- إنضم
- 5 جانفي 2017
- المشاركات
- 3,482
- نقاط التفاعل
- 8,102
- النقاط
- 946
- العمر
- 29
- محل الإقامة
- Jijel
- الجنس
- أنثى
كما ترون تأخرت عن الموعد وفاتني الوقت واظن ان مشاركتي لن تحتسب (للاسف)
هذا هو الحظ السيء ... و أي نجاح قد اكتب لكم عنه
فتحتم سجلا صفحاته سوداء , فاشلة هذه "الأنا" تجارب ومقاومات كلها تنتهي بالفشل
لا تعرفون اسمي وتنادونني ب "الصحافية الساخرة" , يبدو جيدا ليس سيئا ولكن اسمي الحقيقي أجمل "فاطمة"
يقال لي أنه اسم عجوز لكنه اسم فتاة صغيرة البيت ومدللة والديها
أيتها الصغيرة المدللة عليك أن تأكلني جيدا لتكبري وتكوني بصحة جيدة , وعليك أن تدرسي بجد فالدراسة هي كل شيء في هذه
الحياة وهي من ستدوم لك بالأخير... وصية الوالدين و الأخت و المعلم كانت هذه هي
فعلنا بها , كبرنا وكبرت همومنا يا ليتنا لم نكبر وبقينا أطفالا صغارا
درسنا جيدا ووصلنا لمرحلة فيها توقفنا عاجزين ...
حقا يؤسفني القول : أنني فشلت بعد 21 سنة
5 سنين الاولى كانت لعب و مرح , مغامرات وطيران في الهواء وركض طويل للوصول إلى المتجر وشراء "الكابريس"
بعد ال 5 سنين يبدأ النهوض المبكر و ترتيب الادوات في المحفظة الفضائية والاقلام والالوان المختلفة والعجينة
شكلنا كل ما نحبه ورسمنا الورود والزهور وكان اللون دائما أخضر وأحمر و أزرق
كتبنا وكانت البداية تعلم كتابة الإسم و اللقب
هذه بدايتنا الاولى ككل... لم يكن فيها اختلاف كبير..
الاختلاف في الحياة التي نعيشها و كيف ستكون حياتنا
الاختلاف في الأحلام ومن هم مشجعونا وهل يوجد من قد يدفعك يوما ان تعثرت؟
الاختلاف في ذاخل البيت مع من نعيش و كيف هي حياتنا معهم؟
نذخل المنزل لنرتاح ونجلس مع أهالينا لنضحك ونجتمع على مائدة الطعام ونتحدث وأمام المدفأة نقلب عن قصص خرافية
ورعب وتتعالى أصواتنا بين ضحك ولعب وركض و...
ماذا عن منزلي و أهلي أستيقض كل صباح على شجار الوالدين أو على شجار أخي بالحي أو على التنقل إلى بيت اخر للعيش
لا أحد سيسصدق إن أخبرته أنني كنت بعمر ال 9 سنين و أحمل هموما كبيرة علي
فقلبي نضج على جمر الألم كان علي تحمل حقد الأخ الأكبر علي ب 14 سنة لأنني صغيرة العائلة والمدللة , وأن أتحمل
الكلام القاسي من 9 أخوة ذكورا و اناثا .. وما إن خرجت لهذه الحياة كنت كالمسكينة فيها محرومة من كل ما يحبه الاطفال
ألوان لباسي كانت بشعة وحذائي كان يمتلأ بالمياه في فصل الشتاء.. كان علي كذلك أن أتحمل سخرية الزملاء و ضحكاتهم
كل مرة أذهب فيها إلى هذا المكان "المدرسة"
الفقر ليس عيبا ولكن الافتقار إلى الحنان و دفئ العائلة وحبهم ودعمهم هذا ما يشكل عقدا نفسية في المستقبل
طفلة كان عليها التحمل لأجل ماذا؟ لا أعلم كيف كانت تبدو لي الحياة وقتها ؟
هذه الفتاة الصغيرة تكبر وتكبر و هي لا تعلم كيف هي الان هنا بينكم
حقا ما إن أتذكر أكره أنني لازلت أعيش في هذا العالم بين بشر لا يرحم وأهل لا يربطهم بك سوى الدم و اسم العائلة وهذا البيت
الذي لم يعد بيتا بل جحيما أسود , يرون أن هذا السقف جمعنا معا الى ان ننضج ونفترق في الأخير
لا أعلم حقا ما الشيء الذي جعلني قوية في المراحل التي مرت من حياتي
مراحل صعبة جدا .. و أسوأ شيء كنت لا أحتمله و أبكي كثيرا بسببه "نظري الضعيف"
لن يصدق أحد ربما أن عائلتي لليوم لا تعلم بهذا الامر وربما يعرفون عن هذا القليل ولعدم مبالاتهم هم لم يسألوا ولم يستفسروا
عن الأمر..
إنني بعمر ال 9 سنين يا ناس وطبيب العيون الخاص بالمدرسة اعطاني الظرف لاعطيه للوالد لكنني لم أفعل و رميته لأنني أعلم
ما هي حالة والدي البائسة , يكفي هنا لن أضيف شيئا من هذا الامر اكثر لن اقص لكم عنه فكم عانيت في دراستي لاجله
صادفت كل الصعوبات ومنها تعليقات الزملاء وكلامهم الذي كنت اسمعه من ورائي كرسيي وضحكاتهم ومحاولاتهم احراجي
دائما .. تحملت وفي دراستي لم افرط ابدا والمرحلة الثانوية كانت صعبة اكثر , لأنني أصبحت أكبر قليلا من قبل لم أعد طفلة
صرت أفهم الكثير من الأشياء وصار الاحتمال ليس ممكنا .. هذا النظر يشكل عائقا أكبر من قبل وهو السبب في اهمالي بعض
المواد كاللغة الفرنسية والانجليزية والتغيب عن الحصص كان علي فعل هذا فسخرية الزملاء لا تحتمل كانوا يتعمدون إحراجي
بطرق بشعة , و قاسية
وكان التهرب منهم هو الحل
تراجعت نقاطي قليلا لكن حققت معدلات تبقى حسنة , وهذا ما كان يتحير فيه الاساتذة والزملاء رغم تغيبي عن المدرسة لاسابيع
كان ردا عليهم فقط...
المؤسف حقا أنه بسبب نظري الضعيف وسخريات الزملاء مني أبعدني عن أجواء القسم الجميلة وأبعدني عن تجمعات الطلاب
والذكريات الجميلة , لم يسمح لي بالتقرب من احد ولم اشكل صداقات , كنت دائما وحيدة و أبتسم ويتعجبون من أمري لانني
كنت أضحك رغم ظروفي الصعبة...
كان يساعدني البكاء في الحمام وقتها والمرآة تشهد على صورتي البائسة و دموعي التي ذرفت منها كثيرا..
فالعودة إلى المنزل كان جحيما اخر .. مشاجرات ومشاكل لا تدع أحدا منا ينام حتى
إن الوضع صعب وعلى كل واحد من العائلة أن يعتمد على نفسه في جلب مصروف يكفيه لشراء ما يحتاجه
وكان علي أنا كذلك أن أبحث عن عمل و أدرس في نفس الوقت
وبما أنني كنت أتقن شيئا قليلا من الطرز تيسرت علي الامور قليلا ولكن العمل فيه يجعل نظري يضعف اكثر خاصة في الليل وهذا
كان الوقت المناسب لاشتغل فيه والاستيقاض باكرا كذلك (اتذكر في ذلك العام اصبحت انام ثلاث ساعات فقط)
كان صعبا خاصة ايام البكالوريا , اصابني ارهاق جعلني طريحة الفراش لا اقوى على فعل اي شيء وأمي كانت تصرخ علي
لكي أدرس لكن طريقتها لم تكن تساعدني على الاستيقاض بل عقدتني وهي تقارنني ببنات خالاتي وبنات عمي حتى أصبحت
حالتي جد سيئة و أصبحت أمرض كثيرا
ورسبت لاول مرة في مشواري الدراسي ومتى كان هذا ؟ في شهادة البكالوريا حقا لم اهضم هذه الكلمة "راسبة"
وما صعب علي أكثر والدتي التي لم تتوقف عن لومي ومقارناتها لي بغيري واصبحت في ندم خاصة أن أن الأقارب شمتوا
في والداي وفي أنا , وهذا جعلهما يغضبان علي كثييرا وصرت أنا في ندم أكبر
لم أعد أملك طاقة كافية لأقف مجددا والعام الرابع في تلك الثانوية كان صعبا , تلك النظرات المحتقرة لكل من رسب
وشماتة الناس فيك تلتقيهم ويفتحوا لك ملفات من الماضي "كيف كنت وكيف أصبحت"
إنه نفس الطريق سأعبره مجددا وأنا ضعيفة أكثر , تتبقى ثلاثة شهور و أنا لم أفتح كتبي حتى على درس واحد
أستفيق .. لابد لي أن أنجح لأجلهما "والداي" .. ونجحت رغم أنف الشامتين و الحاقدين , هذه أنا لكن لم تعد كما كانت ,
فذخول الجامعة بمعدل متوسط لا يسعد من هم مثلي , لست ممن يقتنعون بالبسيط الذي ينهي أحلامي ويمحو شخصيتي
لا أبدا,,, تركت الجامعة ولم يرضى والداي بهذا ولكن يجب أن أعيد التخطيط من جديد هذا هو الوقت , لكن كيف سيفهمك
من لا يعيش ما تعيشه لن يفهم..
لكن ماذا قد تفعله إذا وجدت كل العائلة تقف في طريقك , بعد أن تجد شيئا تقاوم لاجله تجدهم في الاتجاه المعاكس لك
مازالوا يصدقون :"اذا لم تدرس في الجامعة لن تصنع الأفضل لك"
وهذا هو العائق في حياتي الان .. علي أن افعل ما يريدونه هم وليس ما اريده أنا
حظي السيء والنحس يطاردني دائما , وإن كل شيء بنيته صغيرا كان ام كبيرا يتهدم الان
كانوا يريدون شهادة جامعية لا تستحق أن يُفخر بها ولا تخرجنا من جهلنا حتى , تفكير محدود شهادة وعمل والزواج وانتهى
كيف يُطلب منا أن نفكر هكذا؟ , هذا هو التفكير الذي صنع بلادا متخلفة وتحت الصفر
هذا هو التفكير الذي يقنعنا بأن هناك ما يسمى "المستحيل"
تفكير ظلم منا الكثير , سرقوا أحلامنا وجعلوا منا شخصية ضعيفة جدا تخشى المواجهة
إنني لازلت أجلس على نفس المقعد وحدي لأكتب و أكتب و فقط أعيش فقط لأنهم أرادوا رؤيتي هكذا وهذا هو
عقابهم
أن يروا كيف صار جسدي ضعيفا من المرض ومن تفكيرهم المحدود , هذه الصورة التي أردتم رؤيتها "فتاة
الواحد والعشرين الكئيبة
ذات الحظ السيء"
وهذا اليوم يشهد على حظي السيء .. تقطع الانثرنيت و ذخول أخي للمستشفى يجعلني أغيب حتى هذا الوقت لأجد
مدة الكتابة حول هذا الموضوع انتهت ..
انتهت الصلاحية أريد اسئناف الحكم والحصول على تعويض على تعبي لاكتب كل هذه السطور وانا مريضة
أطلب من الادارة ان تنظر في الامر وتتقبل مشاركتي
اتمنى ان تحتسب مشاركتي ,, والا اصعق بالاقصاء
بقلم الصحافية الساخرة
صاحبة الحظ السيء
صاحبة الحظ السيء
آخر تعديل بواسطة المشرف: