- إنضم
- 5 جانفي 2017
- المشاركات
- 3,482
- نقاط التفاعل
- 8,102
- النقاط
- 946
- العمر
- 29
- محل الإقامة
- Jijel
- الجنس
- أنثى
تحت سقف واحد تجتمع أسرة , تبدأ معاناة الزوجين و10 أولاد , العيش في الأوساخ ومع الفئران والحشرات ,
أمييييي فأر فأر , ركض من غرفة لغرفة ومحاولة لقتله بلا فائدة يختبئ بمكان ما , تصرخ وهي خائفة : لن
استطيع النوم يا أمي فأنا أخاف الفئران
يضحكون وتضحك وهي خائفة وتركض إلى حضن والدتها إلى أن تنام .
إنه الصباح .. يستقض الجميع على الصوت المزعج عند فتح ذلك الباب , إنه الأب كعادته ينصرف للعمل باكرا
والأولاد يتسابقون نحو المطبخ من سيشرب الحليب أولا
وقت الذهاب إلى المدرسة سيء تملك ملابسا والحذاء لا يوجد , الحل أن تلبس حذاءا أكبر منك وتزيد عليه ورقا او
قطنا ليصير مناسبا لمقاس قدميك , أو تلبس حذاءا ممزقا وتذهب للدراسة بمظهر مشرد
الطريق مقفل وتصل متاخرا والمعلم يعاقبك .. وتسمع زملائك كيف يتأملون في حذائك ويضحكون ..
تفكر للحظة أنك لو تختفي عن الأنظار وتجد نفسك بين عائلتك , إنها ساعة العودة إلى البيت وفي الطريق يدفعك
زملائك لتسقط ويتمزق حذائك كليا لا تملك غيره , كيف تكمل الطريق وكلها مياه و أوساخ و حجر ؟
تصل إلى البيت حافيا و تخفي حذائك وتذخل البيت .. وتبحث عن والدتك مشتاقا لها .. لتنعم بدفئ حضنها.
يعود الوالد إلى البيت متعبا لينام قليلا , لكنه لا يستطيع النوم تأتي صاحبة المنزل وتذخل بدون إذن , انها تطلب
أجر الكراء .. لم يحن الوقت بعد ولكن تطلبه الان او الى الشارع ..
أزمة .. تتعقد المعيشة والاب لا يوفر المال الكافي ل 10 اولاد , يتخلى الخمسة ذكور عن الدراسة ويتوجهون
للعمل بجسد أطفال
الأصحاب والجيران يشترون ثيابا جديدة وهم يراقبون ملابسهم القديمة فيبقون بالبيت..
أحد الاولاد : أمي الكل اشترى خروف العيد إلا نحن لم ؟
(واي جواب ستجيبه الام تصمت)
تعال أخي لترى خروف جيراننا كم هو كبير انه يتناطح مع خروف اخر ..
تعال نتناطح أنا وانت يا اخي
أبي انظر لقد رسمت خروف العيد اليس افضل من خروف الجيران
والأب يبتسم لابنته فقط
طفولتنا تبقى جميلة رغم المعاناة , كنا نشعر بدفئ الأم وحب الأب وكنا ننسى كل شيء ما ان نخرج للعب
ونركض هنا و هناك ومغامرات صبيانية مجنونة , لم نبالي بالحذاء الممزق و اللباس المرقع رغم الحرمان
لم نتخلى عن سعادتنا وكنا نحلم بكل ما نحبه واحتفظنا باحلامنا لهذه اللحظة , لحظة نضجنا.. قلنا سنعمل لاجلها و
سنحققها كما أردناها ..
صرنا نعرف كل شيء الان .. وصار كل ألم يقضي علينا .. قل لاحد منا : لا تحزن .. لا يمكنه ذلك
خدعتنا الحياة التي جعلتنا نحلم بما سيسبب لنا مستقبلا الألم واليأس فقط..
ما قد يكون تغير ؟
ربما بالسابق لا نحمل أنفسنا المسؤولية ؟
أو
أننا لا نجد ذلك الحضن الدافئ ؟
أو
لأننا لم نعد بتلك القوة ولا يمكننا أن نبكي أمام أحد ؟
كبرنا لنتشتت .. لسنا كعائلة الان مطلقا..
كيف صرنا هكذا.. لا أحد يتذكر متى اخر مرة ضم فيها والدته , لا أحد يجلس مع والده كالسابق ,
لا أحد يستطيع أن ينادي أخاه أخي و أخته أختي ,
تلك العائلة لا تجتمع على طاولة واحدة...
لا أحد يستمع بهدوء للاخر ولا أحد يفهم ما يريده من الاخر..
تلك العائلة لا تجتمع على طاولة واحدة...
لا أحد يستمع بهدوء للاخر ولا أحد يفهم ما يريده من الاخر..
الأخ و الأخت..
عائلة مشتتة .. كل واحد يؤذي الاخر بكلام وتكبر الأحقاد والأنانية .. ويصير كل واحد يحضر أفراح العائلة
ولا يبتسم .. وفي وقت الضيق لا أحد ينظر لأحد كأنه لا يعني له شيئا..
وشيئا فشيئا يبتعدون أكثر حتى تصير تلك العائلة ليست بعائلة.. كأعداء يتقاتلون ويحقدون على بعض..
ينسى كل واحد ذلك الرابط القوي.. تحت عبارة "هذه هي الحياة"..
الكل مشغول بنفسه.. بناء المستقبل , عمل , منزل , زوجة , و أولاد .. والباقي كل يعيش حياته كما يريدها ..
لم يكن أحد يحلم هكذا ببساطة.. لم يكن أحد يفكر هكذا..
تركنا الماضي ورائنا لكن ليس أن نمحي كل كل شيء و كل الناس من حياتنا..
البداية من جديد لا تكون بدون الأهل أبدا..
حقا.. لم نكن نعلم أنه هكذا ستصنع منا المعاناة اليوم...
بقلم الصحافية الساخرة