وردة فواحة
:: عضوية محظورة ::
وردة فواحة، تم حظره "حظر دائم". السبب: إغراق المنتدى في المنقول ونقل مواضيع لا تمثل ثقافتنا الإسلامية
معجزة في حفظ الصحة:
ورد في صحيح النسائي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إذا استيقظ أحدكم من نومه فلا يغمس يده في وضوئه حتى يغسلها ثلاثاً، فإن أحدكم لا يدري أين باتت يده).
اختلف شُرَّاح هذا الحديث في معرفة السبب الحقيقي الموجب لهذا الأمر النبوي بلزوم غسل اليدين حين الانتباه من النوم قبل غمسهما في ماء الوضوء، سيما وقد قال الإمام أحمد بن حنبل بوجوب الغسل، فمنهم من قال إن أهل الحجاز كانوا يستنجون بالأحجار وبلادهم حارة فإذا نام أحدهم عرق فلا يأمن النائم أن تطوف يده على ذلك الموضع النجس أو على بثرة أو قملة أو قذر وغير ذلك.
وقال البيضاوي: فيه إيماء إلى أن الباعث على الأمر بذلك احتمال النجاسة.
وورد في تفسير الجلالين نظيره، وأورد السندي في حاشيته أن النهي الوارد في الحديث نهي أدب وتركه إساءة ولا يفسد الماء لأن غايته الشك في نجاسة اليدين والوجوب لا يبني على الشك خلافاً للإمام أحمد القائل بالوجوب.
إن الشراح والأئمة حاموا حول حقيقة السبب الموجب واقتربوا منها ولكن لم يعثروا عليها لأن تعليلهم يقتضي حصر الأمر بسكان البلاد الحارة كالحجاز وغيرها مع أن لفظ الحديث عام لا يناسب تخصيصه في أناس دون غيرهم، ولا في موسم دون موسم، ومن القواعد الفقهية اليقين لا يزول بالشك، والأصل في اليدين الطهارة وكونهما لامستا النجاسة أمر مشكوك وموهوم والأمر بالغسل لم يقيد بوجود أثر النجاسة على اليد والنص الوارد في الحديث المذكور صريح ومعين لعدد الغسل أيضاً وقد حكم الإمام أحمد بوجوب الغسل استناداً على هذه الصراحة.
ويستنتج مما قدمته أن الحقيقة لما تنجلِ، إذ كيف يحكم بنجاسة اليد بدون أن يشاهد عليها نجاسة مادية ولما تتحقق ملامستها للنجاسة؟
لذلك فهذه القضية فيها سر غامض. فأقول: إن النائم فاقد للشعور والحس والملكات العقلية والإرادة وقد يدخل أصابع يده في فمه، أو أنفه، أو أذنه، أو دبره أو يلامس عضو التناسل بدون اختيار ولا يخفى أن الفم مقر لنمو الجراثيم القيحية والطفيليات بسبب فضلات الطعام التي تظل بين الأسنان وتحدث مرض تقيح الأسنان pyoree وإذا أضيف لذلك وجود أضراس متنخرة ومتموتة فإن الجراثيم تكون عفنية ومن الأنواع الخطرة.
كما أنه قد يكون في الجهاز التناسلي جراثيم حرقة البول أو غيرها وقد يوجد أيضاً في حفرتي الأنف جراثيم طفيلية وقيحية وقد تكون الأذن متقيحة ومملؤة بجراثيم القيح الضارة.
والذي يظهر من تدقيق قوله صلى الله عليه وسلم: "لا يدري أين باتت يده" الإشارة لتلوث اليدين بالجراثيم الضارة من جراء احتمال دخولها لفوهة الفم والأذن والحفرتين الأنفيتين وفوهة الدبر وملامستها لما يجري من صماخ البول حين النوم وقد قررت الأطباء بأن ضرر جراثيم القيح العفنية وجرثومة حرقة البول على العينين عظيم جداً فإذا أدخل المستيقظ من النوم يده في إناء وضوءه بدون أن يغسلها وانتقلت تلك الجراثيم للماء ثم اغترف منه وغسل عينيه ووجهه فربما دخلت تلك الجراثيم لعينيه وأنتجت الرمد العفني الخطر المسمى بالرمد حرقة البولي وغيره الذي ظهر بالإحصاء أن ثمانين بالمائة من العمى ناشئ عنه سواء تلوث عيني المولود حين الولادة بجراثيمه أو بدخول الجراثيم للعينين فيما بعد بشتى الأسباب كما في الحالة التي أتيت على ذكرها.
لذلك فهذا الحديث الشريف أشار إلى نوع من النجاسة الغير مرئية هي النجاسة الجرثومية الطبية وهي تختلف عن النجاسة الشرعية المادية ولا يشترط بها سوى وقوع الملامسة للجراثيم أو الأعضاء المشبوهة بأنها تحتوي على الجراثيم كما أنه قرر أصلاً هاماً من أصول حفظ الصحة للعينين والوجه.
فتقريره لزوم التطهير على النحو المذكور يكشف النقاب عن وجود النجاسة الطبية الجرثومية قبل وجودها وقبل اكتشاف علم الجراثيم باثني عشر قرناً ونيفاً فهذا هو السر المطوي في هذا الحديث الشريف الذي يعد معجزة نبوية باهرة.
ورد في صحيح النسائي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إذا استيقظ أحدكم من نومه فلا يغمس يده في وضوئه حتى يغسلها ثلاثاً، فإن أحدكم لا يدري أين باتت يده).
اختلف شُرَّاح هذا الحديث في معرفة السبب الحقيقي الموجب لهذا الأمر النبوي بلزوم غسل اليدين حين الانتباه من النوم قبل غمسهما في ماء الوضوء، سيما وقد قال الإمام أحمد بن حنبل بوجوب الغسل، فمنهم من قال إن أهل الحجاز كانوا يستنجون بالأحجار وبلادهم حارة فإذا نام أحدهم عرق فلا يأمن النائم أن تطوف يده على ذلك الموضع النجس أو على بثرة أو قملة أو قذر وغير ذلك.
وقال البيضاوي: فيه إيماء إلى أن الباعث على الأمر بذلك احتمال النجاسة.
وورد في تفسير الجلالين نظيره، وأورد السندي في حاشيته أن النهي الوارد في الحديث نهي أدب وتركه إساءة ولا يفسد الماء لأن غايته الشك في نجاسة اليدين والوجوب لا يبني على الشك خلافاً للإمام أحمد القائل بالوجوب.
إن الشراح والأئمة حاموا حول حقيقة السبب الموجب واقتربوا منها ولكن لم يعثروا عليها لأن تعليلهم يقتضي حصر الأمر بسكان البلاد الحارة كالحجاز وغيرها مع أن لفظ الحديث عام لا يناسب تخصيصه في أناس دون غيرهم، ولا في موسم دون موسم، ومن القواعد الفقهية اليقين لا يزول بالشك، والأصل في اليدين الطهارة وكونهما لامستا النجاسة أمر مشكوك وموهوم والأمر بالغسل لم يقيد بوجود أثر النجاسة على اليد والنص الوارد في الحديث المذكور صريح ومعين لعدد الغسل أيضاً وقد حكم الإمام أحمد بوجوب الغسل استناداً على هذه الصراحة.
ويستنتج مما قدمته أن الحقيقة لما تنجلِ، إذ كيف يحكم بنجاسة اليد بدون أن يشاهد عليها نجاسة مادية ولما تتحقق ملامستها للنجاسة؟
لذلك فهذه القضية فيها سر غامض. فأقول: إن النائم فاقد للشعور والحس والملكات العقلية والإرادة وقد يدخل أصابع يده في فمه، أو أنفه، أو أذنه، أو دبره أو يلامس عضو التناسل بدون اختيار ولا يخفى أن الفم مقر لنمو الجراثيم القيحية والطفيليات بسبب فضلات الطعام التي تظل بين الأسنان وتحدث مرض تقيح الأسنان pyoree وإذا أضيف لذلك وجود أضراس متنخرة ومتموتة فإن الجراثيم تكون عفنية ومن الأنواع الخطرة.
كما أنه قد يكون في الجهاز التناسلي جراثيم حرقة البول أو غيرها وقد يوجد أيضاً في حفرتي الأنف جراثيم طفيلية وقيحية وقد تكون الأذن متقيحة ومملؤة بجراثيم القيح الضارة.
والذي يظهر من تدقيق قوله صلى الله عليه وسلم: "لا يدري أين باتت يده" الإشارة لتلوث اليدين بالجراثيم الضارة من جراء احتمال دخولها لفوهة الفم والأذن والحفرتين الأنفيتين وفوهة الدبر وملامستها لما يجري من صماخ البول حين النوم وقد قررت الأطباء بأن ضرر جراثيم القيح العفنية وجرثومة حرقة البول على العينين عظيم جداً فإذا أدخل المستيقظ من النوم يده في إناء وضوءه بدون أن يغسلها وانتقلت تلك الجراثيم للماء ثم اغترف منه وغسل عينيه ووجهه فربما دخلت تلك الجراثيم لعينيه وأنتجت الرمد العفني الخطر المسمى بالرمد حرقة البولي وغيره الذي ظهر بالإحصاء أن ثمانين بالمائة من العمى ناشئ عنه سواء تلوث عيني المولود حين الولادة بجراثيمه أو بدخول الجراثيم للعينين فيما بعد بشتى الأسباب كما في الحالة التي أتيت على ذكرها.
لذلك فهذا الحديث الشريف أشار إلى نوع من النجاسة الغير مرئية هي النجاسة الجرثومية الطبية وهي تختلف عن النجاسة الشرعية المادية ولا يشترط بها سوى وقوع الملامسة للجراثيم أو الأعضاء المشبوهة بأنها تحتوي على الجراثيم كما أنه قرر أصلاً هاماً من أصول حفظ الصحة للعينين والوجه.
فتقريره لزوم التطهير على النحو المذكور يكشف النقاب عن وجود النجاسة الطبية الجرثومية قبل وجودها وقبل اكتشاف علم الجراثيم باثني عشر قرناً ونيفاً فهذا هو السر المطوي في هذا الحديث الشريف الذي يعد معجزة نبوية باهرة.