القاضية الطبيبة الشفاء بنت عبد الله

زاد الرحيل

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
14 جوان 2016
المشاركات
4,624
نقاط التفاعل
8,128
النقاط
996
محل الإقامة
الجزائر
الجنس
أنثى
نسبها
الشفاء بنت عبد الله بن عبد شمس بن عدي بن كعببن لؤي[1] بن غالب [2] بن فهر بن مالك بن النضر بنكنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بننزار بن معد بن عدنان[3]، العدوية القرشية.[3]

أمها : فاطمة بنت وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم بن يقظة بن كلاب بن مرة بن كعب بنلؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بنخزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معدبن عدنان. وهي بنت أخت فاطمة بنت عمر المخزومية جدة النبي محمد لأبيه.[3]

زوجها : أبو حثمة بن حذيفة غانم بن عامر بن عبد الله بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب فولدت له سليمان بن أبي حثمة وولدت أيضاًلمرزوق بن حذيفة بن غانم بن عامر بن عبد الله بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب أبا حكيم بن مرزوق وكان شريفا.[4]


إسلامها

أسلمت الشفاء قبل الهجرة فهي من المهاجرات الأوائل وبايعت النبي صلى الله عليه وسلم كانت من عقلاء النساء وفضلائهن [5] وقد هاجرت هى وزوجهامع عثمان بن مظعون إلى أرض الحبشة[4]


حياتها

كانت الشفاء بنت عبدالله العدوية من القلائل الذين عرفوا القراءة والكتابة في الجاهلية وقد حباها الله من فضله عقلاً راجحاً وعلماً نافعاً.فقد كانت تجيد الرقية منذ الجاهلية، أقطعها النبي دارا عند الدكاكين بالمدينة فنزلتها مع ابنها سليمان وكانت تكتببالعربية في الوقت الذي كانت الكتابة في العرب قليلة[6] واصبحت تلك الدار مركزا علميا للنساء , وكان من بين المتعلمات السيدة حفصة زوج النبىمحمد [7],وعلى الرغم من العلم الذى أجادته الشفاء قبل الإسلام , إلا إنها لم تحاول الإفاده منه إلا بعد أن عرفت حكم الشرع فيه . فلما أجازها النبى محمد خدمت به الناس , وعلمت نساء المسلمين القراءة والكتابة وقيل عنها أول معلمه فى الإسلام [8] وقد امتلكت الشفاء من السمات الرفيعه والثقافه , وقد تخصصت فى معالجة الأبدان [9]


الشفاء طبيبة ومداوية

تخصصت الشفاء فى معالجة الأبدان حيث كانت تخرج مع النبى محمد فى غزواته فتداوى الجرحى ,وكان يأتيها الصحابة فى بيتها للتطبيب وقد اشتهرت برقية النمِلة , وهى جروح تصيب الجنين .[6] وكانت رقية من لدغة النملة , وهى قروح تخرج فى الجنب وغيره من الجسد.فقال النبى محمد : "ارقى بها وعلميها حفصة" [ابن مندة وأبو نعيم][8]

وعن أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة القرشي أن رجلا من الأنصار خرجت به نملة فدل أن الشفاء بنت عبد الله ترقي من النملة أيام الجاهلية فجاءها فسألها أن ترقيه فقالت والله ما رقيت منذ أسلمت فذهب الأنصاري إلى رسول الله فاخبره بالذي قالت الشفاء فدعا رسول الله الشفاء فقال اعرضي علي فعرضتها عليه فقال ارقيه وعلميها حفصة كما علمتها الكتاب هذا حديث صحيح على شرط الشيخين وقد سمعه أبو بكر بن سليمان من جدته[7]. إلى هنا رواية بن منده , وزاد أبو النعيم " باسم الله صلو صلب خير يعود من أفواهِهَا، ولا يضُرُّ أحدًا، اكشفْ الباسَ ربَّ الناسِ". قال: "ترقي بها على عود كُرْكُمْ سبع مرات، وتضعه مكانًا نظيفًا، ثم تدلكه على حجر بِخَلٍّ خُمْرٍ مصفَّى، ثم تطليه على النَّمْلة" .[10]


علمها واهتمامها بالدعوه السياسية

روت هذه الصحابية أحاديث عدة تعبر عن اهتمامها بالسياسة وبأمر الدعوة الأسلامية. نذكر منها :-

عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن الشفاء ابنة عبد الله قالت : " ثم جئت يوما حتى دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم فشكوت إليه فجعل يعتذر إلي وجعلت ألومه، قالت ثم حانت الصلاة الأولى فدخلت بيت ابنتي وهي أم شرحبيل ابن حسنة فوجدت زوجها في البيت فجعلت ألومه فقلت: قد حضرت الصلاة وأنت ها هنا؟ فقال: يا عمة لا تلوميني كان لي ثوبان استعار أحدهما النبي صلى الله عليه و سلم. فقلت بأبي أنت وأمي... أنا ألومه وهذا شأنه؟؟ فقال شرحبيل: إنما كان أحدهما درعا فرقعناه" [7]
عن سليمان بن أبى حتمه/ خثمه عن الشفاء بنت عبد الله قالت : دخل على بيتي عمر بن الخطاب فوجد عندي رجلين نائمين فقال: ما شأن هذين ما شهدا معنا الصلاة ؟ قلت يا أمير المؤمنين صليا مع الناس، وكان ذلك في رمضان فلم يزالا يصليان حتى أصبحا وصليا الصبح وناما فقال عمر: لأن أصلي الصبح في جماعة أحب إلي من أن أصلي ليلة حتى أصبح" [7]
من حديث الشفاء بنت عبد الله أن النبى محمد بعثعبد الله بن حداقة السهمي منصرفا من الحديبية إلىكسرى وبعث معه كتابا مختوما فيه: بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله إلى كسرى عظيم الفرس، سلام على من اتبع الهدى وآمن بالله ورسوله,وشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، أدعوك بداعية الله، فإني أنا رسول الله إلى الناس كافة، لينذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين، أسلم تسلم، فإن أبيت فإن عليك إثم المجوس "قال عبد الله بن حداقة فانتهيت إلى بابه فطلبت الإذن عليه، حتى وصلت إليه، فدفعت إليه كتاب رسول الله ، فقرئ عليه، فأخذه ومزقه، فلما بلغ ذلك رسول الله ، قال: مزق الله ملكه.
نفس الحديث أخرجه البخاري مختصرا عن ابن عباس، بعث بكتابه مع عبد الله بن حداقة السهمي وأمره أن يدفعه إلى عظيم البحرين، فدفعه عظيم البحرين إلى كسرى، فلما قرأه مزقه، قال: فحسبت أن ابن المسيب قال: فدعا عليهم رسول الله أن يمزقوا كل ممزق .[7]
عن ابن شهاب قال قال عمر ابن عبد العزيز لأبي بكر بن سليمان بن أبي حتمة: من أول من كتب من عبد الله أمير المؤمنين؟ فقال: أخبرتني الشفاء بنت عبد الله وكانت من المهاجرات الأول، أن لبيد بن ربيعة وعدي بن حاتم قدما المدينة فأتيا المسجد فوجدا عمرو بن العاص فقالا يا ابن العاص استأذن لنا على أمير المؤمنين، فقال: أنتما والله أصبتما اسمه فهو الأمير ونحن المؤمنون، فدخل عمرو على عمر فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين، فقال عمر: ما هذا؟ فقال: أنت الأمير ونحن المؤمنون. فجرى الكتاب من يومئذ. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحاح[7]
روي عن الشفاء بنت عبد الله أنها قالت: إن رسول الله سئل عن أفضل الأعمال, فقال: "إيمان بالله وجهاد في سبيل الله وحج مبرور".[10]

عن محمد بن سلام قال: أرسل عمر بن الخطاب إلى الشفاء بنت عبد الله العدوية أن أغذي علي قالت: فغدوت عليه فوجدت عاتكة بنت أسيد بن أبي العاص ببابه فدخلنا فتحدثنا ساعة فدعا بنمط فأعطاها إياه ودعا بنمط دونه وأعطانيه قالت فقلت: يا عمر أنا قبلها إسلاما وأنا بنت عمك دونها وأرسلت إلي وأتت من قبل نفسها، قال: ما كنت رفعت ذلك إلا لك فلما اجتمعتما تذكرت أنها أقرب إلى رسول الله منك [10]
وقد روت الشفاء بنت عبدالله عن رسول الله وعن عمر بن الخطاب، وروى عنها ابنها سليمان بن أبي خثمة وآخرون من أحفادها، وقد روى لها البخاري في كتاب الأدب وكتاب أفعال العباد كما روى لها أبو داود والنسائي .[11]


الشفاء وعمر بن الخطاب

تعينت الشفاء فى عهد الخليفة عمر بن الخطاب , حيث كان يقدمها الرأى ويرعاها ويفضلها [12] , ولهذا أقر عمر بتعينهاأول قاضية فى الإسلام وقد ولاها على نظام الحسبة فى السوق , ويسميها البعض قضاء الحسبة وقضاء السوق . وجعلها تفصل فى المنازعات التجارية والمالية وهى بمثابة قاضي محكمة تجارية فى يومنا هذا , وقال البعض أنها بمثابة وزير مالية.[6] . إلا أن كتب الأخبار لم تذكر ما المهام التى قامت الشفاء بنت عبدالله فى السوق الإما رواه ابن سعد فى طبقاته عن حفيدها : عمر بن سليمان [7]
عن أبو خيثمةعن أبيه قال : رأت الشفاء بنت عبد الله فتيانًا يقصدون في المشي ويتكلمون رويدًا، فقالت: ما هذا؟ قالوا: نساك، فقالت: كان والله عمر إذا تكلم أسمع، وإذا مشى أسرع، وإذا ضرب أوجع، وهو والله ناسك حقًّا [10].ويتضح من ذلك أن هذا جزء من مهام الحسبة التى قامت بها الشفاء بنت عبدالله , كما هو وارد فى القصة , لم تخاطب جماعة الفتيان مباشرة إنما قالت كلامها لمن هم معهم [8]
ويروي أبو بكر بن سليمان بن أبي حثمة: أن عمر بن الخطاب فقد سليمان بن أبي حثمة في صلاة الصبح، وأن عمر بن الخطاب غدا إلى السوق، ومسكن سليمان بين المسجد والسوق، فمر على الشفاء أم سليمان فقال لها: لم أر سليمان في صلاة الصبح! فقالت له: إنه بات يصلي فغلبته عيناه! فقال عمر: لأن أشهد صلاة الصبح في الجماعة أحب إلي من أن أقوم ليلة.[10]


وفاتها

توفيت سنة عشرين للهجرة، فى خلافة عمر بن الخطاب .[8]
 
128711723813.gif
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top