- إنضم
- 23 أكتوبر 2016
- المشاركات
- 1,505
- نقاط التفاعل
- 1,028
- النقاط
- 71
- محل الإقامة
- الجزائر العاصمة
- الجنس
- أنثى
السلام عليكم
هذا العصر هو عصر العلم والتقنية والمعرفة، وكذلك هو أيضًا عصر الجهل، فبرغم أن الإعلام بجميع وسائله وشبكات التواصل الاجتماعي المنتشرة والتقنيات العالية ينقل الأخبار والحقائق بدقة واحترافية، وينشر العلوم والمعارف المتنوعة وإظهار حقائق كانت خافية؛ وفي نفس الوقت ينشر الجهالات، ويؤصل للضلالات، ويعلم الناس السحر والشعوذة والدجل، ويحجب الحق ويزيين الباطل ويضل الناس، ونشر الفساد ويسهل الوصول إليه، فالإعلام سلاح خطير جداً ينبغي الحذر منه.
الخطبة الأولى:
إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتد، ومن يضلل فلن تجد له وليًّا مرشدًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبدُ الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين وتابعيهم وسلم تسليمًا كثيرًا.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران:102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء:1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب:70-71].
أما بعد: فإنَّ خير الحديث كتابُ الله، وخير الهدي هديُ محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
قَالَ تَعَالَى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا) [المائدة: 3].
وَعَنْ عَائِشَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ فِيهِ فَهُوَ رَدٌّ» (مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ).
عباد الله: هذا العصر هو عصر العلم والتقنية والمعرفة، وكذلك هو أيضًا عصر الجهل، فبرغم أن الإعلام بجميع وسائله وشبكات التواصل الاجتماعي المنتشرة والتقنيات العالية ينقل الأخبار والحقائق بدقة واحترافية، وينشر العلوم والمعارف المتنوعة وإظهار حقائق كانت خافية؛ وفي نفس الوقت ينشر الجهالات، ويؤصّل للضلالات، ويعلم الناس السحر والشعوذة والدجل، ويحجب الحق ويزيين الباطل ويضلّ الناس، ونشر الفساد ويسهل الوصول إليه، فالإعلام سلاح خطير جداً ينبغي الحذر منه.
ففي مثل هذه الأيام من كل عام تعرض بعض الفضائيات المشاهد البدعية للاحتفال بمولد النبي -صلى الله عليه وسلم-، وتزينه للناس وتحثّ عليه، ومع خطورة ذلك وأثره على جهلة المسلمين المقلدين؛ فإن كثيرًا من الدعاة إليها لم يكتفوا بذلك؛ بل حاولوا الاستدلال لهذه البدعة النكراء، واخترعوا مسوغاتٍ لفعلها، وأضفوا عليها شيئاً من الشرعية التي تخدع المتلقي الجاهل، وهاجموا كل من ينكر هذه البدعة.
عباد الله: إن الاحتفال بالمولد النبوي لم يكن معروفاً في زمن النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا الصحابة رضي الله عن الجميع ولا التابعين ولا القرون المفضلة فَعَنْ عِمْرَانَ بْنِ الْحُصَيْنِ -رضي الله عنه-، عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: «خَيْرُكُمْ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ» مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
ولم يحتفل به إلا العبيدون الذين يزعمون أنهم ينتسبون إلى فاطمة -رضي الله عنها- بنت النبي -صلى الله عليه وسلم- زوراً وكذباً، احتفلوا زعمًا منهم أنهم يحبون النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهذا كذب وتزييف، بل هو كره في النبي -صلى الله عليه وسلم-، وفرح بيوم وفاته -صلى الله عليه وسلم- وهو التاريخ الثابت.
وأما تاريخ ولادته فمحل خلاف، ومما يدل على صحة هذا ما كان يُفعل في الاحتفال من الأمور المحرمة المخالفة للكتاب والسنة.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية -يرحمه الله -فيهم: "وهؤلاء القوم تشهد عليهم الأمة وأئمتها أنهم كانوا ملحدين زنادقة، يُظهرون الإسلام ويبطنون الكفر، وجمهور الأمة تطعن في نسبهم، ويذكرون أنهم من أولاد اليهود أو المجوس، وهم يدّعون علم الباطن الذي مضمونه الكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر..." إلخ.
عباد الله: ومن المفارقات العجيبة والغريبة أن كل الفرق الضالة تحتفل به؛ فالرافضة الذين يتهمون عائشة -رضي الله عنها- بالزنا ويلعنون الشيخين أبا بكر وعمر، ويكفرون الصحابة، يحتفلون بالمولد، كذلك النصيرية والبهائية والصوفية عباد القبور والأضرحة يحتفلون وغيرهم من الفرق الضالة والمنحرفة.
ومما يدل على أن مسألة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف قد اتُّبِع فيها الهوى ولم يتبع فيها الشرع تبرير أهلها لها بكونها ذكرى سنوية يتذكر فيها المسلمون نبيهم، ويسمع فيها بعض الشمائل المحمدية، ويُتلى فيها النسب النبوي الشريف، فيزداد حبهم وتعظيمهم له.
والجواب عليها: أن هذا التعليل باطل، وكأنهم لا يصلون ولا يذكرون الله إلا قليلاً مثل المنافقين؛ فالنبي يُذكر في اليوم عشرات المرات ليس مرة واحدة في السنة، فيذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- في كل صلاة وكل أذان وكل إقامة، وكل دعاء، وشمائله وسيرته لا يكفي فيها أن تسمع مرة في العام.
وماذا يغني سماعها مرة وهي جزء من العقيدة الإسلامية؟! فلا يكفي فيه مجرد سماع تلاوة قصة المولد مرة في كل عام، مع ما يصحبها أحيانًا من ذكر المدائح والقصائد بالأصوات المطربة الشجية أو الرقص، بل إن الاحتفال فيه اختلاط ومنكرات وشركيات وخرافات.
قَالَ تَعَالَى: (أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ) [فاطر: 8].
أقول قولي هذا...
الخطبة الثانية:
أما بعد: ولخطورة البدع وما ظهر منها وما بطن، اسمعوا ما قاله الأئمة الأعلام لتحذير الأمة من ضلالات الشيطان.
يقول الإمام مَالِكٌ -رحمة الله-: "وَمِنْ أَحْدَثَ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ شَيْئًا لَمْ يَكُنْ عَلَيْهِ سَلَفُهَا فَقَدْ زَعَمَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- خَانَ الدِّينَ، لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ) [المائدة: 3]، فَمَا لَمْ يَكُنْ يَوْمَئِذٍ دِينًا، لَا يَكُونُ الْيَوْمَ دِينًا".
وَقَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ -يرحمه الله-: "الْبِدْعَةُ أَحَبُّ إلَى إبْلِيسَ مِنْ الْمَعْصِيَةِ؛ فَإِنَّ الْمَعْصِيَةَ يُتَابُ مِنْهَا وَالْبِدْعَةَ لَا يُتَابُ مِنْهَا".
ألا صلوا وسلموا...
الخطيب محمد البدر بجامع الشيخ صالح بن عبدالله العمودي- جده, المملكة العربية السعودية
موقع ملتقى الخطباء
هذا العصر هو عصر العلم والتقنية والمعرفة، وكذلك هو أيضًا عصر الجهل، فبرغم أن الإعلام بجميع وسائله وشبكات التواصل الاجتماعي المنتشرة والتقنيات العالية ينقل الأخبار والحقائق بدقة واحترافية، وينشر العلوم والمعارف المتنوعة وإظهار حقائق كانت خافية؛ وفي نفس الوقت ينشر الجهالات، ويؤصل للضلالات، ويعلم الناس السحر والشعوذة والدجل، ويحجب الحق ويزيين الباطل ويضل الناس، ونشر الفساد ويسهل الوصول إليه، فالإعلام سلاح خطير جداً ينبغي الحذر منه.
الخطبة الأولى:
إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتد، ومن يضلل فلن تجد له وليًّا مرشدًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبدُ الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين وتابعيهم وسلم تسليمًا كثيرًا.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران:102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء:1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب:70-71].
أما بعد: فإنَّ خير الحديث كتابُ الله، وخير الهدي هديُ محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
قَالَ تَعَالَى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا) [المائدة: 3].
وَعَنْ عَائِشَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ فِيهِ فَهُوَ رَدٌّ» (مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ).
عباد الله: هذا العصر هو عصر العلم والتقنية والمعرفة، وكذلك هو أيضًا عصر الجهل، فبرغم أن الإعلام بجميع وسائله وشبكات التواصل الاجتماعي المنتشرة والتقنيات العالية ينقل الأخبار والحقائق بدقة واحترافية، وينشر العلوم والمعارف المتنوعة وإظهار حقائق كانت خافية؛ وفي نفس الوقت ينشر الجهالات، ويؤصّل للضلالات، ويعلم الناس السحر والشعوذة والدجل، ويحجب الحق ويزيين الباطل ويضلّ الناس، ونشر الفساد ويسهل الوصول إليه، فالإعلام سلاح خطير جداً ينبغي الحذر منه.
ففي مثل هذه الأيام من كل عام تعرض بعض الفضائيات المشاهد البدعية للاحتفال بمولد النبي -صلى الله عليه وسلم-، وتزينه للناس وتحثّ عليه، ومع خطورة ذلك وأثره على جهلة المسلمين المقلدين؛ فإن كثيرًا من الدعاة إليها لم يكتفوا بذلك؛ بل حاولوا الاستدلال لهذه البدعة النكراء، واخترعوا مسوغاتٍ لفعلها، وأضفوا عليها شيئاً من الشرعية التي تخدع المتلقي الجاهل، وهاجموا كل من ينكر هذه البدعة.
عباد الله: إن الاحتفال بالمولد النبوي لم يكن معروفاً في زمن النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا الصحابة رضي الله عن الجميع ولا التابعين ولا القرون المفضلة فَعَنْ عِمْرَانَ بْنِ الْحُصَيْنِ -رضي الله عنه-، عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: «خَيْرُكُمْ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ» مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
ولم يحتفل به إلا العبيدون الذين يزعمون أنهم ينتسبون إلى فاطمة -رضي الله عنها- بنت النبي -صلى الله عليه وسلم- زوراً وكذباً، احتفلوا زعمًا منهم أنهم يحبون النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهذا كذب وتزييف، بل هو كره في النبي -صلى الله عليه وسلم-، وفرح بيوم وفاته -صلى الله عليه وسلم- وهو التاريخ الثابت.
وأما تاريخ ولادته فمحل خلاف، ومما يدل على صحة هذا ما كان يُفعل في الاحتفال من الأمور المحرمة المخالفة للكتاب والسنة.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية -يرحمه الله -فيهم: "وهؤلاء القوم تشهد عليهم الأمة وأئمتها أنهم كانوا ملحدين زنادقة، يُظهرون الإسلام ويبطنون الكفر، وجمهور الأمة تطعن في نسبهم، ويذكرون أنهم من أولاد اليهود أو المجوس، وهم يدّعون علم الباطن الذي مضمونه الكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر..." إلخ.
عباد الله: ومن المفارقات العجيبة والغريبة أن كل الفرق الضالة تحتفل به؛ فالرافضة الذين يتهمون عائشة -رضي الله عنها- بالزنا ويلعنون الشيخين أبا بكر وعمر، ويكفرون الصحابة، يحتفلون بالمولد، كذلك النصيرية والبهائية والصوفية عباد القبور والأضرحة يحتفلون وغيرهم من الفرق الضالة والمنحرفة.
ومما يدل على أن مسألة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف قد اتُّبِع فيها الهوى ولم يتبع فيها الشرع تبرير أهلها لها بكونها ذكرى سنوية يتذكر فيها المسلمون نبيهم، ويسمع فيها بعض الشمائل المحمدية، ويُتلى فيها النسب النبوي الشريف، فيزداد حبهم وتعظيمهم له.
والجواب عليها: أن هذا التعليل باطل، وكأنهم لا يصلون ولا يذكرون الله إلا قليلاً مثل المنافقين؛ فالنبي يُذكر في اليوم عشرات المرات ليس مرة واحدة في السنة، فيذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- في كل صلاة وكل أذان وكل إقامة، وكل دعاء، وشمائله وسيرته لا يكفي فيها أن تسمع مرة في العام.
وماذا يغني سماعها مرة وهي جزء من العقيدة الإسلامية؟! فلا يكفي فيه مجرد سماع تلاوة قصة المولد مرة في كل عام، مع ما يصحبها أحيانًا من ذكر المدائح والقصائد بالأصوات المطربة الشجية أو الرقص، بل إن الاحتفال فيه اختلاط ومنكرات وشركيات وخرافات.
قَالَ تَعَالَى: (أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ) [فاطر: 8].
أقول قولي هذا...
الخطبة الثانية:
أما بعد: ولخطورة البدع وما ظهر منها وما بطن، اسمعوا ما قاله الأئمة الأعلام لتحذير الأمة من ضلالات الشيطان.
يقول الإمام مَالِكٌ -رحمة الله-: "وَمِنْ أَحْدَثَ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ شَيْئًا لَمْ يَكُنْ عَلَيْهِ سَلَفُهَا فَقَدْ زَعَمَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- خَانَ الدِّينَ، لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ) [المائدة: 3]، فَمَا لَمْ يَكُنْ يَوْمَئِذٍ دِينًا، لَا يَكُونُ الْيَوْمَ دِينًا".
وَقَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ -يرحمه الله-: "الْبِدْعَةُ أَحَبُّ إلَى إبْلِيسَ مِنْ الْمَعْصِيَةِ؛ فَإِنَّ الْمَعْصِيَةَ يُتَابُ مِنْهَا وَالْبِدْعَةَ لَا يُتَابُ مِنْهَا".
ألا صلوا وسلموا...
الخطيب محمد البدر بجامع الشيخ صالح بن عبدالله العمودي- جده, المملكة العربية السعودية
موقع ملتقى الخطباء