لفظك .... سلاح يقتل غيرك

ليليا مرام

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
16 جوان 2009
المشاركات
9,802
نقاط التفاعل
29,328
النقاط
1,656
محل الإقامة
اللمة
الجنس
أنثى


السلام عليكم رواد قسم النقاش الجاد
ان شاء الله يومكم مبارك ودعواتكم لنا
اليوم يا جماعة اردت ان اطرح عليكم هذا الموضوع للنقاش ليكون عبرة لي ولكم وللجميع
فاحيانا نخطئ دون ان ندرك خطئنا ولكن المشكل اننا الفنا في هذا المجتمع بهذا
ما اقصده هو


حسن لفظك .... فهو يقتل غيرك

بهذا الشعار اردت ان اطرح عليكم ما افكر فيه

معاق في نظرنا .. يسمى المنغول بالعامية

انسان فكرسي متحرك من المفروض يسمى من ذوي الاحتياجات الخاصة ... لكن نسميه المباراليزي

انسان مشوه خلقا و هذا أمر الله .... يصبح مسخرة المجتمع وينادى بأبشع الأسماء

الكفيف .... هذاك الاعمى .... وهو يسمى كفيف وهي سهلة ولا تجرح فلما التجريح في أمر هو إبتلاء من الله

الكثير والكثير من الفاظ الف مجتمعنا العربي على التكلم بها وجرح الغير بها
كلمة تصبح سلاح فكم من حالة قرأت عنها حاولت الإنتحار ليس إعتراضا على أمر الله وإنّما من كلام الناس الجارح

إن حسّنت لفظك فذلك تأجر عليه وتراعي ظرف غيرك ووضعه وتساعده على تقبّل وضعه والتعايش معك فهو بشر مثلك وإنما به إبتلاء من الله فعلى ماذا تعاقبه ؟

الدينا ليست ملك لك وحدك فلا تدري في أي ساعة قد تبتلى وتصبح منهم


المعاق ليس ذنبه والكفيف من مثله ومرضى التوحد أناس في عالم خاص
والمشوه خلقا إرادة الله فما دخلك أنت ؟

ترى نحن لما نتكلم كلام دون أن نحسب العواقب ؟

المشكل أنو هاته الألفاط من القدم وتوراثت تطورنا علميا والعصرنة ضربت بنا الى حد التشبه بالغرب في كل شي
ولكن لنتجه الى الغرب ولنرى معاملته لهاته الفئات الحيوانات عندهم ويرفض أن تهان فكيف بالبشر ؟ فلما لا نتشبه بهم في أخلاقهم وتعاملهم مع هاته الفئات ؟


الموضوع لكم للنقاش

لن أطرح أسئلة سوف أترك لكم حرية النقاش


 
آخر تعديل:
رد: لفظك .... سلاح يقتل غيرك

تـــــــــــــــــــمّ الاعتــــــــــــــــماد
لي عودة يا الكحلوشة
 
رد: لفظك .... سلاح يقتل غيرك

تـــــــــــــــــــمّ الاعتــــــــــــــــماد
لي عودة يا الكحلوشة
السلام عليكم
شكرا اخي الامين
شكرا على اعتماد الموضوع لالا غير تهنى والله ماني كحلوشة انت الكحلوش غايضاتك زوج توام انت كحلوش وانا بيضا الشح فيك هههههه
 
رد: لفظك .... سلاح يقتل غيرك

السلام عليكم
صح ..و الله عندك الحق
لا حول و لا قوة الا بالله
...
كلام الناس و الالفاظ القاسية لي يستعملوها في وصف هذه الفئة من الناس و الله تسبب واحد الجراح لي واحد ما يعلم بيها
ها شوية ..لازم تكون كاين رقة فالكلام و لازم الواحد يوزن هدرتو قدام ليخرجها
بصح ياودي معظم الناس ..اهدر برك ..موش عارف gاع وش راه يخرج من فمو
واش نقولو..الله يصلح البلاد و يهدي العباد و خلاص
...
الله يحفظك و بارك الله فيك يا اختي على الموضوع المميز
شكرا
 
رد: لفظك .... سلاح يقتل غيرك

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
اسعد الله اوقاتكم وملاها يمنا و بركة
لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ، نسال الله الهداية و الثبات

الكلمة الطيبة وآثارها الحسنة

الحمد لله الرحيم الرحمن، خلق الإنسان، علمه البيان، وأشهد أن لا إله إلا الله القائل: ﴿ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ * وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ ﴾ [إبراهيم: 24-26]. وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله جاء بالحق ونطق به، القائل: (والكلمة الطيبة صدقة) .

صلى الله عليه وعلى آله الطيبين، وصحابته الصادقين، وزوجاته الطاهرات أمهات المؤمنين، وسلم تسليما. أما بعد، فاتقوا الله-عباد الله-؛ فإن تقوى الله أطيب الأعمال وأزكاها، وأفضل الوصايا وأسماها، فما أوصى موصٍ بمثلها.

قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُواْ اللّهَ وَإِن تَكْفُرُواْ فَإِنَّ لِلّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَانَ اللّهُ غَنِيّاً حَمِيداً ﴾ [النساء: 131].

فمن اتقى الله نال الفلاح كله. ﴿ أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [البقرة: 5].

أيها الناس، ذكر بعض المؤرخين أن يهودياً مرَّ بإبراهيم بن أدهم رحمه الله، فأراد ذلك اليهودي أن يستفز إبراهيم، فقال له: يا إبراهيم، ألحيتك أطهر من ذنب الكلب، أم ذنب الكلب أطهر من لحيتك؟! فقال إبراهيم: إن كانت في الجنة فهي أطهر من ذنب الكلب، وإن كانت في النار فذنب الكلب أطهر منها. فلما سمع اليهودي هذا الجواب الحليم من المؤمن الكريم قال: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله.

فتأملوا -أيها الأخوة الكرام- ماذا صنعت الكلمة الطيبة- مع ذلك الاستفزاز المقيت- في نفس اليهودي وكيف أنبتت نباتاً حسناً بإذن ربها.

قال تعالى: ﴿ وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوّاً مُّبِيناً ﴾ [الإسراء: 53].

عباد الله، إن الكلمة الطيبة ثمرة طيبة تخرج من نفس طيبة، وزهرة حسنة تقطفها يد كريمة من حديقة قلب معمور بالطيب وروائح الحب السليم. والكلمة الطيبة حروف مضيئة تنبثق من صدر يتلألأ بالنور، ويزهر بالسرور. تولد الكلمة الطيبة من ذلك المكان المشرق لتضيء القلوب والأرواح والوجوه. الكلمة الطيبة بسمة الحياة، وعطر الشفاه، وبلسم الجروح، وشفاء الجسد والروح.

والكلمة الطيبة عنوان المتكلم ودليله، ولباسه الساتر وجماله الظاهر، وعطره الفواح، ومفتاحه إلى القلوب والأرواح، وسفيره الذي يصعد إلى السماء ليجد حسن الجزاء.

قال تعالى: ﴿ إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ﴾ [فاطر: 10].

والكلمة الطيبة تكشف عن مكنون صاحبها من رجاحة العقل وصفاء القلب، قال الشاعر:
وزنِ الكلامَ إذا نطقت فإنما
يُبدي عقولَ ذوي العقول المنطقُ

أيها المسلمون، إن الكلمة الطيبة هي الألفاظ الحسنة التي تخرج من فم الإنسان ابتداء أو جواباً، وتحمل معها الخير والنفع للناس، وتبتعد عن الفحش والبذاء، والإضرار والإيذاء، والشتم والاستهزاء.

إنها ليست كلمة واحدة، بل كلمات تنبع من مشكاة مليئة بما لذ وطاب من الكلام الذي ينبت في القلب السليم وينشره اللسان المستقيم.

والكلمة الطيبة ذكر لله تعالى وتسبيح، وتهليل وتكبير، وحمد ودعاء، وشكر وقراءة قرآن، وعلم نافع، وأمر بمعروف ونهي عن منكر، ونصيحة نافعة، وغير ذلك من العبادات القولية.

والكلمة الطيبة أقوال طاهرة من السباب وجرح الأعراض، وإيذاء الأسماع، وإيجاع القلوب، وإنبات وغر الصدور.

وهي جواب حسن، ورد لطيف على القريب والبعيد، والصديق والعدو. فالمؤمن طيب ولا يتكلم إلا بطيب الكلام. قال تعالى: ﴿ الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُوْلَئِكَ مُبَرَّؤُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ﴾ [النور: 26].

إن صاحب النفس الشريفة لا تضيق عليه الألفاظ والأساليب فيلجأ إلى القول السيء، بل لديه معجم رحب من الجمل النظيفة التي يستطيع أن يصل بها إلى مراده الحسن دون اللجوء إلى الكلمات الجارحة، ولو كانت على سبيل المزاح والدعابة، أو استرجاع الحق وإثباته.

عباد الله، إن الكلمة الطيبة نبتة حسنة تثمر وتزهر في نفوس الخلق وترسل لهم ألذ الثمر وأطيب العرف الشذي.

هذا النبتة التي تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها لابد لها من أرض تنبت عليها، فما هذه الأرض الطيبة التي خرجت منها الكلمة الطيبة؟
هذه الأرض الطيبة هي نفس المؤمن الذي يحسن عبادة الله تعالى، ويحسن معاملة الخلق، فقد دعاه علمه ومراقبته لله تعالى إلى أن تصدر منه الكلمات الحسنة.

أيها المسلمون، إن الطبع الصافي والتربية الأسرية الناجحة والبيئة الصالحة، والقدوة الحسنة منابت خصبة تنبت المسلم الذي ينبلج من فمه النور الذي يبهج عيون الآخرين ويشرح صدورهم.

هذه الكلمة الطيبة تصدر من المؤمن عن يقين بثواب الله عليها، وحسن جزائه لقائلها، وتصدر عن حب الخير للناس، وإرادة إدخال السرور عليهم. وتصدر الكلمة الطيبة من المؤمن عن قوة عظيمة في الانتصار على النفس خاصة عند الخصام والجدال والعداوة، والقوي الحق هو الذي ينتصر على نفسه. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب) [3].

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم غنائم حنين بالجعرانة فقال ذو الخويصرة وهو رجل من بني تميم: يا رسول الله، اعدل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ويلك! ومن يعدل إذا لم أعدل، قد خبت وخسرت إن لم أكن أعدل). فقال عمر: يا رسول الله، ائذن لي فيه فأضرب عنقه؟ فقال (دعه...) . فانظروا إلى حلم رسول الله أمام هذه الكلمة الخبيثة التي خرجت من هذا الرجل وقالها لأعدل الناس صلى الله عليه وسلم.

أيها الأحبة، إن النفس الإنسانية فيها من الشرور والأذى شيء كثير لا يحصى، ومن ذلك: أنها قد تستثار لتنطق برديء الكلام وسيء المقال، وفي هذه الحال يبرز دور تربية الإنسان نفسه ومجاهدته لها، ومحاسبتها على ما تتفوه به اللسان وتقوله، مستعيناً في تربية لسانه على الكلمة الطيبة بما في الكلمة الطيبة عند الله من الثواب الجزيل، والخير الكثير.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (والكلمة الطيبة صدقة) .

وقال: (إن أحدكم ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ما يظن أنها تبلغ ما بلغت فيكتب الله له بها رضوانه إلى يوم يلقاه، وإن أحدكم ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما يظن أنها تبلغ ما بلغت فيكتب الله بها سخطه إلى يوم يلقاه) .

وقال: (اتقوا النار ولو بشق تمرة، فإن لم تجد فبكلمة طيبة).

أيها المسلمون، ما أجمل أن يكون الإنسان ذا كلمة طيبة مع الناس جميعاً، من عرف ومع من لم يعرف، ولكن أجمل الجميل أن تكون مع أخص الناس به.

فالكلمة الطيبة مع الوالدين ولو قسواْ وأغلظا في الكلام والتعامل؛ فإن لهما حقاً في حسن الخطاب، قال تعالى: ﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً ﴾ [الإسراء: 23].

والكلمة الطيبة بين الزوجين، بدل التراشق بالألفاظ الجارحة، والكلمات النابية التي قد توصل إلى ما لا تحمد عقباه.

والكلمة الطيبة بين الإخوة والأخوات والأقارب والأرحام، والكلمة الطيبة بين الجيران في المنازل والأسواق والوظائف وأماكن العمل. والكلمة الطيبة بين المدير وموظفيه والمعلم وتلاميذه، والكلمة الطيبة بين السائقين والراكبين، وبين الباعة والمشترين. والكلمة الطيبة من الغني للفقير ومن رب المال للسائل بدلاً من النهر والمنِّ ورفع الأصوات بالطرد. قال تعالى: قال تعالى: ﴿ وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ ﴾ [الضحى: 10]. وقال: ﴿ قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِّن صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 263].

والكلمة الطيبة حتى مع الكافر، قال تعالى: ﴿ اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى * فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى ﴾ [طه: 34-44].

قيل: تصدى رجل للرشيد فقال: إني أريد أن أغلظ عليك لي في المقال، فهل أنت محتمل؟ قال: لا؛ لأن الله تعالى أرسل من هو خير منك إلى من كان شراً مني! فقال: ﴿ فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى ﴾ [طه: 44].

والكلمة الطيبة مع الحيوان، فعن أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه قال : بينما جارية على ناقة عليها بعض متاع القوم إذ بصرت بالنبي صلى الله عليه وسلم وتضايق بهم الجبل فقالت: حل، اللهم العنها قال: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تصاحبنا ناقة عليها لعنة).

والكلمة الطيبة مع الجماد أيضاً، فعن ابن عباس أن رجلاً لعن الريح - وقال مسلم إن رجلاً نازعته الريح رداءه على عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- فلعنها - فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لا تلعنها؛ فإنها مأمورة، وإنه من لعن شيئاً ليس له بأهل رجعت اللعنة عليه) .

إذن أيها المسلم، ليس هناك مجال للكلمة الخبيثة في حياة المسلم.

عباد الله، إن الكلمة في حياة الإنسان لها شأن عظيم؛ فهي بوابة الخير أو بوابة الشر، وهي منطلق الأعمال الكبيرة، بل هي الوقود الأول للمعارك. والصراع الحقيقي اليوم صراع كلمة وفكرة تنتج عن ذلك أفعال وأحداث. فانظروا إلى الإعلام اليوم ماذا يصنع؟ سواء كان إعلام خير أم إعلام شر. فلا يستهينن أحد بالكلمة مهما قلت، ومن أي فم خرجت، فرب كلمة أضاءت الدنيا أو أظلمتها.

فالكلمة الطيبة لها آثارها الحسنة العاجلة والآجلة على صاحبها وعلى من بلغته، فكم من كلمة طيبة غيرت مجتمعاً من الشر إلى الخير، ومن الذل إلى العز، ومن الكفر إلى الإيمان، ومن المعصية إلى الطاعة.

فمصعب بن عمير رضي الله عنه خرج إلى المدينة داعياً إلى الله تعالى، وفي يوم من الأيام بينما كان جالساً مع أسعد بن زرارة جاءهما أسيد بن حضير فقال لهما: "ما جاء بكما إلينا؟ تسفهان ضعفاءنا؟ اعتزلانا إن كانت لكما بأنفسكما حاجة، فقال له مصعب: أو تجلس فتسمع، فإن رضيت أمراً قبلته، وإن كرهته كف عنك ما تكره، فقال: أنصفت، ثم ركز حربته وجلس، فكلمه مصعب بالإسلام، وتلا عليه القرآن. قال أسيد: فو الله لعرفنا في وجهه الإسلام قبل أن يتكلم، في إشراقه وتهلله، ثم قال: ما أحسن هذا وأجمله! ثم جاء سعد بن معاذ فقال مثل ما قال أسيد، فقالا له: أو تقعد فتسمع؟ فإن رضيت أمرًا قبلته، وإن كرهته عزلنا عنك ما تكره، قال: قد أنصفت، ثم ركز حربته فجلس. فعرض عليه الإسلام فأسلم، ثم أخذ حربته فأقبل إلى نادى قومه، فلما رأوه قالوا: نحلف بالله لقد رجع بغير الوجه الذي ذهب به فلما وقف عليهم قال: يا بني عبد الأشهل، كيف تعلمون أمرى فيكم؟ قالوا: سيدنا وأفضلنا رأيًا، وأيمننا نقيبة، قال: فإن كلام رجالكم ونسائكم علىّ حرام حتى تؤمنوا بالله ورسوله. فما أمسى فيهم رجل ولا امرأة إلا مسلمًا ومسلمة". لقد كلمة مصعب الطيبة آسرة لهذين الخيِّرين رضي الله عنهما حتى أسلما، ثم سمعتم كيف كانت نتيجة إسلامهما بين قومهما.

ومن آثار الكلمة الطيبة:
أنها قد توحد الصفوف وتجمع الشمل، وتؤلف بين القلوب، وتقرب بين الأباعد، وتحبب بين المتباغضين، وتذهب أحقاد الصدور، وتعين على إصلاح ذات البين.

يذكر أن علي بن الحسين رحمه الله كان بينه وبين حسن بن حسن رحمه الله شيء من الجفاء، فجاء يوماً حسنُ بن حسن وعلي بن الحسين جالس مع أصحابه في المسجد، فما ترك شيئاً إلا قاله له، وعليّ ساكت، فلما كان الليل، أتى علي بن الحسين حسن بن حسن في منزله، فقرع عليه بابه، فخرج إليه، فقال له: يا أخي، إن كنت صادقاً فيما قلت لي فغفر الله لي، وإن كنت كاذباً فغفر الله لك.. السلام عليكم. وولى.. فما كان من الرجل إلا تبعه، والتزمه من خلفه، وأخذ يبكي، ويقول: لا جرم لا عدت في أمر تكرهه.. فقال له علي: وأنت في حل مما قلت لي.

ومن الآثار الحسنة للكلمة الطيبة: أنها تجعل لصاحبها محبة بين الناس واحتراماً ومكانة مرموقة.

والكلمة الطيبة قد تنجي صاحبها يوم القيامة، فقد جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أخبرني بشيء يوجب لي الجنة قال: (عليك بحسن الكلام وبذل السلام) وفي رواية (عليك بالسلام وبذل الطعام) .

والكلمة الطيبة قد يُعز بها بعد الذلة، ويغتنى بعد القلة، ويشرف بعد الخفوت.

خرج الشاعر الأعشى إلى سوق عكاظ-وهي السوق الأدبية في ذلك الزمان التي كانت تعرض فيها بضاعة الأدب- فتلقاه رجل فقير يقال له: المحلَّق له ثمان بنات لم يتزوجن، فأراد أن يكسب منه كلمة من شعره بين العرب لعل بها تزويج بناته، فنحر له ناقته التي لا يملك غيرها وأكرمه، وبينما كان الأعشى عند المحلق تحلّقت البنات بالأعشى فقال لأبيهن: ما هؤلاء الجواري؟ فقال: هؤلاء بنات أخيك، فذهب الأعشى من بيته ولم يقل شيئاً، فلما وافى عكاظ قال قصيدته القافية التي منها قوله:
لعمري لقد لاحت عيون كثيرة
إلى ضوء نار باليفاع تَحرّق
تُشب لمقرورين يصطليانها
وبات على النار الندى والمحلَّق
ترى الجود يجري ظاهراً فوق وجهه
كما زان متنَ الهندواني رونق

ثم نادى: يا معاشر العرب، هل فيكم مذكار يزوج ابنه إلى الشريف الكريم؟ فما قام من مقعده إلا وقد زوجت البنات الثمان على أشراف من العرب.

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية
الحمد الله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
أيها المسلمون، يذكر أن عمرو ابن هند قال ذات يوم لندمائه: هل تعلمون أحداً من العرب تأنف أمه من خدمة أمي؟ فقالوا: نعم، أم عمرو بن كلثوم، فأرسل عمرو ابن هند إلى عمرو بن كلثوم يطلب زيارته مع أمه، فأقبل ابن كلثوم مع أمه، فدخل هو على ابن هند، ودخلت أمه على هند أم عمرو. وكان عمرو ابن هند قد أمر أمه أن تنحي الخدم، وتستخدم ليلى أم عمرو بن كلثوم، فلما حضر الطعام قالت هند لليلى: يا ليلى، ناوليني ذلك الطبق، فقالت ليلى: لتقم صاحبة الحاجة إلى حاجتها، فأعادت عليها وألحّت، فصاحت ليلى: وا ذلاه!، يا لَتغلب، فسمعها ابنها عمرو بن كلثوم فثار الدم في وجهه فاخترط السيف فضرب رأس عمرو ابن هند وذهب، وقال معلقته المشهورة التي أولها:
ألا هبي بصحنك فاصبحينا
ولا تبق خمور الأندرينا

أرأيتم ماذا صنعت الكلمة الخبيثة التي قالها عمرو ابن هند؟!
عباد الله، إن الكلمة الخبيثة نفخة شيطانية، وصفة عدوانية، سببها ضعف النفس وغرورها وقوة الشر فيها وسيطرة الحمق عليها، وقلة المراقبة لله تعالى فيما يتفوه به الإنسان.

إن الكلمة الخبيثة قد تفسد على الإنسان الدنيا والآخرة، وتجلب له شقاء كان في غنى عنه لولاها.

قال رجل من المنافقين في غزوة تبوك: ما رأيت مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطونا، ولا أكذب ألسناً، ولا أجبن عند اللقاء- يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه-، فقال له عوف بن مالك: كذبت ولكنك منافق، لأخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم فذهب عوف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليخبره فوجد القرآن قد سبقه، فجاء ذلك الرجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد ارتحل وركب ناقة فقال: يا رسول الله إنما كنا نخوض ونلعب ونتحدث بحديث الركب يقطع به عناء الطريق. قال ابن عمر: كأني أنظر إليه متعلقاً بحقب ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم والحجارة تنكبه وهو ويقول: إنا كنا نخوض ونعلب. فيقول له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزؤون، فالتفت إليه وما يزيده عليه.
قال تعالى: ﴿ وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِن نَّعْفُ عَن طَآئِفَةٍ مِّنكُمْ نُعَذِّبْ طَآئِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ ﴾ [التوبة65-66].

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وإن أحدكم ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما يظن أنها تبلغ ما بلغت فيكتب الله بها سخطه إلى يوم يلقاه) .

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ رضي الله عنه: (ألا أخبرك برأس الأمر كله وعموده وذروته وسنامه؟ قلت: بلى يا نبي الله، فأخذ بلسانه قال: كف عليك هذا، فقلت: يا نبي الله وإنا لمؤاخذون مما نتكلم به؟ فقال: ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم!) .

فاتقوا الله-يا عباد الله- وانتبهوا للكلمة؛ فإنها جنة أو نار، وربح أو خسارة، وسعادة أو شقاء. فسارعوا إلى الكلمة الطيبة ولا تحقروها مهما قلت؛ فإنه كالحبة قد تنبت ولو بعد حين ولو في أرض لم يردها صاحبها؛ فإن الزمان يذهب والأعمار تذهب ولكن الكلمات تبقى. قال لقمان لابنه: "يا بني، إن من الكلام ما هو أشد من الحجر، وأنفذ من الإبر، وأمرّ من الصبر، وأحرّ من الجمر، وإن من القلوب مزارع فازرع فيها الكلمة الطيبة؛ فإنها إن لم تنبت كلها نبت بعضها".

واحذروا الكلمة الخبيثة مهما صغرت؛ فإنها قد تكون شرارة صغيرة تلد حريقاً عظيماً من الشقاء على صاحبها وعلى غيره.

نسأل الله أن يطهر ألسنتنا، ويصلح قلوبنا وأعمالنا.

هذا وصلوا وسلموا على خير البشر...

المصدر : منتدى الالوكة

بارك الله فيكي و جزاكي كل خير لكل حرف خطته يمناكي
تحياتي احترامي و تقديري
في امان الله
السلام عليكم
 
(منير)، تم حظره "حظر دائم". السبب: مخالفة القوانين / إستخدام ألفاظ نابيه وخادشة للحياء.
رد: لفظك .... سلاح يقتل غيرك

بسم الله الرحمن الرحيم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لفظك هو سبب في إفلاسك
يامن جرحت الناس بلسان
وكسرت خاطرهم بلمزك وهمزك
احذر من سوء خاتمتك
فهناك تنزع روحك
بأبشع طريقة والسبب هو لسانك
كيف حق لك
ان تسخر من ضرير.وابكم اخبرنى مابك...
هل أمنت مكر ربك.
أم عجبت بصحتك.
البدار البدار بتوبة ياهالك
واترك الخلق وخلقتهم لخالقك
فغذا تتأسف وتتحسر على صحيفتك.
لأنها مليئةبسيئات غيرك
وانشغل بعيوبك.
وابك على تقولك.
فهناك حديث فيه وعد ووعيد من نبيك
مفاده أن الرجل ليتكلم بكلمة لايلقى لها بال
فتهوى به في النار سبعين خريفا
واعلم يارعاك الله قصة عبد الله ابن مكثوم.
ذاك المؤذن لرسول.
ووصيتى لك يااختاه.
بأن لاتفكرى في الانتحار
فعاقبته خزي وعار.
ولتكن نفسك كنفس الأبرار
يرضون بالاقدار.
ويكفيك شرف
بأن الرب قد احبك
لدا قد ابتلاك
وهو يكفيك المستهزءين
 
رد: لفظك .... سلاح يقتل غيرك


اتكلمنا عن المُطلقة وكلام الناس عليها
واتكلمنا عن الذم والنميمة الثرثارة اللى بتجيب فى سيرة جيرانها
واتكلمنا عن الخيانة واشياء كتير كان الفاعل فيها (الناس)
الشيطان بيغوى يا ليليان لكن مين الاداه اللى بتنفذ كل الموبقات دى (الناس)

اذاً لن نستطيع تغيير كل الناس
ممكن دعوتك تأثر فى البعض
لكن هتظل فئة كبيرة تجرحنا تأذينا بألفاظها
يبقى الحل اننا نترفع نسمو نعلوا فوق عقلياتهم
ونكمل طريقنا بنفس الامل والقوة
لأن الالتفات والالم للعبارات دى هتقل من عزيمتنا
ومهما اتآلمنا هنتجرح تانى وتالت

كل الشكر
 
رد: لفظك .... سلاح يقتل غيرك


عن معاذ بن جبل قال كنت مع النبي صلى الله علية وسلم في سفر، فأصبحت يوما قريبا منه ونحن نسير، فقلت: يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني من النار، قال: لقد سألت عظيما وإنه ليسير على من يسره الله عليه، تعبد الله لا تشرك به شيئاً، وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت، ثم قال: ألا أدلك على أبواب الخير؟ الصوم جنة، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ النار الماء، وصلاة الرجل في جوف الليل، ثم قرأ ( تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ ) حتى بلغ ( جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) ثم قال: ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه؟ الجهاد، ثم قال: ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟ قلت: بلى، فأخذ بلسانه فقال: تكف عليك هذا، قلت: يا نبي الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به ؟ قال: ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس على وجوههم في النار إلا حصائد ألسنتهم؟

فاللسان ليس خنجرا فالخنجر يقتل واحدا
بل هو قنبلة موقوتة تفجر العائلات و تشتت المذاهب الملل

و ما وصلنا اليه اليوم من تنازع و بغضاء سببها الأول اللسان
فهو سليط جارح و المه لا يندمل قريبا
فاختيارك أرقى الكلمات دليل رقيك و اخلاقك
و خشيتك من الله
فالراقي لا يقول الا ما هو راق
و الفاحش لا يخرج منه الا الفحش
اذن لسانك عنوانك
منه أعرف تربيتك و أخلاقك قبل التفاصيل

 
رد: لفظك .... سلاح يقتل غيرك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
إن الدنيا دار ابتلاء فلا تغرنكم
فمن عوفية فالشكر ومن ابتلي فليصبر
وارى من يجرح بالكلام من ابتلاه الله في جسده
قد ابتلاه الله بنقص عقله وموت قلبه فهو بلا حس ولا مشاعر
بوركت أختي على الموضوع المميز
 
رد: لفظك .... سلاح يقتل غيرك

أخطر ما في اللسان هو الوقوع في الأعراض
-
إن شاء الله لي عودة للتكلم بشكل أوسع
 
رد: لفظك .... سلاح يقتل غيرك

السلام عليكم
صح ..و الله عندك الحق
لا حول و لا قوة الا بالله
...
كلام الناس و الالفاظ القاسية لي يستعملوها في وصف هذه الفئة من الناس و الله تسبب واحد الجراح لي واحد ما يعلم بيها
ها شوية ..لازم تكون كاين رقة فالكلام و لازم الواحد يوزن هدرتو قدام ليخرجها
بصح ياودي معظم الناس ..اهدر برك ..موش عارف gاع وش راه يخرج من فمو
واش نقولو..الله يصلح البلاد و يهدي العباد و خلاص
...
الله يحفظك و بارك الله فيك يا اختي على الموضوع المميز
شكرا
السلام عليكم اخي صلاح شكرا لك واسفة على التاخر في الرد
والله يا اخي كلام الناس القاتل يشكل عائقا نفسيا امام هاته الفئات لو كانت مساعدتنا لهم بالكلام الطيب والابتسامة يساعدهم ويساعد اهليهم على تقبل وضع هم لا ذنب لهم فيه ولاحظ انو المشكلة هاته موجودة عندنا نحن المسلمين مع ان الدين يحذرنا من هذا ولكننا للأسف نفعل عكسه تماما
ندعو الله ان يهدينا وان نراعي تصرفاتنا وكلامنا حتى لا نجرح الناس
شكرا لك وفيك بارك الرحمن

 
رد: لفظك .... سلاح يقتل غيرك

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
اسعد الله اوقاتكم وملاها يمنا و بركة
لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ، نسال الله الهداية و الثبات

الكلمة الطيبة وآثارها الحسنة

الحمد لله الرحيم الرحمن، خلق الإنسان، علمه البيان، وأشهد أن لا إله إلا الله القائل: ﴿ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ * وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ ﴾ [إبراهيم: 24-26]. وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله جاء بالحق ونطق به، القائل: (والكلمة الطيبة صدقة) .

صلى الله عليه وعلى آله الطيبين، وصحابته الصادقين، وزوجاته الطاهرات أمهات المؤمنين، وسلم تسليما. أما بعد، فاتقوا الله-عباد الله-؛ فإن تقوى الله أطيب الأعمال وأزكاها، وأفضل الوصايا وأسماها، فما أوصى موصٍ بمثلها.

قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُواْ اللّهَ وَإِن تَكْفُرُواْ فَإِنَّ لِلّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَانَ اللّهُ غَنِيّاً حَمِيداً ﴾ [النساء: 131].

فمن اتقى الله نال الفلاح كله. ﴿ أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [البقرة: 5].

أيها الناس، ذكر بعض المؤرخين أن يهودياً مرَّ بإبراهيم بن أدهم رحمه الله، فأراد ذلك اليهودي أن يستفز إبراهيم، فقال له: يا إبراهيم، ألحيتك أطهر من ذنب الكلب، أم ذنب الكلب أطهر من لحيتك؟! فقال إبراهيم: إن كانت في الجنة فهي أطهر من ذنب الكلب، وإن كانت في النار فذنب الكلب أطهر منها. فلما سمع اليهودي هذا الجواب الحليم من المؤمن الكريم قال: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله.

فتأملوا -أيها الأخوة الكرام- ماذا صنعت الكلمة الطيبة- مع ذلك الاستفزاز المقيت- في نفس اليهودي وكيف أنبتت نباتاً حسناً بإذن ربها.

قال تعالى: ﴿ وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوّاً مُّبِيناً ﴾ [الإسراء: 53].

عباد الله، إن الكلمة الطيبة ثمرة طيبة تخرج من نفس طيبة، وزهرة حسنة تقطفها يد كريمة من حديقة قلب معمور بالطيب وروائح الحب السليم. والكلمة الطيبة حروف مضيئة تنبثق من صدر يتلألأ بالنور، ويزهر بالسرور. تولد الكلمة الطيبة من ذلك المكان المشرق لتضيء القلوب والأرواح والوجوه. الكلمة الطيبة بسمة الحياة، وعطر الشفاه، وبلسم الجروح، وشفاء الجسد والروح.

والكلمة الطيبة عنوان المتكلم ودليله، ولباسه الساتر وجماله الظاهر، وعطره الفواح، ومفتاحه إلى القلوب والأرواح، وسفيره الذي يصعد إلى السماء ليجد حسن الجزاء.

قال تعالى: ﴿ إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ﴾ [فاطر: 10].

والكلمة الطيبة تكشف عن مكنون صاحبها من رجاحة العقل وصفاء القلب، قال الشاعر:
وزنِ الكلامَ إذا نطقت فإنما
يُبدي عقولَ ذوي العقول المنطقُ

أيها المسلمون، إن الكلمة الطيبة هي الألفاظ الحسنة التي تخرج من فم الإنسان ابتداء أو جواباً، وتحمل معها الخير والنفع للناس، وتبتعد عن الفحش والبذاء، والإضرار والإيذاء، والشتم والاستهزاء.

إنها ليست كلمة واحدة، بل كلمات تنبع من مشكاة مليئة بما لذ وطاب من الكلام الذي ينبت في القلب السليم وينشره اللسان المستقيم.

والكلمة الطيبة ذكر لله تعالى وتسبيح، وتهليل وتكبير، وحمد ودعاء، وشكر وقراءة قرآن، وعلم نافع، وأمر بمعروف ونهي عن منكر، ونصيحة نافعة، وغير ذلك من العبادات القولية.

والكلمة الطيبة أقوال طاهرة من السباب وجرح الأعراض، وإيذاء الأسماع، وإيجاع القلوب، وإنبات وغر الصدور.

وهي جواب حسن، ورد لطيف على القريب والبعيد، والصديق والعدو. فالمؤمن طيب ولا يتكلم إلا بطيب الكلام. قال تعالى: ﴿ الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُوْلَئِكَ مُبَرَّؤُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ﴾ [النور: 26].

إن صاحب النفس الشريفة لا تضيق عليه الألفاظ والأساليب فيلجأ إلى القول السيء، بل لديه معجم رحب من الجمل النظيفة التي يستطيع أن يصل بها إلى مراده الحسن دون اللجوء إلى الكلمات الجارحة، ولو كانت على سبيل المزاح والدعابة، أو استرجاع الحق وإثباته.

عباد الله، إن الكلمة الطيبة نبتة حسنة تثمر وتزهر في نفوس الخلق وترسل لهم ألذ الثمر وأطيب العرف الشذي.

هذا النبتة التي تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها لابد لها من أرض تنبت عليها، فما هذه الأرض الطيبة التي خرجت منها الكلمة الطيبة؟
هذه الأرض الطيبة هي نفس المؤمن الذي يحسن عبادة الله تعالى، ويحسن معاملة الخلق، فقد دعاه علمه ومراقبته لله تعالى إلى أن تصدر منه الكلمات الحسنة.

أيها المسلمون، إن الطبع الصافي والتربية الأسرية الناجحة والبيئة الصالحة، والقدوة الحسنة منابت خصبة تنبت المسلم الذي ينبلج من فمه النور الذي يبهج عيون الآخرين ويشرح صدورهم.

هذه الكلمة الطيبة تصدر من المؤمن عن يقين بثواب الله عليها، وحسن جزائه لقائلها، وتصدر عن حب الخير للناس، وإرادة إدخال السرور عليهم. وتصدر الكلمة الطيبة من المؤمن عن قوة عظيمة في الانتصار على النفس خاصة عند الخصام والجدال والعداوة، والقوي الحق هو الذي ينتصر على نفسه. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب) [3].

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم غنائم حنين بالجعرانة فقال ذو الخويصرة وهو رجل من بني تميم: يا رسول الله، اعدل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ويلك! ومن يعدل إذا لم أعدل، قد خبت وخسرت إن لم أكن أعدل). فقال عمر: يا رسول الله، ائذن لي فيه فأضرب عنقه؟ فقال (دعه...) . فانظروا إلى حلم رسول الله أمام هذه الكلمة الخبيثة التي خرجت من هذا الرجل وقالها لأعدل الناس صلى الله عليه وسلم.

أيها الأحبة، إن النفس الإنسانية فيها من الشرور والأذى شيء كثير لا يحصى، ومن ذلك: أنها قد تستثار لتنطق برديء الكلام وسيء المقال، وفي هذه الحال يبرز دور تربية الإنسان نفسه ومجاهدته لها، ومحاسبتها على ما تتفوه به اللسان وتقوله، مستعيناً في تربية لسانه على الكلمة الطيبة بما في الكلمة الطيبة عند الله من الثواب الجزيل، والخير الكثير.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (والكلمة الطيبة صدقة) .

وقال: (إن أحدكم ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ما يظن أنها تبلغ ما بلغت فيكتب الله له بها رضوانه إلى يوم يلقاه، وإن أحدكم ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما يظن أنها تبلغ ما بلغت فيكتب الله بها سخطه إلى يوم يلقاه) .

وقال: (اتقوا النار ولو بشق تمرة، فإن لم تجد فبكلمة طيبة).

أيها المسلمون، ما أجمل أن يكون الإنسان ذا كلمة طيبة مع الناس جميعاً، من عرف ومع من لم يعرف، ولكن أجمل الجميل أن تكون مع أخص الناس به.

فالكلمة الطيبة مع الوالدين ولو قسواْ وأغلظا في الكلام والتعامل؛ فإن لهما حقاً في حسن الخطاب، قال تعالى: ﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً ﴾ [الإسراء: 23].

والكلمة الطيبة بين الزوجين، بدل التراشق بالألفاظ الجارحة، والكلمات النابية التي قد توصل إلى ما لا تحمد عقباه.

والكلمة الطيبة بين الإخوة والأخوات والأقارب والأرحام، والكلمة الطيبة بين الجيران في المنازل والأسواق والوظائف وأماكن العمل. والكلمة الطيبة بين المدير وموظفيه والمعلم وتلاميذه، والكلمة الطيبة بين السائقين والراكبين، وبين الباعة والمشترين. والكلمة الطيبة من الغني للفقير ومن رب المال للسائل بدلاً من النهر والمنِّ ورفع الأصوات بالطرد. قال تعالى: قال تعالى: ﴿ وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ ﴾ [الضحى: 10]. وقال: ﴿ قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِّن صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 263].

والكلمة الطيبة حتى مع الكافر، قال تعالى: ﴿ اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى * فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى ﴾ [طه: 34-44].

قيل: تصدى رجل للرشيد فقال: إني أريد أن أغلظ عليك لي في المقال، فهل أنت محتمل؟ قال: لا؛ لأن الله تعالى أرسل من هو خير منك إلى من كان شراً مني! فقال: ﴿ فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى ﴾ [طه: 44].

والكلمة الطيبة مع الحيوان، فعن أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه قال : بينما جارية على ناقة عليها بعض متاع القوم إذ بصرت بالنبي صلى الله عليه وسلم وتضايق بهم الجبل فقالت: حل، اللهم العنها قال: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تصاحبنا ناقة عليها لعنة).

والكلمة الطيبة مع الجماد أيضاً، فعن ابن عباس أن رجلاً لعن الريح - وقال مسلم إن رجلاً نازعته الريح رداءه على عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- فلعنها - فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لا تلعنها؛ فإنها مأمورة، وإنه من لعن شيئاً ليس له بأهل رجعت اللعنة عليه) .

إذن أيها المسلم، ليس هناك مجال للكلمة الخبيثة في حياة المسلم.

عباد الله، إن الكلمة في حياة الإنسان لها شأن عظيم؛ فهي بوابة الخير أو بوابة الشر، وهي منطلق الأعمال الكبيرة، بل هي الوقود الأول للمعارك. والصراع الحقيقي اليوم صراع كلمة وفكرة تنتج عن ذلك أفعال وأحداث. فانظروا إلى الإعلام اليوم ماذا يصنع؟ سواء كان إعلام خير أم إعلام شر. فلا يستهينن أحد بالكلمة مهما قلت، ومن أي فم خرجت، فرب كلمة أضاءت الدنيا أو أظلمتها.

فالكلمة الطيبة لها آثارها الحسنة العاجلة والآجلة على صاحبها وعلى من بلغته، فكم من كلمة طيبة غيرت مجتمعاً من الشر إلى الخير، ومن الذل إلى العز، ومن الكفر إلى الإيمان، ومن المعصية إلى الطاعة.

فمصعب بن عمير رضي الله عنه خرج إلى المدينة داعياً إلى الله تعالى، وفي يوم من الأيام بينما كان جالساً مع أسعد بن زرارة جاءهما أسيد بن حضير فقال لهما: "ما جاء بكما إلينا؟ تسفهان ضعفاءنا؟ اعتزلانا إن كانت لكما بأنفسكما حاجة، فقال له مصعب: أو تجلس فتسمع، فإن رضيت أمراً قبلته، وإن كرهته كف عنك ما تكره، فقال: أنصفت، ثم ركز حربته وجلس، فكلمه مصعب بالإسلام، وتلا عليه القرآن. قال أسيد: فو الله لعرفنا في وجهه الإسلام قبل أن يتكلم، في إشراقه وتهلله، ثم قال: ما أحسن هذا وأجمله! ثم جاء سعد بن معاذ فقال مثل ما قال أسيد، فقالا له: أو تقعد فتسمع؟ فإن رضيت أمرًا قبلته، وإن كرهته عزلنا عنك ما تكره، قال: قد أنصفت، ثم ركز حربته فجلس. فعرض عليه الإسلام فأسلم، ثم أخذ حربته فأقبل إلى نادى قومه، فلما رأوه قالوا: نحلف بالله لقد رجع بغير الوجه الذي ذهب به فلما وقف عليهم قال: يا بني عبد الأشهل، كيف تعلمون أمرى فيكم؟ قالوا: سيدنا وأفضلنا رأيًا، وأيمننا نقيبة، قال: فإن كلام رجالكم ونسائكم علىّ حرام حتى تؤمنوا بالله ورسوله. فما أمسى فيهم رجل ولا امرأة إلا مسلمًا ومسلمة". لقد كلمة مصعب الطيبة آسرة لهذين الخيِّرين رضي الله عنهما حتى أسلما، ثم سمعتم كيف كانت نتيجة إسلامهما بين قومهما.

ومن آثار الكلمة الطيبة:
أنها قد توحد الصفوف وتجمع الشمل، وتؤلف بين القلوب، وتقرب بين الأباعد، وتحبب بين المتباغضين، وتذهب أحقاد الصدور، وتعين على إصلاح ذات البين.

يذكر أن علي بن الحسين رحمه الله كان بينه وبين حسن بن حسن رحمه الله شيء من الجفاء، فجاء يوماً حسنُ بن حسن وعلي بن الحسين جالس مع أصحابه في المسجد، فما ترك شيئاً إلا قاله له، وعليّ ساكت، فلما كان الليل، أتى علي بن الحسين حسن بن حسن في منزله، فقرع عليه بابه، فخرج إليه، فقال له: يا أخي، إن كنت صادقاً فيما قلت لي فغفر الله لي، وإن كنت كاذباً فغفر الله لك.. السلام عليكم. وولى.. فما كان من الرجل إلا تبعه، والتزمه من خلفه، وأخذ يبكي، ويقول: لا جرم لا عدت في أمر تكرهه.. فقال له علي: وأنت في حل مما قلت لي.

ومن الآثار الحسنة للكلمة الطيبة: أنها تجعل لصاحبها محبة بين الناس واحتراماً ومكانة مرموقة.

والكلمة الطيبة قد تنجي صاحبها يوم القيامة، فقد جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أخبرني بشيء يوجب لي الجنة قال: (عليك بحسن الكلام وبذل السلام) وفي رواية (عليك بالسلام وبذل الطعام) .

والكلمة الطيبة قد يُعز بها بعد الذلة، ويغتنى بعد القلة، ويشرف بعد الخفوت.

خرج الشاعر الأعشى إلى سوق عكاظ-وهي السوق الأدبية في ذلك الزمان التي كانت تعرض فيها بضاعة الأدب- فتلقاه رجل فقير يقال له: المحلَّق له ثمان بنات لم يتزوجن، فأراد أن يكسب منه كلمة من شعره بين العرب لعل بها تزويج بناته، فنحر له ناقته التي لا يملك غيرها وأكرمه، وبينما كان الأعشى عند المحلق تحلّقت البنات بالأعشى فقال لأبيهن: ما هؤلاء الجواري؟ فقال: هؤلاء بنات أخيك، فذهب الأعشى من بيته ولم يقل شيئاً، فلما وافى عكاظ قال قصيدته القافية التي منها قوله:
لعمري لقد لاحت عيون كثيرة
إلى ضوء نار باليفاع تَحرّق
تُشب لمقرورين يصطليانها
وبات على النار الندى والمحلَّق
ترى الجود يجري ظاهراً فوق وجهه
كما زان متنَ الهندواني رونق

ثم نادى: يا معاشر العرب، هل فيكم مذكار يزوج ابنه إلى الشريف الكريم؟ فما قام من مقعده إلا وقد زوجت البنات الثمان على أشراف من العرب.

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية
الحمد الله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
أيها المسلمون، يذكر أن عمرو ابن هند قال ذات يوم لندمائه: هل تعلمون أحداً من العرب تأنف أمه من خدمة أمي؟ فقالوا: نعم، أم عمرو بن كلثوم، فأرسل عمرو ابن هند إلى عمرو بن كلثوم يطلب زيارته مع أمه، فأقبل ابن كلثوم مع أمه، فدخل هو على ابن هند، ودخلت أمه على هند أم عمرو. وكان عمرو ابن هند قد أمر أمه أن تنحي الخدم، وتستخدم ليلى أم عمرو بن كلثوم، فلما حضر الطعام قالت هند لليلى: يا ليلى، ناوليني ذلك الطبق، فقالت ليلى: لتقم صاحبة الحاجة إلى حاجتها، فأعادت عليها وألحّت، فصاحت ليلى: وا ذلاه!، يا لَتغلب، فسمعها ابنها عمرو بن كلثوم فثار الدم في وجهه فاخترط السيف فضرب رأس عمرو ابن هند وذهب، وقال معلقته المشهورة التي أولها:
ألا هبي بصحنك فاصبحينا
ولا تبق خمور الأندرينا

أرأيتم ماذا صنعت الكلمة الخبيثة التي قالها عمرو ابن هند؟!
عباد الله، إن الكلمة الخبيثة نفخة شيطانية، وصفة عدوانية، سببها ضعف النفس وغرورها وقوة الشر فيها وسيطرة الحمق عليها، وقلة المراقبة لله تعالى فيما يتفوه به الإنسان.

إن الكلمة الخبيثة قد تفسد على الإنسان الدنيا والآخرة، وتجلب له شقاء كان في غنى عنه لولاها.

قال رجل من المنافقين في غزوة تبوك: ما رأيت مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطونا، ولا أكذب ألسناً، ولا أجبن عند اللقاء- يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه-، فقال له عوف بن مالك: كذبت ولكنك منافق، لأخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم فذهب عوف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليخبره فوجد القرآن قد سبقه، فجاء ذلك الرجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد ارتحل وركب ناقة فقال: يا رسول الله إنما كنا نخوض ونلعب ونتحدث بحديث الركب يقطع به عناء الطريق. قال ابن عمر: كأني أنظر إليه متعلقاً بحقب ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم والحجارة تنكبه وهو ويقول: إنا كنا نخوض ونعلب. فيقول له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزؤون، فالتفت إليه وما يزيده عليه.
قال تعالى: ﴿ وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِن نَّعْفُ عَن طَآئِفَةٍ مِّنكُمْ نُعَذِّبْ طَآئِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ ﴾ [التوبة65-66].

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وإن أحدكم ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما يظن أنها تبلغ ما بلغت فيكتب الله بها سخطه إلى يوم يلقاه) .

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ رضي الله عنه: (ألا أخبرك برأس الأمر كله وعموده وذروته وسنامه؟ قلت: بلى يا نبي الله، فأخذ بلسانه قال: كف عليك هذا، فقلت: يا نبي الله وإنا لمؤاخذون مما نتكلم به؟ فقال: ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم!) .

فاتقوا الله-يا عباد الله- وانتبهوا للكلمة؛ فإنها جنة أو نار، وربح أو خسارة، وسعادة أو شقاء. فسارعوا إلى الكلمة الطيبة ولا تحقروها مهما قلت؛ فإنه كالحبة قد تنبت ولو بعد حين ولو في أرض لم يردها صاحبها؛ فإن الزمان يذهب والأعمار تذهب ولكن الكلمات تبقى. قال لقمان لابنه: "يا بني، إن من الكلام ما هو أشد من الحجر، وأنفذ من الإبر، وأمرّ من الصبر، وأحرّ من الجمر، وإن من القلوب مزارع فازرع فيها الكلمة الطيبة؛ فإنها إن لم تنبت كلها نبت بعضها".

واحذروا الكلمة الخبيثة مهما صغرت؛ فإنها قد تكون شرارة صغيرة تلد حريقاً عظيماً من الشقاء على صاحبها وعلى غيره.

نسأل الله أن يطهر ألسنتنا، ويصلح قلوبنا وأعمالنا.

هذا وصلوا وسلموا على خير البشر...

المصدر : منتدى الالوكة

بارك الله فيكي و جزاكي كل خير لكل حرف خطته يمناكي
تحياتي احترامي و تقديري
في امان الله
السلام عليكم
السلام عليكم اختي اهلا وسهلا
والله شاكرة لك على الاضافة المهمة للموضوع واستفدت منها كثيرا كنت قرأت ردك ورد الاخوة ولم استطع ان ارد عليكم فآسفة على التأخر في الرد
نورتي الموضوع الله يهدينا أجمعين ولا شكر على واجب من الواجب ان انبه نفسي واياكم لتصرفاتنا مقصودة كانت او لا
شكرا لك وعليكم السلام
 
رد: لفظك .... سلاح يقتل غيرك

بسم الله الرحمن الرحيم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لفظك هو سبب في إفلاسك
يامن جرحت الناس بلسان
وكسرت خاطرهم بلمزك وهمزك
احذر من سوء خاتمتك
فهناك تنزع روحك
بأبشع طريقة والسبب هو لسانك
كيف حق لك
ان تسخر من ضرير.وابكم اخبرنى مابك...
هل أمنت مكر ربك.
أم عجبت بصحتك.
البدار البدار بتوبة ياهالك
واترك الخلق وخلقتهم لخالقك
فغذا تتأسف وتتحسر على صحيفتك.
لأنها مليئةبسيئات غيرك
وانشغل بعيوبك.
وابك على تقولك.
فهناك حديث فيه وعد ووعيد من نبيك
مفاده أن الرجل ليتكلم بكلمة لايلقى لها بال
فتهوى به في النار سبعين خريفا
واعلم يارعاك الله قصة عبد الله ابن مكثوم.
ذاك المؤذن لرسول.
ووصيتى لك يااختاه.
بأن لاتفكرى في الانتحار
فعاقبته خزي وعار.
ولتكن نفسك كنفس الأبرار
يرضون بالاقدار.
ويكفيك شرف
بأن الرب قد احبك
لدا قد ابتلاك
وهو يكفيك المستهزءين
السلام عليكم اخي منير
اهنئك على الرد الرائع والنصيحة الثمينة كلامك كله درر هذا ما يجب ان يعرفه كل واحد منا ما ينتظره من عقاب جراء التكلم عن مريض او مبتلى بسوء الكلام
تخيل ان يجرح احدنا ضرير لدرجة فكر في الانتحار او ينتحر بسبب كلمة منا كيف نواجه الله وضميرنا
لذلك كل واحد منا يحاسب تصرفاته ويراعي ان هذا امر من الله واي واحد منا معرض وانا تغيرت حياتي كليا في لمحة عين وصرت من هؤلاء مريضة والحمد لله لذا انبه بالموضوع نفسي واياكم
شكرا على كلامك الرائع نورتني
 
رد: لفظك .... سلاح يقتل غيرك


اتكلمنا عن المُطلقة وكلام الناس عليها
واتكلمنا عن الذم والنميمة الثرثارة اللى بتجيب فى سيرة جيرانها
واتكلمنا عن الخيانة واشياء كتير كان الفاعل فيها (الناس)
الشيطان بيغوى يا ليليان لكن مين الاداه اللى بتنفذ كل الموبقات دى (الناس)

اذاً لن نستطيع تغيير كل الناس
ممكن دعوتك تأثر فى البعض
لكن هتظل فئة كبيرة تجرحنا تأذينا بألفاظها
يبقى الحل اننا نترفع نسمو نعلوا فوق عقلياتهم
ونكمل طريقنا بنفس الامل والقوة
لأن الالتفات والالم للعبارات دى هتقل من عزيمتنا
ومهما اتآلمنا هنتجرح تانى وتالت

كل الشكر

السلام عليكم اخي باسم
نورت الموضوع ازيك وازاي الاهل والأحباب
والله اخي اذا انا شفت للموضوع على انو الناس مش حتعتبر من كلامي او اشوف على انو احنا طرحنا وناقشنا كل الآفات بس ما تغيرت شي ولا راح نغير الكون بس انا مع ضميري بكون مرتاحة انو فكرت في الناس دي والشريحة دي من المجتمع وكتبت شيء انا بنصح نفسي وبنصحكم ممكن انت او انا نكون في موقف نقول كلام او نجي نقول كلام بتتذكر موضوعي بتقول فنفسك عندها الحق ليليا وتتراجع عن كلمتك اللي كنت حتقولها من غير قصد مرات كثير نكون في مواقف نتذكر مواضيع المنتدى ونراجع تصرفتنا
انا بقول انو بيكفي انت وانا وغيرنا في المنتدى بنحاول نوصل شي ولو ما وصلش لكل الناس المهم انت ضميرك مرتاح وصلت فكرة ونصحت بشي
اكيد راح ننجرح ونشوف ياما حجات في الدنيا بس بنعيش تحت اي ظرف لانو دي هي الحياة مشاكل ومعاناة وعذاب واختبارات كل مرة نتجاوزها ان شاء الله
شكرا اخي باسم نورتني
 
رد: لفظك .... سلاح يقتل غيرك

ايه صح والله غير عندك حق المشكلة الكبيرة يخي هي مش غير يعايروك لالا يزيدو يشبهوك بالحيوان هاذي كامل هدرة قاتلة و علاش منبدلوش هاذ الكلام بكلمة طيبة على الاقل ندو الاجر الدنيا هاذي كيما الشكارة موجودين في النيا باش نعمرو الشكارة بالحسنات . ربي يقدرنا و يقدركم جماعة الخير اتقوا الله في ألسنتكم ربي يحفظكم كامل ان شاء الله
 
رد: لفظك .... سلاح يقتل غيرك


عن معاذ بن جبل قال كنت مع النبي صلى الله علية وسلم في سفر، فأصبحت يوما قريبا منه ونحن نسير، فقلت: يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني من النار، قال: لقد سألت عظيما وإنه ليسير على من يسره الله عليه، تعبد الله لا تشرك به شيئاً، وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت، ثم قال: ألا أدلك على أبواب الخير؟ الصوم جنة، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ النار الماء، وصلاة الرجل في جوف الليل، ثم قرأ ( تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ ) حتى بلغ ( جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) ثم قال: ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه؟ الجهاد، ثم قال: ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟ قلت: بلى، فأخذ بلسانه فقال: تكف عليك هذا، قلت: يا نبي الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به ؟ قال: ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس على وجوههم في النار إلا حصائد ألسنتهم؟

فاللسان ليس خنجرا فالخنجر يقتل واحدا
بل هو قنبلة موقوتة تفجر العائلات و تشتت المذاهب الملل

و ما وصلنا اليه اليوم من تنازع و بغضاء سببها الأول اللسان
فهو سليط جارح و المه لا يندمل قريبا
فاختيارك أرقى الكلمات دليل رقيك و اخلاقك
و خشيتك من الله
فالراقي لا يقول الا ما هو راق
و الفاحش لا يخرج منه الا الفحش
اذن لسانك عنوانك
منه أعرف تربيتك و أخلاقك قبل التفاصيل

السلام عليكم اخي الامين
شكرا لك نورت الموضوع
والله يا اخي صدق رسولنا الحبيب ولكنني ركزت هنا عن التكلم عن الناس من فئة خاصة جدا
نعم فعلا من هو راق يخرج منه رقي الكلام والذي تربى على الفاحش يصدر منه الا الفاحش والاهم من لا رحمة في قلبه من يصل بأذاه الى اناس مرضى او معاقين او مكفوفين انا اراه عديم الرحمة وهذا ابتلاء من الله ان تكون عديم الرحمة فهذا كبير جدا
الله يهدينا نورتني اخي الامين
 
رد: لفظك .... سلاح يقتل غيرك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
إن الدنيا دار ابتلاء فلا تغرنكم
فمن عوفية فالشكر ومن ابتلي فليصبر
وارى من يجرح بالكلام من ابتلاه الله في جسده
قد ابتلاه الله بنقص عقله وموت قلبه فهو بلا حس ولا مشاعر
بوركت أختي على الموضوع المميز
السلام عليكم اخي ملامح شاعر نورت صفحتي جزاك الله كل خير
نعم دار فناء كيف نؤذي فيها اناس لا ذنب لهم ابتلاهم الله وفضلهم على غيرهم برايي الانسان الضرير مهما كان نوعه مقرب الى الله كثيرا ومحبوب ان يكون تحت رعاية الله وخصه بامر خاص عن باقي الناس ولكننا نعلم كتاب الله وناتي بما يؤذي غيرنا وكاننا ضمنا انفسنا اننا سوف نعيش باقي حياتنا سليمو الجسد كم من انسان تحول في رمشة عين الى مشول او كفيف او ضرير باي طريقة لذلك لنراعي مشاعر الناس وظروفهم ونساعدهم معنويا على الاقل
العفو اخي والشكر لكم على الوفاء لمواضيعي بارك الله فيك
 
رد: لفظك .... سلاح يقتل غيرك

أخطر ما في اللسان هو الوقوع في الأعراض
-
إن شاء الله لي عودة للتكلم بشكل أوسع
السلام عليكم اخي نورت صفحتي
والله اخي مشكلة الاعراض لوحدها لابد لها موضوع خاص ولكن هنا اتطرق الى جرح الناس المبتلات من الله المرضى والمعاقين والمشلولين الذين نطلق عليهم ابشع الاسماء دون مراعاة لمشاعرهم
ان شاء الله اخي انتظر عودتك بارك الله فيك
 
رد: لفظك .... سلاح يقتل غيرك

ايه صح والله غير عندك حق المشكلة الكبيرة يخي هي مش غير يعايروك لالا يزيدو يشبهوك بالحيوان هاذي كامل هدرة قاتلة و علاش منبدلوش هاذ الكلام بكلمة طيبة على الاقل ندو الاجر الدنيا هاذي كيما الشكارة موجودين في النيا باش نعمرو الشكارة بالحسنات . ربي يقدرنا و يقدركم جماعة الخير اتقوا الله في ألسنتكم ربي يحفظكم كامل ان شاء الله
السلام عليكم اختي تقوى نورت موضوعي
نعم فعلا وهذا هدفي من الموضوع انو نغيرو كلامنا من السيئ للأحسن مع الناس هذو ونغيرو اسماء مباراليزي ومنغول وغيرو باسماء طبيبة كفيف وضرير تكون اقل وفع على نفسيتهم الواحد اذا ما قدر يعاونهم بشي كبير يعاون بالكلام المليح يخفف عليهم
الله يهدينا اجمعين
نورت موضوعي شكرا
 
رد: لفظك .... سلاح يقتل غيرك

وعليكم السلام

معك حق اختي مرام

من شان كلمة متسرعة طائشة لايلقي الناس لها بال .. ان تكون سببا في الم نفسي لاشخاص اخرين

الم لا يزول بسهولة

علينا ان نراعي مشاعر الاخرين مهما كانت حالتهم

علينا ان نراقب كلماتنا جيدا

اي انسان ابتلاه الله سبحانه وتعالى ... في جسده .. في فقدانه شخصا مقربا وغير ذلك

واجبنا هو ان تحن قلوبنا نحوهم على الاقل.. واجبنا ان نقف الى جانبهم وان نشجعهم بكلمة طيبة حسنة

جزاك الله خيرا يا الاخت مرام
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top