عبد الله بن المبارك

زاد الرحيل

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
14 جوان 2016
المشاركات
4,624
نقاط التفاعل
8,128
النقاط
996
محل الإقامة
الجزائر
الجنس
أنثى
نشأته

نشأ ابن المبارك في أسرة متواضعة؛ فقد كان أبوه أجيرًا بسيطًا يعمل حارسًا لبستان أحد الأثرياء، غير أن والده هذا كان سبب رخائه أورثه المال وافرا مدرارا. إن المتأمل لهذا المال الذي وصف بأنه مدرارا ليعلم أنه سبب الخير كله، فقد اكتسبه "والده المبارك" بجد وجهدٍ وكفاح وصبر، فكان ثمرة يانعة مقنعة لرجل ورع، حريص على أداء حق العمل، فلم يرض إلا أن يشغل كل وقته في العمل تحريًا للأجر الحلال، فلم يتطلع يومًا للأكل من البستان، وهو ما يكتشفه صاحب البستان ويتعجب له. ففي إحدى زياراته طلب منه بعنب يأكلها، فجاءه بواحدة، فوجدها حامضة، فطلب منه واحدة أخرى، فكانت كذلك، فقال له: كم لك في هذا البستان وأنت لا تعرف الحامض من الحلو؟ فقال مبارك – صادقًا –: وكيف أعرف وأنا لم أذق شيءًا منه!! فتعجب صاحب البستان، وقال: ألا تتمتع ببعض ما هو تحت يديك؟! قال مبارك: لم تأذن لي في ذلك.. فكيف أستحل ما ليس لي؟! سكت الرجل مندهشًا وقال له: فقد أذنت، من الآن فكل! كان الأب صالحًا فاستخرج عبد الله كنزًا، وحصّل علما وأدبًا وفقها ما زالت تتوارثه الأجيال! ومن المهم أن ابن المبارك ولد في السنة 118 هـ في عهد الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك وكانت أمه خوارزمية فطلب العلم وهو ابن عشرين سنة فأقدم شيخ لقيه هو الربيع بن أنسالخراساني تحيل ودخل إليه إلى السجن فسمع منه نحوا من أربعين حديثا ثم ارتحل في سنة إحدى وأربعين ومئة وأخذ عن بقايا التابعين وأكثر من الترحال والتطواف وإلى أن مات في طلب العلم وفي الغزو وفي التجارة والإنفاق على الإخوان وتجهيزهم معه إلى الحج، وعاش إلى سنة 181 هـ حيث توفي في خلافة هارون الرشيد.


منهجه العلمي

اتفقت جميع المصادر على أنه كان طلاّباً للعلم نادر المثال، رحل إلى جميع الأقطار التي كانت معروفة بالنشاط العلمي في عصره. فيه يقول عبد الرحمن بن أبي حاتم: «سمعت أبي يقول: كان ابن المبارك ربع الدنيا بالرحلة في طلب الحديث، لم يدع اليمن ولا مصر ولا الشام ولا الجزيرة والبصرة ولا الكوفة»، وقد شهد له أحمد بن حنبل بذلك أيضاً.

كان ابن المبارك يقول: «خصلتان من كانتا فيه نجا: الصدق، وحب أصحاب محمد». وقد كان ينشد العلم حيث رآه ويأخذه حيث وجده، لا يمنعه من ذلك مانع، كتب عمن هو فوقه، وعمن هو مثله، وتجاوز ذلك حتى كتب العلم عمن هو أصغر منه. وقد روي أنه مات ابن له فعزاه مجوسي فقال: ينبغي للعاقل أن يفعل اليوم ما يفعله الجاهل بعد أسبوع. فقال بن المبارك : اكتبوا هذه.

بلغ به ولعه بكتابة العلم مبلغاً جعل الناس يعجبون منه، فقد قيل له مرة: كم تكتب؟ قال: لعل الكلمة التي أنتفع بها لم أكتبها بعد. وعابه قومه على كثرة طلبه للحديث فقالوا: إلى متى تسمع؟ فقال إلى الممات. وعمل على جمع أربعين حديثا وذلك تطبيقا للحديث النبوي القائل: (من حفظ على أمتي أربعين حديثاً من أمر دينها بعثه الله يوم القيامة في زمرة الفقهاء والعلماء)نسأل الله أن يجمعنا به على خير...

ولم يكن ابن المبارك يهتم بالجانب الكمي في جمع العلم فحسب، بل كان اهتمامه يتوجّه إيضاً إلى الانتقاء النوعيّ له، دافعه في ذلك أمانة العلم والاستبراء للدين، لذلك كان التثّبت العلمي هو المنهج الذي التزم به ابن مبارك وأخضع له كل ما كان يصل إليه من أحاديث، حيث كان يتحرّى ما يقبل منها وما يردُّ من خلال اسنادها.

كما حرص على دراسة الصّحيح من أحاديث رسول الله "" والاشتغال بها على غيرها, حيث قال" لنا في صحيح الحديث شغل عن سقيمه".

وقد أورد ابن المبارك في كتاب الزهد بعض الأحاديث الضّعيفة، وذلك لأنه يرى جواز العمل في الحديث الضعيف في فضائل الأعمال.


شيوخه وتلامذته

  • شيوخه
قال الذهبي


أقدم شيخ لقيه هو الإمام أبو حنيفةالتابعين وأكثر.[4]


وقال ابن الجوزي


أدرك ابن المبارك جماعة من التابعين منهم هشام بن عروة، إسماعيل بن أبي خالد،والأعمش، وسليمان التيمي، وحميد الطويل، وعبد الله بن عون وخالد الحذاء،ويحيى بن سعيد الأنصاري، وموسى بن عقبة في آخرين.[5]


قال بن عساكر


قدم دمشق وسمع من الأوزاعي، سعيد بن عبد العزيز، وأبي عبد رب الزاهد، عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وهشام بن الغاز، وعتبة بن أبي الحكم الهمداني وإبراهيم بن أبي عبلة، وأبي المعلى صخر بن جندل البيروتي، وصفوان بن عمر وعمر بن محمد بن زيد العسقلاني، والحكم بن عبد الله الأيلى، ويحيى بن أبي كثير، وابن لهيعة، والليث بن سعد، وسعيد بن أبي أيوب، وحرملة بن أبي عمران، وأبي شجاع سعيد بن زيد والأعمش، وإسماعيل بن أبي خالد، ويونس بن أبي اسحاق، ومجالد بن سعيد، وهشام بن عروة، وزائدة بن قدامة، ويحيى بن سعيد الأنصاري، ويحيى بن عبيد الله بن موهب، وأسامة بن زيد الليثي وابن عجلان، وابن جريح ومعمر، ويونس بن يزيد، وموسى بن عقبة، وهشام بن سعد، ومحمد بن اسحاق، وعبد الله بن سعيد بن أبي هند، ومالك بن أنس، وسفيان الثوري، وحماد بن زيد، والمبارك بن فضالة، وسليمان التيمي، وحميد الطويل، وعوف الأعرابي، وشعبة وهشام بن حسان، وعاصم بن سليمان الأحول، وعبد الله بن عون، وخالد الحذاء، وغيرهم[6]


  • تلامذته
قال الحافظ بن كثير


وعنه - أي روى عنه - الثوري، ومعمر بن راشد، وأبو اسحاق الفزاري، وجعفر بن سليمان الضبعي، وبقية بن الوليد، وداود بن سليمان، والوليد بن مسلم، وأبو بكر بن عياش وغيرهم من شيوخه وأقرانه. ومسلم بن إبراهيم، وأبو أسامة وأبو سلمة التبوذكي، ونعيم بن حماد، وابن مهدي،والقطان، واسحاق بن راهويه، ويحيى بن معين، وإبراهيم بن اسحاق الطالقاني.... وغيرهم[7]



من أقوال علماء عصره

أثر العلم على شخصيته واخلاقه

من أقواله وحكمه

  • الدنيا سجن المؤمن، وأعظم أعماله في السجن الصبر وكظم الغيظ، وليس للمؤمن في الدنيا دولة، وإنما دولته في الآخرة!
  • ليس من الدنيا إلا قوت اليوم فقط
  • سئل عن قول لقمان لابنه: (إن كان الكلام من فضة فإن الصمت ذهب)، فقال: معناه لو كان الكلام بطاعة الله من فضة، فإن الصمت عن معصية الله من ذهب!!
  • كان يكثر الجلوس في بيته فقيل له: ألا تستوحش ؟ فقال: كيف أستوحش وأنا مع النبي وأصحابه؟
  • كان يعتزل مجالس المنكر واغتياب الناس فقيل له: إذا صليت معنا لم لا تجلس معنا؟ قال: أذهب مع الصحابة والتابعين. قيل له: ومن أين الصحابة والتابعون؟ قال: أذهب أنظر في علمي فأدرك آثارهم وأعمالهم، فما أصنع معكم وأنتم تغتابون الناس!
  • كما كان مستجاب الدعوة، فقد دعا للحسن بن عيسى وكان نصرانياً: اللهم ارزقه الإسلام، فاستجاب الله دعوته فيه.
  • قال ابن المبارك: (الإسناد من الدين، ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء).

رؤى الناس في حقه

مكان وفاته

توفي في مدينة هيت بمحافظة الانبار بغرب العراق سنة 181 هجرية وقبره معلوم وقد شيد الناس على قبره
كثيرا
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top