حب الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم
ولقد ضرب الصحابة رضي الله عنهم أروع الأمثلة في محبتهم لنبيهم صلى الله عليه وسلم، كيف لا وهو القائل كما في الصحيحين "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين"[1].
فهذا عبدالله بن رواحة رضي الله عنه أحد أمراء غزوة مؤتة سمع النبي صلى الله عليه وسلم وهو يخطب يقول: "اجلسوا" فجلس وكان خارج المسجد، فلما انتهى من خطبته بلغ ذلك الرسولُ صلى الله عليه وسلم فقال: زادك الله حرصًا على طواعية الله وطواعية رسوله"[2].
وروى الإمام أحمد[3] عن مجاهد قال: كنا مع ابن عمر رضي الله عنهما في سفر فمر بمكان فحاد عنه (أي: مال) فسئل: لم فعلت؟ فقال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل هذا ففعلت".
ويقول نافع مولى ابن عمر: لو رأيت إلى ابن عمر إذا اتبع أثر النبي صلى الله عليه وسلم لقلت هذا مجنون[4]. وهذا منه رضي الله عنه حرص على تحصيل الثواب والفوز بالأجر، وفيه تعويد للنفس على الاقتداء به صلى الله عليه وسلم.
وروى الإمام أحمد[5]: أن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تمنعوا النساء أن يأتين المساجد" فقال ابن له: والله لنمنعهنّ، فقال ابن عمر: أحدثك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقول هذا! فما كلمه حتى مات.
وروى الإمام أحمد: أن العباس رضي الله عنه كان له ميزاب لتصريف ماء المطر على طريق عمر رضي الله عنه، فلبس عمر ثيابه للجمعة ومر من تحته فصب عليه الميزاب، وكان فيه ماء مختلط بدم فرخين قد ذبحهما العباس، فأمر عمر بقلعه فرجع عمر وغيّر ثيابه، فلما صلى أتاه العباس، وقال: إنه الموضع الذي وضعه النبي صلى الله عليه وسلم، فقال عمر للعباس: أنا أعزم عليك لما صعدت على ظهري حتى تضعه في الموضع الذي وضعه النبي صلى الله عليه وسلم ففعل ذلك العباس[6].
وهذا زيد بن الدَّثِنة رضي الله عنه لما أسر في غزوة الرجيع وجيء به إلى مكة واشتراه صفوان بن أمية وأخرجه إلى التنعيم ليقتله بأبيه أمية بن خلف، اجتمعت عليه قريش وفيهم أبو سفيان فقال له: أنشدك الله يا زيد، أتحب أن محمدًا عندنا الآن في مكانك نضرب عنقه وأنّك في أهلك؟! قال: والله ما أحب أن محمدًا الآن في مكانه الذي هو فيه تصيبه شوكة تؤذيه، وأنّي جالس في أهلي، قال أبو سفيان: ما رأيت من الناس أحدًا يحب أحدً كحب أصحاب محمد لمحمد صلى الله عليه وسلم، ثم قتلوه رضي الله عنه[7].
ويذكر ابن هشام في السيرة النبوية[8]: أن امرأة من الأنصار قتل أبوها وأخوها وزوجها وابنها يوم أحد، فلما أخبروها قالت: ما فعل النبي صلى الله عليه وسلم؟ قالوا: خيرًا هو بحمد الله كما تحبين، قالت: أرونيه انظر إليه، فلما رأته قالت: كل مصيبة بعده جلل (أي: هيَّنة) وفي رواية: بأبي أنت وأمي، لا أبالي إذا سلمت من عطب (أي: أذى).
وهذه أيها الإخوة أمثلة لمحبة الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم وكيف أنهم يفدونه بأرواحهم وأموالهم وأهليهم، فينبغي لنا أن نتأس ونقتدي بهم في ذلك، وأن نؤثر النبي صلى الله عليه وسلم على أنفسنا وأموالنا وأهلينا.
اللهم من أساء إلى نبيك فاجعل ما سطره ورسمه وبالاً وحسرة عليه يا رب العالمين، اللهم رد كيد المعتدي، وأجعلهم عبرة للمعتبرين. وصلى الله على نبينا محمد.
ولقد ضرب الصحابة رضي الله عنهم أروع الأمثلة في محبتهم لنبيهم صلى الله عليه وسلم، كيف لا وهو القائل كما في الصحيحين "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين"[1].
فهذا عبدالله بن رواحة رضي الله عنه أحد أمراء غزوة مؤتة سمع النبي صلى الله عليه وسلم وهو يخطب يقول: "اجلسوا" فجلس وكان خارج المسجد، فلما انتهى من خطبته بلغ ذلك الرسولُ صلى الله عليه وسلم فقال: زادك الله حرصًا على طواعية الله وطواعية رسوله"[2].
وروى الإمام أحمد[3] عن مجاهد قال: كنا مع ابن عمر رضي الله عنهما في سفر فمر بمكان فحاد عنه (أي: مال) فسئل: لم فعلت؟ فقال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل هذا ففعلت".
ويقول نافع مولى ابن عمر: لو رأيت إلى ابن عمر إذا اتبع أثر النبي صلى الله عليه وسلم لقلت هذا مجنون[4]. وهذا منه رضي الله عنه حرص على تحصيل الثواب والفوز بالأجر، وفيه تعويد للنفس على الاقتداء به صلى الله عليه وسلم.
وروى الإمام أحمد[5]: أن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تمنعوا النساء أن يأتين المساجد" فقال ابن له: والله لنمنعهنّ، فقال ابن عمر: أحدثك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقول هذا! فما كلمه حتى مات.
وروى الإمام أحمد: أن العباس رضي الله عنه كان له ميزاب لتصريف ماء المطر على طريق عمر رضي الله عنه، فلبس عمر ثيابه للجمعة ومر من تحته فصب عليه الميزاب، وكان فيه ماء مختلط بدم فرخين قد ذبحهما العباس، فأمر عمر بقلعه فرجع عمر وغيّر ثيابه، فلما صلى أتاه العباس، وقال: إنه الموضع الذي وضعه النبي صلى الله عليه وسلم، فقال عمر للعباس: أنا أعزم عليك لما صعدت على ظهري حتى تضعه في الموضع الذي وضعه النبي صلى الله عليه وسلم ففعل ذلك العباس[6].
وهذا زيد بن الدَّثِنة رضي الله عنه لما أسر في غزوة الرجيع وجيء به إلى مكة واشتراه صفوان بن أمية وأخرجه إلى التنعيم ليقتله بأبيه أمية بن خلف، اجتمعت عليه قريش وفيهم أبو سفيان فقال له: أنشدك الله يا زيد، أتحب أن محمدًا عندنا الآن في مكانك نضرب عنقه وأنّك في أهلك؟! قال: والله ما أحب أن محمدًا الآن في مكانه الذي هو فيه تصيبه شوكة تؤذيه، وأنّي جالس في أهلي، قال أبو سفيان: ما رأيت من الناس أحدًا يحب أحدً كحب أصحاب محمد لمحمد صلى الله عليه وسلم، ثم قتلوه رضي الله عنه[7].
ويذكر ابن هشام في السيرة النبوية[8]: أن امرأة من الأنصار قتل أبوها وأخوها وزوجها وابنها يوم أحد، فلما أخبروها قالت: ما فعل النبي صلى الله عليه وسلم؟ قالوا: خيرًا هو بحمد الله كما تحبين، قالت: أرونيه انظر إليه، فلما رأته قالت: كل مصيبة بعده جلل (أي: هيَّنة) وفي رواية: بأبي أنت وأمي، لا أبالي إذا سلمت من عطب (أي: أذى).
وهذه أيها الإخوة أمثلة لمحبة الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم وكيف أنهم يفدونه بأرواحهم وأموالهم وأهليهم، فينبغي لنا أن نتأس ونقتدي بهم في ذلك، وأن نؤثر النبي صلى الله عليه وسلم على أنفسنا وأموالنا وأهلينا.
اللهم من أساء إلى نبيك فاجعل ما سطره ورسمه وبالاً وحسرة عليه يا رب العالمين، اللهم رد كيد المعتدي، وأجعلهم عبرة للمعتبرين. وصلى الله على نبينا محمد.
[1] البخاري 15، مسلم 44 .
[2] أسد الغابة لابن الأثير 3/130.
[3] 2/44 رقم 4869 .
[4] حلية الأولياء 1/310 ، سير أعلام النبلاء 3/213 .
[5] 2/51 رقم 4932 .
[6] مسند الإمام أحمد 1/273 رقم 1795 .
[7] أسد الغابة 2/134.
[8] 3/110.
رابط الموضوع: طط¨ ط§ظ„طµطط§ط¨ط© ظ„ظ„ظ†ط¨ظٹ طµظ„ظ‰ ط§ظ„ظ„ظ‡ ط¹ظ„ظٹظ‡ ظˆط³ظ„ظ…