضات، فيخفض رأسه قليلا وينحني لتمر العواصف والخلافات، وإحدى هذه السبل تقديم الاعتذار دون إحساس بالعيب أو المهانة أو الانتقاص، فالاعتذار دليل تسامح وحسن خلق، وعلامة حب وتقدير، وكأنك تفتح صفحة جديدة في قلب زوجتك.
يضع حدا لتراكمات المواقف والانفعالات النفسية
وفي استطلاع أعده أد الباحثين من خلال مشاهداته بعيادة الاستشارات الزوجية لاحظ أن 80 بالمائة من الأزواج يعترفون بأن حاجة الزوجين للاعتذار لبعضهما البعض أكبر دليل على دخول المشاكل واختلاف وجهات النظر وانتهاء مرحلة التغاضي؛ فمع الروتين الحياتي والزوجي تنفد طاقة الحب المتأجج، وقدرة التحمل والتغاضي التي تشحن العاطفة، ويظهر بدلا منها مرحلة «تمني الغلط»، كما كشفت لغة الأرقام أن 70 بالمائة من الأزواج أشاروا إلى أهمية التحاور والتفاهم بعد الاعتذار، بهدف مزيد من الوضوح، وعدم العودة مرة ثانية لنفس الخطأ، وأن 99 بالمائة من الأزواج يحاولون إيجاد حجة للتهرب، والتواري خلف أسباب واهية، رافضين الاعتذار المباشر –"أنا آسف أو سامحيني"- مفضلين طرقا أخرى غير مباشرة، وعلى الزوجة الذكية - كما يقولون- التعرف على التركيبة النفسية للرجل الشرقي زوجها، وتوصلت نتائج الدراسات إلى أن 40 بالمائة من الأزواج ينادون بأهمية التعرف على «ثقافة الاعتذار» والتعامل معها، حتى لا تتراكم المواقف والانفعالات السلبية وتُشكل ضغوطا نفسية على الزوجين معا.
يعد ركيزة شراكة ناجحة بينهما..
هناك طرق عديدة للاعتذار لا تقتصر على كلمة "آسف"، فيمكن اصطحاب الزوج لزوجته لمكان هادئ ليتحدثا بهدوء، ولا مانع من أن يقدم لها هدية بسيطة تعبر عن اعتذاره وأسفه لها، ويحرص على عدم العناد والإصرار على الرأي، لأنه ببعض التنازلات نجعل الأمور تسير بشكل أفضل، مع إبعاد فكرة أن الاعتذار إهانة لأنه في أحيان كثيرة يكون أقصر الطرق لإذابة الجليد، انطلاقا من فكرة أن الحوار والنقاش هما أساس التفاهم بين الزوجين، ويعني هذا استماع كل طرف إلى وجهة نظر الطرف الآخر، بالشكل الذي يضمن فيها تفهم كلا الطرفين لانفعال الآخر، فإذا تشدد أحدهما فعلى الآخر إرخاء الحبل قليلا حتى تهدأ الأمور ويسهل التفاهم، ما يجهله الكثيرون هو أن العتاب دليل الحب، كما أن تراكم المشاكل والمواقف دون حسمها سيجعل الأمور تسوء لأبسط الأسباب، كما أنه أحيانا تكون الخلافات بهارات الحياة الزوجية وبعد الصلح تصبح علاقة الزوجين أكثر قوة وتماسكا عما كانت عليه من قبل، لذا يجب أن يعرف الزوجان أن الحياة الزوجية مؤسسة مشتركة يدخلانهما بإرادتهما واختيارهما وبالتالي عليهما بذل المستحيل لإنجاح تلك الشراكة.
هو أحد أبرز صفات الرجال العقلاء
هذا ويعتبر المختصون الاعتذار من صفات الأزواج العقلاء الذين يرفعون قدرهم وشأنهم لدى زوجاتهم، ويعتبر هذا الاعتذار لدى الزوجات كوردة قدمت لهن كبداية لصفحة جديدة، خاصة أن المرأة ستقبل الاعتذار مهما كان الخطأ لأن الأنثى طيبة بتكوينها، كما أن الزوج العاقل سيفهم أن اعتذاره لزوجته هو عبارة عن صلح بعد توتر ستستمر بعده الحياة الزوجية بألفة وراحة، ولكن إذا تكبر ولم يبال لشعور نصفه الآخر فسيؤثر ذلك على حياتهم مستقبلاً حتما، وفي بعض الأحيان يتحول الأسف والاعتذار لعلاج أو مهدئ لبعض التصرفات الخاطئة التي تصدر من الزوج المنفعل ضد زوجته واعتذاره سيكون الحل الوحيد لكي لا تكبر المسافة بينهما.
تقبل اعتذار الطرف الآخر يحمي الرباط المقدس من الفشل
لتفادي ضمان الاستقرار في الحياة الزوجية وتجنب إساءة أحدهم للآخر، لابد بداية تجنب العناد والإصرار على الرأي، ذلك أن بعض التنازلات تسيّر الأمور، مع تغيير فكرة أن الاعتذار هو قلة قدر أو إهانة فلا كرامة بين الأزواج، وتعويض اللحظات غير السعيدة باسترجاع الذكريات الجميلة بينهما وتذكر محاسن الآخر حتى يتم التغاضي عن الصفات السيئة، إلى جانب تكريس مبدأ الحوار والنقاش على اعتبار أنه أساس التفاهم بين الزوجين، مع الحرص على تفهم كلا الطرفين لغضب الآخر حتى لا تتفاقم الأمور وتكبر المشكلة، فعندما يشد أحدهما على الآخر أن يرخي الحبل لتهدأ الأمور، كما أن تراكم المضايقات والمواقف من دون حسمها سيجعل الأمور تسوء لأبسط الأسباب مفجرة للموقف، ما يعني أنه على كليهما تقبّل مراضاة الآخر واعتذاره غير المباشر حتى لا تزيد الأمور سوءاً وينجلي الخصام، خاصة وأن الحياة الزوجية مؤسسة مشتركة وغالباً ما تكون باختيارهما وعلى الزوجين فعل المستحيل لإنجاح تلك الشراكة.
:regards01::regards01::regards01::regards01::regards01::regards01:
"آسف" كلمة صعبة على الكثيرين، فهي تعني لدى البعض انتقاصا من الكرامة والقيمة، وتعني لدى البعض الآخر نوعا من الإذلال والقهر، وهو ناتج عن موقف سخيف يعتبر نفسه وضع فيه حين يردد هذه الكلمة على مسمع أحد ما، خاصة بين الزوجين، حتى لو جاءت بعد طول خصام وعناد، رغم أن لهذه الكلمة في بعض الأحيان مفعول السحر في محو كل الأخطاء، لكن أيهما أصعب في الاعتراف بالخطأ وترديد "آسف" الرجل أم المرأة.
ومما لا شك فيه هو أن الاعتذار بين الزوجين تعبير عن قوة شخصية وزيادة في الحب بينهما، وفي مسهل تناولنا للموضوع قيد الطرح نشير أن الاعتذار في أساسه ثقافة تفتقر إليها بعض الشعوب العربية، وصدور الاعتذار على نمط معين له أثره الإيجابي لدى المتلقي، والتنويع فيه له جاذبية خاصة عند النساء اللاتي أصابهن شيء من الملل والرتابة والإحباط في حياتهن الزوجية.
الاعتذار انتصار على الأخطاء والهفوات بين الأزواج
يقولون في الغرب أن العلاقات البشرية مليئة بالأخطاء والهفوات، خاصة عندما يتعايش شخصان من بيئتين مختلفتين تحت سقف واحد، كما بين الأزواج أو المحبين، ولأن العلاقة بين الزوجين من أسمى وأقوى العلاقات البشرية، ولأن المودة من أهم الأسس لذلك الرابط المقدس، فلا فارق في من يبدأ بالاعتذار أو من المخطئ في حق الآخر، طالما أن هناك محبة ورغبة في استمرار الحياة الزوجية، ورغم أن الكثير من الرجال الشرقيين يعتبرون الاعتذار تقليلاً من الكرامة والقدر أمام الزوجة، وهذا خطأ، إلا أن أوجه وأشكال الاعتذار المختلفة كفيلة بتوفير صفاء بين الزوجين وتراض من دون أن يشعر أحد الطرفين بأنه أقدم على ما ينقص من شأنه وقدره أو بانتصار الطرف الآخر، فالعناد والكبرياء من أهم أسباب دمار وخراب البيوت الزوجية التي تقوم على المحبة والتفاهم المشترك.
من يبدأ بالاعتذار .. الرجل أم المرأة؟
العلاقة بين الزوجين من أسمي وأقوى العلاقات الإنسانية، ولأنها تقوم على المودة فلا فارق إذن في من يبدأ بالاعتذار أو من يعترف بالخطأ لأن هناك حبا وتفاهما بين الزوجين ورغبة في استمرار الحياة الزوجية، فالاعتذار كما يؤكد علماء النفس أنه من مهارات الاتصال الاجتماعي وهو فوق هذا ظاهرة صحية أيضا، ومما لاشك فيه أن المرأة أكثر قدرة على الاعتذار والتسامح لأنها تتمتع بطبيعة حساسة وحنونة بعكس الرجل الذي يرى في الاعتذار إضعافا لشخصيته، بينما الرجل يقع في كثير من الأحيان في خطأ كبير عندما يجد صعوبة في الاعتراف بخطئه، لاعتقاده أنه يعرف أكثر ويتصرف بحكمة أكثر وأن الاعتراف بالخطأ سوف يجعل صورته تهتز أمام شريكة حياته، لأن هذا الاعتذار سوف يعني أنه لم يعد قادرا على التصرف كما هو متوقع منه، في حين أن هذا الاعتقاد خاطئ تماما لأن الحياة الزوجية تقوم على المشاركة ومراعاة كل طرف لمشاعر وحقوق الطرف الآخر. إن من أسباب المشاكل الزوجية عدم اعتذار الزوج لزوجته إذا أخطأ في حقها، واعتقد أن المشكلة سوف تنتهي بالصمت والتجاهل وبتحكيم الزوجة لعقلها، رغبة منها في الحفاظ على صيرورة حياتهما الزوجية، وهو بذلك ينسى أن الزوجة إنسانة حساسة للغاية وأن المشاكل المتراكمة تؤثر عليها على المدى البعيد.
الرجولة تحتم على الزوج أن يعتذر..
يعتبر بعض الأزواج أن اعتذارهم لزوجاتهم هو نقص لمكانتهم وتقليل من شأنهم، خاصة إذا كان هذا الاعتذار بين بعض الأهل والأقارب، ولا يدرك أن هذا الاعتذار يجعله يكبر بعيون زوجته لأنه يعاملها على أنها نفسه ولا يقبل لأحد أن يخطئ بحقه، وفي ذات السياق تقول إحداهن أن الزوج الذي يتعامل مع زوجته باحترام وتقدير وحب ستكون له الزوجة المطيعة والصديقة الودودة، ولكن بعض المشاكل تبدأ من مكابرة أحد الزوجين، ومن يبدأ بفعل المشكلة يجب أن يبادر هو بالاعتذار سواء كان الزوج أو الزوجة ولا أعتقد أن اعتذار الزوج لزوجته فيه عيب أو جرم، خاصة إذا كان هو بالفعل أخطأ بحقها، وتضيف أنها تعتبر الزوج الذي أخطأ بحق زوجته وقدم اعتذاره أنه رجل شجاع يستحق التقدير لأنه يعامل زوجته معاملة نفسه التي لا يقبل أن يهينها أحد.
وترى أخرى أن الاعتذار فن يحتاج إلى صدق معبر عن الأساس بالندم على الخطأ الذي اقترفه الشخص بحق الآخر، ثم إن الزوج الناجح لا يكتفي باعتذار لزوجته التي أخطأ بحقها بقول كلمة "آسف" بل عليه أن يكسب ودها وحبها من جديد من خلال عزيمة على العشاء في إحدى المطاعم أو الخروج لنزهة بسيطة وتقديم الاعتذار بطريقة جميلة، وهذا سيجعلها سعيدة بزوجها وبأسلوبه الذي ستحبه منه خاصة إذا شعرت أن زوجها يهتم لإحساسها ومشاعرها، هذا كما أفات أيضا أن الرجولة تحتم على الزوج أن يعتذر إذا أخطأ في حق زوجته، وعندما يعتذر فإنه لا يسقط من عينها بل يكبر ويصبح الزوج والحبيب والصديق وربما يصبح قدوة لها.
من النادر جدا اعتذار الرجال لزوجاتهم!!
أخصائيو علم الاجتماع ذكروا أنه من النادر جداً أن يعتذر الرجال لزوجاتهم، وهذا ما يسبب أغلب المشاكل الزوجية، حيث يعتقد الزوج أن المشكلة التي حدثت بينه وبين زوجته يجب أن تنتهي بتعقل من زوجته، ويجب أن تنسى الخلاف لكي تحافظ على حياتهما الزوجية، ويعي بدوره أن الزوجة أنثى وإنسانة حساسة تؤثر عليها أي مشكلة تمر بها، ثم إن حالات الطلاق تزداد مع زيادة المشاكل الزوجية وكل طرف يحمل الآخر السبب، لأنه يعتبر اعتذاره للآخر وتقديم الأسف له ليس سوى إهانة لكرامته وتقليلا من شأنه ولا يدرك أن هذا الفعل يقربه أكثر من شريك حياته ويجعله يكبر بعيونه أكثر من ذي قبل.
هذا كما أشار هؤلاء إلى أن هناك طرقا عديدة للاعتذار ليس فقط بقول كلمة "آسف"، التي يعتبرها بعض الرجال طريقا لنهاية المشاكل بدون قناعة من داخله، مؤكدين إلى أن أهم الطرق هي الخروج من المنزل بصحبة زوجته والتحدث بهذا الموضوع بعيدا عن أعين الآخرين، وحبذا لو كان ذلك في إحدى المطاعم ذات الجوّ الرومانسي، ولا مانع أن يهديها وردة تعتبر كبلسم شافٍ للجرح الذي تسبب به الزوج لها، كما شددوا على الأزواج الذين لا يدركون إحساس الزوجة التي تظلم من قبل أزواج عديمي الإحساس والمشاعر، والذين يحملون الزوجة كل الأخطاء التي تمر بالحياة الزوجية.
هل اعتذار الزوج جريمة ؟
الرجولة تدفع الرجل لأن يعتذر إذا أخطأ في حق زوجته أو أي شخص آخر، فالرجولة تعني الصدق والشهامة، وعندما يعتذر الرجل فإنه لا يسقط من عين زوجته أو يهون أمره عليها، بل ترتفع قيمته في نظرها ويعلمها درساً في الأمانة والشهامة واحترام الذات، والاعتذار ليس ضعفاّ بل الضعف أن تخفي خطأك وتظل تكابر، أما الرجل الذي يثق بنفسه ويحترم ذاته فإنه لا يجد غضاضة في أن يعتذر، ووقتها سوف يصبح قدوة لزوجته، والمعلوم أن كثيرا من مشاكل الأزواج تبدأ بمكابرة الزوج وامتناعه عن الاعتذار لزوجته.
اعتذار الزوج يفتح صفحة جديدة في قلب الزوجة
جدير بالذكر أن الكثير من الفلاسفة شبهوا الحياة الزوجية بالطبيعة من حولنا في جمالها وتقلباتها، بهدوئها وعواصفها، بحرّها وبردها، وبمدّها وجذرها، ومنْ يريد النجاح والسعادة عليه أن يُوازن ويُوائم بين كل هذه التناقضات، فيخفض رأسه قليلا وينحني لتمر العواصف والخلافات، وإحدى هذه السبل تقديم الاعتذار دون إحساس بالعيب أو المهانة أو الانتقاص، فالاعتذار دليل تسامح وحسن خلق، وعلامة حب وتقدير، وكأنك تفتح صفحة جديدة في قلب زوجتك.
يضع حدا لتراكمات المواقف والانفعالات النفسية
وفي استطلاع أعده أد الباحثين من خلال مشاهداته بعيادة الاستشارات الزوجية لاحظ أن 80 بالمائة من الأزواج يعترفون بأن حاجة الزوجين للاعتذار لبعضهما البعض أكبر دليل على دخول المشاكل واختلاف وجهات النظر وانتهاء مرحلة التغاضي؛ فمع الروتين الحياتي والزوجي تنفد طاقة الحب المتأجج، وقدرة التحمل والتغاضي التي تشحن العاطفة، ويظهر بدلا منها مرحلة «تمني الغلط»، كما كشفت لغة الأرقام أن 70 بالمائة من الأزواج أشاروا إلى أهمية التحاور والتفاهم بعد الاعتذار، بهدف مزيد من الوضوح، وعدم العودة مرة ثانية لنفس الخطأ، وأن 99 بالمائة من الأزواج يحاولون إيجاد حجة للتهرب، والتواري خلف أسباب واهية، رافضين الاعتذار المباشر –"أنا آسف أو سامحيني"- مفضلين طرقا أخرى غير مباشرة، وعلى الزوجة الذكية - كما يقولون- التعرف على التركيبة النفسية للرجل الشرقي زوجها، وتوصلت نتائج الدراسات إلى أن 40 بالمائة من الأزواج ينادون بأهمية التعرف على «ثقافة الاعتذار» والتعامل معها، حتى لا تتراكم المواقف والانفعالات السلبية وتُشكل ضغوطا نفسية على الزوجين معا.
يعد ركيزة شراكة ناجحة بينهما..
هناك طرق عديدة للاعتذار لا تقتصر على كلمة "آسف"، فيمكن اصطحاب الزوج لزوجته لمكان هادئ ليتحدثا بهدوء، ولا مانع من أن يقدم لها هدية بسيطة تعبر عن اعتذاره وأسفه لها، ويحرص على عدم العناد والإصرار على الرأي، لأنه ببعض التنازلات نجعل الأمور تسير بشكل أفضل، مع إبعاد فكرة أن الاعتذار إهانة لأنه في أحيان كثيرة يكون أقصر الطرق لإذابة الجليد، انطلاقا من فكرة أن الحوار والنقاش هما أساس التفاهم بين الزوجين، ويعني هذا استماع كل طرف إلى وجهة نظر الطرف الآخر، بالشكل الذي يضمن فيها تفهم كلا الطرفين لانفعال الآخر، فإذا تشدد أحدهما فعلى الآخر إرخاء الحبل قليلا حتى تهدأ الأمور ويسهل التفاهم، ما يجهله الكثيرون هو أن العتاب دليل الحب، كما أن تراكم المشاكل والمواقف دون حسمها سيجعل الأمور تسوء لأبسط الأسباب، كما أنه أحيانا تكون الخلافات بهارات الحياة الزوجية وبعد الصلح تصبح علاقة الزوجين أكثر قوة وتماسكا عما كانت عليه من قبل، لذا يجب أن يعرف الزوجان أن الحياة الزوجية مؤسسة مشتركة يدخلانهما بإرادتهما واختيارهما وبالتالي عليهما بذل المستحيل لإنجاح تلك الشراكة.
هو أحد أبرز صفات الرجال العقلاء
هذا ويعتبر المختصون الاعتذار من صفات الأزواج العقلاء الذين يرفعون قدرهم وشأنهم لدى زوجاتهم، ويعتبر هذا الاعتذار لدى الزوجات كوردة قدمت لهن كبداية لصفحة جديدة، خاصة أن المرأة ستقبل الاعتذار مهما كان الخطأ لأن الأنثى طيبة بتكوينها، كما أن الزوج العاقل سيفهم أن اعتذاره لزوجته هو عبارة عن صلح بعد توتر ستستمر بعده الحياة الزوجية بألفة وراحة، ولكن إذا تكبر ولم يبال لشعور نصفه الآخر فسيؤثر ذلك على حياتهم مستقبلاً حتما، وفي بعض الأحيان يتحول الأسف والاعتذار لعلاج أو مهدئ لبعض التصرفات الخاطئة التي تصدر من الزوج المنفعل ضد زوجته واعتذاره سيكون الحل الوحيد لكي لا تكبر المسافة بينهما.
تقبل اعتذار الطرف الآخر يحمي الرباط المقدس من الفشل
لتفادي ضمان الاستقرار في الحياة الزوجية وتجنب إساءة أحدهم للآخر، لابد بداية تجنب العناد والإصرار على الرأي، ذلك أن بعض التنازلات تسيّر الأمور، مع تغيير فكرة أن الاعتذار هو قلة قدر أو إهانة فلا كرامة بين الأزواج، وتعويض اللحظات غير السعيدة باسترجاع الذكريات الجميلة بينهما وتذكر محاسن الآخر حتى يتم التغاضي عن الصفات السيئة، إلى جانب تكريس مبدأ الحوار والنقاش على اعتبار أنه أساس التفاهم بين الزوجين، مع الحرص على تفهم كلا الطرفين لغضب الآخر حتى لا تتفاقم الأمور وتكبر المشكلة، فعندما يشد أحدهما على الآخر أن يرخي الحبل لتهدأ الأمور، كما أن تراكم المضايقات والمواقف من دون حسمها سيجعل الأمور تسوء لأبسط الأسباب مفجرة للموقف، ما يعني أنه على كليهما تقبّل مراضاة الآخر واعتذاره غير المباشر حتى لا تزيد الأمور سوءاً وينجلي الخصام، خاصة وأن الحياة الزوجية مؤسسة مشتركة وغالباً ما تكون باختيارهما وعلى الزوجين فعل المستحيل لإنجاح تلك الشراكة.
:regards01::regards01::regards01::regards01::regards01::regards01: