السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
.
.
سعيدة بتواجدي معكم و مشاركتي البسيطة لكنها تحكي تجربة مختلفة ، ربما هي كبيرة علي و ليست من اختصاصي ، و هي اني خذت تجربة في التجارة كما فعلت خديجة رضي الله عنها ، لكن اين انا منها ؟!
في بادء الامر كان لدي مبلغ بسيط ففتحت محل لبيع ملابس الأطفال ، المحل لم يكن يقع في الشارع الرئيسي لان اسعار الكراء فيه كانت خيالية فكان في شارع متفرع عنه تقل فيه الحركة ، و المبلغ المالي لم يكفني لجعله محل راقي يتوفر على كل مستلزمات جلب الانتباه للزبائن ، بطبيعة الحال لم اكن اعمل فيه بل جلبت عامل لانو كل اصحاب المحل كانوا رجالا ، و رحت اديره لكن بصعوبة شديدة ، لان المحل كان يتطلب التسوق مرتين على الاقل في الاسبوع خارج الولاية و بالليل و هذا امر مستحيل علي ، استعنت بأقاربي ، لكن لم يهتموا بالامر فأحيانا نتسوق بالنهار و احيانا اكلف احدا بشراء السلعة معهم عند تسوقهم . و مع هذا البطئ في الشراء اخذ المحل ينفذ من السلعة و اجر العامل و الكراء ينتظران ، و هكذا بدأت انفق من رأس المال ، و لما سألت اقاربي ممن لديهم خبرة قالوا عليك ان تصبري فالتجارة ربح و خسارة ، لكنني و مع عدم وجود دعم مالي و المعنوي بدأت استسلم و دخلت في خسارة كبيرة ، كل يوم تتطور ، فأغلقت المحل .
لم اشعر بالفشل . لكنني شعرت بالراحة ، لانه كان يزيدني هموما .
بعد مدة تحركت رغبتي في التجارة مرة اخرى فإستفسرت عن اماكن تواجد مستلزمات الاطفال فأجابوني : اتجهي الى قسنطينة . و فعلا اتجهنا لها في الصباح في الحافلة ، كانت نزهة رائعة ، مشيت على احد الجسور المعلقة ، و لقد كان منظر رهيب و لم استطع ان انظر الى الاسفل ، بعدها وصلنا الى المكان الذي كان عبارة عن شوارع ضيقة و منحدرات و مساحات المحلات صغيرة و بدأت اتجول و كنت مسرورة جدا . اكتشف اشياء غير روتينية في حياتي . دخلت الى مبنى من ثلاث طوابق و في الطابق السفلي و بفضل من الله وجدت ماكنت ابحث عنه ، كانت هناك شركة صغيرة مخصصة لبيع مستلزمات الرضع ، لم تكن تسمح لنا بالمرور لولا ضيق المساحة و وجود سلم في وسطها ، و عندما نظرت راودني شعور جميل و قلت لنفسي :
يا الهي كم هذا رائع ، لو استطيع ان امتلك شركة كهذه .
كانت علب الهدايا منتشرة مملوئة ، و في لمح البصر استرقت النظر خلسة حتى اكتشف ماذا يوجد في العلب و هذا في الاسلام يسمى خائنة الاعين ، فوجدت انها تحتوي على اشياء بسيطة : اغطية و رضاعة و لعبة صغيرة . و اما الافرشة فكانت لوحدها ، كانوا يقومون بعملية التغليف فقلت في نفسي :
يا ترى اين تباع ؟
ومضيت بسرعة لانه لا يسمح بالتواجد هناك فصعدت الى الطابق العلوي ، و بفضل الله ايضا و جدت ما كنت اتسائل عنه في قرارة نفسي . و دون تردد قلت سأبدأ التجربة الآن و بنفس الطريقة التي تقوم بها الشركة السفلية اشتريت العلب الفارغة و مستلزمات الاطفال ثم خرجت ابحث عن قماش القطن الصافي لصنع اقمصة للمواليد الجدد ، فرحت استفسر و استفسر دون جدوى ، ثم وقفت عند احد التجار استفسر فقال :
لا تتعبي نفسك بالبحث عنه لانه محتكر من قبل تجار بني مزاب و لا يسمح له بالخروج الى السوق نهائيا . فإستسلمت و عدت ادراجي الى البيت ، فكرت جيدا و قلت لن اعيد التجربة الاولى فالمبلغ الذي ادفعه للإيجار و للعامل يكون لي و تلك فائدتي و ارضى بها .
بدأت العمل و جهزت العلب و قمت بخياطة الافرشة بنفسي و غلفتها مع تزيينها بصور اطفال من الداخل ، و عرضت السلعة على اصحاب المحلات بسعر اقل و وجدت العديد من العملاء وافقوا على التعامل معي داخل الولاية و في الدوائر المجاورة .
نجحت و لله الحمد ، كانوا يشجعونني كثيرا و يقولون ماشاء الله شيء جميل
اما اليوم توقفت لاسباب قاهرة لكنني انوي العودة بقوة .
اسأل الله ان يرزقني المال الحلال و الشاحنة لانها وسيلة نقل ضرورية .
من خلال تجربتي تعلمت ان النجاح في هذا المجال يحتاج الطموح الثابت غير المؤقت ، و المادة و التفرغ ، الجودة في المنتجات و المنافسة في الاسعار .
انا لا أؤمن بالفشل لانه مجرد عثرات ، فالشخص الذي يتعثر لا بد له ان يقف و ذلك هو النجاح . اما الذي يبقى متعثرا فهو شخص مريض جسديا و نعذره عن ذلك او عقليا فقد رفع عنه القلم
اعذروني كنت ثرثارة معكم لان ذكرياتي الجميلة جعلتني اتكلم و لا احس بالوقت
آخر تعديل بواسطة المشرف: