القلم يرتجف الحبر بارد
الذاكرة تطرق النوافذ المغلقة
أعلم جيدا أنها ستدخل رغما عني
مهما احكمت غلق النوافذ ستكسرها
وستجعل غرفتي فوضى
هي دائما تأتي مع رائحة أو صورة
أو حتى لونا معينا يستدعيها
كما تستدعي الأرواح النائمة
تعاتبني بشدة وكأني سبب خراب العالم
أ لم يكن على الربان تطبيق قانون "رودس" العوار "
أن نرمي بعض من أحلامنا لننجو من العاصفة
كان لابد أن يتركنا نغرق في يأسنا
ها نحن كل يوم نصطدم بجبال الحنين الجليدية
دعنا نتوقف لبرهة أسدل أشرعة اليأس
وارمي مرسات الأمل لتأخذ نفسا عميقا هنا
صارت غرفتي أكبر من العالم
القطارات تمر قرب كتبي
كل الكلمات كراسي انتظار
و السفن ترسو على أوراقي
وفي فنجان قهوتي تغرق الأفكار
فتاة تبيع الورد من الرفوف
شيخ يتوسل صدقة قرب سلة المهملات
عصافير عششت على السقف
غابات نمت على المنبه
حانة فتحت على الكرسي المتحرك
تسقيني كؤوس من الشوق العتيق
غجرية ترقص داخل المدفأة
تلبس فستان من نار
وحين تتعب تختبئ خلف غيمة من دخان
أبتسم إبتسامة استهتار
كأنها تصفيق لرقص النار
الذي تخيلته لوهلة غجرية
ربما أسكرتني كؤوس الشوق
لم أعد أعلم كم شربت كأس
جاهدت تحاول أجفافني أن ترخي سدولها
لتنهي هذه المسرحية من الهلوسة
ليوقضها قلمي المرتجف بين أصابعي
وحبره الذي أسقط ثلجه الأسود على الورق
ليحكي قصة هلوسة بحبر بارد
آخر تعديل بواسطة المشرف: