بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعد التحية للجميع هنا بحث صغير عن تاريخ المنتخب الوطني الجزائري
-*-*-*-*-*-*
الذي يجب ان نعرف الماضي كي نفهم الحاضر و نستعد للمستقبل
-*-*-*-*.
-*-*-*-*-*-*
الذي يجب ان نعرف الماضي كي نفهم الحاضر و نستعد للمستقبل
-*-*-*-*.
ظهر المنتخب الجزائري لكرة القدم الى الوجود قبل استقلال الجزائر وخلال الحرب التحريرية التي
خاضتها جبهة التحرير الوطني ضد الاستعمار الفرنسي.
خاضتها جبهة التحرير الوطني ضد الاستعمار الفرنسي.
وكان الدوري الفرنسي يعج بأسماء لاعبين جزائريين قادوا الاندية الفرنسية الى المجد على الصعيدين المحلي والقاري امثال رشيد مخلوفي الذي كان صانع العاب سانت اتيان احد اقوى الاندية في اوروبا، ومصطفى زيتوني المدافع الصلب الذي تألق مع كان.
وكانت كأس العالم 1958 على الابواب وعندما كان المنتخب الفرنسي في اوج استعدادته للمونديال قرر مسؤولو جبهة التحرير الوطني رفع تحدي جديد امام فرنسا، فبعد انتصاراتهم التي حققوها على الصعيدين العسكري والسياسي جاء دور الرياضة واتخذ قرار التحاق اللاعبين الجزائريين بصفوف المنتخب الوطني الجزائري، ورغم ان المشاركة في كاس العالم هي حلم كل لاعب في العالم الا ان اللاعبين الجزائريين فضلوا تلبية نداء الواجب على النجومية وغادروا انديتهم الى تونس حيث كانت التحضيرات على قدم وساق لتشكيل المنتخب الجزائري.
وكان من بين الملتحقين بتونس الثنائي مخلوفي زيتوني وعبدالحميد زوبا وغيرهم من اللاعبين الذين شكلوا اللبنة الاولى للمنتخب الجزائري عام 1957.
وبدأ المنتخب الجزائري مسيرته التي كانت في البداية نضالية اكثر منها رياضية لتعريف العالم على القضية الجزائرية وشرعيتها، وخاض المنتخب مباريات ودية عدة كان في كل مرة يتألق فيها ويحقق انتصارات كبيرة على تونس والمغرب وفيتنام وليبيا وغيرها.
وتم تكوين المنتخب الجزائري الذي صار يتلقى دعوات للعب في الخارج، وبعد ان كان اللاعبون الجزائريون يدافعون عن الوان فرنسا صاروا احد قادة الدفاع عن القضية في ميدانهم طبعا وشاركوا بطريقتهم في الثورة الجزائرية وكان لهم الفضل في تشكيل اول منتخب جزائري.
وبعد فترة فراغ استمرت طيلة عام 1961، وبعد ان نالت الجزائر استقلالها في 5 تموز/يوليو 1962 تم تأسيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم الذي انضم الى الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) في العام 1963.
وبدات الجزائر تشارك في المنافسات الرسمية الدولية، وكان اول ظهور دولي لها في نهائيات كاس امم افريقيا 1968 التي اقيمت في اثيوبيا وخرج المنتخب الجزائري من الدور الاول بعد احتلاله المركز الثالث في مجموعته حيث خسر مباراتين امام ساحل العاج (صفر-3) واثيوبيا (1-3) وفاز في واحدة امام اوغندا (4-صفر).
ورغم وجود لاعبين بارزين في صفوفه في الستينات والسبعينات امثال العملاق حسن لالماس وباطروني وعميروش والحارس عبروق الا ان المنتخب الجزائري عجز في بلوغ النهائيات مرة ثانية حتى عام 1980.
كما خاض المنتخب تصفيات كأس العالم ابتداء من العام 1970 حيث خرج في الدور الاول امام تونس بخسارته ذهابا في الجزائر (1-2) وتعادله سلبا في مباراة الاياب.
ولاقى نفس المصير في تصفيات مونديال 1974 بينما بلغ الدور الثاني في تصفيات نهائيات 1978 وخرج على يد تونس ذاتها بخسارته (صفر-2) ذهابا وتعادله (1-1) في مباراة الاياب.
وبدأت في هذه الفترة السلطات الجزائرية سياسة جديدة تخص الشباب والرياضة سميت ب"سياسة الاصلاح الرياضي"، حيث استعانت بخبرات اجنبية خاصة من الدول الشرقية كلاتحاد الوفياتي سابقا ويوغوسلافيا ورومانيا، بينما تكفلت شركات عمومية كشركة النفط العملاقة سوناتراك بتمويل الاندية الجزائرية.
وظهرت ثمار هذا التوجه بعد مدة قصيرة خاصة على المستوى التنظيمي، ومعه ظهر جيل جديد من اللاعبين تكون اغلبهم في صفوف منتخب الشباب امثال لخضر بلومي ورابح ماجر وعلي بن الشيخ وصالح عصاد، وصار اللاعبون القدامى امثال مخلوفي وزيتوني وعبدالحميد كرمالي وعبدالحميد زوبا مدربين يشرفون على اندية جزائرية وبفضل عمل الاخيرين وموهبة الاولين برز الى الساحة منتخب جزائري قوي بدأت تلوح ملامح تالقه في نهائيات كأس الامم الافريقية التي اقيمت في نيجيريا عام 1980، حيث بلغ المنتخب المباراة النهائية بعد ان تغلب في مباراة الدور نصف النهائي على المنتخب المصري بركلات الجزاء (4-2) اثر تعادل المنتخبين في الوقتين الرسمي والاضافي (2-2).
غير ان زملاء اللاعب بن ميلودي لم يتمكنوا من الصمود امام نسور نيجيريا وخسروا المباراة النهائية (صفر-3) واحتلوا المركز الثاني في هذه النهائيات التي عرفت بداية المنتخب الجزائري الحقيقية.
وجاءت تصفيات مونديال اسبانيا 1982 لتكون المحك الحقيقي لامكانيات هؤلاء الشباب الذين قادهم المدرب اليوغوسلافي رياكوف، وكما كان منتظرا ابدع ماجر وبلومي ومرزقان وعصاد، مستغلين في الوقت ذاته خبرة القدامى كمصطفى دحلب احد ابرز لاعبي نادي باريس سان جرمان الفرنسي وقندوز وقريشي.
وبدأ المنتخب الجزائري التصفيات بتعادل (2-2) امام سيراليون في فريتاون وفاز في مباراة العودة (3-1) وتأهل الى الدور الثاني حيث واجه المنتخب السوداني وتمكن من تجاوزه بنجاح ايضا بفوزه عليه ذهابا (2-صفر) وتعادله معه (1-1) في مباراة الاياب.
وتألق المنتخب الجزائري في الدور الثالث ايضا امام النيجر وسحقه في مباراة الذهاب برباعية نظيفة سجل منها بلومي هدفين وماجر هدف وقريشي هدف ولعب مباراة الاياب بهدوء وبثقة كبيرة وبرغم خسارته (صفر-1) الا ان فارق الاهداف اهله الى الدور الحاسم امام نيجيريا.
وكانت المباراة ثأرية لزملاء ماجر الذين لم ينسوا خسارتهم نهائي كاس الامم الافريقية وذهبوا الى لاغوس والحقوا الخسارة بالنسور في عقر دارهم بفضل هدفين لزيدان وبلومي مقابل لاشيء، وفي مباراة الاياب في قسنطينة اعاد "الخضر" الكرة وفازوا (2-1) بفضل هدف سجله ماجر في الدقائق الاخيرة من المباراة.
وتحقق الحلم الجزائري ببلوغ المنتخب نهائيات كأس العالم لاول مرة في تاريخه، واستدعى الاتحاد الجزائري المدرب خالف محي الدين للاشراف على المنتخب وتحضيره للحدث العالمي بمساعدة رشيد مخلوفي.
وذهب المنتخب الى اسبانيا وحقق هناك ملحمة لاتنسى بفوزه التاريخي على المانياالغربية.
وكان الكل يرشح المانيا للفوز بهذه المباراة، بينما كان اكثر الجزائريين تفاؤلا يطمع في عدم تلقي عدد كبير من الاهداف لتفادي خسارة مذلة في اول مشاركة في النهائيات.
غير ان رجال خالف فاجأوا العالم بادائهم الرجولي ومهاراتهم العالية وقهروا رومينيغه وزملاءه بعد مباراة مثيرة للغاية
ونالت الكرة الجزائرية بعد هذه المباراة قفزة نوعية كبيرة برغم الخسارة امام النمسا (صفر-2). ثم تواطأت النمسا والمانيا الغربية ضد "الخضر" في المباراة الثالثة ضمن هذه المجموعة، والتي تمكن بفضلها المنتخبان النمساوي والالماني من التاهل بينما خرجت الجزائر من الدور الاول على الرغم من فوزها في مباراتها الاخيرة على تشيلي (3-2)
وبعد هذه المشاركة المشرفة في النهائيات باتت الكرة الجزائرية في الصدارة في القارة السمراء، وبفضل اداء لاعبي المنتخب في النهائيات تحتم على المسؤولين في الاتحاد الجزائري تعديل قوانين الاحتراف حتى يسمح للاعبي المنتخب بالالتحاق بالاندية الاوروبية التي صارت تتهافت عليهم.
غير ان ثمار تألق المنتخب في نهائيات مونديال اسبانيا 82 استثمرت بطريقة عكسية بعد ان تدخل المتطفلون في شؤون الكرة خاصة وان هذه الاخيرة تضاعفت شعبيتها في الجزائر.
ولم يتمكن المنتخب الجزائري بقيادة المدرب عبد الحميد زوبا من فعل شيء في نهائيات كأس الامم الافريقية التي اقيمت في ساحل العاج حيث خرج من الدور نصف النهائي على يد الكاميرون بركلات الجزاء (4-5) بعد ان تعادلا سلبا في الوقتين الرسمي والاضافي
واوكلت مهمة تدريب المنتخب في تصفيات كأس العالم 1986 للمدرب القدير رابح سعدان الذي تمكن من اعادة الروح الى المنتخب وقاده الى النهائيات بتالق بعد فوزه في مباراة الدور الاخير على تونس ذهابا (5-2) وايابا (3-صفر)، وحجز الخضر تاشيرة التاهل للمرة الثانية على التوالي الى النهائيات.
وبدأت المشاكل تظهر مباشرة بعد هذا الانجاز بعد صار ان المنتخب رمزا وينال كل من يلعب في صفوفه شرفا كبيرا، وراح المسؤولون عن الكرة في الجزائر يخبطون خبط عشواء بقرارات ارتجالية وفوقية لا تفسير لها، كأن يفرض على المدرب وضع اسم لاعب ضمن التشكيلة، ووجد الانتهازيون طريقم الى صفوف المنتخب وراحوا يعكرون اجواءه.
وظهرت اولى نتائج هذه الفوضى في نهائيات كاس الامم 1986 التي اقيمت في مصر حيث خرج المنتخب من الدور الاول بعد تعادله مع المغرب وزامبيا سلبا وخسارته امام الكاميرون (2-3)
وجاءت نهائيات كاس العالم مكسيكو 1986، ولم يستطع المنتخب تحقيق الامال المعلقة عليه فتعادل مع ايرلندا الشمالية (1-1) وخسر امام البرازيل (صفر-1) ثم امام اسبانيا (صفر-3) وخرج يجر اذيال الخيبة من الدور الاول.
وصب الجميع جام غضبه على المدرب رابح سعدان الذي كان كبش الفداء ودفع فاتورة هذه النكسة، ولم يكن لاحد الشجاعة لقول الحقيقة وكشف الستار عن الحقائق قبل وخلال وبعد مشاركة الجزائر في النهائيات. حيث بدأت البودار تظهر قبيل اعلان التشكيلة التي ستمثل الجزائر في النهائيات وبدأ الكل يسعى لضم هذا الاسم وذاك الى صفوف المنتخب، لنيل الشهرة والمال، خاصة بعد ما اشيع عن العلاوات والهدايا التي تقاضاها لاعبو المنتخب والمشرفين عليه في نهائيات اسبانيا 82
وطفت قضية العلاوات مجددا قبل مباراة اسبانيا وتفجر الخلاف بين اللاعبين الهواة والمحترفين، ووجد المدرب سعدان نفسه في وضع لا يحسد عليه، وانعكس كل ذلك على اداء المنتخب الذي صار لاعبوه يركزون على ما سيحصلون عليه قبل تحقيق النتائج
ودخلت الكرة الجزائرية في دوامة من المشاكل برغم المساعي التي حاول المسؤولون عليها القيام بها من اجل اعادة القطار الى السكة، وبدأ المدربون يتداولون على التشكيلة الواحد تلو الاخر الى ان استنجد الاتحاد بالعجوز عبد الحميد كرمالي لقيادة المنتخب في نهائيات كاس الامم الافريقية التي اقيمت في الجزائر عام 1990
ونجح كرمالي في مهمته وقاد المنتخب الى الفوز بكأس الامم الافريقية بعد فوزه في المباراة النهائية على نيجيريا (1-صفر) سجله وجاني، وتألق في هذه النهائيات اللاعب ماجر.
وغابت النتائج عن المنتخب الجزائري الذي فقد بريقه وامتدت الازمة الى الاتحاد المحلي لكرة القدم الذي صار وكرا للصراعات وتصفية الحسابات الشخصية، وكم من مرة بلغ فيه الخلاف حد المشادات اليدوية. وطغت الممارسات اللامسؤولة على قرارات الاتحاد بينما دخل المنتخب في مرحلة من السبات لم يصحو منها حتى الان برغم وجود لاعبين بارزين في صفوفه امثال تاسفاوت ودزيري وصايفي وغيرهم.
وبعد صراع مرير مع مسؤولي بلده الرياضيين عاد ماجر اخيرا الى المنتخب كمدرب وهو يحاول جاهدا اعادة الامور الى نصابها بعد تجرتين مريرتين على رأس المنتخب الاولى كانت عام 1991 ثم عام 1999 ثم استقال من منصبه.
ويعقد ماجر امالا كبيرة على مهمته الحالية لاعادة الاحترام للكرة الجزائرية، خاصة وان الاتحاد اعطاه مهلة طويلة تسمح له بتكوين منتخب قوي ينسي الجزائريين الخيبات والتعثرات السابقة، لكن مشاركته في كأس الامم الافريقية في مالي وخروجه من الدور الاول لم تعط مؤشرات ايجابية.
وكانت كأس العالم 1958 على الابواب وعندما كان المنتخب الفرنسي في اوج استعدادته للمونديال قرر مسؤولو جبهة التحرير الوطني رفع تحدي جديد امام فرنسا، فبعد انتصاراتهم التي حققوها على الصعيدين العسكري والسياسي جاء دور الرياضة واتخذ قرار التحاق اللاعبين الجزائريين بصفوف المنتخب الوطني الجزائري، ورغم ان المشاركة في كاس العالم هي حلم كل لاعب في العالم الا ان اللاعبين الجزائريين فضلوا تلبية نداء الواجب على النجومية وغادروا انديتهم الى تونس حيث كانت التحضيرات على قدم وساق لتشكيل المنتخب الجزائري.
وكان من بين الملتحقين بتونس الثنائي مخلوفي زيتوني وعبدالحميد زوبا وغيرهم من اللاعبين الذين شكلوا اللبنة الاولى للمنتخب الجزائري عام 1957.
وبدأ المنتخب الجزائري مسيرته التي كانت في البداية نضالية اكثر منها رياضية لتعريف العالم على القضية الجزائرية وشرعيتها، وخاض المنتخب مباريات ودية عدة كان في كل مرة يتألق فيها ويحقق انتصارات كبيرة على تونس والمغرب وفيتنام وليبيا وغيرها.
وتم تكوين المنتخب الجزائري الذي صار يتلقى دعوات للعب في الخارج، وبعد ان كان اللاعبون الجزائريون يدافعون عن الوان فرنسا صاروا احد قادة الدفاع عن القضية في ميدانهم طبعا وشاركوا بطريقتهم في الثورة الجزائرية وكان لهم الفضل في تشكيل اول منتخب جزائري.
وبعد فترة فراغ استمرت طيلة عام 1961، وبعد ان نالت الجزائر استقلالها في 5 تموز/يوليو 1962 تم تأسيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم الذي انضم الى الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) في العام 1963.
وبدات الجزائر تشارك في المنافسات الرسمية الدولية، وكان اول ظهور دولي لها في نهائيات كاس امم افريقيا 1968 التي اقيمت في اثيوبيا وخرج المنتخب الجزائري من الدور الاول بعد احتلاله المركز الثالث في مجموعته حيث خسر مباراتين امام ساحل العاج (صفر-3) واثيوبيا (1-3) وفاز في واحدة امام اوغندا (4-صفر).
ورغم وجود لاعبين بارزين في صفوفه في الستينات والسبعينات امثال العملاق حسن لالماس وباطروني وعميروش والحارس عبروق الا ان المنتخب الجزائري عجز في بلوغ النهائيات مرة ثانية حتى عام 1980.
كما خاض المنتخب تصفيات كأس العالم ابتداء من العام 1970 حيث خرج في الدور الاول امام تونس بخسارته ذهابا في الجزائر (1-2) وتعادله سلبا في مباراة الاياب.
ولاقى نفس المصير في تصفيات مونديال 1974 بينما بلغ الدور الثاني في تصفيات نهائيات 1978 وخرج على يد تونس ذاتها بخسارته (صفر-2) ذهابا وتعادله (1-1) في مباراة الاياب.
وبدأت في هذه الفترة السلطات الجزائرية سياسة جديدة تخص الشباب والرياضة سميت ب"سياسة الاصلاح الرياضي"، حيث استعانت بخبرات اجنبية خاصة من الدول الشرقية كلاتحاد الوفياتي سابقا ويوغوسلافيا ورومانيا، بينما تكفلت شركات عمومية كشركة النفط العملاقة سوناتراك بتمويل الاندية الجزائرية.
وظهرت ثمار هذا التوجه بعد مدة قصيرة خاصة على المستوى التنظيمي، ومعه ظهر جيل جديد من اللاعبين تكون اغلبهم في صفوف منتخب الشباب امثال لخضر بلومي ورابح ماجر وعلي بن الشيخ وصالح عصاد، وصار اللاعبون القدامى امثال مخلوفي وزيتوني وعبدالحميد كرمالي وعبدالحميد زوبا مدربين يشرفون على اندية جزائرية وبفضل عمل الاخيرين وموهبة الاولين برز الى الساحة منتخب جزائري قوي بدأت تلوح ملامح تالقه في نهائيات كأس الامم الافريقية التي اقيمت في نيجيريا عام 1980، حيث بلغ المنتخب المباراة النهائية بعد ان تغلب في مباراة الدور نصف النهائي على المنتخب المصري بركلات الجزاء (4-2) اثر تعادل المنتخبين في الوقتين الرسمي والاضافي (2-2).
غير ان زملاء اللاعب بن ميلودي لم يتمكنوا من الصمود امام نسور نيجيريا وخسروا المباراة النهائية (صفر-3) واحتلوا المركز الثاني في هذه النهائيات التي عرفت بداية المنتخب الجزائري الحقيقية.
وجاءت تصفيات مونديال اسبانيا 1982 لتكون المحك الحقيقي لامكانيات هؤلاء الشباب الذين قادهم المدرب اليوغوسلافي رياكوف، وكما كان منتظرا ابدع ماجر وبلومي ومرزقان وعصاد، مستغلين في الوقت ذاته خبرة القدامى كمصطفى دحلب احد ابرز لاعبي نادي باريس سان جرمان الفرنسي وقندوز وقريشي.
وبدأ المنتخب الجزائري التصفيات بتعادل (2-2) امام سيراليون في فريتاون وفاز في مباراة العودة (3-1) وتأهل الى الدور الثاني حيث واجه المنتخب السوداني وتمكن من تجاوزه بنجاح ايضا بفوزه عليه ذهابا (2-صفر) وتعادله معه (1-1) في مباراة الاياب.
وتألق المنتخب الجزائري في الدور الثالث ايضا امام النيجر وسحقه في مباراة الذهاب برباعية نظيفة سجل منها بلومي هدفين وماجر هدف وقريشي هدف ولعب مباراة الاياب بهدوء وبثقة كبيرة وبرغم خسارته (صفر-1) الا ان فارق الاهداف اهله الى الدور الحاسم امام نيجيريا.
وكانت المباراة ثأرية لزملاء ماجر الذين لم ينسوا خسارتهم نهائي كاس الامم الافريقية وذهبوا الى لاغوس والحقوا الخسارة بالنسور في عقر دارهم بفضل هدفين لزيدان وبلومي مقابل لاشيء، وفي مباراة الاياب في قسنطينة اعاد "الخضر" الكرة وفازوا (2-1) بفضل هدف سجله ماجر في الدقائق الاخيرة من المباراة.
وتحقق الحلم الجزائري ببلوغ المنتخب نهائيات كأس العالم لاول مرة في تاريخه، واستدعى الاتحاد الجزائري المدرب خالف محي الدين للاشراف على المنتخب وتحضيره للحدث العالمي بمساعدة رشيد مخلوفي.
وذهب المنتخب الى اسبانيا وحقق هناك ملحمة لاتنسى بفوزه التاريخي على المانياالغربية.
وكان الكل يرشح المانيا للفوز بهذه المباراة، بينما كان اكثر الجزائريين تفاؤلا يطمع في عدم تلقي عدد كبير من الاهداف لتفادي خسارة مذلة في اول مشاركة في النهائيات.
غير ان رجال خالف فاجأوا العالم بادائهم الرجولي ومهاراتهم العالية وقهروا رومينيغه وزملاءه بعد مباراة مثيرة للغاية
ونالت الكرة الجزائرية بعد هذه المباراة قفزة نوعية كبيرة برغم الخسارة امام النمسا (صفر-2). ثم تواطأت النمسا والمانيا الغربية ضد "الخضر" في المباراة الثالثة ضمن هذه المجموعة، والتي تمكن بفضلها المنتخبان النمساوي والالماني من التاهل بينما خرجت الجزائر من الدور الاول على الرغم من فوزها في مباراتها الاخيرة على تشيلي (3-2)
وبعد هذه المشاركة المشرفة في النهائيات باتت الكرة الجزائرية في الصدارة في القارة السمراء، وبفضل اداء لاعبي المنتخب في النهائيات تحتم على المسؤولين في الاتحاد الجزائري تعديل قوانين الاحتراف حتى يسمح للاعبي المنتخب بالالتحاق بالاندية الاوروبية التي صارت تتهافت عليهم.
غير ان ثمار تألق المنتخب في نهائيات مونديال اسبانيا 82 استثمرت بطريقة عكسية بعد ان تدخل المتطفلون في شؤون الكرة خاصة وان هذه الاخيرة تضاعفت شعبيتها في الجزائر.
ولم يتمكن المنتخب الجزائري بقيادة المدرب عبد الحميد زوبا من فعل شيء في نهائيات كأس الامم الافريقية التي اقيمت في ساحل العاج حيث خرج من الدور نصف النهائي على يد الكاميرون بركلات الجزاء (4-5) بعد ان تعادلا سلبا في الوقتين الرسمي والاضافي
واوكلت مهمة تدريب المنتخب في تصفيات كأس العالم 1986 للمدرب القدير رابح سعدان الذي تمكن من اعادة الروح الى المنتخب وقاده الى النهائيات بتالق بعد فوزه في مباراة الدور الاخير على تونس ذهابا (5-2) وايابا (3-صفر)، وحجز الخضر تاشيرة التاهل للمرة الثانية على التوالي الى النهائيات.
وبدأت المشاكل تظهر مباشرة بعد هذا الانجاز بعد صار ان المنتخب رمزا وينال كل من يلعب في صفوفه شرفا كبيرا، وراح المسؤولون عن الكرة في الجزائر يخبطون خبط عشواء بقرارات ارتجالية وفوقية لا تفسير لها، كأن يفرض على المدرب وضع اسم لاعب ضمن التشكيلة، ووجد الانتهازيون طريقم الى صفوف المنتخب وراحوا يعكرون اجواءه.
وظهرت اولى نتائج هذه الفوضى في نهائيات كاس الامم 1986 التي اقيمت في مصر حيث خرج المنتخب من الدور الاول بعد تعادله مع المغرب وزامبيا سلبا وخسارته امام الكاميرون (2-3)
وجاءت نهائيات كاس العالم مكسيكو 1986، ولم يستطع المنتخب تحقيق الامال المعلقة عليه فتعادل مع ايرلندا الشمالية (1-1) وخسر امام البرازيل (صفر-1) ثم امام اسبانيا (صفر-3) وخرج يجر اذيال الخيبة من الدور الاول.
وصب الجميع جام غضبه على المدرب رابح سعدان الذي كان كبش الفداء ودفع فاتورة هذه النكسة، ولم يكن لاحد الشجاعة لقول الحقيقة وكشف الستار عن الحقائق قبل وخلال وبعد مشاركة الجزائر في النهائيات. حيث بدأت البودار تظهر قبيل اعلان التشكيلة التي ستمثل الجزائر في النهائيات وبدأ الكل يسعى لضم هذا الاسم وذاك الى صفوف المنتخب، لنيل الشهرة والمال، خاصة بعد ما اشيع عن العلاوات والهدايا التي تقاضاها لاعبو المنتخب والمشرفين عليه في نهائيات اسبانيا 82
وطفت قضية العلاوات مجددا قبل مباراة اسبانيا وتفجر الخلاف بين اللاعبين الهواة والمحترفين، ووجد المدرب سعدان نفسه في وضع لا يحسد عليه، وانعكس كل ذلك على اداء المنتخب الذي صار لاعبوه يركزون على ما سيحصلون عليه قبل تحقيق النتائج
ودخلت الكرة الجزائرية في دوامة من المشاكل برغم المساعي التي حاول المسؤولون عليها القيام بها من اجل اعادة القطار الى السكة، وبدأ المدربون يتداولون على التشكيلة الواحد تلو الاخر الى ان استنجد الاتحاد بالعجوز عبد الحميد كرمالي لقيادة المنتخب في نهائيات كاس الامم الافريقية التي اقيمت في الجزائر عام 1990
ونجح كرمالي في مهمته وقاد المنتخب الى الفوز بكأس الامم الافريقية بعد فوزه في المباراة النهائية على نيجيريا (1-صفر) سجله وجاني، وتألق في هذه النهائيات اللاعب ماجر.
وغابت النتائج عن المنتخب الجزائري الذي فقد بريقه وامتدت الازمة الى الاتحاد المحلي لكرة القدم الذي صار وكرا للصراعات وتصفية الحسابات الشخصية، وكم من مرة بلغ فيه الخلاف حد المشادات اليدوية. وطغت الممارسات اللامسؤولة على قرارات الاتحاد بينما دخل المنتخب في مرحلة من السبات لم يصحو منها حتى الان برغم وجود لاعبين بارزين في صفوفه امثال تاسفاوت ودزيري وصايفي وغيرهم.
وبعد صراع مرير مع مسؤولي بلده الرياضيين عاد ماجر اخيرا الى المنتخب كمدرب وهو يحاول جاهدا اعادة الامور الى نصابها بعد تجرتين مريرتين على رأس المنتخب الاولى كانت عام 1991 ثم عام 1999 ثم استقال من منصبه.
ويعقد ماجر امالا كبيرة على مهمته الحالية لاعادة الاحترام للكرة الجزائرية، خاصة وان الاتحاد اعطاه مهلة طويلة تسمح له بتكوين منتخب قوي ينسي الجزائريين الخيبات والتعثرات السابقة، لكن مشاركته في كأس الامم الافريقية في مالي وخروجه من الدور الاول لم تعط مؤشرات ايجابية.