صحابيات -متجدد

angegardienretour

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
23 أكتوبر 2016
المشاركات
1,505
نقاط التفاعل
1,028
النقاط
71
محل الإقامة
الجزائر العاصمة
الجنس
أنثى
السلام عليكم

صحابيات .. خير القرون، صحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعزروه ونصروه، ولم ينزعوا يدًا من طاعته حملوا سنته، فنشر الله بهم دينه، وأعلى شأنهم فرضي الله عنهم ورضوا عنه

صفية بنت عبد المطلب .. الحكيمة المجاهدة
من هذه السَّيِّدة الجزلة الرَّزان التي كان يحسب لها الرِّجال ألف حساب؟

من هذه الصَّحابيَّة الباسلة التي كانت أوَّل امرأة قتلت مشركًا في الإسلام؟
من هذه المرأة الحازمة التي أنشأت للمسلمين أوَّل فارسٍ سلَّ سيفًا في سبيل الله؟

إنَّها صفية بنت عبد المطلب الهاشميَّة القرشيَّة عمَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

سُؤدد الحسب، وعِزِّ الإسلام:
اكتنف المجد صفيَّة بنت عبد المطَّلب من كلِّ جانب: فأبوها، عبد المطَّلب بن هاشم جدُّ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم وزعيم قريش وسيِّدها المطاع. وأمُّها، هالة بنت وهبٍ أخت آمنة بنت وهب والدة الرَّسول صلى الله عليه وسلم. وزوجها الأوَّل، الحارث بن حرب أخو أبي سفيان بن حرب زعيم بني أميَّة، وقد توفِّي عنها. وزوجها الثَّاني، العوَّام بن خويلد أخوخديجة بنت خويلد سيِّدة نساء العرب في الجاهليَّة، وأولى أمَّهات المؤمنين في الإسلام. وابنها الزبير بن العوام حواريُّ رسول الله صلى الله عليه وسلم. أفبعد هذا الشَّرف شرفٌ تطمح إليه النُّفوس غير شرف الإيمان؟!

لقد توفِّي عنها زوجها العوَّام بن خويلد وترك لها طفلًا صغيرًا هو ابنها الزُّبير، فنشَّأته على الخشونة والبأس، وربَّته على الفروسيَّة والحرب، وجعلت لعبته في بري السِّهام وإصلاح القسيِّ. ودأبت على أن تقذفه في كلِّ مخوفةٍ وتقحمه في كلِّ خطرٍ، فإذا رأته أحجم أو تردَّد ضربته ضربًا مبرِّحًا، حتَّى إنَّها عوتبت في ذلك من قبل أحد أعمامه حيث قال لها: ما هكذا يُضرب الولد، إنَّك تضربينه ضرب مبغضةٍ لا ضرب أمٍّ؛ فارتجزت قائلةً:

مَــــن قَال أبغَضتُهُ فَقَد كَذَب
وإنَّــــما أَضربُهُ لِكَي يَلِــــــبْ
وَيَهْزِمَ الجَيشَ وَيَأتِي بِالسَّلَبْ

ولمَّا بعث الله نبيَّه بدين الهدى والحقِّ، وأرسله نذيرًا وبشيرًا للنَّاس، وأمره بأن يبدأ بذوي قُرباه، جمع بني عبد المطَّلب، نساءهم ورجالهم وكبارهم وصغارهم، وخاطبهم قائلًا: "يا فاطمة بنت محمَّد، يا صفيَّة بنت عبد المطَّلب، يا بني عبد المطَّلب، إنِّي لا أملك لكم من الله شيئًا".

ثمَّ دعاهم إلى الإيمان بالله، وحضَّهم على التصديق برسالته، فأقبل على النور الإلهيِّ منهم من أقبل، وأعرض عن سَنَاه (ضيائه) من أعرض؛ فكانت صفيَّة بنت عبد المطَّلب في الرَّعيل الأوَّل من المؤمنين المصدِّقين، عند ذلك جمعت صفيَّة المجد من أطرافه: سُؤدد الحسب، وعِزِّ الإسلام.

انضمَّت صفيَّة بنت عبد المطَّلب إلى موكب النُّور هي وفتاها الزُّبير بن العوَّام، وعانت ما عاناه المسلمون السَّابقون من بأس قريش وعنتها وطغيانها. فلمَّا أذن الله لنبيِّه والمؤمنين معه بالهجرة إلى المدينة خلَّفت السَّيِّدة الهاشميَّة وراءهامكة بكل ما لها فيها من طيوب الذِّكريات، وضروب المفاخر والمآثر ويمَّمت وجهها شطر المدينة، مهاجرةً إلى الله ورسوله.

وعلى الرَّغم من أنَّ السَّيِّدة العظيمة كانت يومئذٍ تخطو نحو السِّتِّين من عمرها المديد الحافل، فقد كان لها في ميادين الجهاد مواقف ما يزال يذكرها التَّاريخ بلسانٍ نديٍّ بالإعجاب رطيبٍ بالثَّناء، وحسبنا من هذه المواقف مشهدان اثنان: كان أولهما يوم أحدٍ، وثانيهما يوم الخندق.

في غزوة أحد:
أمَّا ما كان منها في أحد، فهو أنَّها خرجت مع جند المسلمين في ثلَّةٍ من النِّساء جهادًا في سبيل الله، فجعلت تنقل الماء، وتروي العطاش، وتبري السِّهام، وتُصلح القِسيَّ (جمع قوس). وكان لها مع ذلك غرضٌ آخر هو أن ترقب المعركة بمشاعرها كلِّها، ولا غرو فقد كان في ساحتها ابن أخيها محمَّدٌ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخوها حمزة بن عبد المطلب أسدُ الله، وابنها الزُّبير بن العوَّام حواريُّ نبيِّ الله صلى الله عليه وسلم، وفي المعركة -قبل ذلك كلِّه وفوق ذلك كلِّه- مصير الإسلام الذي اعتنقته راغبةً، وهاجرت في سبيله محتسبةً، وأبصرت من خلاله طريق الجنَّة.

ولمَّا رأت المسلمين ينكشفون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلاَّ قليلًا منهم، ووجدت المشركين يوشكون أن يصلوا إلى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم ويقضوا عليه؛ طرحت سقاءها أرضًا، وهبَّت كاللَّبؤة (أنثى إلآَّسد) التي هوجم أشبالها، وانتزعت من يد أحد المنهزمين رُمحه، ومضت تشقُّ به الصُّفوف، وتضرب بسنانه الوجوه، وتزأر في المسلمين قائلةً: ويحكم، انهزمتم عن رسول الله؟!!

فلمَّا رآها النَّبيِّ عليه الصَّلاة والسَّلام مقبلةً خشي عليها أن ترى أخاها حمزة وهو صريعٌ، وقد مثَّل به المشركون أبشع تمثيلٍ فأشار إلى ابنها الزُّبير قائلًا: "المرأة يا زبير .. المرأة يا زبير". فأقبل عليها الزُّبير وقال: يا أمَّه إليك .. إليك يا أمَّه! فقالت: تنحَّ لا أمَّ لك. فقال: إنَّ رسول الله يأمرك أن ترجعي. فقالت: ولم؟! إنَّه قد بلغني أنه مثِّل بأخي، وذلك في الله. فقال له الرَّسول صلى الله عليه وسلم: "خلِّ سبيلها يا زُبير". فخلَّى سبيلها.

ولمَّا وضعت المعركة أوزارها، وقفت صفيَّة على أخيها حمزة، فوجدته قد بُقر بطنه، وأُخرجت كبده، وجُدع أنفه، وصُلمت أذناه، وشوِّه وجهه، فاستغفرت له، وجعلت تقول: إنَّ ذلك في الله، لقد رضيت بقضاء الله، والله لأصبرنَّ، ولأحتسبنَّ إن شاء الله.

كان ذلك موقف صفيَّة بنت عبد المطَّلب يوم أحد ...

في غزوة الخندق:
أمَّا موقفها يوم الخندق، فله قصَّةٌ قصيرةٌ مثيرةٌ، سُداها الدَّهاء والذَّكاء، ولُحمتُها البسالةُ والحزم، فإليك خبرها كما وعته كتب التَّاريخ.

لقد كان من عادة رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عزم على غزوة من الغزوات أن يضع النِّساء والذَّراري في الحصون خشية أن يغدر بالمدينة غادرٌ في غيبة حماتها. فلمَّا كان يوم الخندق جعل نساءه وعمَّته وطائفة من نساء المسلمين في حصن لحسان بن ثابترضي الله عنه ورثه عن آبائه، وكان من أمنع حصون المدينة مناعةً وأبعدها منالًا.

وبينما كان المسلمون يرابطون على حوافِّ الخندق في مواجهة قريش وأحلافها، وقد شُغلوا عن النِّساء والذَّراري بمنازلة العدو، أبصرت صفيَّة بنت عبد المطَّلب شبحًا يتحرَّك في عتمة الفجر، فأرهفت له السَّمع، وأحدَّت إليه البصر، فإذا هو يهوديٌّ أقبل على الحصن، وجعل يُطيف به متحسِّسًا أخباره متجسِّسًا على من فيه.

فأدركت أنَّه عينٌ لبني قومه جاء ليعلم أفي الحصن رجالٌ يدافعون عمَّن فيه، أم إنَّه لا يضمُّ بين جدرانه غير النِّساء والأطفال. فقالت في نفسها: إنَّ يهود بني قريظة قد نقضوا ما بينهم وبين رسول الله من عهدٍ وظاهروا (أعانوا) قريشًا وأحلافها على المسلمين، وليس بيننا وبينهم أحدٌ من المسلمين يدافع عنَّا، ورسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه مرابطون في نحور العدوِّ، فإن استطاع عدوُّ الله أن ينقل إلى قومه حقيقة أمرنا سبى اليهود النِّساء واسترقوا الذَّراري، وكانت الطَّامَّة على المسلمين.

عند ذلك بادرت إلى خمارها فلفَّتهُ على رأسها، وعمدت إلى ثيابها فشدَّتها على وسطها، وأخذت عمودًا على عاتقها، ونزلت إلى باب الحصن فشقَّته في أناةٍ وحذقٍ، وجعلت ترقب من خلاله عدوَّ الله في يقظةٍ وحذرٍ، حتَّى إذا أيقنت أنَّه غدا في موقفٍ يُمكِّنُها منه، حملت عليه حملةً حازمةً صارمةً، وضربته بالعمود على رأسه فطرحته أرضًا، ثمَّ عزَّزت الضَّربة الأولى بثانيةٍ وثالثةٍ حتَّى أجهزت عليه، وأخمدت أنفاسه بين جنبيه، ثمَّ بادرت إليه فاحتزَّت رأسه بسكِّين كانت معها، وقذفت بالرَّأس من أعلى الحصن، فطفق يتدحرج على سفوحه حتَّى استقرَّ بين أيدي اليهود الذين كانوا يتربَّصون في أسفله. فلمَّا رأى اليهود رأس صاحبهم؛ قال بعضهم لبعض: قد علمنا أنَّ محمدًا لم يكن ليترك النِّساء والأطفال من غير حُماةٍ، ثمَّ عادوا أدراجهم.

رضي الله عن صفيَّة بنت عبد المطَّلب .. فقد كانت مثلًا فذًّا للمرأة المسلمة .. ربَّت وحيدها فأحكمت تربيته ..
 
السلام عليكم

النوار بنت مالك

النسب والقبيلة
15129_image002.jpg
النوار بنت مالك الأنصارية، صحابية جليلة كانت متزوجة من ثابت بن الضحاك، فولدت له زيد بن ثابت وأخاه يزيد. قتل زوجها يوم بعاث، وكان عمر زيد ست سنوات، ثم تزوجها عمارة بن حزم وهو من أهل بدر، وشهد المشاهد كلها مع رسول الله
r_20.jpg
.



وقد كانت هذه المرأة أمًّا كريمة شهمة حكيمة، آمنت بالنبي
r_20.jpg
قبل مقدمه المدينة، فراحت تغذي زيدًا على مائدة القرآن وحفظه، وحب المصطفى
r_20.jpg
، وقد عرف قلب زيد الصغير طعم هذا الحب وبركته من أول يوم التقى فيه رسول الله
r_20.jpg
، وقد كان لقاء كرم وحسن ضيافة، إذ كانت أول هدية أهديت للحبيب المصطفى حين نزل بدار أبي أيوب الأنصاري، قصعة من طعام جاء بها زيد، أرسلته بها أمه النوار.


يروي زيد
t_20.jpg
قصة هذه الهدية، فيقول: "أول هدية دخلت على رسول الله في بيت أبي أيوب، قصعة أرسلتني بها أمي إليه، فيها خبز مثرود بسمن ولبن، فوضعتها بين يديه، وقلت: يا رسول الله، أرسلت بهذه القصعة أمي. فقال رسول الله
r_20.jpg
: "بارك الله فيك وفي أمك"[1].

أفبعد هذه المنزلة لابن النوار منزلة تسمو إليها الهمم! هنيئًا لك أيتها الأم التي ربت فأحسنت تربية ابنها، فقد دفعته إلى رسول الله
r_20.jpg
تريد ليحفظ القرآن منه مباشرة، ودفعته صغيرًا إلى الجهاد في سبيل الله.


هذه هي الأم العظيمة النوار، وهذا هو ابنها زيد، وذاك علمه، وتلك مكانته، إنه عملها الصالح، وكيف لا ورسول الله
r_20.jpg
أخبرنا قائلاً: "إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له"[2]. فالولد خلق الله وعمل الإنسان.


وكمال المرأة الوظيفي أن تكون راعية، ومسئولة، ومربية. إنه غاية ما يراد منها تحقيقه؛ حفظًا لفطرة الله، ونشرًا لرسالة الله، وخدمة لأمة رسول الله
r_20.jpg
. فلله درك أيتها النوار!


من مواقفها
عن النوار بنت مالك قالت: أقبل خولي برأس الحسين فوضعه تحت إجانة[3] في الدار، ثم دخل البيت فأوى إلى فراشه، فقلت له: ما الخبر ما عندك؟ قال: جئتك بغنى الدهر، هذا رأس الحسين معك في الدار. قالت: فقلت: ويلك! جاء الناس بالذهب والفضة، وجئت برأس ابن رسول الله
r_20.jpg
، لا والله لا يجمع رأسي ورأسك بيت أبدًا.


قالت: فقمت من فراشي فخرجت إلى الدار، فدعا الأسدية فأدخلها إليه، وجلست أنظر. قالت: فوالله ما زلت أنظر إلى نور يسطع مثل العمود من السماء إلى الإجانة، ورأيت طيرًا بيضًا ترفرف حولها. قال: فلما أصبح غدا بالرأس إلى عبيد الله بن زياد[4].

[1] برهان الدين الحلبي: السيرة الحلبية 2/277.

[2] رواه مسلم (1631).

[3] الإجانة: إناء تغسل فيه الثياب.

[4] تاريخ الطبري 3/335.
 
السلام عليكم

السيدة رقية بنت رسول الله

شرف نسب السيدة رقية ومنزلتها :

رقية بنت رسول الله
r_20.jpg
، أمها خديجة بنت خويلد
y_20.jpg
، فهي بنت سيد البشر
r_20.jpg
محمد بن عبد الله بن عبد المطلب الهاشمية.

وكان رسول الله
r_20.jpg
قد زوج ابنته رقية من عتبة بن أبي لهب، وكانت دون العاشرة، وزوج أختها أم كلثوم عتيبة بن أبي لهب، فلما نزلت سورة تبت قال لهما أبوهما أبو لهب وأمهما أم جميل بنت حرب بن أمية حمالة الحطب: فارقا ابنتي محمد. ففارقاهما قبل أن يدخل بهما كرامة من الله تعالى، وهوانًا لابني أبي لهب[1].

قصة إسلام السيدة رقية وهجرتها إلى الحبشة :
أسلمت حين أسلمت أمها خديجة بنت خويلد، وبايعت رسول الله
r_20.jpg
هي وأخواتها حين بايعه النساء.

وولدت السيدة رقية وعمر النبي
r_20.jpg
ثلاث وثلاثون، وبعث النبي وعمره أربعون، وأسلمت رقية مع أمها خديجة، فعلى هذا يكون عمرها عند إسلامها سبع سنوات.

وكانت تكنى بأم عبد الله، وتكنى بذات الهجرتين، أي هجرة الحبشة وهجرة المدينة.

ولما أراد عثمان بن عفان
t_20.jpg
الخروج إلى أرض الحبشة، قال له رسول الله
r_20.jpg
: "اخرج برقية معك". قال: أخال واحد منكما يصبر على صاحبه، ثم أرسل النبي
r_20.jpg
أسماء بنت أبي بكر -رضي الله عنهما- فقال: "ائتني بخبرهما". فرجعت أسماء إلى النبي
r_20.jpg
وعنده أبو بكر
t_20.jpg
فقالت: يا رسول الله، أخرج حمارًا موكفًا فحملها عليه، وأخذ بها نحو البحر. فقال رسول الله
r_20.jpg
: "يا أبا بكر، إنهما لأول من هاجر بعد لوط وإبراهيم عليهما الصلاة والسلام"[2].

زواج السيدة رقية من عثمان بن عفان :
شاءت قدرة الله لرقية أن ترزق بعد صبرها زوجًا صالحًا كريمًا من النفر الثمانية الذين سبقوا إلى الإسلام، وأحد العشرة المبشرين بالجنة، ذلك هو عثمان بن عفان
t_20.jpg
صاحب النسب العريق، والطلعة البهية، والمال الموفور، والخلق الكريم.

وعثمان بن عفان أحد فتيان قريش مالاً، وجمالاً، وعزًّا، ومنعةً، تصافح سمعه همسات دافئة تدعو إلى عبادة العليم الخبير الله رب العالمين، والذي أعزه الله في الإسلام سبقاً وبذلاً وتضحيةً، وأكرمه بما يقدم عليه من شرف المصاهرة، وما كان الرسول الكريم
r_20.jpg
ليبخل على صحابي مثل عثمان
t_20.jpg
بمصاهرته، وسرعان ما استشار ابنته، ففهم منها الموافقة عن حب وكرامة، وتم لعثمان نقل عروسه إلى بيته، وهو يعلم أن قريشًا لن تشاركه فرحته، وسوف تغضب عليه أشد الغضب.

ولكن الإيمان يفديه عثمان بالقلب، ويسأل ربه القبول، ودخلت رقية بيت الزوج العزيز، وهي تدرك أنها ستشاركه دعوته وصبره، وأن سبلاً صعبة سوف تسلكها معه دون شك إلى أن يتم النصر لأبيها وأتباعه. وسعدت رقية -رضي الله عنها- بهذا الزواج من التقي النقي عثمان بن عفان
t_20.jpg
، وولدت رقية غلامًا من عثمان فسماه عبد الله، واكتنى به[3].

وفاة السيدة رقية :
توفيت السيدة رقية -رضي الله عنها- عند عثمان بن عفان مرجع رسول الله
r_20.jpg
من بدر، ودفنت بالمدينة، وذلك أن عثمان استأذن رسول الله
r_20.jpg
في التخلف عند خروجه إلى بدر لمرض ابنته رقية، وتوفيت رقية يوم قدوم زيد بن حارثةالعقيلي من قبل يوم بدر[4].

توفيت ولها من العمر اثنتان وعشرون سنة، ودفنت في البقيع.

رحم الله رقية بطلة الهجرتين، وصلاة وسلامًا على والدها في العالمين، ورحم معها أمها وأخواتها وابنها وشهداء بدر الأبطال، وسلام عليها وعلى المجاهدين الذين بذلوا ما تسع لهم أنفسهم به من نصرة لدين الله ودفاع عن كلمة الحق والتوحيد إلى يوم الدين، والسعي إلى إعلاء كلمة الله.

[1] ابن الأثير: أسد الغابة 7/126.

[2] الحاكم: المستدرك على الصحيحين (6849)، 4/50.

[3] انظر الحاكم: المستدرك على الصحيحين (6850)، 4/51، ابن حجر: الإصابة في تمييز الصحابة 7/648، نساء أهل البيت ص496-498. انظر: بنات النبي ص48، 499.

[4] ابن حبان: الثقات 2/144.
 
السلام عليكم

الربيع بنت معوذ النجارية
هي الربيع بنت معوذ بن عفراء بن حرام بن جندب الأنصارية النجارية من بني عدي بن النجار.

أبوها معوّذ بن عفراء، من كبار أهل بدر.

تزوجها إياس بن البكير الليثي، فولدت له محمدا.

أسلمت وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وحدثت عنه وكانت تخرج معه في الغزوات.
وعن خالد بن ذكوان عن الربيع قالت كنا نغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فنخدم القوم ونسقيهم ونرد الجرحى والقتلى الى المدينة والسلام.

بعض المواقف من حياتها مع الرسول صلى الله عليه وسلم:
ـ روى البخاري والترمذي وغيرهما من طريق خالد بن ذكوان، عن الربيع بنت معوذ قالت: «جاء النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- فدخل علي غداة بني بي، فجلس على فراشي كمجلسك مني، فجعلت جويريات لنا يضربن بالدف، ويندبن من قتل من آبائي يوم بدر، إذ قالت إحداهن وفينا نبي يعلم ما في غد، فقال لها: دعي هذه، وقولي بالذي كنت تقولين».

ـ وعن عبيد الله بن عمرو عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن الربيع بنت معوذ بن عفراء قالت: « كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتينا في منزلنا فآخذ ميضأة لنا تكون مدا وثلث مد أو ربع مد فأسكب عليه فيتوضأ ثلاثا ثلاثا».

ـ وعن ابن عقيل عن الربيع بنت معوذ قالت:« أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بقناع فيه رطب وأجر زغب فوضع في يدي شيئا فقال تحلي بهذا واكتسي بهذا».

بعض المواقف من حياتها:

مع الصحابة رضي الله عنهم:
يحكي عبد الله بن محمد بن عقيل، عن الربيع بنت معوذ، قالت: كان بيني وبين ابن عمي كلام - وهو زوجها - فقلت له: لك كل شيء لي وفارقني، قال: قد فعلت، قالت: فأخذ - والله - كل شيء لي حتى فراشي، فجئت عثمان رضي الله عنه فذكرت ذلك له، وقد حصر فقال: الشرط أملك، خذ كل شيء لها حتى عقاص رأسها إن شئت.

مع التابعين رحمهم الله:
يروي أبو عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر عن الربيع بنت معوذ بن عفراء قالت دخلت في نسوة من الأنصار على أسماء بنت مخربة أم أبي جهل في زمن عمر بن الخطاب وكان ابنها عبد الله بن أبي ربيعة يبعث إليها بعطر من اليمن وكانت تبيعه إلى الأعطية فكنا نشتري منها فلما جعلت لي في قواريري ووزنت لي كما وزنت لصواحبي قالت اكتبن لي عليكن حقي فقلت نعم أكتب لها على الربيع بنت معوذ فقالت أسماء خلفي وإنك لابنة قاتل سيده قالت قلت لا ولكن ابنة قاتل عبده قالت والله لا أبيعك شيئا أبدا فقلت وأنا والله لا أشتري منك شيئا أبدا فوالله ما بطيب ولا عرف ووالله يا بني ما شممت عطرا قط كان أطيب منه ولكني غضبت.

ـ وأخرج ابن منده من طريق أسامة بن زيد الليثي، عن أبي عبيدة بن محمد، قال: قلت للربيع بنت معوذ صفي لي رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فقالت: يا بني لو رأيته لرأيت الشمس طالعة.

ـ بعض الأحاديث التي روتها عن النبي صلى الله عليه وسلم:

ـ عن خالد بن ذكوان عن الربيع بنت معوذ قالت
أرسل النبي صلى الله عليه وسلم غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار من أصبح مفطرا فليتم بقية يومه ومن أصبح صائما فليصم قالت فكنا نصومه بعد ونصوم صبياننا ونجعل لهم اللعبة من العهن فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه ذاك حتى يكون عند الإفطار.

ـ وعن عبد الله بن محمد بن عقيل عن الربيع بنت معوذ ابن عفراء أن النبي صلى الله عليه وسلم مسح برأسه مرتين بدأ بمؤخر رأسه ثم بمقدمه وبأذنيه كلتيهما ظهورهما وبطونهما.

وفاتها:
توفيت في خلافة عبد الملك سنة بضع وسبعين رضي الله عنها.
المراجع:
- الإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر العسقلاني
- صفة الصفوة لابن الجوزي
- الطبقات الكبرى لابن سعد
- سير أعلام النبلاء للذهبي
- فتح الباري بشرح صحيح البخاري لإبن حجر العسقلاني
- تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي - سنن أبي داود - سنن أحمد.
 
السلام عليكم

حليمة السعدية
نسب حليمة السعدية :

781_image002.jpg
هي حليمة بنت أبي ذؤيب واسم أبي ذؤيب عبد الله بن الحارث بن شجنة، أم النبي
r_20.jpg
من الرضاعة فهي التي أرضعت رسول الله
r_20.jpg
حتى أكملت رضاعه، واسم أبي رسول الله
r_20.jpg
من الرضاع يعني زوج حليمة الحارث بن عبد العزى.

أخذها للنبي
r_20.jpg
وإرضاعه :

وعن حليمة رضي الله عنها قالت: قدمت مكة في نسوة من بني سعد بن بكر نلتمس الرضعاء في سنة شهباء فقدمت على أتان قمراء كانت أذمت بالركب ومعي صبي لنا وشارف لنا والله ما ننام ليلنا ذلك أجمع مع صبينا ذاك ما يجد في ثديي ما يغنيه ولا في شارفنا ما يغذيه..

فقدمنا مكة فوالله ما علمت منا امرأة إلا وقد عرض عليها رسول الله
r_20.jpg
فإذا قيل: يتيم تركناه وقلنا: ماذا عسى أن تصنع إلينا أمه!

إنما نرجو المعروف من أب الولد فأما أمه فماذا عسى أن تصنع إلينا، فوالله ما بقي من صواحبي امرأة إلا أخذت رضيعًا غيري فلم أجد غيره قلت لزوجي الحارث بن عبد العزى: والله إني لأكره أن أرجع من بين صواحبي ليس معي رضيع لأنطلقن إلى ذلك اليتيم فلآخذنه. فقال: لا عليك..

فذهبت فأخذته فما هو إلا أن أخذته فجئت به رحلي فأقبل على ثدياي بما شاء من لبن وشرب أخوه حتى روى وقام صاحبي إلى شارفي تلك فإذا بها حافل فحلب ما شرب وشربت حتى روينا فبتنا بخير ليلة فقال لي صاحبي: يا حليمة والله إني لأراك أخذت نسمة مباركة.

وكانت رضي الله عنها عندما وقفت على عبد المطلب تسأله رضاع رسول الله قال لها: من أنت؟ قالت: امرأة من بني سعد قال: فما اسمك؟ قالت: حليمة فقال: بخ بخ سعد وحلم, هاتان خلتان فيهما غناء الدهر.

بعض ما حدث للنبي
r_20.jpg
في بيتها :

عن ابن عباس قال: خرجت حليمة تطلب النبي
r_20.jpg
وقد وجدت البهم تقيل، فوجدته مع أخته فقالت: في هذا الحر؟ فقالت أخته: يا أمه ما وجد أخي حرًّا، رأيت غمامة تظلل عليه، إذا وقف وقفت، وإذا سار سارت، حتى انتهى إلى هذا الموضع..

وبينما هو يلعب وأخوه يومًا خلف البيوت يرعيان بَهْمًا لنا، إذ جاءنا أخوه يشتد فقال لي ولأبيه: أدركا أخي القرشي قد جاءه رجلان فأضجعاه وشقا بطنه, فخرجنا نشتد فانتهينا إليه وهو قائم منتقع لونه فاعتنقه أبوه واعتنقته، ثم قلنا: مالك أي بني؟ قال: أتاني رجلان عليهما ثياب بيض فاضجعاني ثم شقا بطني, فوالله ما أدري ما صنعا قالت: فاحتملناه ورجعنا به قالت: يقول أبوه: يا حليمة ما أرى هذا الغلام إلا قد أصيب فانطلقي فلنرده إلى أهله قبل أن يظهر به ما نتخوف..

قالت: فرجعنا به, فقالت: ما يردكما به فقد كنتما حريصين عليه؟ قالت: فقلت: لا والله أن كفلناه وأدينا الحق الذي يجب علينا ثم تخوفنا الأحداث عليه، فقلنا: يكون في أهله فقالت أمه: والله ما ذاك بكما فأخبراني خبركما وخبره, فوالله ما زالت بنا حتى أخبرناها خبره قالت: فتخوفتما عليه، كلا والله إن لابني هذا شأنًا ألا أخبركما عنه؟ إني حملت به فلم أحمل حملاً قط كان أخف عليَّ ولا أعظم بركة منه, ثم رأيت نورًا كأنه شهاب خرج مني حين وضعته أضاءت لي أعناق الإبل ببصرى, ثم وضعته فما وقع كما يقع الصبيان، وقع واضعًا يده بالأرض رافعًا رأسه إلى السماء، دعاه والحقا بشأنكما..

من مواقف حليمة السعدية مع الرسول
r_20.jpg
:

عن أبي الطفيل أن النبي
r_20.jpg
كان بالجعرانة يقسم لحمًا فأقبلت امرأة بدوية, فلما دنت من النبي
r_20.jpg
بسط لها رداءه فجلست عليه, فقلت: من هذه؟ قالوا: هذه أمه التي أرضعته.

وقال ابن سعد في الطبقات: قدمت حليمة بنت عبد الله على رسول الله
r_20.jpg
مكة وقد تزوج خديجة, فتشكت جدب البلاد وهلاك الماشية فكلم رسول الله
r_20.jpg
خديجة فيها، فأعطتها أربعين شاة.

وقد رأت حليمة السعدية من النبي
r_20.jpg
الخير والبركة وأسعدها الله بالإسلام هي وزوجها وبنيها.

وفاة حليمة السعدية رضي الله عنها :
عمّرت رضي الله عنها دهرًا ولم يعرف تحديدًا سنة وفاتها.

المراجع :
الاستيعاب ابن عبد البر.

أسد الغابة ابن الأثير.

الإصابة ابن حجر.

البداية والنهاية ابن كثير.
 
السلام عليكم

السيدة رقية بنت رسول الله

شرف نسب السيدة رقية ومنزلتها :

رقية بنت رسول الله
r_20.jpg
، أمها خديجة بنت خويلد
y_20.jpg
، فهي بنت سيد البشر
r_20.jpg
محمد بن عبد الله بن عبد المطلب الهاشمية.

وكان رسول الله
r_20.jpg
قد زوج ابنته رقية من عتبة بن أبي لهب، وكانت دون العاشرة، وزوج أختها أم كلثوم عتيبة بن أبي لهب، فلما نزلت سورة تبت قال لهما أبوهما أبو لهب وأمهما أم جميل بنت حرب بن أمية حمالة الحطب: فارقا ابنتي محمد. ففارقاهما قبل أن يدخل بهما كرامة من الله تعالى، وهوانًا لابني أبي لهب[1].

قصة إسلام السيدة رقية وهجرتها إلى الحبشة :
أسلمت حين أسلمت أمها خديجة بنت خويلد، وبايعت رسول الله
r_20.jpg
هي وأخواتها حين بايعه النساء.

وولدت السيدة رقية وعمر النبي
r_20.jpg
ثلاث وثلاثون، وبعث النبي وعمره أربعون، وأسلمت رقية مع أمها خديجة، فعلى هذا يكون عمرها عند إسلامها سبع سنوات.

وكانت تكنى بأم عبد الله، وتكنى بذات الهجرتين، أي هجرة الحبشة وهجرة المدينة.

ولما أراد عثمان بن عفان
t_20.jpg
الخروج إلى أرض الحبشة، قال له رسول الله
r_20.jpg
: "اخرج برقية معك". قال: أخال واحد منكما يصبر على صاحبه، ثم أرسل النبي
r_20.jpg
أسماء بنت أبي بكر -رضي الله عنهما- فقال: "ائتني بخبرهما". فرجعت أسماء إلى النبي
r_20.jpg
وعنده أبو بكر
t_20.jpg
فقالت: يا رسول الله، أخرج حمارًا موكفًا فحملها عليه، وأخذ بها نحو البحر. فقال رسول الله
r_20.jpg
: "يا أبا بكر، إنهما لأول من هاجر بعد لوط وإبراهيم عليهما الصلاة والسلام"[2].

زواج السيدة رقية من عثمان بن عفان :
شاءت قدرة الله لرقية أن ترزق بعد صبرها زوجًا صالحًا كريمًا من النفر الثمانية الذين سبقوا إلى الإسلام، وأحد العشرة المبشرين بالجنة، ذلك هو عثمان بن عفان
t_20.jpg
صاحب النسب العريق، والطلعة البهية، والمال الموفور، والخلق الكريم.

وعثمان بن عفان أحد فتيان قريش مالاً، وجمالاً، وعزًّا، ومنعةً، تصافح سمعه همسات دافئة تدعو إلى عبادة العليم الخبير الله رب العالمين، والذي أعزه الله في الإسلام سبقاً وبذلاً وتضحيةً، وأكرمه بما يقدم عليه من شرف المصاهرة، وما كان الرسول الكريم
r_20.jpg
ليبخل على صحابي مثل عثمان
t_20.jpg
بمصاهرته، وسرعان ما استشار ابنته، ففهم منها الموافقة عن حب وكرامة، وتم لعثمان نقل عروسه إلى بيته، وهو يعلم أن قريشًا لن تشاركه فرحته، وسوف تغضب عليه أشد الغضب.

ولكن الإيمان يفديه عثمان بالقلب، ويسأل ربه القبول، ودخلت رقية بيت الزوج العزيز، وهي تدرك أنها ستشاركه دعوته وصبره، وأن سبلاً صعبة سوف تسلكها معه دون شك إلى أن يتم النصر لأبيها وأتباعه. وسعدت رقية -رضي الله عنها- بهذا الزواج من التقي النقي عثمان بن عفان
t_20.jpg
، وولدت رقية غلامًا من عثمان فسماه عبد الله، واكتنى به[3].

وفاة السيدة رقية :
توفيت السيدة رقية -رضي الله عنها- عند عثمان بن عفان مرجع رسول الله
r_20.jpg
من بدر، ودفنت بالمدينة، وذلك أن عثمان استأذن رسول الله
r_20.jpg
في التخلف عند خروجه إلى بدر لمرض ابنته رقية، وتوفيت رقية يوم قدوم زيد بن حارثةالعقيلي من قبل يوم بدر[4].

توفيت ولها من العمر اثنتان وعشرون سنة، ودفنت في البقيع.

رحم الله رقية بطلة الهجرتين، وصلاة وسلامًا على والدها في العالمين، ورحم معها أمها وأخواتها وابنها وشهداء بدر الأبطال، وسلام عليها وعلى المجاهدين الذين بذلوا ما تسع لهم أنفسهم به من نصرة لدين الله ودفاع عن كلمة الحق والتوحيد إلى يوم الدين، والسعي إلى إعلاء كلمة الله.

[1] ابن الأثير: أسد الغابة 7/126.

[2] الحاكم: المستدرك على الصحيحين (6849)، 4/50.

[3] انظر الحاكم: المستدرك على الصحيحين (6850)، 4/51، ابن حجر: الإصابة في تمييز الصحابة 7/648، نساء أهل البيت ص496-498. انظر: بنات النبي ص48، 499.

[4] ابن حبان: الثقات 2/144.
 
السلام عليكم

أم ذر

أم ذر هي امرأة أبي ذر الغفاري رضي الله عنهما.

قصة إسلام أم ذر :
أسلمت مع أبي ذر في أول الإسلام. فعن أبي الصباح الكوفي بإسناد له يصل به إلى النبي r كان إذا أراد أن يتبسم قال لأبي ذر: "يا أبا ذر حدثني بيدء إسلامك", قال: كان لنا صنم يقال له: نهم, فأتيته فصببت له لبنًا ووليت, فحانت مني التفاتة فإذا كلب يشرب ذلك اللبن, فلما فرغ رفع رجله فبال على الصنم فأنشأت أقول:

ألا يا نهم إني قد بدا لـي *** مدى شرفٍ يبعد منـك قربـا

رأيت الكلب سامك خط خسفٍ *** فلم يمنع قفاك اليوم كلبا

فسمعتني أم ذر فقالت: لقد أتيت جرمًا, وأصبت عظمًا حين هجوت نهمًا.

فخبرتها الخبر فقالت:

ألا فابغـنا ربـًّا كريمـًا *** جوادًا في الفضائل يابن وهب

فما من سامه كلب حقير *** فلم يمنـع يداه لنـا برب

فما عبد الحجارة غير غاوٍ *** ركيك العقل ليس بذي لب

قال فقال r: "صدقت أم ذر فما عبد الحجارة غير غاو".

موقف أم ذر مع السيدة عائشة :
عن أيوب أن أم ذر دخلت على عائشة تسلم عليها وذلك في رمضان فقالت لها عائشة: أتسافرين في رمضان، ما أحب أن أسافر في رمضان، ولو أدركني وأنا مسافرة لأقمت.

عن محمد بن واسع أن رجلاً من البصرة ركب إلى أم ذر بعد وفاة أبي ذر يسألها عن عبادة أبي ذر، فأتاها فقال: جئتك لتخبريني عن عبادة أبي ذر
t_20.jpg
، قالت: كان النهار أجمع خاليًا يتفكر.

من كلمات أم ذر :
قالت أم ذر: والله ما سير عثمان أبا ذر, ولكن رسول الله r قال: "إذا بلغ البناء سلعًا فاخرج منها"، فلما بلغ البناء سلعًا وجاوز خرج أبو ذر إلى الشام.

موقف أم ذر يوم وفاة زوجها :
روى الإمام أحمد بسنده عن أم ذر قالت: لما حضرت أبا ذر الوفاة بكيت، فقال: ما يبكيك؟ قالت: وما لي لا أبكي وأنت تموت بفلاة من الأرض ولا يد لي بدفنك، وليس عندي ثوب يسعك فأكفنك فيه؟ قال: فلا تبكي وأبشري، فإني سمعت رسول الله r يقول: "لا يموت بين امرأين مسلمين ولدان أو ثلاثة فيصبران أو يحتسبان فيردان النار أبدًا"، وإني سمعت رسول الله r يقول: "ليموتن رجل منكم بفلاة من الأرض يشهده عصابة من المؤمنين"، وليس من أولئك النفر أحد إلا وقد مات في قرية أو جماعة، وإني أنا الذي أموت بفلاة والله ما كَذَبْتُ وَلا كُذِبْتُ.

قال أبو نعيم في الحلية: فقال لها: فانظري الطريق. فقالت: أنّى وقد انقطع الحاج، فكانت تشتد إلى كثيب تقوم عليه تنظر ثم ترجع إليه فتمرضه، ثم ترجع إلى الكثيب، فبينما هي كذلك إذا بنفر تخب بهم رواحلهم كأنهم الرخم على رحالهم، فألاحت بثوبها فأقبلوا حتى وقفوا عليها، قالوا: ما لك؟ قالت: امرؤ من المسلمين تكفنونه يموت. قالوا: من هو؟ قالت: أبو ذر فغدوه بإبلهم ووضعوا السياط في نحورها يستبقون إليه حتى جاءُوه.

وقال: أبشروا فحدثهم، وقال: إني سمعت رسول الله r يقول: "لنفر أنا فيهم ليموتن منكم رجل بفلاة من الأرض فتشهده عصابة من المؤمنين"، وليس منهم أحد إلا وقد هلك في قرية وجماعة، وأنا الذي أموت بالفلاة، أنتم تسمعون إنه لو كان عندي ثوب يسعني كفنًا لي أو لامرأتي لم أكفن إلا في ثوب لي أو لها، أنتم تسمعون إني أنشدكم الله والإسلام أن لا يكفنني رجل منكم كان أميرًا أو عريفًا أو نقيبًا أو بريدًا، فليس أحد من القوم إلا قارف بعض ما قال، إلا فتى من الأنصار، قال: يا عم أنا أكفنك لم أصب مما ذكرت شيئًا أكفنك في ردائي هذا الذي علي, وفي ثوبين في عيبتي من غزل أمي حاكتهما لي.

قال: أنت فكَفني، فكفنه الأنصاري في النفر الذي شهدوه منهم حجر بن الأدبر ومالك بن الأشتر في نفر كلهم يمان.

المراجع :
الإصابة في تمييز الصحابة ابن حجر.

حلية الأولياء أبو نعيم.

تاريخ دمشق ابن عساكر.
 
السلام عليكم

صفية بنت عبد المطلب
824_image002.jpg
هي صفية بنت عبد المطلب، الهاشمية. وهي عمة الرسول
r_20.jpg
وشقيقة سيدنا حمزة. وأم حواري النبي
r_20.jpg
: الزبير وأمها من بني زهرة.

تزوجها الحارث، أخو أبي سفيان بن حرب فتوفي عنها.

وتزوجها العوام. أخو سيدة النساء خديجة بنت خويلد فولدت له: الزبير والسائب وعبد الكعبة.

قصة إسلام صفية بنت عبد المطلب:
هي من المهاجرات الأول، ولا يُعلم هل أسلمت مع حمزة أخيها، أو مع الزبير ولده؟

ملامح من شخصية صفية بنت عبد المطلب:
شجاعتها:

تظهر شجاعة السيدة صفية بنت عبد المطلب لما كانت في حصن فارع ورأت يهودي يطوف حول الحصن فنزلت إليه بعمود خيمتها وقتلته.

بعض المواقف من حياتها مع الرسول
r_20.jpg
:

لقد بايع الرسول
r_20.jpg
الصحابيات على الإسلام وما مسّت يدُهُ يد امرأة منهنّ، وكانت عمّته صفية رضي الله عنها معهن، فكان لبيعتها أثرٌ واضح في حياته، بإيمانها بالله ورسوله، ومعروفها لزوجها، وحفاظها على نفسها،والأمانة والإخلاص في القول والعمل.


قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلا يَسْرِقْنَ وَلا يَزْنِينَ وَلا يَقْتُلْنَ أَوْلادَهُنَّ وَلا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [الممتحنة:12].

- لم تكن صفية رضي الله عنها لتنسى قول رسول الله
r_20.jpg
في أول أيام إسلامها، لمّا نزل قوله تعالى: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِين} [الشعراء: 214].


قام رسول الله
r_20.jpg
وقال: "يا فاطمة بنت محمد، يا صفية بنت عبد المطلب، يا بني عبد المطلب، لا أملك لكم من الله شيئًا، سلوني من مالي ما شئْتُم", فخصّها بالذكر كما خصّ ابنته فاطمة أحب الناس إليه.


- زعم هشام بن عروة أن الزبير بن العوام خرج إلى ياسر أخو مرحب, فقالت أمه صفية بنت عبد المطلب: يقتل ابني يا رسول الله, قال: "بل ابنك يقتله إن شاء الله", فخرج الزبير فالتقيا، فقتله الزبير.

المواقف من حياتها مع الصحابة:
أقبلت صفية بنت عبد المطلب لتنظر إلى أخيها حمزة فلقيها الزبير, فقال: أي أمة, إن رسول الله
r_20.jpg
يأمرك أن ترجعي, قالت: ولِمَ, وقد بلغني أنه مثل بأخي وذلك في الله فما أرضانا بما كان من ذلك لأصبرن وأحتسبن إن شاء الله, فجاء الزبير فأخبره, فقال: "خل سبيلها", فأتت إليه واستغفرت له ثم أمر به ودفن.


من كلمات صفية بنت عبد المطلب
- قال ابن إسحاق: وقالت صفية بنت عبد المطلب، تبكي أخاها حمزة بن عبد المطلب:


أسائلة أصحاب أحد مخافة *** بنات أبي من أعجـم وخـبير

فقال الخبير إن حمزة قد ثوى *** وزير رسول الله خيـر وزير

دعاه إله الحق ذو العرش دعوة *** إلى جنة يحيا بهـا وسـرور


فذلك ما كنا نرجي ونرتجي *** لحمزة يوم الحشر خيـر مصير

فوالله لا أنساك ما هبت الصبا *** بكاء وحزنًا محضري ومسيري

على أسد الله الذي كان مدرها *** يذود عن الإسلام كل كفور

فيا ليت شلوي عند ذاك وأعظمي *** لدى أضبع تعتادني ونسور

أقول وقد أعلى النعي عشيرتي *** جزى الله خيرًا من أخ ونصير

- فقالت صفية ابنة عبد المطلب تبكي أباها:

أرقت لصوت نائحة بليل *** على رجل بقارعة الصعيد

ففاضت عند ذلكم دموعي *** على خدي كمنحدر الفريد

على رجل كريم غير وغل *** له الفضل المبين على العبـيد

على الفياض شيبة ذي المعالي *** أبيك الخير وارث كل جود

صدوق في المواطن غير نكس *** ولا شخت المقام ولا سنيد

طويل البـاع أروع شيظمي *** مطاع في عشيرته حمـيد

رثائها للرسول
r_20.jpg
:


ألا يا رسول الله كنت رجاءنا *** وكنت بنا بَرًّا ولم تك جافيا

وكنت رحيمًا هاديًا معلمًا *** ليبك عليك اليوم من كان باكيا

لعمرك ما أبكى النبي لفقده *** ولكن لما أخشى من الهرج آتيا

كأن على قلبي لذكر محمد *** وما خفت من بعد النبي المكاويا

أفاطم صلى الله رب محمد *** على جدث أمسى بيثرب ثاويا

فدى لرسول الله أمي وخالتي *** وعمي وآبائي ونفسي وماليا

صدقت وبلغت الرسالة صادقا *** ومت صليب العود أبلج صافيا

فلو أن رب الناس أبقى نبينا *** سعدنا ولكن أمره كان ماضيا

عليك من الله السلام تحية *** وأدخلت جنات من العدن راضيا

أرى حسنًا أيتمته وتركته *** يبكي ويدعو جده اليوم نائيا

وفاة صقية بنت عبد المطلب:
توفيت صفية بنت عبد المطلب رضي الله تعالى عنها في خلافة عمر سنة عشرين, ولها من العمر ثلاث وسبعون سنة, ودفنت في البقيع.

المراجع:

- سير أعلام النبلاء.

- الإصابة في تمييز الصحابة.

- سيرة ابن هشام.

- سيرة ابن كثير.

- الاستيعاب.

- الطبقات الكبرى.
 
السلام عليكم

أم رومان

نسب أم رومان :

هي أم رومان بنت عامر بن عويمر بن عبد شمس بن عتاب.

والخلاف في نسبها كبير جدًّا وأجمعوا أنها من بني غنم بن مالك بن كنانة[1].

قصة إسلام أم رومان :
وأسلمت أم رومان بمكة قديمًا[2].

ونشأت أم رومان في منطقة بجزيرة العرب اسمها السراة، وكانت ذات أدب وفصاحة، وتزوجها قبل أبي بكر أحد شباب عصرها البارزين في قومه واسمه الحارث بن سخيرة الأزدي، فولدت له الطفيل، وكان زوجها الحارث يرغب في الإقامة في مكة، فدخل في حلف أبي بكر الصديق، وذلك قبل الإسلام، وتوفي الحارث بعد فترة بسيطة فتزوجها أبو بكر إكرامًا لصاحبه بعد مماته.

وشاءت الإرادة الإلهية أن يكون أبو بكر الصديق
t_20.jpg
سابق الرجال إلى الإسلام وسابقهم إلى الجنة بعد الأنبياء عليهم السلام, وبالطبع رجعت ثمرة هذا الفوز العظيم إلى زوجة أبي بكر أم رومان، التي سارعت إلى نطق شهادة التوحيد بعد أن أعلن أبو بكر إسلامه، ثم بايعت النبي
r_20.jpg
وهاجرت إلى المدينة مع أهل النبي
r_20.jpg
وأهل أبي بكر حين قدم بهم في الهجرة.

ولدت أم رومان لأبي بكر الصديق عائشة وعبد الرحمن.

وكان النبي
r_20.jpg
يتردد على دار أبي بكر، فتتلقاه السيدة أم رومان بالسعادة الغامرة والبشر والترحاب.

من مواقفها مع الرسول r والسيدة عائشة :
وقفت أم رومان وهي أم عائشة رضي الله عنها بجوار ابنتها في محنتها العصيبة في حديث الإفك وتروي لنا هذه المحنة فتقول: بينما أنا مع عائشة جالستان إذ ولجت علينا امرأة من الأنصار وهي تقول فعل الله بفلان وفعل قالت: فقلت: لم؟ قالت: إنه نما ذكر الحديث, فقالت عائشة: أي حديث؟ فأخبرتها, قالت: فسمعه أبو بكر ورسول الله
r_20.jpg
؟ قالت: نعم, فخرت مغشيًّا عليها, فما أفاقت إلا وعليها حمى بنافض, فجاء النبي
r_20.jpg
فقال: ما لهذه؟ قلت: حمى أخذتها من أجل حديث تحدث به فقعدت, فقالت: والله لئن حلفت لا تصدقونني ولئن اعتذرت لا تعذرونني, فمثلي ومثلكم كمثل يعقوب وبنيه فالله المستعان على ما تصفون.

فانصرف النبي
r_20.jpg
فأنزل الله ما أنزل فأخبرها, فقالت: بحمد الله لا بحمد أحد[3].

وهكذا تقف الأم الحنون في محنة ابنتها، تواسيها وتقدم لها النصح والإرشاد، وتذكرها برحمة الله وبفرجه القريب، حتى تنكشف الغمة، ويأتي الفرج من السماء.

وعن عائشة رضي الله عنها قالت: تزوجني النبي
r_20.jpg
وأنا بنت ست سنين فقدمنا المدينة فنزلنا في بني الحارث بن خزرج فوعكت فتمزق شعري فوفى جميمة.

فأتتني أمي أم رومان وإني لفي أرجوحة ومعي صواحب لي فصرخت بي, فأتيتها لا أدري ما تريد بي فأخذت بيدي حتى أوقفتني على باب الدار وإني لأنهج حتى سكن بعض نفسي, ثم أخذت شيئًا من ماء فمسحت به وجهي ورأسي, ثم أدخلتني الدار فإذا نسوة من الأنصار في البيت, فقلن: على الخير والبركة وعلى خير طائر فأسلمتني إليهن, فأصلحن من شأني, فلم يرعني إلا رسول الله
r_20.jpg
ضحى فأسلمتني إليه وأنا يومئذ بنت تسع سنين[4].

وفاة أم رومان رضي الله عنها :
اختلف في وفاتها فقيل توفيت سنة ست من الهجرة ودفنها النبي واستغفر لها وقال: "من سره أن ينظر إلى امرأة من الحور العين فلينظر إلى أم رومان".

والرأي الآخر أنها عاشت بعد ذلك بكثير وحجتهم في ذلك أقوى وقد أخذ البخاري بهذا الرأي بعد أن توفرت لديه الأدلة على رجحانه ومن هذه الأدلة:

1- حديث مسروق وفيه: عن مسروق سألتُ أم رومان.

2- حديث تخيير نساء النبي وفيه أن النبي
r_20.jpg
طلب من عائشة أن تستشير أباها أبا بكر وأمها أم رومان وكان ذلك عام تسعة هجرية.

[1] تهذيب الكمال: جزء 35 - صفحة 359.

[2] الطبقات الكبرى: جزء 8 - صفحة 276.

[3] صحيح البخاري: جزء 3 - صفحة 1239.

[4] صحيح البخاري: جزء 3 - صفحة 1414.
 
السلام عليكم

حمنة بنت جحش

نسب حمنة بنت جحش: هي حمنة بنت جحش بن رياب الأسدية من بني أسد بن خزيمة أخت زينب بنت جحش.

وكانت عند مصعب بن عمير وقتل عنها يوم أحد, فتزوجها طلحة بن عبيد الله فولدت له محمدًا وعمران ابني طلحة بن عبيد الله, وكانت من المبايعات, وشهدت أحدًا فكانت تسقي العطشى وتحمل الجرحى وتداويهم.

من أهم ملامح شخصية حمنة بنت جحش: اجتهادها في العبادة: روى الإمام أحمد في مسنده عن ثابت عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: رأى رسول الله r حبلاً ممدودًا بين ساريتين فقال: "لمن هذا؟", قالوا: لحمنة بنت جحش, فإذا عجزت تعلقت به, فقال: "لتصل ما طاقت فإذا عجزت فلتقعد".

من مواقف حمنة بنت جحش مع الرسول r : يروي محمد بن عبد الله بن جحش قال: قام النساء حين رجع رسول الله من أحد يسألن الناس عن أهليهن فلم يخبرن حتى أتين النبي r فلا تسأله امرأة إلا أخبرها, فجاءته حمنة بنت جحش, فقال: "يا حمنة احتسبي أخاك عبد الله بن جحش", قالت: إنا لله وإنا إليه راجعون رحمه الله وغفر له, ثم قال: "يا حمنة احتسبي خالك حمزة بن عبد المطلب", قالت: إنا لله وإنا إليه راجعون رحمه الله وغفر له, ثم قال: "يا حمنة احتسبي زوجك مصعب بن عمير", فقالت: يا حرباه, فقال النبي r: "إن للرجل لشعبة من المرأة ما هي له شيء", قال محمد بن عمر في حديثه: وقال لها النبي r: "كيف قلت على مصعب ما لم تقولي على غيره؟", قالت: يا رسول الله ذكرت يتم ولده.

ولما ولدت حمنة بنت جحش محمد بن طلحة بن عبيد الله جاءت به إلى رسول الله r فسماه محمدًا وكناه أبا سليمان. وعن إبراهيم بن محمد بن طلحة عن عمه عمران بن طلحة عن أمه حمنة بنت جحش قالت: أتيت رسول الله r فقلت: إني قد استحضت حيضة منكرة شديدة, فقال: "احتشي كرسفًا", قلت: إنه أشد من ذاك, إنى أثجه ثجًّا, قال: "تلجمي, وتحيضي في كل شهر في علم الله ستة أيام أو سبعة أيام, ثم اغتسلي غسلاً وصومي وصل ثلاثًا وعشرين أو أربعًا وعشرين, واغتسلي للفجر غسلاً وأخري الظهر وعجلي العصر, واغتسلي غسلاً وأخري المغرب وعجلي العشاء, واغتسلي غسلاً وهذا أحب الأمرين إلي", ولم يقل: يزيد مرة واغتسلي للفجر غسلاً.

ومما روته حمنة بنت جحش عن رسول الله r : "ألا إن الدنيا حلوة خضرة, فرب متخوض في الدنيا ليس له يوم القيامة إلا النار". المراجع : - الاستيعاب. - الإصابة في تمييز الصحابة. - مسند أحمد بن حنبل. - الطبقات الكبرى. - في مناقب أمهات المؤمنين. - المعجم الكبير. - كنز العمال.

موقع قصة الاسلام
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top