رِسَالَةٌ شعرية مدوية إِلَى صَاحِبِ "جُذُورُ البَلَاءِ" المدعو شمس الدين بوروبي..

ابو ليث

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
8 جانفي 2010
المشاركات
10,466
نقاط التفاعل
10,287
النقاط
356
محل الإقامة
الجزائر
بسم الله الرّحمن الرّحيم

الحمد لله ربّ العالمين، والعاقبة للمتّقين، ولا عدوان إلّا على الظّالمين، وأصلّي وأسلّم على المبعوث بالحقّ المبين، وآله وصحبه والتّابعين، وبعد..

رِسَالَةٌ إِلَى صَاحِبِ "جُذُورُ البَلَاءِ"..

تَصَدَّرَ لِلتَّدْرِيسِ فِي النَّاسِ أَحْمَقُ ... يَقُولُ: أَلَا إِنِّي الإِمَامُ المُحَقِّقُ!
أَتَيْتُ بِعِلْمٍ يُسْتَنَـارُ بِـهِ وَقَدْ ... رَأَيْتُ ظَلَامَ الجَهْلِ يَفْشُو وَيُطْبِقُ!
هُوَ الشَّمْسُ، لَكِنْ لِلضَّلَالَةِ لَا الهُدَى ... فَحَاشَى لِشَمْسٍ بَعْدَ لَيْلٍ سَتُشْرِقُ
"جُذُورَ البَلَا" سَمَّى كِتَابَهُ زَاعِمًا ... بِأَنَّهُ عِلْمٌ بِالدَّلِيـلِ مُوَثَّقُ!
وَمَا ضَمَّ إِلَّا فِرْيَةً بَعْدَ أُخْتِهَا ... تُنَادِي عَلَيْهَا: أَنْ أَجِيبِي فَتَلْحَقُ
فَيَا حَبَّذَا هَذِي الجُذُورُ وَأَهْلُهَا ... سَتَنْمُو بِإِذْنِ اللهِ يَوْمًا وَتُورِقُ
وَيَا لَيْتَنِي قَدْ كُنْتُ فِيهَا وُرَيْقَةً ... عَلَى فَنَنٍ لِلْحَقِّ يَعْلُو وَيَسْمُقُ
يُوَزِّعُ هَذَا السِّفْرَ فِي النَّاسِ جَاهِدًا ... وَحَقُّهُ تَنُّـورٌ بِنَارِهِ يُحْرَقُ
يُحَارِبُ فِيهِ الحَقَّ، يَزْعُـمُ أَنَّهُ ... عَقَائِدُ أَحْبَـارِ اليَهُودِ تُنَمَّقُ!
وَإِنَّهُ دَجَّـالٌ وَيَعْلَـمُ أَنَّـهُ ... أَخُو دَجَلٍ -وَاللهِ- ذَاكَ الفُوَيْسِقُ
يُشَكِّكُ فِي جَمْعِ البُخَارِي وَضَبْطِهِ! ... وَمَنْ مِثْلُهُ فِي النَّاسِ قِدْمًا يُدَقِّقُ؟!
يُرِيدُ تَقِيَّ الدِّينِ يَبْغِـي نِزَالَـهُ! ... هُوَ البَحْرُ يَا هَذَا تَمَهَّلْ سَتَغْرَقُ
وَيَدْفَعُ عَنْ أَهْلِ التَّصَوُّفِ وُسْعَهُ! ... وَلَا عَجَبًـا فَالقَلْبُ ثَمَّ مُعَلَّقُ
فَيُثْنِي عَلَى رَأْسِ الحُلُولِ وَثُلَّـةٍ ... غَلَوْا فِي خِلَافِ الشَّرْعِ حَتَّى تَزَنْدَقُوا
وَلَكِنْ هُمَا القَيْدَانِ جَهْلٌ كَذَا هَوًى ... فَأَنَّى مِنَ القَيْدَيْنِ يَنْجُو وَيُطْلَقُ
أَلَمْ يُبْصِرَنْ أَعْدَاءَ صَحْبِ نَبِيِّنَا؟ ... أَتَوْنَـا غُزَاةً كَالسُّيُـولِ تَدَفَّقُ
فَهَذِي جُيُوشُ الرَّفْضِ فِيمَ صِيَامُهُ ... عَنِ النُّطْقِ؟ هَلَّا يَسْتَفِيقُ وَيَنْطِقُ!
وَلَكِنَّـهُ يُغْضِـي بِطَرْفٍ تَمَلُّقًا ... فَهَلْ سَوْفَ يُرْضِي القَوْمَ مِنْهُ التَّمَلُّقُ؟
وَفِي سَنَوَاتِ القَتْلِ أَيْنَ مَضَى الفَتَى؟! ... وَشَرٌّ عَظِيمٌ لِلْخَوَارِجِ مُحْدِقُ
تَسِيلُ دِمَاءُ المُسْلِمِينَ رَخِيصَةً ... وَأَجْسَادُهُمْ مِنْ دُونِ ذَنْبٍ تُمَزَّقُ
فَلَمْ نَسْمَعَنْ شَمْسَ الضَّلَالَةِ نَاصِحًا ... كَمَا هُوَ فِي سِلْمٍ لَهُمْ يَتَشَدَّقُ
وَلَكِنَّهُ فِي الرَّمْلِ خَبَّـأَ رَأْسَـهُ ... كَفَرْخِ نَعَامٍ جَاءَ مَا مِنْهُ يَفْرَقُ
وَكَانَ الدُّعَاةُ الصَّادِقُونَ بِوَقْتِهَا ... يَكَادُ يُبَحُّ الصَّوْتُ مِنْهُمْ وَيُخْنَقُ
وَأَكْبَادُهُمْ حَرَّى أَسًـى لِبِلَادِهِمْ ... وَدَمْعُ المَـآقِي كَالنَّدَى يَتَرَقْرَقُ
وَقَدْ كَانَ مِنْهُمْ شَيْخُنَا وَإِمَامُنَا ... وَحَبْـرُ البِلَادِ الكَوْكَبُ المُتَأَلِّقُ
جَهِلْتَ أَيَا شَمْسَ الضَّلَالَةِ قَدْرَهُ ... سَيُخْبِرُ غَرْبٌ إِنْ جَهِلْتَ وَمَشْرِقُ
بِأَنَّ أَبَا عَبْـدِ المُعِـزِّ لَعَالِـمٌ ... لَهُ نَسَبٌ فِي العِلْمِ مَاضٍ وَمُعْرِقُ
وَأَنْتَ وَمَا أَنْتَ؟ وَمَنْ أَنْتَ يَا فَتَى؟ ... فَدَعْ عَنْكَ فَرْكُوسًا، فَهَيْهَاتَ يُلْحَقُ
أَتَبْغِي سِبَاقَ الشَّيْخِ فِي العِلْمِ يَا فَتَى ... وَأَنْتَ أَخُو جَهْلٍ؟ إِذَنْ سَوْفَ تُسْبَقُ
وَتَطْعَنُ فِي الشَّيْخِ الجَلِيلِ وَتَفْتَرِي ... وَغَـرَّكَ أَنَّ الشَّيْخَ بِالنَّاسِ يَرْفُقُ
فَيُعْرِضُ حِلْـمًا عَنْ أَذَاكَ لِعِلْمِهِ ... بِأَنَّكَ يَا هَذَا سَفِيـهٌ وَأَحْمَقُ
هُوَ البَدْرُ عَالٍ فِي الدُّجَى مُتَجَاهِلًا ... ضَفَادِعَ فِي طِينٍ وَوَحْلٍ تُنَقْنِقُ
هُوَ النَّسْرُ فِي جَوِّ الفَضَاءِ مُحَلِّقُ ... بَعِيدًا عَنِ الغِرْبَانِ فِي الأَرْضِ تَنْعَقُ
فَإِنْ يَصْمُتِ الشَّيْخُ الجَلِيلُ تَرَفُّعًا ... وَحِفْظًا لِوَقْتٍ فِي المَعَالِي سَيُنْفَقُ
فَلَا بَأْسَ مِنِّـي بِالقَلِيلِ مُدَافِـعًا ... أَرُدُّ عَنِ الشَّيْخِ الجَلِيلِ فَأَصْدُقُ
رَمَيْتُكَ مِنْ شِعْرِي بِشُهْبٍ طَوَالِعٍ ... سَتَأْتِي عَلَى وَكْرِ الضَّلَالِ فَتُحْرِقُ
لِتَعْلَمَ أَنَّـا لَا نَهَابُـكَ يَا فَتَى ... وَأَنَّ سِهَامَ الحَـقِّ دَوْمًا سَتَرْشُقُ
أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ مِنْ فِتَـنٍ أَتَتْ ... أَرَى بَعْضَهَا تَتْـرَى لِبَعْضِ يُرَقِّقُ
إِلَهِي أَمِتْنِي سَالِكًا دَرْبَ أَحْمَدٍ ... وَصَحْبٍ كِرَامٍ فَوْزُهُمْ لَمُحَقَّقُ
فَإِنَّهُ مَنْ قَدْ مَاتَ يَقْفُـو سَبِيلَهُمْ ... وَإِنْ أَسْخَطَ الدُّنْيَا جَمِيعًا مُوَفَّقُ

كتبه:
أبو ميمونة منوّر عشيش -عفا الله عنه-
 
رد: رِسَالَةٌ شعرية مدوية إِلَى صَاحِبِ "جُذُورُ البَلَاءِ" المدعو شمس الدين بوروبي..

كنت سأنقلها

سبقتنا سبقتنا في الذود و التذكير

اعجبتني كثيرا ابباتها

وفقكم الله جميعا
 
آخر تعديل:
رد: رِسَالَةٌ شعرية مدوية إِلَى صَاحِبِ "جُذُورُ البَلَاءِ" المدعو شمس الدين بوروبي..

اللهم أاامين.
 
رد: رِسَالَةٌ شعرية مدوية إِلَى صَاحِبِ "جُذُورُ البَلَاءِ" المدعو شمس الدين بوروبي..

بسم الله الرّحمن الرّحيم

الحمد لله ربّ العالمين، والعاقبة للمتّقين، ولا عدوان إلّا على الظّالمين، وأصلّي وأسلّم على المبعوث بالحقّ المبين، وآله وصحبه والتّابعين، وبعد..

رِسَالَةٌ إِلَى صَاحِبِ "جُذُورُ البَلَاءِ"..

تَصَدَّرَ لِلتَّدْرِيسِ فِي النَّاسِ أَحْمَقُ ... يَقُولُ: أَلَا إِنِّي الإِمَامُ المُحَقِّقُ!
أَتَيْتُ بِعِلْمٍ يُسْتَنَـارُ بِـهِ وَقَدْ ... رَأَيْتُ ظَلَامَ الجَهْلِ يَفْشُو وَيُطْبِقُ!
هُوَ الشَّمْسُ، لَكِنْ لِلضَّلَالَةِ لَا الهُدَى ... فَحَاشَى لِشَمْسٍ بَعْدَ لَيْلٍ سَتُشْرِقُ
"جُذُورَ البَلَا" سَمَّى كِتَابَهُ زَاعِمًا ... بِأَنَّهُ عِلْمٌ بِالدَّلِيـلِ مُوَثَّقُ!
وَمَا ضَمَّ إِلَّا فِرْيَةً بَعْدَ أُخْتِهَا ... تُنَادِي عَلَيْهَا: أَنْ أَجِيبِي فَتَلْحَقُ
فَيَا حَبَّذَا هَذِي الجُذُورُ وَأَهْلُهَا ... سَتَنْمُو بِإِذْنِ اللهِ يَوْمًا وَتُورِقُ
وَيَا لَيْتَنِي قَدْ كُنْتُ فِيهَا وُرَيْقَةً ... عَلَى فَنَنٍ لِلْحَقِّ يَعْلُو وَيَسْمُقُ
يُوَزِّعُ هَذَا السِّفْرَ فِي النَّاسِ جَاهِدًا ... وَحَقُّهُ تَنُّـورٌ بِنَارِهِ يُحْرَقُ
يُحَارِبُ فِيهِ الحَقَّ، يَزْعُـمُ أَنَّهُ ... عَقَائِدُ أَحْبَـارِ اليَهُودِ تُنَمَّقُ!
وَإِنَّهُ دَجَّـالٌ وَيَعْلَـمُ أَنَّـهُ ... أَخُو دَجَلٍ -وَاللهِ- ذَاكَ الفُوَيْسِقُ
يُشَكِّكُ فِي جَمْعِ البُخَارِي وَضَبْطِهِ! ... وَمَنْ مِثْلُهُ فِي النَّاسِ قِدْمًا يُدَقِّقُ؟!
يُرِيدُ تَقِيَّ الدِّينِ يَبْغِـي نِزَالَـهُ! ... هُوَ البَحْرُ يَا هَذَا تَمَهَّلْ سَتَغْرَقُ
وَيَدْفَعُ عَنْ أَهْلِ التَّصَوُّفِ وُسْعَهُ! ... وَلَا عَجَبًـا فَالقَلْبُ ثَمَّ مُعَلَّقُ
فَيُثْنِي عَلَى رَأْسِ الحُلُولِ وَثُلَّـةٍ ... غَلَوْا فِي خِلَافِ الشَّرْعِ حَتَّى تَزَنْدَقُوا
وَلَكِنْ هُمَا القَيْدَانِ جَهْلٌ كَذَا هَوًى ... فَأَنَّى مِنَ القَيْدَيْنِ يَنْجُو وَيُطْلَقُ
أَلَمْ يُبْصِرَنْ أَعْدَاءَ صَحْبِ نَبِيِّنَا؟ ... أَتَوْنَـا غُزَاةً كَالسُّيُـولِ تَدَفَّقُ
فَهَذِي جُيُوشُ الرَّفْضِ فِيمَ صِيَامُهُ ... عَنِ النُّطْقِ؟ هَلَّا يَسْتَفِيقُ وَيَنْطِقُ!
وَلَكِنَّـهُ يُغْضِـي بِطَرْفٍ تَمَلُّقًا ... فَهَلْ سَوْفَ يُرْضِي القَوْمَ مِنْهُ التَّمَلُّقُ؟
وَفِي سَنَوَاتِ القَتْلِ أَيْنَ مَضَى الفَتَى؟! ... وَشَرٌّ عَظِيمٌ لِلْخَوَارِجِ مُحْدِقُ
تَسِيلُ دِمَاءُ المُسْلِمِينَ رَخِيصَةً ... وَأَجْسَادُهُمْ مِنْ دُونِ ذَنْبٍ تُمَزَّقُ
فَلَمْ نَسْمَعَنْ شَمْسَ الضَّلَالَةِ نَاصِحًا ... كَمَا هُوَ فِي سِلْمٍ لَهُمْ يَتَشَدَّقُ
وَلَكِنَّهُ فِي الرَّمْلِ خَبَّـأَ رَأْسَـهُ ... كَفَرْخِ نَعَامٍ جَاءَ مَا مِنْهُ يَفْرَقُ
وَكَانَ الدُّعَاةُ الصَّادِقُونَ بِوَقْتِهَا ... يَكَادُ يُبَحُّ الصَّوْتُ مِنْهُمْ وَيُخْنَقُ
وَأَكْبَادُهُمْ حَرَّى أَسًـى لِبِلَادِهِمْ ... وَدَمْعُ المَـآقِي كَالنَّدَى يَتَرَقْرَقُ
وَقَدْ كَانَ مِنْهُمْ شَيْخُنَا وَإِمَامُنَا ... وَحَبْـرُ البِلَادِ الكَوْكَبُ المُتَأَلِّقُ
جَهِلْتَ أَيَا شَمْسَ الضَّلَالَةِ قَدْرَهُ ... سَيُخْبِرُ غَرْبٌ إِنْ جَهِلْتَ وَمَشْرِقُ
بِأَنَّ أَبَا عَبْـدِ المُعِـزِّ لَعَالِـمٌ ... لَهُ نَسَبٌ فِي العِلْمِ مَاضٍ وَمُعْرِقُ
وَأَنْتَ وَمَا أَنْتَ؟ وَمَنْ أَنْتَ يَا فَتَى؟ ... فَدَعْ عَنْكَ فَرْكُوسًا، فَهَيْهَاتَ يُلْحَقُ
أَتَبْغِي سِبَاقَ الشَّيْخِ فِي العِلْمِ يَا فَتَى ... وَأَنْتَ أَخُو جَهْلٍ؟ إِذَنْ سَوْفَ تُسْبَقُ
وَتَطْعَنُ فِي الشَّيْخِ الجَلِيلِ وَتَفْتَرِي ... وَغَـرَّكَ أَنَّ الشَّيْخَ بِالنَّاسِ يَرْفُقُ
فَيُعْرِضُ حِلْـمًا عَنْ أَذَاكَ لِعِلْمِهِ ... بِأَنَّكَ يَا هَذَا سَفِيـهٌ وَأَحْمَقُ
هُوَ البَدْرُ عَالٍ فِي الدُّجَى مُتَجَاهِلًا ... ضَفَادِعَ فِي طِينٍ وَوَحْلٍ تُنَقْنِقُ
هُوَ النَّسْرُ فِي جَوِّ الفَضَاءِ مُحَلِّقُ ... بَعِيدًا عَنِ الغِرْبَانِ فِي الأَرْضِ تَنْعَقُ
فَإِنْ يَصْمُتِ الشَّيْخُ الجَلِيلُ تَرَفُّعًا ... وَحِفْظًا لِوَقْتٍ فِي المَعَالِي سَيُنْفَقُ
فَلَا بَأْسَ مِنِّـي بِالقَلِيلِ مُدَافِـعًا ... أَرُدُّ عَنِ الشَّيْخِ الجَلِيلِ فَأَصْدُقُ
رَمَيْتُكَ مِنْ شِعْرِي بِشُهْبٍ طَوَالِعٍ ... سَتَأْتِي عَلَى وَكْرِ الضَّلَالِ فَتُحْرِقُ
لِتَعْلَمَ أَنَّـا لَا نَهَابُـكَ يَا فَتَى ... وَأَنَّ سِهَامَ الحَـقِّ دَوْمًا سَتَرْشُقُ
أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ مِنْ فِتَـنٍ أَتَتْ ... أَرَى بَعْضَهَا تَتْـرَى لِبَعْضِ يُرَقِّقُ
إِلَهِي أَمِتْنِي سَالِكًا دَرْبَ أَحْمَدٍ ... وَصَحْبٍ كِرَامٍ فَوْزُهُمْ لَمُحَقَّقُ
فَإِنَّهُ مَنْ قَدْ مَاتَ يَقْفُـو سَبِيلَهُمْ ... وَإِنْ أَسْخَطَ الدُّنْيَا جَمِيعًا مُوَفَّقُ

كتبه:
أبو ميمونة منوّر عشيش -عفا الله عنه-[/




بارك الله فيك اخي الكريم على نقلك هذا

فارجو من حضرتكم ان تكتبوا لنا باختصار من يكون هذا شمس الدين فانا رايته مرة واحدة في التلفاز

و شكلرا مقدما

:regards01::regards01::regards01:
 
رد: رِسَالَةٌ شعرية مدوية إِلَى صَاحِبِ "جُذُورُ البَلَاءِ" المدعو شمس الدين بوروبي..

بسم الله الرّحمن الرّحيم

الحمد لله ربّ العالمين، والعاقبة للمتّقين، ولا عدوان إلّا على الظّالمين، وأصلّي وأسلّم على المبعوث بالحقّ المبين، وآله وصحبه والتّابعين، وبعد..

رِسَالَةٌ إِلَى صَاحِبِ "جُذُورُ البَلَاءِ"..

تَصَدَّرَ لِلتَّدْرِيسِ فِي النَّاسِ أَحْمَقُ ... يَقُولُ: أَلَا إِنِّي الإِمَامُ المُحَقِّقُ!
أَتَيْتُ بِعِلْمٍ يُسْتَنَـارُ بِـهِ وَقَدْ ... رَأَيْتُ ظَلَامَ الجَهْلِ يَفْشُو وَيُطْبِقُ!
هُوَ الشَّمْسُ، لَكِنْ لِلضَّلَالَةِ لَا الهُدَى ... فَحَاشَى لِشَمْسٍ بَعْدَ لَيْلٍ سَتُشْرِقُ
"جُذُورَ البَلَا" سَمَّى كِتَابَهُ زَاعِمًا ... بِأَنَّهُ عِلْمٌ بِالدَّلِيـلِ مُوَثَّقُ!
وَمَا ضَمَّ إِلَّا فِرْيَةً بَعْدَ أُخْتِهَا ... تُنَادِي عَلَيْهَا: أَنْ أَجِيبِي فَتَلْحَقُ
فَيَا حَبَّذَا هَذِي الجُذُورُ وَأَهْلُهَا ... سَتَنْمُو بِإِذْنِ اللهِ يَوْمًا وَتُورِقُ
وَيَا لَيْتَنِي قَدْ كُنْتُ فِيهَا وُرَيْقَةً ... عَلَى فَنَنٍ لِلْحَقِّ يَعْلُو وَيَسْمُقُ
يُوَزِّعُ هَذَا السِّفْرَ فِي النَّاسِ جَاهِدًا ... وَحَقُّهُ تَنُّـورٌ بِنَارِهِ يُحْرَقُ
يُحَارِبُ فِيهِ الحَقَّ، يَزْعُـمُ أَنَّهُ ... عَقَائِدُ أَحْبَـارِ اليَهُودِ تُنَمَّقُ!
وَإِنَّهُ دَجَّـالٌ وَيَعْلَـمُ أَنَّـهُ ... أَخُو دَجَلٍ -وَاللهِ- ذَاكَ الفُوَيْسِقُ
يُشَكِّكُ فِي جَمْعِ البُخَارِي وَضَبْطِهِ! ... وَمَنْ مِثْلُهُ فِي النَّاسِ قِدْمًا يُدَقِّقُ؟!
يُرِيدُ تَقِيَّ الدِّينِ يَبْغِـي نِزَالَـهُ! ... هُوَ البَحْرُ يَا هَذَا تَمَهَّلْ سَتَغْرَقُ
وَيَدْفَعُ عَنْ أَهْلِ التَّصَوُّفِ وُسْعَهُ! ... وَلَا عَجَبًـا فَالقَلْبُ ثَمَّ مُعَلَّقُ
فَيُثْنِي عَلَى رَأْسِ الحُلُولِ وَثُلَّـةٍ ... غَلَوْا فِي خِلَافِ الشَّرْعِ حَتَّى تَزَنْدَقُوا
وَلَكِنْ هُمَا القَيْدَانِ جَهْلٌ كَذَا هَوًى ... فَأَنَّى مِنَ القَيْدَيْنِ يَنْجُو وَيُطْلَقُ
أَلَمْ يُبْصِرَنْ أَعْدَاءَ صَحْبِ نَبِيِّنَا؟ ... أَتَوْنَـا غُزَاةً كَالسُّيُـولِ تَدَفَّقُ
فَهَذِي جُيُوشُ الرَّفْضِ فِيمَ صِيَامُهُ ... عَنِ النُّطْقِ؟ هَلَّا يَسْتَفِيقُ وَيَنْطِقُ!
وَلَكِنَّـهُ يُغْضِـي بِطَرْفٍ تَمَلُّقًا ... فَهَلْ سَوْفَ يُرْضِي القَوْمَ مِنْهُ التَّمَلُّقُ؟
وَفِي سَنَوَاتِ القَتْلِ أَيْنَ مَضَى الفَتَى؟! ... وَشَرٌّ عَظِيمٌ لِلْخَوَارِجِ مُحْدِقُ
تَسِيلُ دِمَاءُ المُسْلِمِينَ رَخِيصَةً ... وَأَجْسَادُهُمْ مِنْ دُونِ ذَنْبٍ تُمَزَّقُ
فَلَمْ نَسْمَعَنْ شَمْسَ الضَّلَالَةِ نَاصِحًا ... كَمَا هُوَ فِي سِلْمٍ لَهُمْ يَتَشَدَّقُ
وَلَكِنَّهُ فِي الرَّمْلِ خَبَّـأَ رَأْسَـهُ ... كَفَرْخِ نَعَامٍ جَاءَ مَا مِنْهُ يَفْرَقُ
وَكَانَ الدُّعَاةُ الصَّادِقُونَ بِوَقْتِهَا ... يَكَادُ يُبَحُّ الصَّوْتُ مِنْهُمْ وَيُخْنَقُ
وَأَكْبَادُهُمْ حَرَّى أَسًـى لِبِلَادِهِمْ ... وَدَمْعُ المَـآقِي كَالنَّدَى يَتَرَقْرَقُ
وَقَدْ كَانَ مِنْهُمْ شَيْخُنَا وَإِمَامُنَا ... وَحَبْـرُ البِلَادِ الكَوْكَبُ المُتَأَلِّقُ
جَهِلْتَ أَيَا شَمْسَ الضَّلَالَةِ قَدْرَهُ ... سَيُخْبِرُ غَرْبٌ إِنْ جَهِلْتَ وَمَشْرِقُ
بِأَنَّ أَبَا عَبْـدِ المُعِـزِّ لَعَالِـمٌ ... لَهُ نَسَبٌ فِي العِلْمِ مَاضٍ وَمُعْرِقُ
وَأَنْتَ وَمَا أَنْتَ؟ وَمَنْ أَنْتَ يَا فَتَى؟ ... فَدَعْ عَنْكَ فَرْكُوسًا، فَهَيْهَاتَ يُلْحَقُ
أَتَبْغِي سِبَاقَ الشَّيْخِ فِي العِلْمِ يَا فَتَى ... وَأَنْتَ أَخُو جَهْلٍ؟ إِذَنْ سَوْفَ تُسْبَقُ
وَتَطْعَنُ فِي الشَّيْخِ الجَلِيلِ وَتَفْتَرِي ... وَغَـرَّكَ أَنَّ الشَّيْخَ بِالنَّاسِ يَرْفُقُ
فَيُعْرِضُ حِلْـمًا عَنْ أَذَاكَ لِعِلْمِهِ ... بِأَنَّكَ يَا هَذَا سَفِيـهٌ وَأَحْمَقُ
هُوَ البَدْرُ عَالٍ فِي الدُّجَى مُتَجَاهِلًا ... ضَفَادِعَ فِي طِينٍ وَوَحْلٍ تُنَقْنِقُ
هُوَ النَّسْرُ فِي جَوِّ الفَضَاءِ مُحَلِّقُ ... بَعِيدًا عَنِ الغِرْبَانِ فِي الأَرْضِ تَنْعَقُ
فَإِنْ يَصْمُتِ الشَّيْخُ الجَلِيلُ تَرَفُّعًا ... وَحِفْظًا لِوَقْتٍ فِي المَعَالِي سَيُنْفَقُ
فَلَا بَأْسَ مِنِّـي بِالقَلِيلِ مُدَافِـعًا ... أَرُدُّ عَنِ الشَّيْخِ الجَلِيلِ فَأَصْدُقُ
رَمَيْتُكَ مِنْ شِعْرِي بِشُهْبٍ طَوَالِعٍ ... سَتَأْتِي عَلَى وَكْرِ الضَّلَالِ فَتُحْرِقُ
لِتَعْلَمَ أَنَّـا لَا نَهَابُـكَ يَا فَتَى ... وَأَنَّ سِهَامَ الحَـقِّ دَوْمًا سَتَرْشُقُ
أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ مِنْ فِتَـنٍ أَتَتْ ... أَرَى بَعْضَهَا تَتْـرَى لِبَعْضِ يُرَقِّقُ
إِلَهِي أَمِتْنِي سَالِكًا دَرْبَ أَحْمَدٍ ... وَصَحْبٍ كِرَامٍ فَوْزُهُمْ لَمُحَقَّقُ
فَإِنَّهُ مَنْ قَدْ مَاتَ يَقْفُـو سَبِيلَهُمْ ... وَإِنْ أَسْخَطَ الدُّنْيَا جَمِيعًا مُوَفَّقُ

كتبه:
أبو ميمونة منوّر عشيش -عفا الله عنه-[/




بارك الله فيك اخي الكريم على نقلك هذا

فارجو من حضرتكم ان تكتبوا لنا باختصار من يكون هذا شمس الدين فانا رايته مرة واحدة في التلفاز

و شكلرا مقدما

:regards01::regards01::regards01:

و فيك بارك الله .
شمس الدين رجل متصوف غارق في الضلال همته التثليب على الأئمة و العلماء من المتقدمين من أمثال شيخ الاسلام إبن تيمية و من المتأخرين من أمثال الشيخ فركوس و إخوانه و أئمته، يكذب و يدجل و يلبس و يحسب نفسه على شيئ و هو رأس في الفساد العقدي المنهجي، ينتصر لعقيدة أهل التأويل من الأشاعرة و يقر شرك القبور و يحبب الناس في أئمة الصوفية ممن علم فسادهم و فساد معتقداتهم.
 
رد: رِسَالَةٌ شعرية مدوية إِلَى صَاحِبِ "جُذُورُ البَلَاءِ" المدعو شمس الدين بوروبي..

بارك الله فيك

تحياتي
 
رد: رِسَالَةٌ شعرية مدوية إِلَى صَاحِبِ "جُذُورُ البَلَاءِ" المدعو شمس الدين بوروبي..

و فيك بارك الله.
 
رد: رِسَالَةٌ شعرية مدوية إِلَى صَاحِبِ "جُذُورُ البَلَاءِ" المدعو شمس الدين بوروبي..

السلام عليكم
يا سيدي ابا ليث
عندي راي برك اذا تسمحلي
.......
انا نظن ...و ربما راني غالط
من الاحسن دير حملة باه تدعيلو بالهداية اذا كان ضال
مش بالقصيدة هذي
و
السلام عليكم
مجرد راي ...و نرحب بالنقد البناء

 
رد: رِسَالَةٌ شعرية مدوية إِلَى صَاحِبِ "جُذُورُ البَلَاءِ" المدعو شمس الدين بوروبي..

ارجوا من الإخوة عدم الرد لأعضاء هداهم الله الذين يريدون الجدال المذموم شرعا

بخصوص موضوع جزاك الله خيرا وأماتك الله على السنه

وللعلامة الإبراهيمي كلام جميل عن المذاهب الكلامية والتصوف وأثرهما في تفريق المسلمين ويبين فيه سبب عدم اشتغال العامة بهذه المذاهب العقلية، قال رحمه الله: «وأمّا المذاهب الكلامية فلم يكن أثرها بالقليل في تفرّق المسلمين وتمزّق شملهم، ولكنّها لمّا كان موضوعها البحث في وجود الله وإثبات صفاته وما يجب له من كمال وما يستحيل عليه من نقص – كل ذلك من طريق العقل – كانت دائرتها محدودة وكان التعمّق فيها من شأن الخواص، وقعد بالعامّة عن الدخول في معتركها وإحساسها بالتقصير في أدواته من جدل وعقليات يحتاج إليها في مقامات المناظرة والحجاج، فليس عِلم الكلام كعِلم التّصوف مطية ذلولاً يندفع لركوبها العاجز والحازم.
 
رد: رِسَالَةٌ شعرية مدوية إِلَى صَاحِبِ "جُذُورُ البَلَاءِ" المدعو شمس الدين بوروبي..

ارجوا من الإخوة عدم الرد لأعضاء هداهم الله الذين يريدون الجدال المذموم شرعا

اللهم اهدنا صراطك المستقيم
قال الله تعالى : * فلا تزكوا انفسكم هو اعلم بمن اتقى *
و
لن اكثر معك الحديث
و
السلام



 
رد: رِسَالَةٌ شعرية مدوية إِلَى صَاحِبِ "جُذُورُ البَلَاءِ" المدعو شمس الدين بوروبي..

السلام عليكم
يا سيدي ابا ليث
عندي راي برك اذا تسمحلي
.......
انا نظن ...و ربما راني غالط
من الاحسن دير حملة باه تدعيلو بالهداية اذا كان ضال
مش بالقصيدة هذي
و
السلام عليكم
مجرد راي ...و نرحب بالنقد البناء

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله [المجموع 28/ 231]: ((ومثل أئمة البدع من أهل المقالات المخالفة للكتاب والسنة أو العبادات المخالفة للكتاب والسنة، فإنَّ بيان حالهم وتحذير الأمة منهم واجب باتفاق المسلمين، حتى قيل لأحمد بن حنبل: الرجل يصوم ويصلي ويعتكف أحبُّ إليك أو يتكلم في أهل البدع؟! فقال: إذا قام وصلى واعتكف فإنما هو لنفسه، وإذا تكلَّم في أهل البدع فإنما هو للمسلمين؛ هذا أفضل)).
 
رد: رِسَالَةٌ شعرية مدوية إِلَى صَاحِبِ "جُذُورُ البَلَاءِ" المدعو شمس الدين بوروبي..

ارجوا من الإخوة عدم الرد لأعضاء هداهم الله الذين يريدون الجدال المذموم شرعا

بخصوص موضوع جزاك الله خيرا وأماتك الله على السنه

وللعلامة الإبراهيمي كلام جميل عن المذاهب الكلامية والتصوف وأثرهما في تفريق المسلمين ويبين فيه سبب عدم اشتغال العامة بهذه المذاهب العقلية، قال رحمه الله: «وأمّا المذاهب الكلامية فلم يكن أثرها بالقليل في تفرّق المسلمين وتمزّق شملهم، ولكنّها لمّا كان موضوعها البحث في وجود الله وإثبات صفاته وما يجب له من كمال وما يستحيل عليه من نقص – كل ذلك من طريق العقل – كانت دائرتها محدودة وكان التعمّق فيها من شأن الخواص، وقعد بالعامّة عن الدخول في معتركها وإحساسها بالتقصير في أدواته من جدل وعقليات يحتاج إليها في مقامات المناظرة والحجاج، فليس عِلم الكلام كعِلم التّصوف مطية ذلولاً يندفع لركوبها العاجز والحازم.
أحسن الله أليك أخي، نسأل الله أن يحينا ما حيينا على السنة و أن يمتنا عليها.
و هذه نفيسة من نفائس شيخنا محمد علي فركوس أحببت أن أثبتها هنا.

في الجدل وأنواعه وأحكامه

السؤال:
ما هو حكمُ الجدالِ في الشّرعِ، وهل يُعتبر مِنَ الخصوماتِ؟ وجزاكم اللهُ خيرًا.
الجواب:
الحمد لله رب العالمين، والصّلاة والسّلام على من أرسله الله رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدّين، أمّا بعد:
فالجدلُ هو إظهارُ المتنازعَيْنِ مقتضى نظرتِهما على التّدافعِ والتّنافي بالعبارةِ أو ما يقوم مقامَهما مِنَ الإشارةِ والدّلالةِ، ومعنى ذلك أنّ كلاًّ مِنَ الخصمين يريد أن يكشفَ لصاحبِه صحّةَ كلامِه وحِفْظَ مقالِه، بإحكامِه وتقويةِ حجّتِه وهدمِ مقالِ خصمِه.
والجدلُ بهذا الاعتبارِ قد يكون مأمورًا به شرعًا، وقد يكون منهيًّا عنه، لذلك يتنوّع الجدلُ إلى: محمودٍ ومذمومٍ.
فأمّا الجدلُ المحمودُ فهو: ما يحتاج إليه الدّاعي مع الخصمِ مِنِ استعمالِ المعارضةِ والمناقضةِ؛ قصْدَ بيانِ غرضِه الصّحيحِ وأنّه مُحِقٌّ مِن جهةٍ، وإظهارِ فسادِ غرضِ خصمِه وأنّه مُبْطِلٌ مِن جهةٍ أخرى، وذلك بالحجّةِ والبرهانِ مع تفنيدِ شبهةِ الخصمِ وتهوينِ تعلُّقِه بها.
والجدلُ المحمودُ لا يخرج عن حيّزِ الوجوبِ أو النّدبِ، قال ابنُ تيميّةَ -رحمه الله-: «وأمّا جنسُ المناظرةِ بالحقِّ؛ فقد تكون واجبةً تارةً ومستحبَّةً تارةً أخرى»(١).
وقد بوّب ابنُ عبدِ البرّ -رحمه الله- لجنسِ الجدلِ المحمودِ في «جامع بيانِ العلمِ وفضلِه» بابًا بعنوانِ: «إثباتُ المناظرةِ والمجادلةِ وإقامةِ الحجّةِ»(٢)، وذكر فيه جملةً مِنَ الأدلّةِ المفيدةِ لترجمةِ بابِه مِنَ القرآنِ والسّنّةِ، وأحوالِ الأنبياءِ مع أممِهم، ومجادلاتِ الصّحابةِ فيما بينهم، أو فيما بينهم وبين غيرِهم مِن أهلِ المللِ وأهلِ البدعِ، وكذا مناظراتِ العلماءِ بعد الصّحابةِ رضي اللهُ عنهم.
ويمكن ذكرُ بعضِ الأدلّةِ الشّرعيّةِ على هذا النّوعِ مِنَ الجدلِ، منها:
- قولُه تعالى: ﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾ [النحل: ١٢٥].
- وقولُه تعالى: ﴿وَلاَ تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾ [العنكبوت: ٤٦].
ولمّا كان الجدلُ مظِنَّةَ اللَّدَدِ في الخصومةِ أَمَرَ اللهُ المؤمنين بالإحسانِ فيه.
- مجادلةُ نوحٍ عليه السّلامُ لقومِه بالحقِّ حتّى استعجلوا العذابَ حين لم تَبْقَ لهم شبهةٌ يتعلّقون بها، قال تعالى حكايةً عن قومِ نوحٍ: ﴿قَالُوا يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ﴾ [هود: ٣٢].
- وكذلك مجادلةُ إبراهيمَ عليه السّلامُ في مواقِفَ متعدِّدةٍ منها: مجادلتُه للملكِ الجائرِ الذي لَحِقَه البَهْتُ عند أخذِ الحجّةِ عليه، قال تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾ [البقرة: ٢٥٨].
- وقولُه صلّى اللهُ عليه وآلِه وسلّم: «جَاهِدُوا المُشْرِكِينَ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَأَلْسِنَتِكُمْ»(٣)، والجهادُ باللّسانِ يكون بإقامةِ الحجّةِ على أهلِ الباطلِ ودحضِ شُبَهِهم ودُعائِهم إلى اللهِ تعالى، قال ابنُ حزمٍ -رحمه اللهُ-: «وفيه الأمرُ بالمناظرةِ وإيجابُها كإيجابِ الجهادِ والنّفقةِ في سبيلِ اللهِ»(٤).
أمّا الجدلُ المذمومُ فهو على نوعين:
الأوّلُ: جدلُ الكفّارِ: وهو ما كان على غيرِ هدًى، أو كان لدحْضِ الحقِّ، أو مفرَّغًا مِنَ العلمِ والحجّةِ، أو كان لتثبيتِ باطلٍ والدّعوةِ إليه ونصرةِ أهلِه والمنافحةِ عنهم ويدلّ على هذا المعنى مِنَ الجدلِ المنهيِّ عنه جملةٌ مِنَ الأدلّةِ القرآنيّةِ منها:
- قولُه تعالى: ﴿مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللهِ إِلاَّ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾ [غافر: ٤].
- وقولُه تعالى: ﴿وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ﴾ [غافر: ٥].
- وقولُه تعالى: ﴿الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللهِ وَعِنْدَ الَّذِينَ آمَنُوا﴾ [غافر: ٣٥].
- وقولُه تعالى: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلاَ هُدًى وَلاَ كِتَابٍ مُنِيرٍ﴾ [الحجّ: ٨، لقمان: ٢٠].
- وقولُه تعالى: ﴿أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاءٍ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا نَزَّلَ اللهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ﴾ [الأعراف: ٧١].
الثّاني: جدلُ المسلمين: وهو القائمُ على طريقةِ أهلِ الأهواءِ والبِدَعِ، والذي يكون سببًا في التّحوّلِ والانتقالِ مِنَ الإيمانِ إلى الكفرِ، ومِنَ الهدى إلى الضّلالِ، ومِنَ السّنّةِ إلى البدعةِ، قال عمرُ بنُ عبدِ العزيزِ -رحمه اللهُ-: «مَنْ جَعَلَ دِينَهُ غَرَضًا لِلْخُصُومَاتِ أَكْثَرَ التَّنَقُّلَ»(٥)، ومِنْ جدلِ المسلمين المذمومِ ما كان على وجهِ معارضةِ الآياتِ المتشابِهاتِ ابتغاءَ الفتنةِ وابتغاءَ تأويلِها على غيرِ مقصودِ الشّارعِ ومرادِه، أو تضمّن الجدلُ تكذيبًا للآثارِ، أو مكابَرةً لنصوصِ التّشريعِ، أو معارضةً للإجماعِ بنقضِ عقدتِه، أو مغالطةً في القياسِ أو في مقدّماتِه، أو ما كان الجدلُ قائمًا على المماراةِ والخصومةِ المؤديّةِ إلى تشتيتِ الألفةِ وتصديعِ أواصرِ المحبّةِ، أو إدخالِ الشّكوكِ في الثّوابتِ وتوليدِ الشّحناءِ في النّفوسِ بتسفيهِ الكبارِ والانتقاصِ مِن أهلِ الدّينِ والملّةِ ببترِ أقوالِهم وحملِ كلامِهم على غيرِ مرادِهم بمختلفِ الأغاليطِ وأساليبِ التّنقيرِ والتّحقيرِ والتّنفيرِ، أو إثارةِ العصبيّةِ والفُرْقةِ بين المسلمين، الأمرُ الذي قد يصل إلى حدِّ التّكفيرِ والاقتتالِ. وهذا كلُّه مذمومٌ مهما كان تبريرُ مقاصدِ المتخاصمَيْنِ، ويدلّ عليه قولُه تعالى: ﴿كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ. يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَمَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنْظُرُونَ﴾ [الأنفال: ٥-٦]، وقولُه تعالى: ﴿الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ﴾ [البقرة: ١٩٧]، وحديثُ عائشةَ رضي الله عنها قالتْ: «تَلاَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذِهِ الآيَةَ: ﴿هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ﴾ إِلَى قَوْلِهِ: ﴿وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُولُو الأَلْبَابِ﴾ [آل عمران: ٧]، فقال: يَا عَائِشَةُ، إِذَا رَأَيْتُمُ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِيهِ فَهُمُ الَّذِينَ عَنَاهُمُ اللهُ فَاحْذَرُوهُمْ»(٦)، وقولُه صلّى اللهُ عليه وآلِه وسلّم: «مَا ضَلَّ قَوْمٌ بَعْدَ هُدًى كَانُوا عَلَيْهِ إِلاَّ أُوتُوا الجَدَلَ ثُمَّ قَرَأَ: ﴿مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلاَّ جَدَلاً بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ﴾ [الزّخرف: ٥٨]»(٧)، وقولُه صلّى اللهُ عليه وآلِه وسلّم: «أَبْغَضُ الرِّجَالِ إِلَى اللهِ الأَلَدُّ الخَصِمُ»(٨) أي: «أنّ مَن يُكثر المخاصمةَ يقع في الكذبِ كثيرًا»(٩).
هذا، وقد نهى السّلفُ وأئمّةُ الهدى عنِ الجدلِ المذمومِ والمراءِ في الدّينِ ومناظرةِ المسلمين على طريقةِ أهلِ الأهواءِ والبِدَعِ، قال الآجرّيُّ -رحمه الله- بعد أن ذكر طائفةً مِنَ الأدلّةِ في النّهيِ عنِ الجدلِ ما نصُّه: «لمّا سمع هذا أهلُ العلمِ مِنَ التّابعين ومَن بعدهم مِن أئمّةِ المسلمين لم يُماروا في الدّينِ ولم يجادلوا، وحذّروا المسلمين المراءَ والجدالَ، وأمروهم بالأخذِ بالسّننِ وبما كان عليه الصّحابةُ رضي الله عنهم، وهذا طريقُ أهلِ الحقِّ ممّن وفّقه اللهُ تعالى»(١٠).
والعلم عند الله تعالى، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين وسلم تسليما.
الجزائر في: ٠٢ من المحرَّم ١٤٣٢ﻫ
الموافق ﻟ: ٠٨ ديسمـبر ٢٠١٠م


(١) «درء تعارض العقل والنّقل» لابن تيميّة (٧/ ١٧٤).

(٢) «جامع بيان العلم وفضله» لابن عبد البرّ (٢/ ٩٩).

(٣) أخرجه أبو داود في «الجهاد»، باب كراهية ترك الغزو (٢٥٠٤)، وأحمد في «مسنده» (٣/ ١٢٤)، من حديث أنس رضي الله عنه، وصحّحه الألبانيّ في «صحيح الجامع» (٣٠٩٠).

(٤) «الإحكام في أصول الأحكام» لابن حزم (١/ ٣٠).

(٥) أخرجه الدّارميّ في «سننه» (١/ ٩١)، باب من قال: العلم الخشية وتقوى الله، والآجرّيّ في «الشّريعة» (٦٤).

(٦) أخرجه بهذا اللّفظ: ابن ماجه (٤٧) باب اجتناب البدع والجدل، وأخرجه البخاريّ (٤٥٤٧)، ومسلم (٢٦٦٥) بلفظ: «فَإِذَا رَأَيْت الذِينَ يَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ فَأُولَئِكَ الذِينَ سَمَّى الله فَاحْذَرُوهُمْ».

(٧) أخرجه التّرمذيّ في «تفسير القرآن» (٣٢٥٣) باب ومن سورة الزّخرف،وأحمد في «مسنده» (٥/ ٢٥٢)، من حديث أبي أمامة رضي الله عنه، وحسّنه الألبانيّ في «صحيح الجامع» (٥٦٣٣).

(٨) أخرجه البخاريّ في «تفسير القرآن» باب ﴿وَهُوَ أَلَدُّ الخصَامِ﴾ (٢/ ٤٦٧)، ومسلم في «العلم» (٢/ ١٢٣٠) رقم (٢٦٦٨)، من حديث عائشة رضي الله عنها.

(٩) «فتح الباري» لابن حجر (١٣/ ١٨١).

(١٠) «الشّريعة» للآجرّيّ (٥٨).
 
رد: رِسَالَةٌ شعرية مدوية إِلَى صَاحِبِ "جُذُورُ البَلَاءِ" المدعو شمس الدين بوروبي..

لا حول و لا قوة الا بالله
لله در الامة فكل يغني ليلاه حتى ضاعت البلاد و العباد
 
رد: رِسَالَةٌ شعرية مدوية إِلَى صَاحِبِ "جُذُورُ البَلَاءِ" المدعو شمس الدين بوروبي..

لا حول و لا قوة الا بالله
لله در الامة فكل يغني ليلاه حتى ضاعت البلاد و العباد
الله يهدي العباد.... و يصلح البلاد
قولوا ..آمين
 
رد: رِسَالَةٌ شعرية مدوية إِلَى صَاحِبِ "جُذُورُ البَلَاءِ" المدعو شمس الدين بوروبي..

الله يهدي العباد.... و يصلح البلاد
قولوا ..آمين
اللهم آمين
 
رد: رِسَالَةٌ شعرية مدوية إِلَى صَاحِبِ "جُذُورُ البَلَاءِ" المدعو شمس الدين بوروبي..

اللهم ارنا الحق حقا و ارزقنا اتباعه
و ارنا الباطل باطلا و ارزقنا اجتنابه
قولو آمين
آمين
 
رد: رِسَالَةٌ شعرية مدوية إِلَى صَاحِبِ "جُذُورُ البَلَاءِ" المدعو شمس الدين بوروبي..

اللهم أاامين.
 
رد: رِسَالَةٌ شعرية مدوية إِلَى صَاحِبِ "جُذُورُ البَلَاءِ" المدعو شمس الدين بوروبي..

اللهم أمين اللهم إهدنا الى صراط المستقيم
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top