وَاحَلَبَـــــــــــــاهُ.. (لأنّه لا ينبغي لنا أن ننسى)

ابو ليث

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
8 جانفي 2010
المشاركات
10,466
نقاط التفاعل
10,286
النقاط
356
محل الإقامة
الجزائر
بسم الله الرّحمن الرّحيم


وَاحَلَبَـــــــــــــاهُ..
(لأنّه لا ينبغي لنا أن ننسى)

بَكِّي عَلَى حَلَبٍ بِالدَّمْعِ يَا مُقَلُ ... بَكِّي عَلَى حَلَبٍ، إِذْ خَطْبُهَا جَلَلُ
بَكِّي لَهَا بِدَمٍ إِنْ جَفَّ دَمْعُكِ قَدْ ... حُقَّ البُكَاءُ فَلَا تُصْغِي لِمَنْ عَذَلُوا
لَوْ كَانَ عَاذِلُنَا يَرْثِـي لِأُمَّتِـهِ ... مَا كَانَ يَعْذُلُ فِي دَمْعٍ سَيَنْهَمِلُ
أَوْ كَانَ عَاذِلُنَا مِثْلِي أَخَا كَلَفٍ ... بِالشِّعْرِ قَامَ انْبَرَى فِي النَّاسِ يَرْتَجِلُ
فَالشِّعْرُ مِنْ أَزَلٍ كَالطَّيْرِ مُنْطَلِقٌ ... فِي الأُفْقِ يَصْدَحُ عَالٍ لَيْسَ يُعْتَقَلُ
لَكِنَّ عَاذِلَـنَا رَاضٍ بِعِيشَتِـهِ ... تَبًّا لِعِيشَةِ مَنْ عَنْ عِزِّهِمْ غَفَلُوا
(مَا أَكْثَرَ النَّاسَ لَكِنْ مَا أَقَلَّهُمُ) ... هَذِي جُمُـوعٌ لَهُمْ، لَكِنَّهُمْ هَمَلُ
بَكِّي عَلَى حَلَبٍ لِلشَّامِ نِسْبَتُهَا ... أَرْضٌ مُبَارَكَةٌ فِيهَا ثَوَى الرُّسُلُ
بَكِّي عَلَى حَلَبٍ هَذِي عِمَارَتُهَا ... كَانَتْ بِهَا زَمَنًا تَزْهُو وَتَحْتَفِلُ
مَا لِي أَرَى حَلَبًا صَاحَ الغُرَابُ بِهَا ... يَعْلُـو نَعِيبُهُ فِيهَا كُلُّهَا طَلَلُ؟
سَوَّى عِمَارَتَهَا بِالأَرْضِ شِرْذِمَةٌ ... أَجْدَادُهُمْ عَبَدُوا النِّيرَانَ إِذْ خُذِلُوا
قَوْمُ المَجُوسِ شِرَارُ الخَلْقِ قَاطِبَةً ... الطَّاعِنُونَ بِخَيْرِ النَّاسِ لَوْ عَقَلُوا
صَحْبُ النَّبِيِّ هُمُ الأَعْدَاءُ عِنْدَهُمُ ... وَالكَافِرُونَ بِدِينِ اللهِ إِنْ سُئِلُوا
بَكِّي عَلَى حَلَبٍ هَذِي مَسَاجِدُهَا ... كَانَتْ تُنِيرُ دُرُوبَ النَّاسِ إِنْ جَهِلُوا
قَدْ صَيَّرُوهَا بِتُرْبِ الأَرْضِ هَامِدَةً ... تَبْكِي مَآذِنُهَا شِيبًـا بِهَا قُتِلُوا
هَذِي مَصَاحِفُهَا أَمْسَتْ مُمَزَّقَةً ... بَكِّي المَصَاحِفَ إِذْ تُرْمَى وَتُبْتَذَلُ
بَكِّي لِوَالِدَةٍ مَاتَتْ وَقَدْ رُدِمَتْ ... وَالطِّفْلُ فِي يَدِهَا وَالرَّأْسُ مُنْفَصِلُ
حَامَتْ عَلَيْهِ بِكَفٍّ حِينَمَا قَصَفُوا ... كُوخًا لَهَا بَائِسًا فَالكُوخُ مُشْتَعِلُ
مَاتَتْ بِحُرْقَتِهَا يَا لَيْتَهَا رُوِيَتْ ... مِنْ طِفْلِهَا قُبَلًا؛ قَدْ مَاتَتِ القُبَلُ
طُوبَى لَهَا ضَرَبَتْ فِي مَوْتِهَا مَثَلًا ... أُمٌّ فَلَا عَجَبًا؛ تَبْقَى هِيَ المَثَلُ
بَكِّي عَلَى حَلَبٍ، كَمْ مِنْ مُخَبَّأَةٍ ... فِي خِدْرِهَا نَزَلَتْ قَدْ زَانَهَا الخَجَلُ
لَمْ يَطْمَعَنْ أَحَدٌ قَبْـلًا بِنَظْرَتِهَا ... مَا بَالُهَا رَخُصَتْ يَلْهُو بِهَا ثَمِلُ؟
عِلْجُ المَجُوسِ بِلَا خَوْفٍ يُدَنِّسُهَا ... نَادَتْ وَقَدْ ذُعِرَتْ، لَمْ يَنْتَفِضْ بَطَلُ
مَا ثَمَّ مُعْتَصِمٌ بِاللهِ يَنْصُـرُهَا ... زَالَتْ خِلَافَتُـهُ، فَالمُلْـكُ مُنْتَقِلُ
هَذِي خُيُولُهُ فِي قَيْدٍ مُحَمْحِمَةٌ ... تَبْكِي فَوَارِسَهَا، مَا بَالُهُمْ رَحَلُوا؟
أَسْيَافُ جُنْدِهِ فِي الأَغْمَادِ قَدْ صَدِئَتْ ... أَيْنَ الأَكُفُّ الَّتِي لِلضَّرْبِ تَحْتَمِلُ؟
طَالَ انْتِظَارُ فَتَاةِ الشَّامِ مُعْتَصِمًا ... حَتَّى لَقَدْ يَئِسَتْ، إِذْ خَانَهَا الأَمَلُ
مِنْ بَعْدِ ذَا اسْتَسْلَمَتْ لِلْعِلْجِ مُكْرَهَةً ... لَمْ تُغْنِ حِيلَتُهَا؛ مَا تَنْفَعُ الحِيَلُ؟
قُدَّامَ ذِئْبٍ لَئِيـمٍ جَاءَ مُفْتَرِسًا ... يُبْدِي النُّيُوبَ، فَمَاذَا يَصْنَعُ الحَمَلُ؟
تَبْكِي وَتَصْرُخُ فِينَا حِينَمَا يَئِسَتْ ... فَاسْمَعْ لِصَرْخَتِهَا يَا أَيُّهَا الرَّجُلُ
قَالَتْ تُخَاطِبُنَا: يَا لَيْتَهُمْ رَحِمُوا ... مِنَّا احْتِمَالَ أُمُورٍ لَيْسَ تُحْتَمَلُ
هَاهُمْ وَقَدْ جَعَلُوا أَعْرَاضَنَا كَدُمًى ... يُلْهَى بِهَا سَفَهًا، هَلَّا إِذَنْ عَزَلُوا
لَا نَبْتَغِـي وَلَدًا مِنْهُمْ يُؤَرِّقُـنَا ... يَحْكِي مَذَلَّتَـنَا يَوْمًا إِذَا ارْتَحَلُوا
فَالعِرْضُ جُرْحُهُ يَجْرِي نَازِفًا بِدَمٍ ... رُغْمَ السُّنُونِ فَلَيْسَ الجُرْحُ يَنْدَمِلُ
بَكِّي عَلَى حَلَبٍ بِالدَّمْعِ لَا تَهِنِي ... بَكِّي عَلَى حَلَبٍ يَا هَذِهِ المُقَلُ
يَا مَنْ قَرَأْتَ قَصِيدِي ثُمَّ نِمْتَ وَلَمْ ... تَفْزَعْ عَلَى عَجَلٍ، تَدْعُو وَتَبْتَهِلُ
إِنِّي عَجِبْتُ لِنَوْمٍ يُسْتَطَابُ فَقُلْ ... كَيْفَ اسْتَطَبْتَ فِرَاشًا أَيُّهَا الرَّجُلُ؟
رَاجِعْ فُؤَادَكَ وَاطْلُبْ وَاجْتَهِدْ بَدَلًا ... إِنْ كَانَ ثَمَّةَ فِي الدُّنْيَا لَهُ بَدَلُ

كتبه خاذل الشّام وأهلها -عفا الله عنه-.
شعر لأخي الحبيب
أبو ميمونة منور عشيش
 
بارك الله فيك
 
جزاك الله خيرا بارك الله فيك
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top