- إنضم
- 23 أكتوبر 2016
- المشاركات
- 1,505
- نقاط التفاعل
- 1,028
- النقاط
- 71
- محل الإقامة
- الجزائر العاصمة
- الجنس
- أنثى
السلام عليكم
أما بعد:
فإن الله تعالى خلق أبانا آدم بيده ونفخ فيه من روحه وأسجد له ملائكته وأسكنه الجنة هو وزوجه حواء فكانا فيها منعمين مكرمين .. ولما أبى إبليس أن يسجد لآدم تكبراً وحسداً وكفراً بالله لعنه الله وغضب عليه وطرده من رحمته فحقد على آدم وزوجه فم يهدأ له بال ولم يقِر له قرار حتى وسوس إليهما فأكلا من الشجرة التي نهاهما الله عنها فأهبطهما الله من الجنة وأسكنهم هذه الأرض وأهبط إبليس وأمهله في الدنيا مهلة طويلة إلى آخر عمر الدنيا ابتلاء واختباراً.
فإبليس وذريته من الشياطين أشد الأعداء لبني آدم كما قال تعالى : (إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا إنما يدعوا حزبه ليكونوا من أصحاب السعير)
وقد أخذ هذا العدو على نفسه عهداً وميثاقا فقال : ( لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (16) ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ)
فشغل إبليس الشاغل هو ومن معه إخراج الناس من النور إلى الظلمات من التوحيد إلى الشرك ومن السنة إلى البدعة ومن الطاعة إلى المعصية ومن الخير إلى الشر يزين لهم ما يضرهم ويبغض إليهم ويقبح لهم ما ينفعهم ليكونوا معه في نار جهنم.
ولعداوته صور أخرى غير الوسوسة بالشر منها أن الشياطين قد يضرون الناس بإذن الله في عقولهم أو أبدانهم مما يؤثر فيهم آثاراً بالغة السوء من انحراف الصحة البدنية والنفسية والعقلية.
فعلى المسلم والمسلمة أن يجتهد غاية الاجتهاد في الأخذ بأسباب السلامة من هذا العدو الخبيث.
ومن رحمة الله أنه بين لنا الأسباب والاسلحة التي نتقي بها شر هذا العدو وأعظمها الاستعاذة بالله من شره وقد أنزل الله سورة كاملة في هذا الشأن هي سورة الناس فهي أمر بالاستعاذة وتعليم للاستعاذة وهي رقية وشفاء من الأدواء والأمراض التي يصيب بها الشيطان من شاء الله من خلقه وهي وقاية وحماية وحصن من آفاته وشروره قبل وقوعها..
وهي سورة قصيرة سهلة يسيرة لا يعجز الإنسانَ حفظها ولا تطول عليه تلاوتها ، ولا يستغلق عن القلب والعقل فهمها .
افتتحها الله بقوله تعالى (قل أعوذ برب الناس ملك الناس إله الناس) فهو الرب وهو الملك وهو الإله. هو الرب السيد الخالق الرازق المدبر المتصرف في خلقه بما يشاء فلا تعلق قلبك بغيره لا خوفاً ولا رجاء فمن تخافه أو ترجوه فالله ربه وخالقه والمتصرف فيه.
وهو ملك الناس كلهم فالملوك عبيده هو يميتهم ويحييهم وهو يمنعهم ويعطيهم فكل شيء ملكه يتصرف فيهم بما يشاء سبحانه ومعنى ذلك أن تملأ قلبك محبة لله وتعظيماً لله وتعلقاً بالله.
وهو إله الناس هو سبحانه الإله الحق الإله المستحق أن يعبد وحده، فكل ما اتخذه الناس الهة سوى الله فعبادته باطلة الاصنام لا تستحق ان تعبد والأشجار والأحجار لا تستحق ان تعبد والصالحون لا يستحقون أن يعبدوا والنبيون والرسل لا يستحقون أن يعبدوا والملائكة لا تستحق أن تعبد فلا شيء مألوه معبود بحق إلا الله.
فلا تتعلقوا بغير الله ولا تلجؤوا لغير الله بل بالله وحده عوذوا وبه اعتصموا وعليه توكلوا وإليه كلَّ أموركم فوضوا.
وكأن قائلاً يقول من أي شيء أستعيذ برب الناس ملك الناس إله الناس ؟ فقال تعالى (من شر الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس من الجنة والناس)
نعم نستعيذ بالله من شر وسوسة الشيطان الخناس فهو يوسوس للعبد بالشر إذا غفل العبد عن ذكر ربه فإذا ذكر الله خنس الشيطان أي تأخر وتقهقر لأنه يكره ذكر الله ويخاف من ذكر الله ولا يطيق سماع ذكر الله والعياذ بالله.
وكما يوسوس في صدور الإنس فكذلك يوسوس في صدور الجن وإن كانوا من جنسه لأن الجن مكلفون كالإنس فهو حريص على إضلالهم وإغوائهم ليكونوا معه من أصحاب السعير.
وللآية معنى آخر صحيح أيضاً وهو أننا مأمورن أن نستعيذ بالله من شر شياطين الإنس كما نستعيذ بالله من شر شياطين الجن ففي الإنس شياطين يزينون الباطل ويدعون إلى النار كما يفعل الشيطان والحذر منهم أشق وأشد.
إن شياطين الإنس هم كل من يصدونك عن طاعة الله ويرغبونك في معصية الله و إذا تأملت فقد ترى هذه الصفة في صديق أو قريب أو زوج أو زوجه فكن على حذر من فتنته.
أما بعد:
فإن الله تعالى خلق أبانا آدم بيده ونفخ فيه من روحه وأسجد له ملائكته وأسكنه الجنة هو وزوجه حواء فكانا فيها منعمين مكرمين .. ولما أبى إبليس أن يسجد لآدم تكبراً وحسداً وكفراً بالله لعنه الله وغضب عليه وطرده من رحمته فحقد على آدم وزوجه فم يهدأ له بال ولم يقِر له قرار حتى وسوس إليهما فأكلا من الشجرة التي نهاهما الله عنها فأهبطهما الله من الجنة وأسكنهم هذه الأرض وأهبط إبليس وأمهله في الدنيا مهلة طويلة إلى آخر عمر الدنيا ابتلاء واختباراً.
فإبليس وذريته من الشياطين أشد الأعداء لبني آدم كما قال تعالى : (إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا إنما يدعوا حزبه ليكونوا من أصحاب السعير)
وقد أخذ هذا العدو على نفسه عهداً وميثاقا فقال : ( لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (16) ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ)
فشغل إبليس الشاغل هو ومن معه إخراج الناس من النور إلى الظلمات من التوحيد إلى الشرك ومن السنة إلى البدعة ومن الطاعة إلى المعصية ومن الخير إلى الشر يزين لهم ما يضرهم ويبغض إليهم ويقبح لهم ما ينفعهم ليكونوا معه في نار جهنم.
ولعداوته صور أخرى غير الوسوسة بالشر منها أن الشياطين قد يضرون الناس بإذن الله في عقولهم أو أبدانهم مما يؤثر فيهم آثاراً بالغة السوء من انحراف الصحة البدنية والنفسية والعقلية.
فعلى المسلم والمسلمة أن يجتهد غاية الاجتهاد في الأخذ بأسباب السلامة من هذا العدو الخبيث.
ومن رحمة الله أنه بين لنا الأسباب والاسلحة التي نتقي بها شر هذا العدو وأعظمها الاستعاذة بالله من شره وقد أنزل الله سورة كاملة في هذا الشأن هي سورة الناس فهي أمر بالاستعاذة وتعليم للاستعاذة وهي رقية وشفاء من الأدواء والأمراض التي يصيب بها الشيطان من شاء الله من خلقه وهي وقاية وحماية وحصن من آفاته وشروره قبل وقوعها..
وهي سورة قصيرة سهلة يسيرة لا يعجز الإنسانَ حفظها ولا تطول عليه تلاوتها ، ولا يستغلق عن القلب والعقل فهمها .
افتتحها الله بقوله تعالى (قل أعوذ برب الناس ملك الناس إله الناس) فهو الرب وهو الملك وهو الإله. هو الرب السيد الخالق الرازق المدبر المتصرف في خلقه بما يشاء فلا تعلق قلبك بغيره لا خوفاً ولا رجاء فمن تخافه أو ترجوه فالله ربه وخالقه والمتصرف فيه.
وهو ملك الناس كلهم فالملوك عبيده هو يميتهم ويحييهم وهو يمنعهم ويعطيهم فكل شيء ملكه يتصرف فيهم بما يشاء سبحانه ومعنى ذلك أن تملأ قلبك محبة لله وتعظيماً لله وتعلقاً بالله.
وهو إله الناس هو سبحانه الإله الحق الإله المستحق أن يعبد وحده، فكل ما اتخذه الناس الهة سوى الله فعبادته باطلة الاصنام لا تستحق ان تعبد والأشجار والأحجار لا تستحق ان تعبد والصالحون لا يستحقون أن يعبدوا والنبيون والرسل لا يستحقون أن يعبدوا والملائكة لا تستحق أن تعبد فلا شيء مألوه معبود بحق إلا الله.
فلا تتعلقوا بغير الله ولا تلجؤوا لغير الله بل بالله وحده عوذوا وبه اعتصموا وعليه توكلوا وإليه كلَّ أموركم فوضوا.
وكأن قائلاً يقول من أي شيء أستعيذ برب الناس ملك الناس إله الناس ؟ فقال تعالى (من شر الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس من الجنة والناس)
نعم نستعيذ بالله من شر وسوسة الشيطان الخناس فهو يوسوس للعبد بالشر إذا غفل العبد عن ذكر ربه فإذا ذكر الله خنس الشيطان أي تأخر وتقهقر لأنه يكره ذكر الله ويخاف من ذكر الله ولا يطيق سماع ذكر الله والعياذ بالله.
وكما يوسوس في صدور الإنس فكذلك يوسوس في صدور الجن وإن كانوا من جنسه لأن الجن مكلفون كالإنس فهو حريص على إضلالهم وإغوائهم ليكونوا معه من أصحاب السعير.
وللآية معنى آخر صحيح أيضاً وهو أننا مأمورن أن نستعيذ بالله من شر شياطين الإنس كما نستعيذ بالله من شر شياطين الجن ففي الإنس شياطين يزينون الباطل ويدعون إلى النار كما يفعل الشيطان والحذر منهم أشق وأشد.
إن شياطين الإنس هم كل من يصدونك عن طاعة الله ويرغبونك في معصية الله و إذا تأملت فقد ترى هذه الصفة في صديق أو قريب أو زوج أو زوجه فكن على حذر من فتنته.