- إنضم
- 9 سبتمبر 2008
- المشاركات
- 3,579
- نقاط التفاعل
- 580
- النقاط
- 171
*طول الامل‼*
*يُقسي القلب*
*وينسي الاخرة*
⤵⤵ ⤵⤵
*فلقد ذم الله أقوامًا طالت آمالهم فألهتهم عن العمل للدار الآخرة‼*
ففاجأهم الأجل وهم غافلون‼
فهم يتمنون أن لو مُدَّ لهم فيه ليستدركوا ما فات؛ ولكن هيهات هيهات.
قال الله تعالى:
{رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ * ذَرْهُمْ يَاكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ}
[الحجر: 2 - 3].
✍
وطول الأمل هو الاستمرار في الحرص على الدنيا ومداومة الانكباب عليها، مع كثرة الإِعراض عن الآخرة
⬅ولقد أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - أن كثيرًا من الناس طالت آمالهم حتى جاوزت آجالهم.
فعن بريدة - رضي الله عنه - قال:
*خَطَّ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - خُطُوطًا*
فَقَالَ:
*هَذَا الأَمَلُ، وَهَذَا أَجَلُهُ، فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ جَاءَهُ الْخَطُّ الأَقْرَبُ*
صحيح البخاري
برقم (6418
✏يعني الأجل.
⬅وإن من عجيب أمر ابن آدم أنه كلما اقترب من أجله طال أمله، وزادت رغبته في الدنيا وحرصه عليها، ولا يسلم من هذا إلا من سلمه الله، وهم قليل.
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:
*«لاَ يَزَالُ قَلْبُ الْكَبِيرِ شَابًّا فِي اثْنَتَيْنِ: فِي حُبِّ الدُّنْيَا، وَطُولِ الأَمَلِ»*
صحيح البخاري برقم (6420)
قال ابن الجوزي:
الأمل مذموم للناس إلاَّ للعلماء فلولا أملهم لما صنفوا ولا ألَّفوا..
وقال ابن حجر:
وفي الأمل سر لطيف؛ لأنه لولا الأمل ما تهنى أحد بعيش، ولا طابت نفسه أن يشرع في عمل من أعمال الدنيا، وإنما المذموم منه الاسترسال فيه، وعدم الاستعداد لأمر الآخرة، فمن سلم من ذلك لم يكلف بإزالته
فتح الباري (11/ 237)
فالعاقل من لم يغرَّه طول الأمل، ولم يُنسِه ما هو فيه من النعيم ما وعد الله به كل حي،
قال تعالى:
{كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ المَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الغُرُورِ}
[آل عمران: 185].
روى البخاري في صحيحه من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: أَخَذَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - بِمَنْكِبِي فَقَالَ: *«كُنْ فِي الدُّنيا كأَنَّكَ غَريبٌ، أو عَابِرُ سَبيلٍ»*.
«وكَانَ ابْنُ عُمَر يَقُوْلُ: *إِذَا أَصْبَحْتَ فَلاَ تَنْتَظِرِ الْمَسَاءَ، وَإِذَا أَمْسَيْتَ فَلاَ تَنْتَظِرِ الصَّبَاح، وَخُذْ مِنْ صِحَّتِكَ لِمَرَضِكَ، وَمِنْ حَيَاتِكَ لِمَوْتِكَ»*
البخاري برقم (6146)
▪زاد الترمذي:
*«وَعُدَّ نَفْسَكَ مِن أَهْلِ الْقُبُورِ»*
وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي (2/ 272) برقم (1902).
قال ابن رجب:
*وهذا الحديث أصل عظيم في قصر الأمل، وأنه لا ينبغي للمؤمن أن يتخذ هذه الدنيا وطنًا ومسكنًا، وإنما يكون حاله فيها كأنه على جناح سفر يهيئ جهازه للرحيل*
جامع العلوم والحكم (ص377)
⬅ودخل رجل على أبي ذر فجعل
*يقلب بصره في بيته* فقال:
*يا أبا ذر‼ أين متاعكم⁉*
فقال: *إن لنا بيتًا نتوجه إليه*
فقال: إنه لابد لك من متاع ما دمت ها هنا،
*قال: إن صاحب البيت لا يدعنا فيه*
جامع العلوم والحكم (ص773).
↩فعلى العاقل أن يغتنم أيام حياته، فما يدريه لعله لم يبق له منها إلا يسير.
وكما قيل:
تَأَهَّبْ لِلَّذِي لابد مِنْهُ ** فَإِنَّ الْمَوْتَ مِيعَادُ الْعِبَادِ
يَسُرَّكَ أَنْ تَكُونَ رَفِيقَ قَوْمٍ ** لَهُمْ زَادٌ وَأَنْتَ بِغَيْرِ زَاد
قال ابن القيم رحمه الله:
«ما مضى من الدنيا أحلام، وما بقي منها أماني، والوقت ضائع بينهما»
نضرة النعيم (10/ 4865).
قال بعض السلف:
من طال أمله ساء عمله
↩ وذلك أن طول الأمل يحمل الإنسان على الحرص على الدنيا والتشمير لها لعمارتها وطلبها حتى يقطع وقته ليله ونهاره في التفكير في جمعها وإصلاحها والسعي لها مرة بقلبه ومرة بالعمل فيصير قلبه وجسمه مستغرقين في طلبها.
وحينئذ ينسى نفسه والسعي لها بما يعود إلى صلاحها وكان ينبغي له المبادرة والاجتهاد والتشمير في طلبه الآخرة التي هي دار الإقامة والبقاء
وأما الدنيا فهي دار الزوال والانتقال وعن قريب يرتحل منها إلى الآخرة ويخلف الدنيا وراء
⬅ فطول الأمل يتولد منه
▪الكسل عن الطاعة،
▪والتسويف بالتوبة،
▪ والرغبة في الدنيا،
▪والنسيان للآخرة،
▪ والقسوة في القلب،
↙ لأن رقته وصفاءه إنما يقع بتذكر الموت والقبر والثواب والعقاب وأهوال يوم القيامة،
كما
قال تعالى:
{فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ}
[الحديد: 16].
ولذلك يقول علي - رضي الله عنه -: *«إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمُ: اتِّبَاعُ الْهَوَى، وَطُولُ الأَمَلِ، أَمَّا اتِّبَاعُ الْهَوَى فَأَنَّهُ يَصُدُّ