شرع الله تعالى الزّواج ليكون سكناً للزّوجين، وجعل له من الشّروط ما يضمن استمراره، ولكن قد تحدث بعض الخلافات بين الزوجين، فأعطى الإسلام فرصاً للطرفين لمحاولة الإصلاح، وسمح بتدخل الأهل وأصحاب الرأي والحكمة بينهما حفاظاً على الرابط المقدّس، وإنْ استحال الوئام والوفاق بينهما شرع لهما الطّلاق ليكون هو الحل النهائي. تعريف الطّلاق الطّلاق لغةً: هو الحلّ ورفع القيد، والتخلية والإرسال، فيُقال: طلقت الناقة، إذا سرحت حيث شاءت. الطّلاق اصطلاحاً: حلّ عقد النكاح أو بعضه، والمقصود ببعض النكاح أي: عندما يطلّق الزوج الزوجة طلاقاً رجعياً. حكم الطّلاق الطّلاق جائز في الإسلام عند الوصول إلى طريقٍ مسدودٍ بين الزوجين، ولا يعود للوفاق بينهما مجال، واستدلّ علماء الشرع على مشروعيته من قول الله تعالى في سورة البقرة: (الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ ۖ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ) [البقرة: 2299]، وقوله تعالى في سورة الطّلاق: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ)[الطّلاق: 1]. الطّلاق الغيابيّ الطّلاق الغيابيّ هو الذي يقع أثناء غياب الزوجة، كأنْ يكون الزوج في بلدٍ والزوجةِ في بلدٍ آخر، أو حتى في البلد نفسه، وأوكل أحداً بمتابعة إجراءات الطّلاق بعد تلفّظه بلفظ الطّلاق مع النية الخالصة والعزم على ذلك، ولكن يبقى تثبيت الطّلاق من خلال معرفة اللفظ الذي وقع به، والحالة التي كان بها الزوج، ولا يُسقِط الطّلاق الغيابيّ حق الزوجة في مؤخّر الصداق، وإنما فقط في الكسوة والمسكن ونحو ذلك، وتتم إجراءات الطّلاق تبعاً للإجراءات المعتمدة في الدولة. ويعتقد كثير من الناس أنّ الطّلاق الغيابي دليل على سلطة الرجل وتجبّره، وينمّ على عدم احترام المرأة والاستهانة بها، فكثير من قصص الطلاق الغيابي تكون عندما ينتقل الزوج إلى بلدٍ آخر للعمل أو للدراسة، فيطلّق زوجته ويتزوج أخرى. أنواع الطّلاق جعل الإسلام الطّلاق على مراحل وأنواع؛ لئلا تختلط الأمور على المسلمين، ويقع أيّ منهم في الحرام، وأنواع الطّلاق: الطّلاق الرّجعي: هو الذي يوقعُه الزوج على زوجته التي دخل بها حقيقةً، ويبقى عقد النكاح قائماً ما دامت المرأة في فترة العدّة، ويجوز للزوج إرجاعها إلى عصمته، وإذا مات أحدهما يرثه الآخر. الطّلاق البائن: وينقسم إلى: الطّلاق البائن بينونةً صُغرى: وهو الذي يقع دون الطلقة الثالثة، ويجوز للزوج إرجاع زوجته بعد انقضاء فترة العدّة بعقدٍ ومهرٍ جديدين، ورضىً منها. الطّلاق البائن بينونةً كُبرى: وهو الذي يقع بعد الطلقة الثالثة، ولا يجوز للزوج إرجاع زوجته حتى تنكح رجلاً آخر ويطلقها.