بسم الله الرحمن الرحيم
في جواب بإذن الله واف و كاف لطالب الحق و لمن لا يدري و شاف لكل غافل او حيران او متخبط
من فضيلة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله ونفع به عن سؤال وجه اليه مفاده :
هل القاعدة التي تقول: "الجرح المفسر مقدم على التعديل المبهم" مجمع عليها عند علماء الجرح والتعديل وهل يمكن تطبيقها على الجماعات الإسلامية، حيث أن بعض أهل العلم عدلوا هذه الجماعات وبعضهم جرحوها فهل نقدم المجرح على المعدل لأنه عنده زيادة علم.
حيث أجاب الشيخ حفظه الله بما يلي :
نعم، هذا المنهج قائم ومستمر إلى يوم القيامة إن شاء الله، لأنه منهج إسلامي صحيح تقوم عليه حياة المسلمين، ويقوم عليها دينهم، ويحمى بها دينهم، وتحمى بها أعراضهم، وتحمى بها أموالهم، هذا منهج عظيم في الإسلام، لا يحط من شأنه إلا إنسان منحرف، فاسد التصور والتفكير، فنعم، هذا المنهج الآن ماش في الجماعات، وقد يزكي الرجل -وهو فاضل- بناء على الظاهر ولا يعرف حقيقة ما عليه هذا القوم، فيأتي إنسان يدرس كتبهم ويدرس واقعهم فيجد أن هذا الذي زكاهم قد وقع في خطأ من حيث لا يدري، فزكاهم بناء على الظاهر، هذا شيء حصل للأئمة الكبار، فكم من إنسان [عدّله] الإمام أحمد فقال تلاميذه الذين لا يصلون إلى شيء من فضله، عرفوا ما عند هؤلاء وما فيهم من قدح وما فيهم من جرح فأسقطوهم وإن كان قد زكاهم أحمد رحمه الله، وزكى الشافعي أناسا وجرحهم آخرون، وقُدِّم جرح هؤلاء -المفسر القائم على معرفة الحقيقة- على أقوال الأئمة الذين زكوا بناء على ما ظهر لهم.
فاليوم يعني قد يأتي إنسان يدعي أنه طلب العلم ويتظاهر بالدين والنسك والأخلاق الطيبة ويجلس ويمكث أيام فتبني على الظاهر، أنا والله زكيت أناسا في هذا العام، والله لازموني وما شاء الله تنسك وكذا وكذا وكذا...، ثم ظهر لي جرحهم، أنا إذا صلى معي وزكى وذكر الله وسافر معي وإلخ، أشهد بما رأيت، ولا أزكي على الله أحدا، لكن يأتي إنسان آخر عرفه أكثر مني، وأكتشف عليه أخطاء واكتشف عليه أشياء تقدح في عدالته، فيجرحه بعلم ويبرهن على جرحه بالأدلة ويفسر جرحه، فيقَدَّم جرحه على تعديلي، وأنا استسلمت، قدم الأدلة على جرح هذا الإنسان، خلاص الحق معه.
فجماعة يعني جاءوا عند عالم من العلماء وقالوا والله نحن من أهل السنة، وندعوا إلى التوحيد ونحارب الشرك ونحارب القبورية وكذا وكذا، ورأيت فيهم الصلاح كتبت لهم إلى من يعاونهم فإنهم يدعون إلى كتاب الله وسنة الرسول، ثم راح ناس معهم خالطوهم عاشروهم -من طلاب العلم- فوجدوا أن الحقيقة تختلف تماما، وأن هؤلاء أهل بدع وأنهم صوفية وأنهم خرافيون، وقدم الأدلة على ما يقول فيُصَدَّق ويُقَدَّم على تعديلي أو تعديل هذا العالم، هذه قاعدة مضطردة مستمرة -إن شاء الله- في الأفراد وفي الجماعات إلى يوم القيامة.
[شريط بعنوان:أسئلة في المنهج]
- من الموقع الرسمي للشيخ ربيع المدخلي حفظه الله -