بسم الله الرحمن الرحيم
و السلام عليكم و رحمة الله وبركاته .
فتاوى مهمة في أمر هام
للمُقبلين و المقبلات على الخِطبة والزَّواج .
و السلام عليكم و رحمة الله وبركاته .
فتاوى مهمة في أمر هام
للمُقبلين و المقبلات على الخِطبة والزَّواج .
أولا : للرجال :
في الإقبال على العامِّيات في الزواج والعدول عن المستقيمات
للشيخ محمد علي فركوس حفظه الله تعالى
السؤال:يجنحُ كثيرٌ من الإخوة المستقيمين عند إرادة الزواج إلى خِطبة النساء العامِّيات بحُجَّة دعوتهن للمنهج السوي
غاضِّين الطرف عن المستقيمات، فما هو توجيهكم شيخنا؟ وجزاكم الله خيرًا.
الجواب:
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلام على من أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدِّين
أمّا بعد:
فإنَّ الذي يسعُني أن أنصح به الزوجَ السُّـنِّيَّ هو اختيارُ ما يسعده في دنياه وأخراه، وهو اختيار الزوجة الصالحة التي تحافظ على الدِّين قولاً وعملاً، وتتمسَّكُ بفضائله وأخلاقه، وترعى حقَّ الزوجِ، وتحمي أبناءَه، فهذا الذي عني الإسلام به من معاني الفضل والصلاح والعِفَّة.
أمَّا السعي إلى من تجرَّدت من هذه المعاني واغترَّ بحُسْنِها وجمالها وجاهها ونسبها، فإنه يخشى منه الفتنة في ضياع نفسه وأبنائه، إذ مِنَ الصعب بمكان تحويل من أُشْرِبَتْ فِي قلبها حُبَّ مظاهرِ الدنيا، وركنت إلى زخارفها ومالت إلى ملذَّاتها، إذِ الحكمة نطقت بأنَّ: «مَنْ شَبَّ عَلَى شَيْءٍ شَابَ عَلَيْهِ»، وأنّ «مَا ثَبَتَ عَلَى خُلُقٍ وَطَبْعٍ نَبَتَ عَلَيْهِ»
بل يخشى أن يُجرَّ إلى خُلُقها ويُطاوِع رغباتِها، فيبتعدُ بذلك عمَّا كان يصبو إليه من معاني الحياة الإسلامية الجامعة على حُبِّ الله وطاعته، ويندم على ما اغترَّ به: «فَاظْفرْ بِذَاتِ الدِّينِ، تَرِبَتْ يَدَاكَ»(١).
والعلمُ عند الله تعالى، وآخر دعوانا أنِ الحمد لله ربِّ العالمين، وصلى الله على نبيّنا محمّد وعلى آله
وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، وسلّم تسليمًا.
الجزائر في: ٧ جمادى الأولى ١٤٢٧ﻫ
الموافق ﻟ:٣ جوان ٢٠٠٦م
(١) أخرجه البخاري في «النكاح»: (٥٠٩٠)، ومسلم في «الرضاع»: (٣٧٠٨)، وأبو داود في «النكاح»: (٢٠٤٩)، والنسائي في «النكاح»: (٣٢٤٣)
وابن ماجه في «النكاح»: (١٩٣١)، وأحمد: (٩٧٦٩)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
في حكم خطبة المرأة المتبرِّجة
للشيخ محمد علي فركوس حفظه الله تعالى
السؤال: هل يجوز لي أن أتقدم إلى امرأة تصلي لكنها متبرجة، وأريد أن أفرض عليها الجلباب بعد الزواج؟
فما نصيحتكم.
الجواب: الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أمّا بعد:
فينبغي أن تكون الصلاة سببا لاستقامة الإنسان، قال صلى الله عليه وسلم: «أَوَّلُ مَا يُسْأَلُ عَنْهُ العَبْدُ يَوْمَ القِيَامَةِ صَلاَتُهُ فَإِنْ صَلحَتْ صَلحَ سَائِرُ عَمَلِهِ وَإِنْ فَسَدَتْ فَسَدَ سَائِرُ عَمَلِهِ»(١)، والذي لا تكون صلاته تنهاه عن الفحشاء والمنكر فأعماله ناقصة، ومن الفحشاء التبرج، والله سبحانه وتعالى أمر الناس ألاّ يكشفوا عوراتهم بقوله:
﴿ ياَ بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ ﴾[الأعراف: ٣١]
وقال تعالى:
﴿يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشاً وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ * يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ * وَإِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً قَالُواْ وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءنَا وَاللّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء أَتَقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ ﴾[الأعراف: ٢٦-٢٧-٢٨]
وكانوا في الجاهلية يطوفون عراة، فالعري والتكشف يدخل في عموم الفاحشة.
وقد أمر الله النساء بالتستر فقال: ﴿وََقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى﴾ [الأحزاب: ٣٣]
وقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ﴾[الأحزاب: ٥٩]
فإذا كانت هذه المرأة لا تتجاوب مع النصوص الشرعية الآمرة بالتستر، ولا تعكس صلاتها عليها إيجابا من حيث ترك الفحشاء والمنكر، فلا ننصح بالإقدام عليها، ولا يساورنا شك بأنّ الرجل بعد تزوجه بها يصعب عليه أن يحولها إلى الطريق الذي يراه وقد قرر العلماء –تأصيلا- قاعدة: «الدفع أولى من الرفع» ولأن يتخلى عنها اليوم خير من أن يتزوجها ثمّ يُحدث طلاقا أو فسخا لعدم ائتمارها بأمره، وشر من ذلك ما يخشى عليه أن يسايرها في هواها، فيقع في شراكها، ويتأثر بفتنتها ثم يرضى بالمنكر بعد أن صار عنده معروفا، والله المستعان.
والعلم عند الله، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلّى الله على محمّـد وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما.
الجزائر في: ٢٠رجب١٤٢٧ﻫ
الموافق ﻟ: ١٤أوت٢٠٠٦م
(١) أخرجه بهذا اللفظ الطبراني في المعجم الأوسط(١٨٥٩)، والمقدسي في الأحاديث المختارة (٢٥٧٩)، من حديث أنس رضي الله عنه
وصححه الألباني في "صحيح الجامع" (٢٥٧٣)، وفي "السلسلة الصحيحة" (١٣٥٨).
المصدر : الموقع الرسمي للشيخ محمد علي فركوس حفظه الله تعالى
لا يظفرُ بذاتِ الدِّينِ إلا من كانَ قلبُهُ معلَّقًا بالدِّينِ !
فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ
مستفاد من: حسن العشرة الزوجية
للشيخ: عبد الله بن عبد الرحيم البخاري
أيها المؤمنون يقول النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه كما في الصحيحين في حديثٍ وفيه:
((فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ))
هذه هي الزوجة التي يحث الشارع على تحصيلها والرضا بها ويدعو على من أراد غيرها وزهد فيها ورغَّب عنها ومعلوم بداهةً أيها المؤمنون أنه لا يظفر بذات الدين إلا من كان قلبه معلقًا بالدين وكانت نفسه من النفوس الزكية ومن هذا حاله فلا غرَّ أن يرزق المودة بينه وبين زوجته لأنها من ثمرات المُشاكلة في السجايا والصفات الفاضلة، وعلى العكس من ذلك المشاكلة في الصفات الرديئة والسجايا الدنيئة فهي لا تثمر محبةً ولا تورث توددًا قال النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه فيما أخرجه مسلم في الصحيح: ((الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَخَيْرُ مَتَاعِ الدُّنْيَا الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ))
إنه متى كان الدين بين كل زوجين مهما اختلفا وتعقدت مشاكلهما فإن لكل عقدةٍ حلا إلا ومعها حلٌ، ولن يشاد هذا الدين أحدٌ إلا غلبه وهو اليسر والمساهلة والرحمةُ والمغفرة واتساعُ الذات وارتفاعها عن الانحطاط ومن كانت هذه حاله فلن يستنكف هذا العبد أن يكون متمثلًا لما خاطبه به النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه من قوله كما في الصحيحين: ((اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا فَإِنَّهُنَّ عَوَانٌ عِنْدَكُمْ))
وإن من ثمرةِ دين المرأة أن يظهر ذلك كما قالت عائشة رضي الله تعالى عنها أن يظهر ذلك فيها، كما قالت عائشة رضي الله تعالى عنها فيما أخرجه الإمام ابن أبي شيبة في مصنفه بسندٍ فيه لينٌ
"يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ، لَوْ تَعْلَمْنَ حَقَّ أَزْوَاجِكُنَّ عَلَيْكُنَّ لَجَعَلَتْ الْمَرْأَةُ مِنْكُنَّ تَمْسَحُ الْغُبَارَ عَنْ وَجْهِ زَوْجِهَا بِنَحْرِ وَجْهِهَا" فما أجهل الرجل يُسيء معاشرة امرأته، وما أحمق المرأة تُسيء معاملة بعلها.
مستفاد من: حسن العشرة الزوجية | للشيخ: عبد الله بن عبد الرحيم البخاري
*- ميراث الانبياء -*
ما أجمـل المـرأة الصالحــة ولـو كانــت مثل الفحمـة
الشيخ محمـد بن عبدالوهـاب الوصابــي-حفظه الله-:
("ما أجمـل المـرأة الصالحــة ولـو كانــت مثل الفحمـة،لكنهــا صالحــة مستقيمــة علـى أوامــر اللــه،منزلتهــا عنـد الله عظيمــة،تعيــن زوجهــا يافــلان قــم فقــد نــودي للصــلاة؛هــذه الصالحــة، يافــلان قــم أوتــر؛هــذه الصالحــة يافــلان ياأبــافلان هــل صليــت الضحــى؟،قــم فصــل الضحــى،وهكــذا عونــا لزوجهــا علــى طاعــة اللــه، وهكــذا الرجــل يجـب أن يكــون عونــا لزوجتــه علـى طاعــة اللــه").
المصدر:رسالـة الموسومة القيمة"وماخلقت الجن والإنـس إلاليعبــدون صـــ17"
ثانيا : للنساء :
الزواج من سلفي ما عنده من الخلق ما يكفي خير من إخواني أو صوفي أو تبليغي أو جاهل
الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله
نص السؤال: هناك في كندا أخوات سلفيات يردن الزواج من رجل غير سلفي سواء كان إخواني أو صوفي أو تبليغي أو جاهل أو رجل أسلم قريب حيث يقولون أن السلفي ما عنده من الخلق ما يكفي ، وهل الخلق أفضل من العلم ؟
نص الإجابة : الواجب على أهل السّنّة أن يقتدوا برسول الله-صلّى الله عليه وسلّم- في أخلاقه : { فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ} [آل عمران:159] نعم { وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ }[القلم:4] والرّسول –صلّى الله عليه وسلّم- سئل عن أفضل الأعمال أوأثقل الأعمال في الميزان فقال : " حسن الخلق ".
فواجب علينا معشر السّنيّين أن نحسّن أخلاقنا لكن ليس من حسن الخلق السّكوت عن المنكر ، ليس من حسن الخلق المماشاة على باطل ، ولعلّ واحدة من هنّ تزوّجت بسنّي أحمق فاتّخذناه درسا ، لا ليس أهل السّنّة هكذا.
لا أنصحكنّ بأن تتزوّجن بأناس من أهل السنّة تصبحن إن شاء الله داعيات إلى الله سبحانه وتعالى ، بل ربّما مؤلّفات ، ومعلّمات تعلّمن الكتاب والسّنّة . أنصحكنّ بذلك .
الإخوان المفلسون سيدندن في أذنك الحزبيّة حتّى تصيري حزبيّة ، الصّوفي ماذا سيعلّمك ؟ :
يالله بها يا الله بها ******* يا الله بحسن الخاتمة
لي خمسة أطفي بهم ******* حر الجحيم الحاطمة
المصطفى والمرتضى ******* وأبناهما والفاطمة
ضعتي ضعتي يا أمة الله ، عليك أن تصبري فكم من فتاة في الإمارات أو في اليمن ، في اليمن أو في غيره ، تصبر حتّى ييسر الله لها بسنّي .
هذا الخبر ليس بصحيح والرّسول- صلّى الله عليه وسلّم- يقول:" ليس الخبر كالمعاينة " ، والشّاعر يقول :
يا ابن الكرام ألا تدنو فتبصر ما ****** قد حدثوك فما راءٍ كمن سمعا
كم من امراة تتزوّج بطالب علم يأخذ في شهره ثلاثة ألف يمني ليست بشيء ويبارك الله لهم فيها ، ويعيشان عيشة سعيدة والله المستعان .
فالمهمّ نصيحتي لكنّ أن تنتظرن حتّى يأتي السّلفيّون ويتزوّجون بكنّ ، والله والله إنّها لخسارة أن تتزوّجي بشخص من الإخوان المفلسين ، الذي هو مستعدّ أن يبيع الدّين ويتكيّف ويتكيّف ولست أعني الإخوان المسلمين كلّهم أعني كثيرا منهم يتكيّف كيفما يطلب منه ، وهكذا أيضا الصّوفيّون ، وبعد ذلك أيضا نحن مأمورون بالصّبر على بعضنا البعض ورب العزة يقول في كتابه الكريم : { وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ} [ الشورى:10] ، حتّى المرأة وزوجها إذا اختلفا في شيء يتحاكمان إلى الكتاب والسّنّة ويقول : { فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ } [النّساء:59] والله المستعان .
-------------
من شريط : ( أسئلة شباب كندا ) من الموقع الرسمي للشيخ مقبل رحمه الله .
إن خطبكِ شخص فلا تقولي : ربما يتحسن..ربما يهتدي!
للشيخ العثيمين رحمه الله .
أعجبني شرح الشّيخ العثيمين- رحمه الله-
لحديث فاطمة بنت قيس رضي الله عنها أنَّ النّبي قال لهـا: (( انكِحي أسامة )) . رواه مسلمٌ .
إذ شرحهُ الشّيخ -رحمه الله- على شرحه لبلوغِ المرام شرحاً جَزلاً بديعاً !! .
قال الشّيخ شارحا ومعلّقاً ومستنبطاً لقاعدة مهمّة من الحديث :
إنّه يُؤخذ منه فائدة مهمّة جدّاً ، وهي :
<< أنّ العبرةَ في الأمور بالمَنظُور منها لا بالمُنتَظَر >> .
أنتَ غير مكلّف بشيء بين يديك ، ومن هنا نعرفُ جواباً يقعُ كثيراً :
يخطب الرّجل امرأة ملتزمة ، وهو غير ملتزم ، وتحب أن تتزوج به ؛ وتقول :
لعلَّ الله أن يهديه على يدي !!
وهذا عمل بمنتظر ما ندري ، المنظور أمامنا أنّه غير ملتزم ، فإذا قالت: لعل الله أن يهديه على يدي ، قلنا: ولعل الله أن يُضلّكِ على يديه ، كلّه متوقّع !
وكونك تضلّينَ على يديه أقرب من كونه يُهدى على يديك ؛ لأنّ المعروف أنّ سُلطة الرّجل على المرأة أقوى من سلطتها عليه !
وكم من إنسانٍ يُضايقُ الزّوجة لما يريد ؛ حتّى يضّطرّها إلى أن تقع فيما يريد ، دونَ ماتريد ، وهذا شيء مشاهد ومُجرّب .
أهم شيء عندي أن نعرفَ أنّ الإنسان مُكلّف بما ينظر لا بما ينتظر .. اهـ
المجلد4ص519 .
وأضاف الشيخ -رحمه الله- في موضع آخر على شرحه :
فاطمة بنت قيس جاءت تستشيرُ النّبيّ في ثلاثة خطبوها :
- أسامة بن زيد والثاني: أبو جهم والثالث: معاوية بن أبي سفيان .
فقال الرسول صلى الله عليه وسلّم:
أبو جهم ضرّابٌ للنّساء ، وفي رواية لا يضع العصا عن عاتقه .
وقال في معاوية: صعلوكٌ لا مالَ له يعني فقير .
وقال : انكحي أسامة .
قالت: فنكحت اسامة واغتبطت به ، أي صار غبطة ببركة رسول الله .
علماً بأنّ معاوية بن أبي سفيان صار ذا مالٍ ، وصار خليفة من أكبر الخلفاء الذين يتباهون بالدنيا .
والجواب عن هذا: القاعدة آنفة الذكر وهي :
أنّ العبرة في الأمور بالمنظور منها لا بالمنتظر .
اهـ ص518 - منقولة .
يتبع بإذن الله
أسأل الله جلا وعلا أن ييسر أمر الزواج لجميع الإخوة والأخوات
وأن يرزقهم بالزوجات الصالحات وأن يرزقهن بالأزواج الصالحين,
وأن يعجل لهم ولهن بذلك
وأن يقيهم جميعا الفتن ما ظهر منها وما بطن,
وأن يعيننا وإياهم على طاعته سبحانه ورضاه,
وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
وأن يرزقهم بالزوجات الصالحات وأن يرزقهن بالأزواج الصالحين,
وأن يعجل لهم ولهن بذلك
وأن يقيهم جميعا الفتن ما ظهر منها وما بطن,
وأن يعيننا وإياهم على طاعته سبحانه ورضاه,
وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
التعديل الأخير تم بواسطة أبو إكرام وليد فتحون ; يوم أمس الساعة 10:10 PM
#2
أبو إكرام وليد فتحون
عضو
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 909
الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رجمه الله :
السؤال:
فتاة ملتزمة تقدم لها رجل لخطبتها وهو يصلي لكنه يشرب الشيشة وهي محتارة
وهي ملتزمة أيضاً, هل توافق على مثل ذلك، أم تنتظر رجلاً صالح؟
الجواب:
(( الأفضل لها أن تنتظر؛ لأن الذي يشرب الشيشة يضرها ويؤذيها
فالأفضل أن تنتظر لعل الله ييسر لها زوجاً صالحاً بعيداً من هذه المعصية))اهـ (نور على الدرب).
العلامة المُحدّث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله:
السؤال :
يسأل عن حكم زواج الرجل المسلم غير الملتزم بتعاليم الإسلام بفتاة أو امرأة ملتزمة
طلب من أهله أن يبحثوا له عن فتاة ملتزمة لعل الله تعالى أن يهدي قلبه؟
الجواب :
(( هذا لا يجوز ، لأن هذا ليس كفؤا لها ، وكما أن أولياء الأمور أُمروا بتزويج بناتهم إلى من كان كفؤا ، فالعكس هو الواجب ، أي : قوله عليه السلام : ( إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه ، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير أو عريض ).
والعكس : إذا جاءكم من لا ترضون دينه ولا خلقه فلا تزوجوه ، لأن الكفاءة على قسمين :
قسم اتفق عليه ؛ وقسم اختلف فيه.
أما القسم المتفق عليه من الكفاءة هو كفاءة الدين والخلق .
وأما القسم الآخر : فكفاءة النسب ، هذا القسم الثاني مختلف فيه .
والحقيقة أن كفاءة النسب لا قيمة لها إسلاميا ، لكن قد قال بعض الناس –مثلا- : إنه لا يجوز للقرشية أن يتزوجها العربي غير القرشي ، فضلا عن أنه لا يجوز أن يتزوجها الأعجمي ، مع أن الإسلام جمع بينهما ، ولذلك فالنبي – صلى الله عليه وسلم – أبطل هذه الكفاءة النسبية بقوله –عليه الصلاة والسلام- :
( ومن بطّأ به عمله لم يسرع به نسبه ).
وربنا عزوجل يقول :
( فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون ).
إذنْ الكفاءة الدينية والخُلُقية هي الشرط ، فإذا خطب رجل غير ملتزم-كما قلتَ- فتاة ملتزمة ، فلا يجوز لولي أمرها أن يوافق على تزوجيها بذلك المسلم غير الملتزم .
وكلمة (غير ملتزم) تعبير عصري من باب التلطف بالألفاظ تلطيفا يعتبرونه سياسة شرعية ! ، وأنا أعتبرها مداهنة غير شرعية ، وهذا له نماذج وأمثلة كثيرة ، وكثيرة جدا ، فاليوم يسمون الربا – مثلا – بالفائدة تلطيفا لوقع هذا اللفظ الشرعي ، الربا محرم ، فسمون المحرم فائدة تمييعا لهذا الحكم وتضييعا له ، كذلك الرجل غير الملتزم ، (شو) معنى غير ملتزم؟!
يعني ما يصلي ، فهذا ينبغي أن يقال فيه : إنه فاسق ، لكن لا يقولون : إنه فاسق! يقولون : غير ملتزم ، كلمة مطّاطة! يجوز يكون غير ملتزم يعني ما يأتي بالأمور الثانوية في الإسلام كما يقولون ! يعني بالسنن بالمستحبات ، ما يقوم الليل والناس نيام ، لكن قد يكون محافظا على الفرائض ، فهذا يكون كفؤا .
لذلك لابد للمسلم اليوم – المسلم الحق – أن يكون عاملا بالإسلام ظاهرا وباطنا .
خلاصة القول :
الفاسق ليس كفؤا للمرأة الصالحة.
وكما قال عليه السلام في الحديث الآخر المتفق عليه بين البخاري ومسلم :
( تنكح المرأة لأربع : لمالها ، وجمالها ، وحسبها ، ودينها ، فعليك بذات الدين تربت يداك ).
لذلك نقول : فعليكِ بذي الدين تربت يداكِ إن لم تفعلي ؛ وكذلك يُقال لوالدها.
إذن كما يأمر الرسول- عليه السلام- الخاطبَ أن يبحثَ عن المرأة الصالحة ، ولا يبحث عن جمالها ومالها وحسبها ونسبها ، وإنما عن دينها ، كذلك هي عليها أن تبحث عن هذا الدين وهذا الخلق))اهـ ( سلسلة الهدى والنور) شريط(735).
الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله:
السؤال:
فتاة ملتزمة تقدم لها شاب يريد الزواج منها ، وهو لا يصلي ، فوافقت على الزواج منه ، حيث إنها تقول: بأنها سوف تصلح من أموره وستجعله شابا يصلي ويلتزم بأمور دينه ، فهل رأيها صحيح يا فضيلة الشيخ؟ وهل يجوز لها أن توافق على هذا الزوج؟
وترجو منكم النصح والتوجيه؟
الجواب:
((رأيها غير صحيح بل باطل ، لأن من لا يصلي كافر مرتد لا يجوز لأحد أن يزوجه ، حتى لو قُدر أن أحدا يقول: لعله يصلح في المستقبل ،
نقول: المستقبل علمه عند الله ، وقد يؤثر هو على زوجته المستقيمة فتنحرف ، فعلى كل حال نحن ليس لنا إلا ما بين أيدينا.
فإذا كان الرجل لا يصلي فإنه لا يحل لأحد أن يزوجه ابنته.
وحينئذٍ نقول لهذه المرأة :
لا تتزوجي هذا الرجل مهما كان ، ولا تُقَدّري أنك ستصلحيه فيما بعد ، لأنه ليس لنا إلا ما بين أيدينا ، والمستقبل عند الله.
ثم إن هذا الاحتمال يرد عليه احتمال آخر ، وهو أنه قد يؤدي إلى انحراف المرأة المستقيمة.
وهنا تنبيه صغير وهو أني أحب أن يعبر الناس عن الرجل المستقيم على الدين: بمستقيم ، لا بملتزم ، لأن هذا هو الذي جاء في القرآن ،كما قال عز وجل:
(إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا).
لم يقل ثم التزموا ، فالتعبير عن التدين بمستقيم ، هو المطابق للقرآن أحسن من كلمة الملتزم ، على أن الملتزم عند الفقهاء لها معنى آخر غير الاستقامة على الدين ، كما هو معروف في أحكام أهل الذمة وغير ذلك. المهم أنني أحب أن يبدل الناس كلمة ملتزم بكلمة مستقيم ، لأنها هي اللفظة التي جاء بها القرآن))اهـ من (نور على الدرب).شريط(371).
السؤال:
لدي صديقة ملتزمة أحسبها كذلك ولا أزكي على الله أحدا ، ولكنها متشددة في اختيار الزوج ، فهي تريد زوجاً ذا دين وخلق ، وقد تقدم لخطبتها خمسة أشخاص ورفضتهم جميعاً ، رغم أنهم يحافظون على الصلاة ، ولكنها تقول: جربت الزواج برجلٍ آخر ذي دين فلم أستمر معه في العيش، أو فلم تستمر معه هذه العشرة سوى شهور قليلة فلا أريد أن أقع في نفس الخطأ مرةً أخرى فلن أتزوج إلا بملتزم أو لن أتزوج أبداً فهل عليها إثمٌ لفعلها هذا؟
الجواب :
((ليس عليها إثم ، ما دامت تختار من هو أفضل وأدوم عشرة ، وأقوم طريقة .
وما ذكرت من أنها تزوجت شخصاً ذا دين ولكن لم تدم العشرة بينهما ، فإني أقول: إن القلوب بيد الله عز وجل وكم من إنسان أحب شخصاً ثم كرهه ، أو كره شخصاً ثم أحبه ، ولهذا يقال: أحبب حبيبك هوناً ما فعسى أن يكون بغيضك يوماً ما ، وأبغض بغيضك هوناً ما لعله يكون حبيبك يوماً ما .
نعم يوجد بعض الناس -نسأل الله العافية- يتسلط على النساء وإن كان ذا دين ، لكنه يستعبد المرأة استعباداً بالغاً ، ويكلفها ما لا يلزمها ، بحجة أنه زوجها والزوج سيد ، وأنها امرأته والمرأة أسيرة ، ولكن هذا غلط ، فإن الله تبارك وتعالى يقول في كتابه:
(وعاشروهن بالمعروف) ، ويقول:
(ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة والله عزيزٌ حكيم).
فبعض الناس لا يكتفي بدرجة على المرأة ، بل يأخذ جميع الدرجات ولا يجعل للمرأة حظا.
كما أن بعض النساء تتطاول على الزوج ، ولا تعطيه حقه وإن أعطته حقه أعطته إياه وهي متكرهة أو متبرمة أو متثاقلة.
فالواجب على كل من الزوجين أن يقوم بما أمرهما الله به من المعاشرة بالمعروف ، ومتى اتقى الزوجان ربهما في ذلك ، فإن العشرة ستبقى وتدوم.
والخلاصة:
أنه ليس على هذه المرأة التي امتنعت من التزوج حرج إذا كانت تنتظر من تميل نفسها إليه)) اهـ من (نور على الدرب) شريط(353).
السؤال:
عندما يتقدم شاب لخطبة فتاة ، يقوم أهل العروسة بالسؤال عن العريس ، وذلك عن طريق جيران العريس وزملائه في العمل عن دينه وأخلاق ذلك العريس ، فنجد البعض يخفون الحقيقة عن أهل العروسة ، فنجدهم يثنون على العريس ويصفونه بأوصاف ليست في الحقيقة موجودة فيه ، لدرجة أنهم يجعلونه من المحافظين على الصلوات في المسجد مع الجماعة ، وهو في الحقيقة قد لا يعرف طريق المسجد ، ولم يركع لله ركعة واحدة وغير ذلك من ارتكاب بعض الآثام ، وما خفي كان أعظم ، وكم من ضحية ذهب في مثل هذه القضية.
يقول السائل: وهذا ما حصل لإحدى الأخوات الملتزمات -نحسبها كذلك ولا نزكي على الله أحدا- ولكن بعد الزواج اكتشفت حقيقة هذا الزوج ، ومدى الغش والكذب الذي وقع لها من قبل هؤلاء الناس مما اضطرها إلى طلب الطلاق.
فأرجو توضيح حكم الشرع في نظركم في فعل هؤلاء؟
وما نصيحتكم لهم؟
الجواب:
((أولاً نبين حكم اللفظ الذي قال: عريس وعروسة ، والواقع أنهما ليس عروسين ! ولكنهما خاطبٌ ومخطوبة ، فينبغي للإنسان إذا تلفظ بالكلمات أن تكون كلماته محررة منقحة.
أما ما يتعلق بوصف بعض الناس للخطيب بأنه ذو خلق ودين ، وهو برئٌ من ذلك أو ناقصٌ في ذلك ، فهذا والله عين الغش ، وهو مخالفٌ للدين ، لأن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال:
(الدين النصيحة) كررها ثلاث مرات (الدين النصيحة ، الدين النصيحة ،الدين النصيحة).
قالوا : لمن يا رسول الله؟
قال:
(لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم).
وهؤلاء الذين يمدحون الخاطب ، وهم كاذبون ، والله ما نصحوا لعامة المسلمين ، بل غشوا وخدعوا.
ثم إن هؤلاء المساكين يظنون أنهم محسنون إلى الخطيب ، وهم أساءوا إليه حيث غشوا به الناس ، ثم هو سوف يتنكد فيما بعد إذا عُثر على أنه ليس ذا خلق ودين ، سوف يكون هناك نكد بينه وبين الزوجة وبين أهله وأهلها ، ويرجع الزواج جحيماً والعياذ بالله.
نصيحتي لهؤلاء أن يتقوا الله عز وجل وأن يبينوا الحقيقة ولو كان ابنهم ، حتى لو كان ابنهم ، وخطب من أناس ، وهم يعرفون من ابنهم أنه ذو كسلٍ في العبادة وذو سوءٍ في الخلق ، يجب أن يبينوا ويقولوا: والله ولدنا قليل الصلاة مع الجماعة ، وسيئ الخلق قريب الغضب ، بطئ الإفاقة من الغضب ، فإن شئتم زوجوه وإلا اتركوه ، هذا الواجب.
قال الله تعالى:
(يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين).
وهذا الذي ذكر السائل من وقوع بعض الملتزمات في مشاكل من أجل هذا الغش ، أمرٌ واقع وكثيراً ما نُسأل عنه ، وفي هذه الحال ينبغي عند العقد أن يقال: نشترط عليه أن يكون مستقيماً في دينه وخلقه ، فإن لم يكن مستقيما فلنا الفسخ حتى يرتاحوا ، فإذا لم يكن مستقيماً فلهم الفسخ ، لأن استقامة الدين والخلق من الأمور المطلوبة ، كما في الحديث:
(إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه).
ومفهوم الحديث إذا لم نرضَ دينه وخلقه فلا نزوجه.
فأقول: إذا خفنا أن نقع في مثل هذه الحال -وهو كثير- نقول:
بشرط أن يكون مستقيم الخلق والدين ، فإن لم يكن كذلك فللمرأة الفسخ .
ويكون هذا شرطاً صحيحاً مقصوداً قصداً شرعياً ، إذا لم يكن مستقيم الدين والخلق ، فسخت نكاحي منه وتسلم منه.
شيخ محمد : إذا صبرت هذه المرأة واحتسبت ، وأثّرت على هذا الزوج بالمحافظة على الصلوات ، ألا يكون لها أجر أيضا؟
الشيخ: ما ندري ، لكن هل هذا واقع؟!! في الغالب أن الزوج يبقى على ما هو عليه ، وربما يؤثر على الزوجة ، فينقص دينها ، وحماسها للدين ))اهـ من (نور على الدرب) شريط(366)..
السؤال:
تقول :بأنها فتاة تبلغ من العمر السادسة والعشرين لم تتزوج بعد تقول: لأنني أنتظر مجيء شاب ملتزم ولو يكبرني بالعمر قليلاً ، إلا أنه لم يأتِ لخطبتي إلا شاب مفرط أو رجل ملتزم ، ولكنه كبير في السن وفارق كبير، فأرشدوني ماذا أفعل فضيلة الشيخ محمد؟ هل أتزوج شابا مفرطا لعل الله يهديه أم أتزوج رجلا ملتزما ولو كان كبير في السن؟
أفيدوني بالأصح مع الدعاء لي بأن يرزقني الله زوجا صالحا يحب الله ويحب الرسول صلى الله عليه وسلم ؟
الجواب:
((الذي أرى أنه إذا كان الخُطّاب عليها كثيرين -وهو خلاف ما ذكر في السؤال- فلتصبر وعمرها الآن لم يفت كثيراً.
وأما إذا كان الخطاب عليها قليلين كما هو سؤالها ، فأرى أن تتزوج الرجل الكبير صاحب الدين لقول النبي -عليه الصلاة والسلام- :
( إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه ).
فجعل المدار على الدين والخلق.
وأما الشاب الذي ليس على الوجه المرضي في دينه ، فلا أرى أن تتزوج به ما دام قد خطبها من هو كفءٌ في خلقه ودينه.
وكثيرٌ من الناس من النساء وأولياء أمورهن ، يغرهم الأمل في تزويج من هو ضعيفٌ في دينه ، فيقولون: لعل الله يهديه إذا تزوج ، ولكن هذا الأمل ضعيف ، ضعيف ، ضعيف ، والإنسان غير مخاطب بما هو مستقبل لأنه لا علم له به ، الإنسان مخاطبٌ بما هو بينه حاضر ومنظور ، فإذا كان هذا الرجل الخاطب ليس مستقيما في دينه فكيف يزوج على أمل أن يهديه الله؟!!
ربما يبقى على ضلاله ويضل هذه المرأة الصالحة ، لأن الرجل له الكلمة على زوجته ، أو لا يضرها ولا تنفعه هي ، فيبقيان في مشاكل دائماً. ونسأل الله الهداية للجميع.
ثم إني أحث أولياء الأمور والنساء على عدم التعجل في القبول ، بل يصبرون حتى يبحثوا عن الخاطب من جميع الجوانب ، وذلك لأن الوقت الحاضر ضَعُف فيه أداء الأمانة ، لا بالنسبة للزوج الذي يُخفي كثيراً من حاله ، ولا بالنسبة لمن يُسْألون عن الزوج ، فإن بعض الناس تغلبهم العاطفة فلا يتكلمون بالحق الذي يعلمونه من حال الزوج ، فالتريث خيرٌ من التعجل ، وإذا قُدّر أن نقبل بعد أسبوع فلنؤخر أسبوعاً آخر.
كما أحث أيضاً الأولياء والبنات على قبول من يُعلم فيه الخير والصلاح في دينه وخلقه ، بدون النظر إلى أمورٍ أخرى ، لأن المدار كله على الخلق والدين ، فمتى كان الخاطب ذا خلق ودين فإن قبول خِطبته خير ، وامتثالٌ لأمر النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ، فيكون في ذلك جمعٌ بين مصلحتين الخير العاجل للمرأة ، وامتثال أمر النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ))اهـ من(نور على الدرب) شريط(266).
الشيخ العلامة صالح الفوزان حفظه الله :
السؤال:
أحسن الله إليكم وبارك فيكم، السائل أبو إبراهيم أرسل بهذا السؤال يقول : لي ابنة ولله الحمد وهي في غاية الأدب والدين والجمال ويتقدم لها خطاب وبعض هؤلاء فضيلة الشيخ يحافظ على الصلاة ولكنه مدخن ما رأي الشيخ هل أقبل به؟
الجواب:
(( لا شك أن طلب الزوج الكفء في دينه وخلقه أنه مما أمر به النبي –صلى الله عليه وسلم – قال :
( إذا أتاكم من ترضون دينه وأمانته ، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير ) .
ويطلب الأفضل فالأفضل من الخاطبين ، حسب الموجود ، الأمثل فالأمثل .
ولكن الذي يدخن هذا معصية ضارة مؤثرة ، فيها مرض عليه وعلى أولاده وعلى زوجته ، فهذا عيب ظاهر ، فينبغي أن يُتحاشى المدخن حتى يتوب إلى الله – عزوجل- ))اهـ. فتوى رقم(969).
- منقولة -