إذا ذُكِرَ الأستاذُ العُقبيُّ، فَاصْغِ أَيّهَا الْمُتَطَاوِلُ وَعِيّ.

ابو ليث

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
8 جانفي 2010
المشاركات
10,466
نقاط التفاعل
10,286
النقاط
356
محل الإقامة
الجزائر

bismEllah.gif



إذا ذُكِرَ الأستاذُ العُقبيُّ، فَاصْغِ أَيّهَا الْمُتَطَاوِلُ وَعِيّ.


الحمد لله الذي جعل العلماء ورثة الأنبياء ، وخصهم من فضله بما شاء ، ورفعهم على العالمين درجات بما أخلصوا له من النيات ، والصلاة والسلام الأتمان على نبينا محمد وعلى صحبه وآله الطيبين الطاهرين ومن سار على نهجهم إلى يوم الدين .
أمَّا بعدُ :

ترى الغرب الكافر يمجد أسلافه ويحترمهم و ينشر علمهم و تراثهم جيلا بعد جيل ، ويحتفي بهم في مدارسهم و جميع مؤسساتهم ومحافلهم، فما بال البعض من قومي يهدم الصرح وقواعد البنيان ، ويزيل مصابيح الدجى ليعيش في الظلام ، هل هذه شباك باتت تنسج بخيوط الحقد على الصالحين من الأسلاف!؟ كادت سفينة الحق أن تغرق لولا الله الذي سخر لها القائد المصلح الرُبَّان ، فتكلم المتطاول على الكبار الذين أنقذوا السفينة إلى ساحل الأمان، وعندما سلم الجميع من الهلاك أنكر المتطاول معروف وجميل الرُبَّان !
نعم هي خرجت من خرجات بعض قومي يتهم فيها أحد رموز الإصلاح بالتكفير وينبزه بالوهابية يتهم فيها أحد علماء بلدتي العريقة مدينة الزيبان ، إنه شامتها وعزها و أحد رجالاتها إذا ذكرت مدينتي فتذكر به وإذا ما أردنا الشرف والعز نذكره في جميع المحافل، وإذا أردنا معرفة طريق الحق من الباطل نقتدي به ، نعم إنه الطيب العقبي من مدينة الفاتح عقبة ، مدينة العلماء والصالحين .
وههنا لن أذكر سيرته العطرة فهي مدونة واضحة لا تحتاج لبيان وزيادة توضيح ،فهو من أشرف القوم علما ونسبا، يعرفه الصغير والكبير ،المشرق والمغرب، عاش ومات من أجل الجزائر وخلف رجالا يحملون القيم ويحافظون عليها .
وصدق العلامة الإبراهيمي حين قال : ( الأستاذ العقبي أشهر من أن نعرف به، ونتحدث عن ثباته، وإخلاصه وصراحته وجراءته، ولقد كان منذ أيام الحجاز وحل ببلدة سيدي عقبة معلنا بكلمة الحق داعيا إلى الكتاب والسنة، منكرا لشرك القبوريين، وبدع الطرقيين، وكان له من جراء ذلك أعداء). [جريدة الشِّهاب : العدد 115 /ص17].
وسأكتفي بذكر ما قيل فيه ومن أثنى عليه ممن عرفه وعايش أيامه:
ونبدأ بالرئيس الحبيب المقرب للطيب العقبي العلامة عبد الحميد بن باديس ، الذي أراد أن يفرق المدير بين بينهما وأراد أن يفرق بين منهجهما الواحد لكي يسهل عليه الطعن والتطاول على الثاني دون الاول.
قال صديقه المقرب ابن باديس رحمه الله تعالى : (من ذا الذي لا يتمثل في ذهنه العلم الصَّحيح والعقل الطاهر، والصَّراحة في الحقّ والصَّرامة في الدِّين، والتّحقّق بالسّنّة، والشّدّة على البدعة، والطِّيبة في العِشرة، والصِّدق في الصُّحبة إذا ذُكِرَ الأستاذُ العُقبيُّ). [جريدة الشهاب. عدد 158 في 2 - 8 - 1928، ص 20].
و قال فيه كذلك:( يعرف الناس العقبي واعظا مرشدا يلين القلوب القاسية، ويهد البدع والضلالات العاتية بقوة بيانه وشدة عارضته، ولكن العقبي الشاعر لا يعرفه كثير من الناس، فلما ترنحت السفينة على الأمواج وهب النسيم العليل هب العقبي الشاعر من رقدته وأخذ يشنف أسماعنا بأشعاره ويطربنا بنغمته الحجازية مرة والنجدية أخرى، ويرتجل البيتين والثلاثة والأربعة في المناسبات، وهاج بالرجل شوقه إلى الحجاز فلو ملك قيادة الباخرة لما سار بها إلا إلى جدة دون أن يعرج على مارساي، وإن رجلا يحمل ذلك الشوق كله للحجاز ثم يكبته ويصب على بلاء الجزائر وويلاتها ومظالمها لرجل ضحى في سبيل الجزائر تضحية أي تضحية).
وهاهو العلامة الإبراهيمي يشيد بمكانة العقبي الذي أنكرها المدير:
قال الشيخ الإبراهيمي: ( هو من أكبر الممثلين لهديها – أي الجمعية – وسيرتها والقائمين بدعوتها، بل هو أبعد رجالها صيتا في عالم الإصلاح الديني وأعلاهم صوتا في الدعوة إليه… وإنما خلق قوّالا للحق أمّارا بالمعروف نهّاء عن المنكر وقافا عند حدود دينه، وإن شدته في الحق لا تعدو بيان الحق وعدم المداراة فيه وعدم المبالاة بمن يقف في سبيله). [ أثار الإبراهيمي ـ 1 / 167 ـ]
وها هو الشيخ المبارك الميلي يثني على أخيه الطيب العقبي وعلى قصيدته " إلى الدين الخالص ":
قال الشيخ المبارك الميلي: ( ولكن أتى الوادي فطم على القرى، إذ حمل العدد الثامن في نحره المشرق قصيدة «إلى الدين الخالص» للأخ في الله داعية الإصلاح وخطيب المصلحين الشيخ الطيب العقبي أمد الله في أنفاسه، فكانت تلك القصيدة أول المعول مؤثرة في هيكل المقدسات الطرقية، ولا يعلم مبلغ ما تحمله هذه القصيدة من الجراءة ومبلغ ما حدث عنها من انفعال الطرقية، إلا من عرف العصر الذي نشرت فيه وحالته في الجمود والتقديس لكل خرافة في الوجود). [رسالة الشِّرك (ص284)].
وتكفي الشهادات أن تكون من الكبار فهم يعرفون قدر الكبار.
قال الشيخ أبو يعلى الزواوي في العقبي هو : (العلامة السلفي الصالح داعية الإصلاح الديني).[ جريدة البصائر السنة الأولى عدد48 ص8 5)].
وقال العلامة شكيب أرسلان: (أما تاريخ الجزائر فوالله ما كنت أظن في الجزائر من يفري هذا الفري .ولقد أعجبت به كثيرا كما اني معجب بكتابة ابن باديس،.فالميلي وابن باديس والعقبي والزاهري حملة عرش الأدب الجزائري الأربعة).[ دراسات و أبحاث في تاريخ الجزائر الحديث و المعاصر الجزء الأول].
وقال الشيخ محمد تقي الدين الهلالي: (... الأستاذ السلفي الداعية النبيل الشيخ الطيب العقبي).[ مجلة (البصائر)؛ السنة الأولى، العدد (29)، (ص2)]
وقال أحد كتاب جريدة النجاح: ( أما الشيخ العقبي فله فصاحة تامة يتخلص بها من موضوع إلى موضوع بسهولة ولم يتلعثم في خطابه، وذلك دليل على براعة في المنطق). [1 ـ عدد 280 / ص2 عام 1344 هـ / 1925 م].
أسس العقبي جريدة الإصلاح ببسكرة التي يقول عنها العلامة الإبراهيمي : ( فكان اسمها أخف وقعا، و كانت مقالاتها أسد مرمى وأشد لذعا ).
وقد سماه العلامة بن باديس : الزعيم الكبير .
وكتب عن المجلة الشيخ ابن باديس وبشر بقرب صدورها فقال : ( ستصدر تحت الاسم أعلاه جريدة لخطيب السلفيين وشاعرهم الزعيم الكبير الشيخ الطيب العقبي، بحسبي التنويه بما ستجمل به الإصلاح الصحافة الجزائرية من آيات البيان، وغرر البلاغة، وفنون الكلام، وبديع الأساليب، وما تخدم به حزب الإصلاح الديني من آيات الحكمة وقواطع الحجة في أبواب الدعوة ومطارح الجدل، بحسبي ذلك أن أقول إنها للأستاذ العقبي، فقد عرفه الناس في مجالسه وما نشرته الصحف من كلامه، الخطيب المفوه، والكاتب الضليع ). [جريدة الشهاب العدد106(ص15].
و قد رد على المتطاول شيخنا عبد الغني عوسات في دورة الطيب العقبي الثانية بمدينة عقبة بن نافع وكانت هذه الدورة تحت إشراف السلطات المحلية و الأمنية و من نشاطات جمعية الطيب العقبي وفقهم الله تعالى :
وهذا تفريغ ما قال : نشكر لأهل مدينة عقبة – هكذا – الله يبارك فيكم وتكونوا كما كان عقبة بن نافع في دعوته أنتم كذلك تكونون في دعوتكم ، وكما كان الطيب العقبي كذلك ، كما تقولون أنتم عقبة وعقبة و العاقبة للمتقين و العقوبة لمن يخالفه في دعوته هؤلاء داخلين ، لأنه يوجد بعض الجهال بلغني أنه قال دعوة الطيب العقبي وهابية ،( وهي سنية والله ) ، لا تكذبوا على الطيب العقبي ، إذا تكلم المرأ في غير فنه أتى بهذه العجائب ، الرجل تكلم فيه و تخصصه فلسفة يا أخوان ، هذا الرجل يقولون مدير في الشؤون ، قال هذا الطيب العقبي وهابي وقريب إلى التكفير – عليك من الله ما تستحق –يليق أن يعتذر .
لأن الطيب العقبي كان على الكتاب والسنة وقول السلف ، إذا اتهمت الطيب العقبي فإنك تتهم الكتاب والسنة و منهج السلف ، لا تعرفه أسكتوا لكي لا تغلطوا في حق هؤلاء ، ولكي لا تغلطوا في حق الدعوة ، فالطيب العقبي تفتخر به هذه المدينة ، لأنه كان من المصلحين وكان خاصة في دعوة التوحيد، فكان عنده كتابا وسنة وآثارا. إهـ.
ومن أقوال الطيب العقبي المأثورة رحمه الله تعالى :
قال: (إننا نعتقد ولم نزل نعتقد في إيمان وإخلاص بأن الدين وحده هو الذي ينهض بهذه الأمة حديثا، كما نهض بها قديما، بالدين فقط نصل إلى حيث نأمل ونبلغ كلّ ما نرجوه ونتمنّاه، والدين هو رأس مالنا الذي لا خسارة معه، ولا ندامة تلحق العاملين به والمعتصمين بحبله المتين، وإذن فالدين قبل كل شيء ). [مجلة الإصلاح العدد 46]
وقال - رحمه الله - في مقال له بعنوان ( يقولون وأقول ) : ( يقولون لي : إن عقائدك هذه هي عقائد الوهابية ، فقلت لهم : إذن الوهابية هم الموحدون ) .[ جريدة الشهاب العدد 119 - 30 ربيع الثاني 1346 هـ / 27 أكتوبر 1927 م ، ص 14].
وقد صرح في قصيدة بعقيدته ولم يخشى أحدا وسماها "إلى الدين الخالص"وقد زلزلت عروش الطرقية وأتت بنيانهم من القواعد فخر عليهم السقف من فوقهم قال فيها:
مذهبي شرع النبي المصطفى *** واعتقادي سلفي ذو سداد
خطتي علم وفكر ونظر *** في شؤون الكون بحث واجتهاد
وطريق الحق عندي واحد *** مشربي مشرب قرب لا ابتعاد
ومما قاله ـ رحمه الله ـ في قصيدته عن البدع وأهلها:
أيها السائل عن معتقدي *** يبغي مني ما يحوي الفؤاد
إنني لست ببدعي ولا *** خارجي دأبه طول العناد
يحدث البدعة في أقوامه *** فتعم الأرض نجدا و وهاد
ليس يرضى الله من ذي بدعة *** عملا إلا إذا تاب وهاد.
وإليك أيها المدير رد العلامة بن باديس على من يتهم الجمعية و أعضاؤها بالوهابية :
قال العلامة ابن باديس وهو يرد على بعض خصوم الدعوة الإصلاحية بالجزائر : ( ثم يرمي الجمعية بأنها تنشر المذهب الوهابي ، أفتعد الدعوة إلى الكتاب والسنة وما كان عليه سلف الأمة وطرح البدع والضلالات واجتناب المرديات والمهلكات ؛ نشرا للوهابية ؟!! ، أم نشر العلم والتهذيب وحرية الضمير وإجلال العقل واستعمال الفكر واستخدام الجوارح ؛ نشرا للوهابية ؟ !! ، إذاً فالعالم المتمدن كله وهابي! فأئمة الإسلام كلهم وهابيون ! ما ضرنا إذا دعونا إلى ما دعا إليه جميع أئمة الإسلام وقام عليه نظام التمدن في الأمم إن سمانا الجاهلون المتحاملون بما يشاءون ، فنحن - إن شاء الله - فوق ما يظنون ، والله وراء ما يكيد الظالمون . [جريدة " الصراط السوي العدد 3 ( 5 جمادى الثانية 1352 هـ / 5 سبتمبر 1933 م ، ص 4 )]
و أقوال الزعيم كثيرة مسطرة يرجع إليها في الأثار و المواقع والمنتديات، فقد عاش على السنة ومات على السنة رحمه الله تعالى وجعل قبره روضة من رياض الجنة .
وهذا ما تيسر جمعه وأرجو أن أكون قد وفيت ببعض حقه علينا فهو منا ونحن منه ونحن أولى بالدفاع عنه ونفخر بذلك وكل جزائري يفتخر به فالطيب العقبي حي بذكره وعلمه و أثاره ، وأما المتطاول فهو ميت بجهله .
وصدق الشاعر أبو العتاهية حين قال :
منَ الناسِ مَيْتٌ وهوَ حيٌّ بذكرِهِ *** وحيٌّ سليمٌ وهْوَ فِي النَّاسِ مَيتُ
فأمَّا الذي قَدْ ماتَ والذِكرُ ناشرٌ *** فمَيتٌ لهُ دينٌ، بهِ الفضْلُ يُنعَتُ
وأمّا الذي يَمشي، وقد ماتَ ذِكرُهُ، *** فأحْمَقُ أفنى دينَهُ، وهوَ أمْوَتُ
ومن أراد معرفة سيرته وترجمته فليرجع إلى موقع راية الإصلاح :
الشَّيخُ الطَّيِّبُ العُقْبِيُّ «خطيبُ السَّلفيِّين وشاعرهم»
http://www.rayatalislah.com/index.ph...04-04-12-33-08
وكذلك موقع خاص بالطيب العقبي وهم مولود جديد يعرف بكل ما له صلة بالعلامة الطيب العقبي .
elokbi02

هذا وصلى الله على نبينا محمد و صحبه وآله أجمعين .

كتبه وجمعه : أبو عبد السلام جابر البسكري
ليلة الجمعة : 1 ربيع الثاني 1438 هجري.

 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top