- إنضم
- 27 سبتمبر 2013
- المشاركات
- 8,400
- نقاط التفاعل
- 13,024
- النقاط
- 356
- العمر
- 28
- محل الإقامة
- وهران
- الجنس
- أنثى
![%D9%83%D9%8A%D9%81_%D8%AA%D9%83%D9%88%D9%86_%D9%86%D9%81%D8%B3%D9%8A%D8%AA%D9%83_%D9%85%D8%B1%D8%AA%D8%A7%D8%AD%D8%A9.jpg](/forum/proxy.php?image=https%3A%2F%2Fmodo3.com%2Fthumbs%2Ffit630x300%2F27207%2F1439340040%2F%25D9%2583%25D9%258A%25D9%2581_%25D8%25AA%25D9%2583%25D9%2588%25D9%2586_%25D9%2586%25D9%2581%25D8%25B3%25D9%258A%25D8%25AA%25D9%2583_%25D9%2585%25D8%25B1%25D8%25AA%25D8%25A7%25D8%25AD%25D8%25A9.jpg&hash=9024a083cb8c0fbe9dc97d736749e4fd)
من منّا لا يتمنّى أن لا يكون مرتاح النّفس والبال ، فهذا الأمنية يتمنّاها الجميع من النّاس على اختلاف أعمارهم وصفاتهم ، ذلك بأنّ راحة النّفس والبال هي من أهمّ الأسباب التي تؤدّي إلى السّعادة ، ولا عبرة لمن يقول بأنّ المال هو أهمّ شيءٍ يجعل النّفس مرتاحة ، ذلك بأنّ المال قد يكون سبباً للشّقاء والتّعب والنّصب لمن يسعى إليه ، وقد يتحوّل الإنسان السّاعي لجمع المال إلى أن يكون عبداً له أسيرا ، فالمال قد يكون أحد الأدوات التي تصنع السّعادة بلا شكّ ، إلا أنّه ليس أهمّ الأدوات بل يسبقها في الأهميّة أمورٌ كثيرةٌ ، فالإنسان قد تأتيه راحة النّفسيّة والبال حين يحقّق ذاته وطموحه في الحياة ، ويبقى السّؤال الذي يشغل بال الكثيرين هو كيف أكون مرتاح النّفسية والبال ؟
إنّ أوّل شيءٍ يجب أن يتفطّن إليه الإنسان أنّ حبّ الشّيء والتّعلق به مما يورّث في القلب الهمّ والحزن ، وفي الحديث حبّك الشّيء يعمي ويصم ، فالإنسان حين يتعلّق بشيءٍ أو شخصٍ تعلّقاً كبيراً تراه يتوجّه إليه بكلّ مشاعره وينشغل قلبه به ، فتراه يفتقد إلى الرّاحة النّفسية وخاصّةً عندما يغيب عنه ذلك الحبيب ، فتراه يقلق حين يغيب عنه ويتوتّر ، ويحزن ويغتم إذا أصابه مكروه ، والعلاج لهذه الحالة يكون بأن يكون الإنسان وسطيّاً في محبّته وبغضه بأن يحب باعتدال وإذا كره أن يكره باعتدال .
على الإنسان وحتى يكون مرتاح النّفس مطمئنّاً أن يكون متحرّراً من قيود الحياة ، ذلك لأنّ القيود قد تكون عائقاً أمام الإنسان لتحقيق رغباته وتطلعاته ، وخاصّةً إذا لم تستند تلك القيود إلى قيم الدّين وأعراف المجتمع .
على الإنسان أن ينفّس عن مشاعره الدّفينة باستمرار ، فالأفكار التي تشغل الإنسان ، والهموم التي تستحوذ على قلبه لا يمكن التّحرّر منها والتّخلص من أسرها إلا بالتّنفيس عن ذلك بالخروج مع الأصدقاء ومشاركة الهموم والمشاكل معهم ، ومجالسة الفكهاء والضّحك الذي يؤدي إلى منح العقل حالةً من السّعادة لا توصف ، وحتّى البكاء قد يكون حالة تنفيسٍ تمنح النّفس الرّاحة أحياناً .
يبقى أن نقول أنّ ذكر الله تعالى والصّلاة هي من أهمّ الأمور التي تجعل النّفس مرتاحةً مطمئنّةً ، كما أنّ حسن التّوكل مع الرّضا بما قسمه الله تعالى هي ممّا يبعث في النّفس الرّاحة والسّعادة .