- إنضم
- 24 ديسمبر 2016
- المشاركات
- 5,056
- نقاط التفاعل
- 15,515
- النقاط
- 2,256
- العمر
- 39
- محل الإقامة
- فرنسا الجزائر وطني
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
(أشكر كل من ساهم في هذه المنافسة الشريفة المميزة وأقول إن في القصص عبر فليعتبر أولو الألباب)
قصتي عنوانها نجاح أجوف
يتساءل البعض عن سبب اختياري عنوانا مثل هذا لقصتي . أقول لقد كان نجاحا يتخلله الفشل ولقمة لذيذة قد سقيت بأخرى مرة فرجحت كفة الفشل على كفة النجاح وغلب الطعم المر على اللذيذ.
فأصبح كما قلت نجاحا أجوف.
ترسو السفينة على شواطئ مدينة أوروبية وينزل منها شاب وقد ظهر عليه التعب واحمرت عيناه من قلة النوم وما إن يمر على الجمارك وتطأ قدماه هذه الدولة يقول لقد نجحت هه نجحت؟ أنت لا تعلم يا صغيري أن رحلتك نحو الفشل قد بدأت لتوها.
تنتظر فتاة في عمر العشرينات فوق كرسي لمدة أربع ساعات وهي بين أخذ ورد تنتظر رد قبولها كمواطنة أوروبية يخرج رجل من المكتب وينادي عليها فلانة تم القبول وهاهي الهوية تقول نجحت . هه هوية ؟
أنت لا تعلمين يا صغيرتي أنك دفعت هويتك ثمنا لهوية أوروبية دون أن تشعري.
............................................
قصتي عن غربتي قصتي عن أشياء رأيتها وعشتها قصتي كانت نجاحا للمحيطين بي لكن بالنسبة لي فشل ذريع يقول القائل منهم عن المغترب لقد تغرب وتخلص من مشاكل الحياة في بلاده ’ فأقول له توقف واسمع قصتي .....
غربتي فيها عمارة والعمارة بها جدران .... صبرا أرجوكم أعرف أن كل العمارات بها جدران ولكن أقصد الجدران البشرية , أعيش في عمارة بها أربع طوابق ونحن أربعة عائلات جزائرية من جهات مختلفة وباكستاني مسلم وثلاث من أهل البلاد.... في عمارتي يمر الجزائري على أخيه الجزائري مرور الكرام ولا يصبح ولا يمسي يتمنى من كل قلبه لو أنه حين يخرج لا يراه لكي لا يذكره أنه عربي بكلمة السلام عليم مع أننا لم نتشاجر يوما.... في عمارتي يوجد من الجزائريين من يلقن أولاده أنهم ينتمون الى هنا وليس الى مكان أخر...... في عمارتي يلقي أهل البلاد على بعضهم وعلى الجميع التحية ويلقي عليهم الجميع التحية....عمارتي مثال على فشل العرب هنا بما فيهم أنا على الالتحام والانصهار.
غربتي فيها الجزائري وفيها التونسي وفيها المغربي وفيها الهندي والباكستاني ... آه نسيت وفيها القبائلي نعم إخوتي هنا في غربتي يقول القبائلي لنا أنا قبائلي فأقول ولست جزائري فيقول لا أنا قبائلي ,شيء لم أفهمه لحد الآن وزادني وجعا وألما كيف جمعتنا الجزائر وفرقتنا الغربة أمر مهول. فشلت حقا هنا في حل هذا اللغز.
غربتي فيها مساجد ياللغرابة ليس الغريب في المساجد لكن الغريب هو مسجد جزائري ومسجد مغربي ومسجد تونسي والجزائري يصلي في مسجده والمغربي في مسجده والتونسي في مسجده .... أي نعم تحصل أن احد الجزائريين يصلي في مسجد مغربي أو تونسي والعكس لكن الأغلب كل واحد ومسجده .... وهذا ما زادني يقينا أنني فشلت واشعر بالفشل جمعتنا كلمة الله لا اله إلا الله محمد رسول الله وفرقتنا مساجد من المفترض أنها بيوت الله على الارض من أجل جميع المسلمين.
فشلنا في إعطاء صورة الاسلام الموحد هنا في غربتي.
في غربتي يوجد أناس قد لعنت تقاليدها وتعرت من ماضيها ولبست ثوب الغرب المزركش ....... لدينا أصدقاء هنا وبين الفينة والفيييييييييييينة نعزم عندهم على العشاء وفي يوم من الايام وسالف العصر والاوان عزمونا على العشاء ,زوجة المضيف من المتبرجات ...عزمت أختها وزوج أختها وصديق أخر وزوجته المهم جاء وقت تقديم العشاء فوضعت للجميع في طاولة واحدة ,زوجة الصديق الاخر امتنعت عن القدوم الى الطاولة باستحياء (النساء طبعهن الحياء) زوجة المضيف أقامت الدنيا ولم تقعدها ... على أنت معقدة وانت مازلت في الجزائر (على حسب ما تقول نحن معقدين) وهذا لا يجوز وحطمت الجو الممتع (مما دافعت به عن رأيها الاعوج أحسسنا أننا نقف على رؤوسنا من غرابة الموقف) وأحست المسكينة أنها إرتكبت جرما فقام المضيف وحل الموقف قائلا أنا أيضا أخجل وأريد أن أكل وحدي مع الرجال, ومر العشاء والمضيفة تتمتم ,والاخرى لو استطاعت الانسحاب والهرب من ذلك الجو الرهيب لهربت .عدنا الى البيت بعد يقيني أني فشلت أي نعم فشلت حتى بقول كلمة. أرأيتم أين وصلت الوقاحة والجرأة على تعاليم الدين لأن الحياء شعبة من شعب الإيمان.
في غربتي يوجد شباب مسلم يطوف بين السماء والارض وفقد هويته وأخذ كالأعمى يخبط خبط عشواء يتساءل دون بحث عن إجابة بنتقد دون معرفة الاسباب ......... شاب من أقاربي هنا أتى في يوم من الايام الى البيت وقال لي من أنا هل أنا أنتمي الى هنا أو الى الجزائر لأن أصحاب هذا البلد يقولون لنا نحن العرب إذهبو الى بلادكم ولا تبقو هنا تأكلو خيرات بلادنا ,وأنا جزائري بالكلمة لم أزر الجزائر ولا مرة في تسعة عشر عاما من عمري ,مسلم ببعض الصلاة التي صليتها وعربي لا أعرف ما هولانني لا اتكلم العربية .... رمضان نصوم اليوم ونفطر على مقرونة أو أرز لا يوجد جو.... العيد نذهب فيه الى الدراسة ولا نعرف منه سوى الحلوى............. أصابني الذهول وصمت صمتا طويلا أخفت به الشاب حتى قررت أن أجيبه وقلت له إن الجزائر بلدك وترحب بك في كل وقت , لكن اعلم يا بني أن هذه البلد التي تعيش بها الان قد بنيت يخيرات الجزائر واقرأ التاريخ لتفهم أكثر.....لكنني فشلت مرة أخرى لرؤيتي شابا يافعا يتخبط في مكانه ولا أستطيع فعل شيء إلا أن أقدم له النصح لا شيء أخر لضروفي التي يعلم بها إلا الله وحده .
في غربتي توجد في يوم من الايام وسالف العصر والاوان زار أحد أحدا.... لقلة الزيارات بين الناس لا يتزاورون الكل يركض ويركض ليحصل يومه وينام وفي عطلة الاسبوع ينامون أو يخرجون الى الحدائق .وإذا أردت الذهاب الى فرد من أفراد العائلة كبادرة لزيارة الرحم أو صديق يجب الاتصال أولا وفي معظم الاحيان تقابل بالاعتذار بكل جرأة -لا أستطيع إستقبالك لانشغالي-
ماذا أفعل أين أذهب لم يبقى لي سوى نجاح واحد وهو تربية أولادي والحمد لله بنتاي أربع سنوات تتحدثان اللغة العربية جيدا وتحفظان الحروف الابجدية وفاتحة الكتاب الحمد لله على نعمه, ثم العمل ,ثم الكتابة أكتب دائما لأريح كتفاي من الفشل.
لأنه رهيب أن ترى الفشل في كل مكان منذ خروجك من البيت وحتى عودتك اليه وعنما أفتح التلفازلأتفرج أرى العرب المقيمين هنا وقد أضافو وابتدعو نحو الاسوأ, والكل هنا يراني عربي أي أنا جزء لا يتجزأ منهم ففشلهم يعني فشلي حتى وإن نجحو في جميع المجالات فقد همشو أهم شيء وهو الهوية.
هذه هي غربتي وهناك المزيد لكن لكي لا أطيل كثيرا ولا أزرع الفشل في قلوب أخواني وأخواتي
سأكتب لأولادي عندما يكبرون في ورقة أنا مسلم أنا جزائري أنا عربي وأعلقها في باب الخروج لكي يقرأوها وهم خارجون الى العالم الموحش إن شاء الله
سأعلمهم تعاليم دينهم ولأعلمهم يجب علي أن الم بجميع امور الدين في التربية السليمة إن شاء الله
سأخذهم الى الجزائر مرتين على الاقل في السنة ليرو اقرانهم إن شاء الله
سارحل من هذه العمارة علني أجد بيتا ويكون قريبا من مسجد جزائري مغربي تونسي لا تفرق
تقبلو مني فائق الاحترام والتقدير
حلم كبير
آخر تعديل بواسطة المشرف: