بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على محمد أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين:
ثم أما بعد: من الأمثلة المشهورة عند العرب قولهم: " وافق شن طبقة" يطلق على توافق شخصين في وصف أو فعل من الأفعال، وقيل في أصل المثل أقوال من أشهرها، كان رجل من دُهاة العرب وعُقَلاَئهم يُقَال له شَنٌّ أراد زوجة مثله في الذكاء فبعد سفر وجدها عن طريق أبيها فتزوجها فأطلق المثل على المتوافقين.(1)
ولكن حديثنا اليوم ليس على التوافق في الذكاء وحسن التّأمل والنّظر، وإنما توافق حصل بين شياطين الإنس بين عميل إيران الموسوي (شن البدعة والمكر وعداء السنة) مع شمس الدين بوروبي (طبقة تقديس القبور والضلالة وبغض أهل السنة)، انتشرت صورة للرجلين من أجل مولود خبيث وهو كتاب لمبغض السنة بوروبي يطعن فيه بالكذب والبهتان على أهل الحديث، ويؤصل بالكذب والبهتان أن أصول أهل السنة ترجع إلى اليهود وأخبارهم، مع ابتسامته في وجه حفيد ابن سبأ اليهودي، فقد يقول بعض النّاس كيف يجتمع الرجلان ؟
العارف بأصول الرافضة والطرقية القبورية لا يتعجب، فالرافضة والصوفية متفقون في كثير من الأصول البدعية والأعمال الشركية فيقول الشيخ إحسان إلهي ظهير في بيان تأثر الصوفية بالشيعة " ومن شواهد تأثر التصوف بالتشيع وعلمائها أن سلاسل التصوف كلها ما عدا النادر القليل منها تنتهي إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه دون سائر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم , وفي طرق إسنادها إلى علي أسماء أئمة الشيعة المعصومين حسب زعمهم من أولاد علي رضي الله عنه دون غيرهم , وأن رؤساء هذه العصابة يذكر لهم اتصال وثيق , وصلات وطيدة مع أئمة القوم كما يذكر في تراجمهم وسيرهم وأحوالهم , إضافة إلى ذلك أن الخرقة الصوفية لا يبدأ ذكرها أيضا إلا من علي رضي الله عنه أيضا." (2)، فمن أوجه التوافق بين شن وطبقة وهي كثيرة أذكر بعضها مما ذكره أهل العلم وله علاقة بعداء أهل السنة، المحاربون لشركهم وبدعهم المضلة:
1_ تقديس الأولياء والصالحين والغلو فيهم: ويظهر هذا في روايات وكلام الطائفتين فقد جاء عند الشيعة: رواية عن جعفر الصادق: " (نحن جنب الله ونحن صفوته ونحن خيرته ونحن مستودع مواريث الأنبياء ونحن أمناء الله ونحن حجّة الله , ونحن أركان الإيمان , ونحن دعائم الإسلام , ونحن من رحمة الله على خلقه , ونحن الذين بنا يفتح الله وبنا يختم , ونحن أئمة الهدى , ونحن مصابيح الدجى , ونحن منار الهدى , ونحن السابقون , ونحن الآخرون , ونحن العلم المرفوع للخلق , من تمسك بنا لحق , ومن تخلف عنا غرق , ونحن قادة الغر المحجلين , ونحن خيرة الله , ونحن الطريق , وصراط الله المستقيم إلى الله , ونحن من نعمة الله على خلقه , ونحن المنهاج ونحن معدن النبوة , ونحن موضع الرسالة , ونحن الذين إلينا مختلف الملائكة , ونحن السراج لمن استضاء بنا , ونحن السبيل لمن اقتدى بنا , ونحن الهداة إلى الجنة , ونحن عز الإسلام , ونحن السنام الأعظم , ونحن الذين بنا نزل الرحمة وبنا تسقون الغيث , ونحن الذين بنا يصرف عنكم العذاب , فمن عرفنا ونصرنا وعرف حقنا وأخذ بأمرنا فهو منا وإلينا) (3)، ومثلهم الصوفية فقال ابن قضيب البان: " القطب فاروق الوقت , وقاسم الفيض , وإليه مفوّض أزمّة الأمور , وقلب قطب خزانة أرواح الأنبياء , وله بكل وجه وجه , وأرواح الأنبياء خزائن أسرار الحق .... الكون كله صورة القطب ... وهو الباب الذي لا دخول ولا خروج إلا منه ... وفؤاد القطب شمعة نصبت لفراش أرواح العالم , ونطقه شهد حقائق المعارف , الذي فيه شفاء أسرار المقربين , وصلاح مشاهد العارفين , وغذاء أفئدة الواصلين ... نفس القطب صور برزخ الشئون الصفاتية , وعقله اسرافيله , ومن نفسه قيام عمود السموات الروحية والأرضين الجسمية , وإرادته المأثرة فيهما , ومن إختياره همم أهل زمانه ... القطب الفرد الواحد في كل زمان الحقيقة المحمدية , ولكل زمان قطب منها , وهو خطيب سر الولاء بكلمة: بلى" (4)
2_ يرون العصمة في أئمتهم: يقول الشيعة في الإمام عندهم:"الشرط الثاني في الإمام أن يكون معصوما,وإجماع الإمامية منعقد على أن الإمام مثل النبيّ صلى الله عليه وآله معصوم من أول عمره إلى آخر عمره من جميع الذنوب الصغائر والكبائر والأحاديث المتواترة على هذا المضمون واردة) (5) ويقول ابن عربي في الفتوحات المكية " إن من شرط الإمام الباطن (يعني الولي) أن يكون معصوما , وليس الظاهر إن كان غيره مقام العصمة "(6)
3_ وقوع الطائفتين في شرك الربوبية: جاء في التعريفات للجرجاني مراتب الأولياء عند الصوفية ما يقشعر منه البدن: " الإمامان: الشخصان اللذان أحدهما عن يمين الغوث، أي القطب، ونظره في الملكوت، وهو مرآة ما يتوجه من المركز القطبي إلى العالم الروحاني من الإمدادات، التي هي مادة الوجود والبقاء، وهذا الإمام مرآته لا محالة، والآخر عن يساره، ونظره في الملك، وهو مرآة ما يتوجه منه إلى المحسوسات من المادة الحيوانية، وهذا مرآته ومحله، وهو أعلى من صاحبه، وهو الذي يخلف القطب إذا مات، الإمام: هو الذي له الرياسة العامة في الدين والدنيا جميعا." (7) وقال " الغوث: هو القطب حينما يُلتجأ إليه، ولا يسمى في غير ذلك الوقت: غوثًا." (8) ويقول داود القيصري الصوفي: " ولهم مراتب. الأولى مرتبة القطبية , ولا يكون فيها أبداً إلا واحد بعد واحد , ويسمى غوثا , لكونه مغيثاً للخلق في أحوالهم. ثم مرتبة الإمامين, وهما كالوزيرين للسلطان. أحدهما صاحب اليمين , وهو المتصرف بإذن القطب في عالم الملكوت والغيب , وثانيهما صاحب اليسار , وهو المتصرف في عالم الملك والشهادة."(9)، وأما الشيعة فقد قال فيهم شيخ الإسلام ابن تيمية: " وكذلك الرافضة موصوفون بالغلو عند الأمة فإن فيهم من ادّعى الإلهية في علي وهؤلاء شر من النصارى وفيهم من ادعى النبوة فيه ومن أثبت نبيا بعد محمد فهو شبيه بأتباع مسيلمة الكذاب وأمثاله من المتنبئين إلا أن عليا رضي الله عنه بريء من هذه الدعوة بخلاف من ادعى النبوة لنفسه كمسيلمة وأمثاله وهؤلاء الإمامية يدعون ثبوت إمامته بالنص وأنه كان معصوما هو وكثير من ذريته وأن القوم ظلموه وغصبوه ودعوى العصمة تضاهي المشاركة في النبوة فإن المعصوم يجب إتباعه في كل ما يقول لا يجوز أن يخالف في شيء وهذه خاصة الأنبياء.." (10)
ولو نقلت ما ذكره العلماء في هذه الموافقات لطال بنا المقام من تأويل الصفات وتفضيل الأولياء على الأنبياء وفي القصص الغريبة العجيبة، وبغض أهل السنة والطعن فيهم ومحاربتهم بل محاولة قتل علماء السنة كما فعل بن عليوة الطرقي بالشيخ ابن باديس اقتداء بالعبيديين الرافضة الذين قاموا بنحر أهل السنة من علماء المالكية بعد تسلطهم على أهل المغرب كما ذكر الذهبي وغيره " لما وصل عبيد الله إلى رقادة، طلب من القيروان ابن البردون، وابن هذيل، فأتياه وهو على السرير، وعن يمينه أبو عبد الله الشيعي، وأخوه أبو العباس عن يساره، فقال: أتشهدان أن هذا رسول الله؟ فقالا بلفظ واحد: والله لو جاءنا هذا والشمس عن يمينه والقمر عن يساره يقولان: إنه رسول الله، ما قلنا ذلك، فأمر بذبحهما."(11)، ومنه فلا تستغرب أخي المسلم من موافقة شن طبقة في البدعة والضلال ومحاربة أهل السنة، فمن أراد معرفة أوجه الموافقة بين الرافضة والصوفية فعليه بكتاب إحسان إلهي ظهير (التصوف المنشأ والمصادر)، فهو كتاب مفيد في الباب.
أخوكم منير بوجلطية الجزائري.
الإحالة:
(1) انظر: أبو الفضل أحمد بن محمد بن إبراهيم الميداني النيسابوري، مجمع الأمثال (2/359)، ت: محمد محي الدين عبد الحميد، النّاشر: دار المعرفة – بيروت،ط:؟.
(2) إحسان إلهي ظهير، التصوف المنشأ والمصادر ص147، النّاشر: إدارة ترجمان السنة لاهور – باكستان، ط:1(1406ه-1986م).
(3) أبو جعفر الصفار، بصائر الدرجات (2/96)، النّاشر: شركة الأعلمي – بيروت، ط:1(1431ه-2010م).
(4) إحسان إلهي ظهير، التصوف المنشأ والمصادر ص147 نقلا عن المواقف الإلهيةص190.
(5) المصدر السابق 202.
(6) المصدر السابق ص204 نقلا عن الفتوحات المكية لابن عربي 3/183.
(7) الجرجاني، التعرفات ص35، النّاشر: دار الكتب العلمية – بيروت، ط:1(1403-1983).
(8) المصدر السابق ص163
(9) إحسان إلهي ظهير، التصوف المنشأ والمصادر ص147 نقلا عن كتاب حكم الأولياء للترمذي الحكيم ص425
(10) شيخ الاسلام ابن تيمية، منهاج السنة (6/187-188)، النّاشر: جامعة الإمام سعود، المملكة العربية السعودية، ط:1(1406ه-1986م).
(11)الذهبي، سير أعلام النبلاء (14/216-217)، ت: مجموعة من المحققين بإشراف شعيب الارناؤوط، مؤسسة الرسالة،ط:3(1405ه-1985م)
الحمد لله والصلاة والسلام على محمد أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين:
ثم أما بعد: من الأمثلة المشهورة عند العرب قولهم: " وافق شن طبقة" يطلق على توافق شخصين في وصف أو فعل من الأفعال، وقيل في أصل المثل أقوال من أشهرها، كان رجل من دُهاة العرب وعُقَلاَئهم يُقَال له شَنٌّ أراد زوجة مثله في الذكاء فبعد سفر وجدها عن طريق أبيها فتزوجها فأطلق المثل على المتوافقين.(1)
ولكن حديثنا اليوم ليس على التوافق في الذكاء وحسن التّأمل والنّظر، وإنما توافق حصل بين شياطين الإنس بين عميل إيران الموسوي (شن البدعة والمكر وعداء السنة) مع شمس الدين بوروبي (طبقة تقديس القبور والضلالة وبغض أهل السنة)، انتشرت صورة للرجلين من أجل مولود خبيث وهو كتاب لمبغض السنة بوروبي يطعن فيه بالكذب والبهتان على أهل الحديث، ويؤصل بالكذب والبهتان أن أصول أهل السنة ترجع إلى اليهود وأخبارهم، مع ابتسامته في وجه حفيد ابن سبأ اليهودي، فقد يقول بعض النّاس كيف يجتمع الرجلان ؟
العارف بأصول الرافضة والطرقية القبورية لا يتعجب، فالرافضة والصوفية متفقون في كثير من الأصول البدعية والأعمال الشركية فيقول الشيخ إحسان إلهي ظهير في بيان تأثر الصوفية بالشيعة " ومن شواهد تأثر التصوف بالتشيع وعلمائها أن سلاسل التصوف كلها ما عدا النادر القليل منها تنتهي إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه دون سائر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم , وفي طرق إسنادها إلى علي أسماء أئمة الشيعة المعصومين حسب زعمهم من أولاد علي رضي الله عنه دون غيرهم , وأن رؤساء هذه العصابة يذكر لهم اتصال وثيق , وصلات وطيدة مع أئمة القوم كما يذكر في تراجمهم وسيرهم وأحوالهم , إضافة إلى ذلك أن الخرقة الصوفية لا يبدأ ذكرها أيضا إلا من علي رضي الله عنه أيضا." (2)، فمن أوجه التوافق بين شن وطبقة وهي كثيرة أذكر بعضها مما ذكره أهل العلم وله علاقة بعداء أهل السنة، المحاربون لشركهم وبدعهم المضلة:
1_ تقديس الأولياء والصالحين والغلو فيهم: ويظهر هذا في روايات وكلام الطائفتين فقد جاء عند الشيعة: رواية عن جعفر الصادق: " (نحن جنب الله ونحن صفوته ونحن خيرته ونحن مستودع مواريث الأنبياء ونحن أمناء الله ونحن حجّة الله , ونحن أركان الإيمان , ونحن دعائم الإسلام , ونحن من رحمة الله على خلقه , ونحن الذين بنا يفتح الله وبنا يختم , ونحن أئمة الهدى , ونحن مصابيح الدجى , ونحن منار الهدى , ونحن السابقون , ونحن الآخرون , ونحن العلم المرفوع للخلق , من تمسك بنا لحق , ومن تخلف عنا غرق , ونحن قادة الغر المحجلين , ونحن خيرة الله , ونحن الطريق , وصراط الله المستقيم إلى الله , ونحن من نعمة الله على خلقه , ونحن المنهاج ونحن معدن النبوة , ونحن موضع الرسالة , ونحن الذين إلينا مختلف الملائكة , ونحن السراج لمن استضاء بنا , ونحن السبيل لمن اقتدى بنا , ونحن الهداة إلى الجنة , ونحن عز الإسلام , ونحن السنام الأعظم , ونحن الذين بنا نزل الرحمة وبنا تسقون الغيث , ونحن الذين بنا يصرف عنكم العذاب , فمن عرفنا ونصرنا وعرف حقنا وأخذ بأمرنا فهو منا وإلينا) (3)، ومثلهم الصوفية فقال ابن قضيب البان: " القطب فاروق الوقت , وقاسم الفيض , وإليه مفوّض أزمّة الأمور , وقلب قطب خزانة أرواح الأنبياء , وله بكل وجه وجه , وأرواح الأنبياء خزائن أسرار الحق .... الكون كله صورة القطب ... وهو الباب الذي لا دخول ولا خروج إلا منه ... وفؤاد القطب شمعة نصبت لفراش أرواح العالم , ونطقه شهد حقائق المعارف , الذي فيه شفاء أسرار المقربين , وصلاح مشاهد العارفين , وغذاء أفئدة الواصلين ... نفس القطب صور برزخ الشئون الصفاتية , وعقله اسرافيله , ومن نفسه قيام عمود السموات الروحية والأرضين الجسمية , وإرادته المأثرة فيهما , ومن إختياره همم أهل زمانه ... القطب الفرد الواحد في كل زمان الحقيقة المحمدية , ولكل زمان قطب منها , وهو خطيب سر الولاء بكلمة: بلى" (4)
2_ يرون العصمة في أئمتهم: يقول الشيعة في الإمام عندهم:"الشرط الثاني في الإمام أن يكون معصوما,وإجماع الإمامية منعقد على أن الإمام مثل النبيّ صلى الله عليه وآله معصوم من أول عمره إلى آخر عمره من جميع الذنوب الصغائر والكبائر والأحاديث المتواترة على هذا المضمون واردة) (5) ويقول ابن عربي في الفتوحات المكية " إن من شرط الإمام الباطن (يعني الولي) أن يكون معصوما , وليس الظاهر إن كان غيره مقام العصمة "(6)
3_ وقوع الطائفتين في شرك الربوبية: جاء في التعريفات للجرجاني مراتب الأولياء عند الصوفية ما يقشعر منه البدن: " الإمامان: الشخصان اللذان أحدهما عن يمين الغوث، أي القطب، ونظره في الملكوت، وهو مرآة ما يتوجه من المركز القطبي إلى العالم الروحاني من الإمدادات، التي هي مادة الوجود والبقاء، وهذا الإمام مرآته لا محالة، والآخر عن يساره، ونظره في الملك، وهو مرآة ما يتوجه منه إلى المحسوسات من المادة الحيوانية، وهذا مرآته ومحله، وهو أعلى من صاحبه، وهو الذي يخلف القطب إذا مات، الإمام: هو الذي له الرياسة العامة في الدين والدنيا جميعا." (7) وقال " الغوث: هو القطب حينما يُلتجأ إليه، ولا يسمى في غير ذلك الوقت: غوثًا." (8) ويقول داود القيصري الصوفي: " ولهم مراتب. الأولى مرتبة القطبية , ولا يكون فيها أبداً إلا واحد بعد واحد , ويسمى غوثا , لكونه مغيثاً للخلق في أحوالهم. ثم مرتبة الإمامين, وهما كالوزيرين للسلطان. أحدهما صاحب اليمين , وهو المتصرف بإذن القطب في عالم الملكوت والغيب , وثانيهما صاحب اليسار , وهو المتصرف في عالم الملك والشهادة."(9)، وأما الشيعة فقد قال فيهم شيخ الإسلام ابن تيمية: " وكذلك الرافضة موصوفون بالغلو عند الأمة فإن فيهم من ادّعى الإلهية في علي وهؤلاء شر من النصارى وفيهم من ادعى النبوة فيه ومن أثبت نبيا بعد محمد فهو شبيه بأتباع مسيلمة الكذاب وأمثاله من المتنبئين إلا أن عليا رضي الله عنه بريء من هذه الدعوة بخلاف من ادعى النبوة لنفسه كمسيلمة وأمثاله وهؤلاء الإمامية يدعون ثبوت إمامته بالنص وأنه كان معصوما هو وكثير من ذريته وأن القوم ظلموه وغصبوه ودعوى العصمة تضاهي المشاركة في النبوة فإن المعصوم يجب إتباعه في كل ما يقول لا يجوز أن يخالف في شيء وهذه خاصة الأنبياء.." (10)
ولو نقلت ما ذكره العلماء في هذه الموافقات لطال بنا المقام من تأويل الصفات وتفضيل الأولياء على الأنبياء وفي القصص الغريبة العجيبة، وبغض أهل السنة والطعن فيهم ومحاربتهم بل محاولة قتل علماء السنة كما فعل بن عليوة الطرقي بالشيخ ابن باديس اقتداء بالعبيديين الرافضة الذين قاموا بنحر أهل السنة من علماء المالكية بعد تسلطهم على أهل المغرب كما ذكر الذهبي وغيره " لما وصل عبيد الله إلى رقادة، طلب من القيروان ابن البردون، وابن هذيل، فأتياه وهو على السرير، وعن يمينه أبو عبد الله الشيعي، وأخوه أبو العباس عن يساره، فقال: أتشهدان أن هذا رسول الله؟ فقالا بلفظ واحد: والله لو جاءنا هذا والشمس عن يمينه والقمر عن يساره يقولان: إنه رسول الله، ما قلنا ذلك، فأمر بذبحهما."(11)، ومنه فلا تستغرب أخي المسلم من موافقة شن طبقة في البدعة والضلال ومحاربة أهل السنة، فمن أراد معرفة أوجه الموافقة بين الرافضة والصوفية فعليه بكتاب إحسان إلهي ظهير (التصوف المنشأ والمصادر)، فهو كتاب مفيد في الباب.
أخوكم منير بوجلطية الجزائري.
الإحالة:
(1) انظر: أبو الفضل أحمد بن محمد بن إبراهيم الميداني النيسابوري، مجمع الأمثال (2/359)، ت: محمد محي الدين عبد الحميد، النّاشر: دار المعرفة – بيروت،ط:؟.
(2) إحسان إلهي ظهير، التصوف المنشأ والمصادر ص147، النّاشر: إدارة ترجمان السنة لاهور – باكستان، ط:1(1406ه-1986م).
(3) أبو جعفر الصفار، بصائر الدرجات (2/96)، النّاشر: شركة الأعلمي – بيروت، ط:1(1431ه-2010م).
(4) إحسان إلهي ظهير، التصوف المنشأ والمصادر ص147 نقلا عن المواقف الإلهيةص190.
(5) المصدر السابق 202.
(6) المصدر السابق ص204 نقلا عن الفتوحات المكية لابن عربي 3/183.
(7) الجرجاني، التعرفات ص35، النّاشر: دار الكتب العلمية – بيروت، ط:1(1403-1983).
(8) المصدر السابق ص163
(9) إحسان إلهي ظهير، التصوف المنشأ والمصادر ص147 نقلا عن كتاب حكم الأولياء للترمذي الحكيم ص425
(10) شيخ الاسلام ابن تيمية، منهاج السنة (6/187-188)، النّاشر: جامعة الإمام سعود، المملكة العربية السعودية، ط:1(1406ه-1986م).
(11)الذهبي، سير أعلام النبلاء (14/216-217)، ت: مجموعة من المحققين بإشراف شعيب الارناؤوط، مؤسسة الرسالة،ط:3(1405ه-1985م)