بسم الله الرحمن الرحيم
توضيح المقاصد وتصحيح القواعد في شرح قصيدة الإمام ابن القيم
لأوليائه المتمسكين بالكتاب والسنةتوضيح المقاصد وتصحيح القواعد في شرح قصيدة الإمام ابن القيم
فصل
في صفة الجنة لتي أعدها الله ذو الفضل والمنة
فاسمع إذا أوصافها وصفاتها***تيك المنازل ربة الإحسان
هي جنة طابت وطاب نعيمها***فنعيمها باق وليس بفان
دار السلام وجنة المأوى ومنـ***ـزل عسكر الايمان والقرآن
فالدار دار سلامة وخطابهم*** فيها سلام واسم ذي الغفران
فصل
في عدد درجات الجنة وما بين كل درجتين
درجاتها مائة وما بين اثنتيـ***ـن فذاك في التحقيق للحسبان
مثل الذي بين السماء وبين ها***ذي الأرض قول الصادق البرهان
لكن عاليها هو الفردوس مسـ***ـقوف بعرش الخالق الرحمن
وسط الجنان وعلوها فلذاك كا***نت قبة من أحسن البنيان
منه تفجر سائر الأنهار فالـ***ـينبوع منه نازل بجنان
في مسند الامام احمد من حديث ابي سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن المتحابين لترى غرفهم في الجنة كالكوكب الطالع الشرقي او الغربي فيقال من هؤلاء فيقال هؤلاء المتحابون ي الله عز وجل وفيه ايضا من حديثه صلى الله عليه وسلم إن في الجنة مائة درجة ولو أن العالمين اجتمعوا في احداهن وسعتهم وفيه عنه ايضا صلى الله عليه وسلم قال يقال لصاحب القرآن إذا دخل الجنة اقرأ واصعد فيقرا ويصعد بكل آية درجة حتى يقرأ آخر شيء معه قال الناظم رحمه الله في حادي الارواح وهذا صريح في أن درج الجنة تزيد على مائة درجة وأما حديث ابي هريرة عند البخاري عنه صلى الله عليه وسلم إن في الجنة مائة درجة فاما ان هذه المائة من جملة الدرج واما ان يكون نهايتها هذه المائة وفي ضمن كل درجة درج دونها ويدل على المعنى الاول حديث معاذ بن جبل قال سمعت رسول اله صلى الله عليه وسلم يقول من صلى الصلوات الخمس وصام شهر رمضان كان حقا على الله ان يغفر له هاجرا وقعد حيث ولدته امه قلت يا رسول الله الا اخرج فأوذن الناس قال لا دع الناس يعملون فان في الجنة مائة درجة بين كل درجتين مثل ما بين السماء والارض واعلاها درجة منها الفردوس وعليها يكون العرش وهي اوسط شيء في الجنة ومنها تفجر انهار الجنة فاذا سألتم الله فاسألوه الفردوس وراه الترمذي وروي ايضا عن عبادة بن الصامت نحوه وفيه ايضا من حديث ابي سعيد يرفعه ان في الجنة مائة درجة ورواه احمد بدون لفظة في فان كان المحفوظ ثبوتها فهي من جملة درجها و ان كان المحفوظ سقوطها فهي الدرج الكبار المتضمنة للدرج الصغار ولا تناقض بين تقدير ما بين الدرجتين بالمائة وتقديرها بالخمس لاختلاف السير في السرعة والبطء والنبي صلى الله عليه وسلم ذكر هذا تقريبا للأفهام ويدل عليه حديث ابي سعيد الخدري قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في الجنة مائة درجة ما بين الدرجتين ما بين السماء والارض وابعد مما بين السماء والارض قلت يا رسول الله لمن قال للمجاهدين في سبيل الله عز وجل أنتهى كلامه