- إنضم
- 9 سبتمبر 2008
- المشاركات
- 3,579
- نقاط التفاعل
- 580
- النقاط
- 171
فوائد من كتاب عقيدة التوحيد
للشيخ صالح القوزان حفظه الله
ثالثًا: شروط الشهادتين
أ ـ شروط لا إله إلا الله
لابد في شهادة أن لا إله إلا الله من سبعة شروط،
لا تنفع قائلها إلا باجتماعها؛ وهي على سبيل الإجمال:
الأول: العلم المنافي للجهل.
الثاني: اليقين المنافي للشك.
الثالث: القبول المنافي للرد.
الرابع: الانقيادُ المنافي للترك.
الخامس: الإخلاص المنافي للشرك.
السادس: الصدق المنافي للكذب.
السابع: المحبة المنافية لضدها وهو البغضاء.
وأما تفصيلها فكما يلي:
الشرط الأول: العلم
أي العلم بمعناها المراد منها وما تنفيه وما تُثبته، المنافي للجهل بذلك،
قال تعالى: {إِلا مَن شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [الزخرف/86].
أي: (شهد) بلا إله إلا الله، (وهُم يعلمون) بقلوبهم ما شهدت به ألسنتهم،
فلو نطَقَ بها وهو لا يعلم معناها، لم تنفعهُ؛ لأنه لم يعتقدْ ما تدل عليه.
الشرط الثاني: اليقين
بأن يكون قائلها مستيقنًا بما تدلّ عليه؛ فإن كان شاكًّا بما تدل عليه لم تنفعه،
قال تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا} [الحجرات/15].
فإن كان مرتابًا كان منافقًا،
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (من لقيتَ وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنًا قلبه فبشره بالجنة) [الحديث في الصحيح] فمن لم يستيقن بها قلبه، لم يستحق دخولَ الجنَّة.
الشرط الثالث: القبول
لما اقتضته هذه الكلمة من عبادة الله وحده، وترك عبادة ما سواه؛
فمن قالها ولم يقبل ذلك ولم يلتزم به؛
كان من الذين قال الله فيهم: {إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ * وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَّجْنُونٍ} [الصافات/35، 36].
وهذا كحال عباد القبور اليوم؛ فإنهم يقولون:
(لا إله إلا الله)، ولا يتركون عبادة القبور؛
فلا يكونون قابلين لمعنى لا إله إلا الله.
الشرط الرابع: الانقياد
لما دلت عليه، قال تعالى:{وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى} [لقمان/22].
والعروة الوثقى: لا إله إلا الله؛
ومعنى يسلم وجهه: أي ينقاد لله بالإخلاص له.
الشرط الخامس: الصدق
وهو أن يقولَ هذه الكلمة مصدقًا بها قلبُه،
فإن قالَها بلسانه ولم يصدق بها قلبُه؛ كان منافقًا كاذبًا،
قال تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ * يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا} إلى قوله: {وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ} [البقرة/8-10].
الشرط السادس: الإخلاصُ
وهو تصفيةُ العمل من جميع شوائب الشرك؛
بأن لا يقصد بقولها طمعًا من مطامع الدنيا، ولا رياء ولا سمعة؛
لما في الحديث الصحيح من حديث عتبان قال: (فإنَّ الله حرّم على النار من قال: لا إله إلا الله، يبتغي بذلك وجه الله) [الحديث أخرجه الشيخان].
الشرط السابع: المحبة
لهذه الكلمة، ولما تدل عليه، ولأهلها العاملين بمقتضاها،
قال تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّهِ} [البقرة/165].
فأهل (لا إله إلا الله) يحبون الله حبًّا خالصًا،
وأهل الشرك يحبونه ويحبون معه غيره، وهذا ينافي مقتضى لا إله إلا الله.
https://telegram.me/hussinnalii