الإيمان بالله تعالى
الإيمان بالله تعالى هو أصل الدين وأسّه، وهو أن تؤمن بربوبيته وأنه هو الخالق الرازق المحيي المميت المتصرف في الكون، لا شريك له في ذلك ولا ند، وأن تؤمن بإلاهيته، وأنه هو المستحق للعبادة من دعاء ونذر وذبح وتوكل واستغاثة وغير ذلك، وأن تؤمن بأسمائه الحسنى وصفاته العلى، من غير تشبيه ولا تمثيل، ومن غير تحريف ولا تعطيل. ومن لوازم هذا الإيمان أن يؤمن المرء بما أوجب الله تعالى الإيمان به من الملائكة والكتب والرسل والقدر واليوم الآخر، فكل ذلك من أركان الإيمان، ولا يستقيم الإيمان بدونها.
الإيمان بأسماء الله الحسنى وصفاته العلى على منهج سلف الأمة
سبق بعض الكلام على حديث جبريل المشهور في قصة مجيئه إلى الرسول عليه الصلاة والسلام وسؤاله عن أسئلة أجاب عليها رسول الله عليه الصلاة والسلام، وفي آخر الحديث قال النبي عليه الصلاة والسلام: (هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم).
وقد كنا بدأنا بالكلام على الإيمان بالله، وعرفنا أن الإيمان بالله يشمل الإيمان بربوبيته وإلاهيته وأسمائه وصفاته، وعرفنا توحيد الربوبية، وتوحيد الإلهية، وتوحيد الأسماء والصفات.
وانتهى الكلام إلى الحديث عن توحيد الأسماء والصفات، وقلنا: إنه الإيمان بكل ما جاء عن الله وعن رسوله عليه الصلاة والسلام من الأسماء والصفات المضافة إلى الله تعالى، على وجه يليق بكماله وجلاله، دون تشبيه أو تمثيل أو تكييف، ودون تعطيل أو تأويل أو تحريف، بل على حد قول الله عز وجل: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ)[الشورى:11].
وذكرنا أن أهل السنة وسط بين المعطلة والمشبهة، فالمشبهة أثبتوا وشبهوا، والمعطلة نفوا وعطلوا، وقصدوا بذلك التنزيه، ولكنهم فروا من تشبيه سيئ تصوروه في أذهانهم -وهو التشبيه بالمخلوقات- وصاروا إلى تشبيه أسوأ منه، وهو تشبيهه بالمعدومات، وأهل السنة أثبتوا ونزهوا، فهم مثبتة وليسوا بمعطلة، ومع إثباتهم فهم منزهة وليسوا مشبهة، فهم وسط بين هؤلاء وهؤلاء، يقول أبو سليمان الخطابي :
ولا تغل في شيء من الأمر واقتصد .... كلا طرفي قصد الأمور ذميم
فالحق وسط بين الطرفين المتناقضين: الطرف الذي أثبت وشبه، والطرف الذي نفى وعطل حتى صار المعبود بهذا النفي لا وجود له، وقد ذكر ابن عبد البر رحمه الله في كتابه (التمهيد) أن الذين ينفون الصفات يصفون المثبتة بأنهم مشبهة، ثم قال ابن عبد البر : وهم عند من أقر بها نافون للمعبود. أي أنَّ المعطلة يصفون المثبتة بأنهم مشبهة بينما الذين يثبتون الصفات يصفون الذين ينفونها بأنهم نافون للمعبود، أي أنه لا وجود للمعبود ما دام أنه قد نفيت عنه جميع الصفات.
هكذا قال ابن عبد البر في كتابه (التمهيد)، حيث ذكر عن المعطلة أنهم يصفون المثبتة بأنهم مشبهة؛ لأنهم لا يتصورون إثباتاً إلا مع تشبيه، ففروا من الإثبات خوفاً من التشبيه، ولكن النتيجة أنهم فروا من تشبيه سيئ فوقعوا في تشبيه أسوأ، وهو التشبيه بالمعدومات.
ولهذا تجد الذهبي رحمه الله في كتابه (العلو للعلي الغفار) لما نقل كلام ابن عبد البر علق عليه بقوله: قلت: صدق والله؛ فإن الجهمية مثلهم كما قال حماد بن زيد : إن جماعة قالوا: في دارنا نخلة. فقيل لهم: ألها سعف؟! قالوا: لا. فقيل: ألها كرب؟! قالوا: لا. قيل: ألها رطب وقنو؟! قالوا: لا. قيل: ألها ساق؟! قالوا: لا. فسألوهم عن كل صفة من صفات النخل وهم يقولون: إنها لا توجد في هذه النخلة. فقيل لهم: فما في داركم نخلة! فكذلك من ينفي عن الله صفاته!
ومن الأمثلة التي توضح وتبين هذا التصور الذي تصوروه وبنوا عليه نفي الصفات عن الله أنهم قالوا: إننا لو أثبتنا أن الله يتكلم بصوت وحرف لزم أن يكون مشابهاً للإنسان الذي يتكلم بحرف وصوت، ويلزم أن يكون له لهاة وشفتان وحنجرة ومخارج حروف؛ لأننا لا نتصور كلاماً إلا بهذه الآلات الموجودة في المخلوق. فهم لم يتصوروا إثباتاً إلا مع تشبيه، فما وفقوا إلى تصور إثبات مع تنزيه، ففروا من ذلك إلى التشبيه بالمعدومات، وهذا الكلام الذي قالوه من أنه لا يتصور كلام إلا وفقاً لما هو موجود في المخلوقين باطل وغير صحيح.
ومما يدل على بطلانه.
أولاً: أنه لا تلازم بين الإثبات والتشبيه، فهناك إثبات مع تشبيه، وإثبات مع تنزيه، والإثبات مع التشبيه هو المحرم والباطل، والإثبات مع التنزيه هو الحق الذي لا ريب فيه، فالله يتكلم ولا نعلم كيفية تكلمه، ولا يشبه الخلق، ولا الخلق يشبهونه، فجميع صفات الباري تليق بكماله وجلاله، وجميع صفات المخلوقين تليق بضعفهم وافتقارهم، ولا تشابه بين الخالق والمخلوق، كما قال الله عز وجل: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ )، فأثبت السمع والبصر، ونفى المشابهة، فله سمع لا كالأسماع، وبصر لا كالأبصار، ويتكلم لا كتكلمنا، بل كلامه سبحانه وتعالى يليق به، فلا تلازم بين الإثبات والتشبيه.
الأمر الثاني: أنَّ قولهم: إننا لا نتصور كلاماً إلا أن يكون بهذه الطريقة المعروفة في المخلوقين من أنه يكون بحنجرة ولهاة ومخارج حروف وشفتين ولسان (و هذا) غير سديد؛ إذ ليس بلازم أن يكون الكلام بهذه الطريقة التي نعرفها ونعقلها، فقد وجد الكلام في الدنيا -وسيوجد في الآخرة- بدون هذه الطريقة التي نعقلها، فقد ثبت في صحيح مسلم عن النبي عليه الصلاة و السلام أنه قال: ( إني لأعرف حجراً بمكة كان يسلم علي قبل البعثة... )، فكان إذا مر به قال: السلام عليك يا محمد. فقد تكلم الحجر وليس له لسان ولا شفتان ولا حنجرة ولا مخارج حروف.
ومثله الذراع الذي وضعت فيه اليهودية السم، ولما نهس منه الرسول صلى الله عليه وسلم نهسة تكلم وقال: إنه مسموم. فقد تكلم وليس له لهاة ولا حنجرة ولا لسان ولا شفتان ولا مخارج حروف؟! لقد أنطقه الله تعالى الذي أنطق كل شيء.
وبهذا نعرف أنه وجد الكلام في الدنيا على وجه غير الذي نعقله ونعرفه، وإذا حصل هذا من مخلوق ولم نعرف كيف تكلم فالله عز وجل يتكلم ولا نعرف كيف يتكلم.
فنثبت الكلام ولا نسأل عن الكيف، كما قال مالك رحمه الله تعالى عن الاستواء: الاستواء معلوم، والكيف مجهول. فالمعنى معلوم لنا؛ لأننا خوطبنا بلسان عربي مبين، ونحن نعقل معاني ما خوطبنا به، ولكن الكيفية لا نعلمها، بل نجهلها.
وهذا يقال في جميع الصفات، فكل صفة يقال فيها: إن الكيف مجهول. فكيفية التكلم مجهولة بالنسبة لنا، وإذا كنا لم نعقل كيفية تكلم المخلوق فمن باب أولى أن لا نعقل كيفية تكلم الخالق، ولا نفكر في ذلك.
وأما في الآخرة فقد أخبر الله عز وجل أنه يختم على الأفواه، وتنطق الأيدي والأرجل والجلود بما عمل به الإنسان، وهذا شيء على غير الكيفية التي نعقلها، وهي أن الكلام لا يكون إلا بحنجرة ولهاة ومخارج حروف.
وعلى هذا فالذين ينفون الصفات عن الله عز وجل بحجة أنهم لو أثبتوا لكانوا مشبهين قد وقعوا في تشبيه أسوأ، وهو التشبيه بالمعدومات، فلازم قولهم أنه لا وجود للخالق سبحانه؛ لأنه لا يتصور وجود ذات مجردة من جميع الصفات، كما عرفنا ذلك بالمثال الذي ذكره الذهبي عن حماد بن زيد .
وعلى هذا فيتضح لنا أن الحق وسط بين الطرفين المتناقضين: الطرف الذي أثبت وشبه، والطرف الذي نفى وعطل، والحق مع الذي أثبت ونزه، وهو الذي دل عليه القرآن في قوله: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ )[الشورى:11]، فإن قوله: ( وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ ) إثبات، وقوله: ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ) تنزيه، فله سمع لا كالأسماع، وبصر لا كالأبصار، وكذلك يقال في جميع الصفات.
صحة تقسيم توحيد الله تعالى إلى ثلاثة أقسام وأدلة ذلك
وتقسيم التوحيد إلى ثلاثة أقسام: توحيد الربوبية، وتوحيد الإلهية، وتوحيد الأسماء والصفات أنكره بعض المفتونين في هذا الزمن، وقال: إن هذا تقسيم محدث ليس عليه دليل. ومن المعلوم أن هذا التقسيم دل عليه الاستقراء من كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فقد دل الاستقراء والتتبع على أن التوحيد ينقسم إلى هذه الأقسام الثلاثة، وليس ذلك بغريب ولا بعجيب، بل الأمر في ذلك واضح، فنصوص الكتاب والسنة دلت على أن التوحيد ينقسم إلى هذه الأقسام الثلاثة: توحيد الربوبية، وتوحيد الإلهية، وتوحيد الأسماء والصفات.
وهو مثل تقسيم النحويين الكلام إلى اسم وفعل وحرف، وليس هناك دليل يدل عليه من الكتاب والسنة، وإنما هو بالاستقراء، فقد استقرءوا كلام العرب وعرفوا أنّه كله لا يخرج عن الثلاثة الأقسام.
إذاً: فكما حصل هذا بالاستقراء فقد حصل هذا بالاستقراء أيضاً، ولا إشكال في ذلك، فالاعتراض على مثل هذا يحصل من الذين لم يُوَفقوا لاتباع الكتاب والسنة، ولم يوفقوا للسير على ما كان عليه سلف هذه الأمة، وإنما ابتلوا بكونهم من أهل الأهواء والبدع والانحراف، فصاروا ينكرون ما يذكره أهل السنة وما يثبته أهل السنة استنباطاً من الكتاب والسنة واستقراء منهما، والإنسان إذا تتبع نصوص الكتاب والسنة يجد أن هذه الأقسام موجودة، ويكفي مثالاً على ذلك أول سورة في المصحف وآخر سورة في المصحف، وهما الفاتحة والناس، فقوله: -الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ -[الفاتحة:2] يشمل أنواع التوحيد الثلاثة؛ لأن نسبة الحمد إلى الله هي فعل العبد، فكون العبد يحمد الله عز وجل ويضيف الحمد إليه ويقول: (الحمد لله) عبادة، وهذا هو توحيد الإلهية، وقوله: ( رَبِّ الْعَالَمِينَ ) فيه توحيد الربوبية، وتوحيد الأسماء والصفات، فالربوبية في قوله: ( رَبِّ الْعَالَمِينَ ) فمعنى: (رب العالمين) خالقهم ومربيهم بالنعم، وموجدهم من العدم، ومن أسماء الله الرب، وهو وإن كان هنا مضافاً إلا أنه قد جاء مفرداً في القرآن، كما في قول الله عز وجل: -سَلامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ -[يس:58]، فهو من الأسماء والصفات، وكذلك لفظ الجلالة، وهو (الله) في قوله: (الحمد لله) فهو علم الأعلام، وأوضح الأسماء، وهو الذي تضاف إليه الأسماء، وتأتي الأسماء أوصافاً له، حيث يأتي في القرآن كثيراً ثم تأتي بعده الأسماء، كقوله تعالى: -اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ -[البقرة:255]، وقوله تعالى: -هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ -[الحشر:22]، وقوله تعالى: -هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ -[الحشر:23]، وقوله تعالى: -هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ -[الحشر:24]، فتأتي الأسماء أوصافاً له، فهو أوضح الأسماء وأبينها، وقد اشتملت عليه هذه الآية الكريمة.
وكل اسم من الأسماء يدل على صفة من الصفات، وكل اسم يشتق منه صفة، وليست كل صفة يشتق منها اسم، فالرحمن والرحيم يؤخذ منهما الرحمة، ومن العزيز العزة، ومن اللطيف اللطف، ومن القوي القوة، ومن الحكيم الحكمة، ومن الخبير الخبرة، ومن العليم العلم، وهكذا كل اسم يشتق منه صفة.
إذاً: فهذه الآية الكريمة اشتملت على توحيد الربوبية، والإلهية، والأسماء والصفات.
وقوله: -الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ -[الفاتحة:3] اسمان من أسماء الله، يدلان على صفة الرحمة، وهذا من توحيد الأسماء والصفات.
وقوله: -مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ -[الفاتحة:4]، وفي قراءة -ملك يَوْمِ الدِّينِ -[الفاتحة:4] فيه توحيد الربوبية، وتوحيد الأسماء والصفات، فيوم الدين هو يوم القيامة، وهو يوم الجزاء والحساب، والله تعالى مالك الدنيا والآخرة، ومالك كل شيء، وإنما قال: (مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ) لأن ذلك اليوم هو اليوم الذي يخضع فيه الجميع لرب العالمين، بخلاف الدنيا، فإنه يوجد فيها من يتجبر ويتكبر، بل وجد من قال: -أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى -[النازعات:24]، وقال: -مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي -[القصص:38]، وأما الآخرة فما فيها إلا الذلة والخضوع لله سبحانه وتعالى.
قوله: -إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ -[الفاتحة:5] فيه توحيد الإلهية.
وقوله: -اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ -[الفاتحة:6] فيه توحيد الإلهية؛ لأن ( اهْدِنَا ) دعاء، والدعاء من العبادة، كما قال ذلك رسول عليه الصلاة والسلام.
وقوله: -صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ -[الفاتحة:7] هم أهل التوحيد، -غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ -[الفاتحة:7] وهم الذين فارقوا التوحيد.
فسورة الفاتحة مشتملة على أنواع التوحيد الثلاثة، ومثلها سورة الناس، فقوله تعالى: -قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ -[الناس:1] مثل قوله: -الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ -[الفاتحة:2] مشتمل على أنواع التوحيد الثلاثة، فقوله: -أَعُوذُ -فيه توحيد الإلهية؛ لأن الاستعاذة من أفعال العباد، وهي لله عز وجل وحده، وقوله: -رب الناس -مثل (رب العالمين) فيه ذكر الربوبية، وفيه اسم وصفة، وقوله: -مَلِكِ النَّاسِ -[الناس:2] فيه ربوبية، وفيه اسم وصفة، وقوله: -إِلَهِ النَّاسِ -[الناس:3] فيه ذكر الإلهية، وفيه اسم وصفة.
إذاً: فهذا التقسيم موجود في الكتاب والسنة، وقد عرف بالاستقراء والتتبع لنصوص الكتاب والسنة، وهذا هو الإيمان بالله عز وجل: أن يؤمن المرء بربوبيته وإلاهيته وأسمائه وصفاته.
والإيمان بالله عز وجل هو أس الأسس، وكل ما بعده تابع له، كما أن الشهادتين في أركان الإسلام هما أس هذه الأركان، وكل ما بعدهما تابع لهما، فكذلك الإيمان بالله كل ما وراءه تابع له، وكل ما يجب الإيمان به فهو تابع له، ومن لم يؤمن بالله فإنه لا يؤمن بملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره.
إذاً: الإيمان بهذه الأمور تابع للإيمان به سبحانه، فهو الأساس، ولهذا أضيف كثير من هذه الأمور الباقية بالضمير العائد إليه، حيث قيل: وملائكته وكتبه ورسله.
الإيمان بالله تعالى هو أصل الدين وأسّه، وهو أن تؤمن بربوبيته وأنه هو الخالق الرازق المحيي المميت المتصرف في الكون، لا شريك له في ذلك ولا ند، وأن تؤمن بإلاهيته، وأنه هو المستحق للعبادة من دعاء ونذر وذبح وتوكل واستغاثة وغير ذلك، وأن تؤمن بأسمائه الحسنى وصفاته العلى، من غير تشبيه ولا تمثيل، ومن غير تحريف ولا تعطيل. ومن لوازم هذا الإيمان أن يؤمن المرء بما أوجب الله تعالى الإيمان به من الملائكة والكتب والرسل والقدر واليوم الآخر، فكل ذلك من أركان الإيمان، ولا يستقيم الإيمان بدونها.
الإيمان بأسماء الله الحسنى وصفاته العلى على منهج سلف الأمة
سبق بعض الكلام على حديث جبريل المشهور في قصة مجيئه إلى الرسول عليه الصلاة والسلام وسؤاله عن أسئلة أجاب عليها رسول الله عليه الصلاة والسلام، وفي آخر الحديث قال النبي عليه الصلاة والسلام: (هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم).
وقد كنا بدأنا بالكلام على الإيمان بالله، وعرفنا أن الإيمان بالله يشمل الإيمان بربوبيته وإلاهيته وأسمائه وصفاته، وعرفنا توحيد الربوبية، وتوحيد الإلهية، وتوحيد الأسماء والصفات.
وانتهى الكلام إلى الحديث عن توحيد الأسماء والصفات، وقلنا: إنه الإيمان بكل ما جاء عن الله وعن رسوله عليه الصلاة والسلام من الأسماء والصفات المضافة إلى الله تعالى، على وجه يليق بكماله وجلاله، دون تشبيه أو تمثيل أو تكييف، ودون تعطيل أو تأويل أو تحريف، بل على حد قول الله عز وجل: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ)[الشورى:11].
وذكرنا أن أهل السنة وسط بين المعطلة والمشبهة، فالمشبهة أثبتوا وشبهوا، والمعطلة نفوا وعطلوا، وقصدوا بذلك التنزيه، ولكنهم فروا من تشبيه سيئ تصوروه في أذهانهم -وهو التشبيه بالمخلوقات- وصاروا إلى تشبيه أسوأ منه، وهو تشبيهه بالمعدومات، وأهل السنة أثبتوا ونزهوا، فهم مثبتة وليسوا بمعطلة، ومع إثباتهم فهم منزهة وليسوا مشبهة، فهم وسط بين هؤلاء وهؤلاء، يقول أبو سليمان الخطابي :
ولا تغل في شيء من الأمر واقتصد .... كلا طرفي قصد الأمور ذميم
فالحق وسط بين الطرفين المتناقضين: الطرف الذي أثبت وشبه، والطرف الذي نفى وعطل حتى صار المعبود بهذا النفي لا وجود له، وقد ذكر ابن عبد البر رحمه الله في كتابه (التمهيد) أن الذين ينفون الصفات يصفون المثبتة بأنهم مشبهة، ثم قال ابن عبد البر : وهم عند من أقر بها نافون للمعبود. أي أنَّ المعطلة يصفون المثبتة بأنهم مشبهة بينما الذين يثبتون الصفات يصفون الذين ينفونها بأنهم نافون للمعبود، أي أنه لا وجود للمعبود ما دام أنه قد نفيت عنه جميع الصفات.
هكذا قال ابن عبد البر في كتابه (التمهيد)، حيث ذكر عن المعطلة أنهم يصفون المثبتة بأنهم مشبهة؛ لأنهم لا يتصورون إثباتاً إلا مع تشبيه، ففروا من الإثبات خوفاً من التشبيه، ولكن النتيجة أنهم فروا من تشبيه سيئ فوقعوا في تشبيه أسوأ، وهو التشبيه بالمعدومات.
ولهذا تجد الذهبي رحمه الله في كتابه (العلو للعلي الغفار) لما نقل كلام ابن عبد البر علق عليه بقوله: قلت: صدق والله؛ فإن الجهمية مثلهم كما قال حماد بن زيد : إن جماعة قالوا: في دارنا نخلة. فقيل لهم: ألها سعف؟! قالوا: لا. فقيل: ألها كرب؟! قالوا: لا. قيل: ألها رطب وقنو؟! قالوا: لا. قيل: ألها ساق؟! قالوا: لا. فسألوهم عن كل صفة من صفات النخل وهم يقولون: إنها لا توجد في هذه النخلة. فقيل لهم: فما في داركم نخلة! فكذلك من ينفي عن الله صفاته!
ومن الأمثلة التي توضح وتبين هذا التصور الذي تصوروه وبنوا عليه نفي الصفات عن الله أنهم قالوا: إننا لو أثبتنا أن الله يتكلم بصوت وحرف لزم أن يكون مشابهاً للإنسان الذي يتكلم بحرف وصوت، ويلزم أن يكون له لهاة وشفتان وحنجرة ومخارج حروف؛ لأننا لا نتصور كلاماً إلا بهذه الآلات الموجودة في المخلوق. فهم لم يتصوروا إثباتاً إلا مع تشبيه، فما وفقوا إلى تصور إثبات مع تنزيه، ففروا من ذلك إلى التشبيه بالمعدومات، وهذا الكلام الذي قالوه من أنه لا يتصور كلام إلا وفقاً لما هو موجود في المخلوقين باطل وغير صحيح.
ومما يدل على بطلانه.
أولاً: أنه لا تلازم بين الإثبات والتشبيه، فهناك إثبات مع تشبيه، وإثبات مع تنزيه، والإثبات مع التشبيه هو المحرم والباطل، والإثبات مع التنزيه هو الحق الذي لا ريب فيه، فالله يتكلم ولا نعلم كيفية تكلمه، ولا يشبه الخلق، ولا الخلق يشبهونه، فجميع صفات الباري تليق بكماله وجلاله، وجميع صفات المخلوقين تليق بضعفهم وافتقارهم، ولا تشابه بين الخالق والمخلوق، كما قال الله عز وجل: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ )، فأثبت السمع والبصر، ونفى المشابهة، فله سمع لا كالأسماع، وبصر لا كالأبصار، ويتكلم لا كتكلمنا، بل كلامه سبحانه وتعالى يليق به، فلا تلازم بين الإثبات والتشبيه.
الأمر الثاني: أنَّ قولهم: إننا لا نتصور كلاماً إلا أن يكون بهذه الطريقة المعروفة في المخلوقين من أنه يكون بحنجرة ولهاة ومخارج حروف وشفتين ولسان (و هذا) غير سديد؛ إذ ليس بلازم أن يكون الكلام بهذه الطريقة التي نعرفها ونعقلها، فقد وجد الكلام في الدنيا -وسيوجد في الآخرة- بدون هذه الطريقة التي نعقلها، فقد ثبت في صحيح مسلم عن النبي عليه الصلاة و السلام أنه قال: ( إني لأعرف حجراً بمكة كان يسلم علي قبل البعثة... )، فكان إذا مر به قال: السلام عليك يا محمد. فقد تكلم الحجر وليس له لسان ولا شفتان ولا حنجرة ولا مخارج حروف.
ومثله الذراع الذي وضعت فيه اليهودية السم، ولما نهس منه الرسول صلى الله عليه وسلم نهسة تكلم وقال: إنه مسموم. فقد تكلم وليس له لهاة ولا حنجرة ولا لسان ولا شفتان ولا مخارج حروف؟! لقد أنطقه الله تعالى الذي أنطق كل شيء.
وبهذا نعرف أنه وجد الكلام في الدنيا على وجه غير الذي نعقله ونعرفه، وإذا حصل هذا من مخلوق ولم نعرف كيف تكلم فالله عز وجل يتكلم ولا نعرف كيف يتكلم.
فنثبت الكلام ولا نسأل عن الكيف، كما قال مالك رحمه الله تعالى عن الاستواء: الاستواء معلوم، والكيف مجهول. فالمعنى معلوم لنا؛ لأننا خوطبنا بلسان عربي مبين، ونحن نعقل معاني ما خوطبنا به، ولكن الكيفية لا نعلمها، بل نجهلها.
وهذا يقال في جميع الصفات، فكل صفة يقال فيها: إن الكيف مجهول. فكيفية التكلم مجهولة بالنسبة لنا، وإذا كنا لم نعقل كيفية تكلم المخلوق فمن باب أولى أن لا نعقل كيفية تكلم الخالق، ولا نفكر في ذلك.
وأما في الآخرة فقد أخبر الله عز وجل أنه يختم على الأفواه، وتنطق الأيدي والأرجل والجلود بما عمل به الإنسان، وهذا شيء على غير الكيفية التي نعقلها، وهي أن الكلام لا يكون إلا بحنجرة ولهاة ومخارج حروف.
وعلى هذا فالذين ينفون الصفات عن الله عز وجل بحجة أنهم لو أثبتوا لكانوا مشبهين قد وقعوا في تشبيه أسوأ، وهو التشبيه بالمعدومات، فلازم قولهم أنه لا وجود للخالق سبحانه؛ لأنه لا يتصور وجود ذات مجردة من جميع الصفات، كما عرفنا ذلك بالمثال الذي ذكره الذهبي عن حماد بن زيد .
وعلى هذا فيتضح لنا أن الحق وسط بين الطرفين المتناقضين: الطرف الذي أثبت وشبه، والطرف الذي نفى وعطل، والحق مع الذي أثبت ونزه، وهو الذي دل عليه القرآن في قوله: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ )[الشورى:11]، فإن قوله: ( وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ ) إثبات، وقوله: ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ) تنزيه، فله سمع لا كالأسماع، وبصر لا كالأبصار، وكذلك يقال في جميع الصفات.
صحة تقسيم توحيد الله تعالى إلى ثلاثة أقسام وأدلة ذلك
وتقسيم التوحيد إلى ثلاثة أقسام: توحيد الربوبية، وتوحيد الإلهية، وتوحيد الأسماء والصفات أنكره بعض المفتونين في هذا الزمن، وقال: إن هذا تقسيم محدث ليس عليه دليل. ومن المعلوم أن هذا التقسيم دل عليه الاستقراء من كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فقد دل الاستقراء والتتبع على أن التوحيد ينقسم إلى هذه الأقسام الثلاثة، وليس ذلك بغريب ولا بعجيب، بل الأمر في ذلك واضح، فنصوص الكتاب والسنة دلت على أن التوحيد ينقسم إلى هذه الأقسام الثلاثة: توحيد الربوبية، وتوحيد الإلهية، وتوحيد الأسماء والصفات.
وهو مثل تقسيم النحويين الكلام إلى اسم وفعل وحرف، وليس هناك دليل يدل عليه من الكتاب والسنة، وإنما هو بالاستقراء، فقد استقرءوا كلام العرب وعرفوا أنّه كله لا يخرج عن الثلاثة الأقسام.
إذاً: فكما حصل هذا بالاستقراء فقد حصل هذا بالاستقراء أيضاً، ولا إشكال في ذلك، فالاعتراض على مثل هذا يحصل من الذين لم يُوَفقوا لاتباع الكتاب والسنة، ولم يوفقوا للسير على ما كان عليه سلف هذه الأمة، وإنما ابتلوا بكونهم من أهل الأهواء والبدع والانحراف، فصاروا ينكرون ما يذكره أهل السنة وما يثبته أهل السنة استنباطاً من الكتاب والسنة واستقراء منهما، والإنسان إذا تتبع نصوص الكتاب والسنة يجد أن هذه الأقسام موجودة، ويكفي مثالاً على ذلك أول سورة في المصحف وآخر سورة في المصحف، وهما الفاتحة والناس، فقوله: -الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ -[الفاتحة:2] يشمل أنواع التوحيد الثلاثة؛ لأن نسبة الحمد إلى الله هي فعل العبد، فكون العبد يحمد الله عز وجل ويضيف الحمد إليه ويقول: (الحمد لله) عبادة، وهذا هو توحيد الإلهية، وقوله: ( رَبِّ الْعَالَمِينَ ) فيه توحيد الربوبية، وتوحيد الأسماء والصفات، فالربوبية في قوله: ( رَبِّ الْعَالَمِينَ ) فمعنى: (رب العالمين) خالقهم ومربيهم بالنعم، وموجدهم من العدم، ومن أسماء الله الرب، وهو وإن كان هنا مضافاً إلا أنه قد جاء مفرداً في القرآن، كما في قول الله عز وجل: -سَلامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ -[يس:58]، فهو من الأسماء والصفات، وكذلك لفظ الجلالة، وهو (الله) في قوله: (الحمد لله) فهو علم الأعلام، وأوضح الأسماء، وهو الذي تضاف إليه الأسماء، وتأتي الأسماء أوصافاً له، حيث يأتي في القرآن كثيراً ثم تأتي بعده الأسماء، كقوله تعالى: -اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ -[البقرة:255]، وقوله تعالى: -هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ -[الحشر:22]، وقوله تعالى: -هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ -[الحشر:23]، وقوله تعالى: -هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ -[الحشر:24]، فتأتي الأسماء أوصافاً له، فهو أوضح الأسماء وأبينها، وقد اشتملت عليه هذه الآية الكريمة.
وكل اسم من الأسماء يدل على صفة من الصفات، وكل اسم يشتق منه صفة، وليست كل صفة يشتق منها اسم، فالرحمن والرحيم يؤخذ منهما الرحمة، ومن العزيز العزة، ومن اللطيف اللطف، ومن القوي القوة، ومن الحكيم الحكمة، ومن الخبير الخبرة، ومن العليم العلم، وهكذا كل اسم يشتق منه صفة.
إذاً: فهذه الآية الكريمة اشتملت على توحيد الربوبية، والإلهية، والأسماء والصفات.
وقوله: -الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ -[الفاتحة:3] اسمان من أسماء الله، يدلان على صفة الرحمة، وهذا من توحيد الأسماء والصفات.
وقوله: -مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ -[الفاتحة:4]، وفي قراءة -ملك يَوْمِ الدِّينِ -[الفاتحة:4] فيه توحيد الربوبية، وتوحيد الأسماء والصفات، فيوم الدين هو يوم القيامة، وهو يوم الجزاء والحساب، والله تعالى مالك الدنيا والآخرة، ومالك كل شيء، وإنما قال: (مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ) لأن ذلك اليوم هو اليوم الذي يخضع فيه الجميع لرب العالمين، بخلاف الدنيا، فإنه يوجد فيها من يتجبر ويتكبر، بل وجد من قال: -أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى -[النازعات:24]، وقال: -مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي -[القصص:38]، وأما الآخرة فما فيها إلا الذلة والخضوع لله سبحانه وتعالى.
قوله: -إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ -[الفاتحة:5] فيه توحيد الإلهية.
وقوله: -اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ -[الفاتحة:6] فيه توحيد الإلهية؛ لأن ( اهْدِنَا ) دعاء، والدعاء من العبادة، كما قال ذلك رسول عليه الصلاة والسلام.
وقوله: -صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ -[الفاتحة:7] هم أهل التوحيد، -غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ -[الفاتحة:7] وهم الذين فارقوا التوحيد.
فسورة الفاتحة مشتملة على أنواع التوحيد الثلاثة، ومثلها سورة الناس، فقوله تعالى: -قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ -[الناس:1] مثل قوله: -الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ -[الفاتحة:2] مشتمل على أنواع التوحيد الثلاثة، فقوله: -أَعُوذُ -فيه توحيد الإلهية؛ لأن الاستعاذة من أفعال العباد، وهي لله عز وجل وحده، وقوله: -رب الناس -مثل (رب العالمين) فيه ذكر الربوبية، وفيه اسم وصفة، وقوله: -مَلِكِ النَّاسِ -[الناس:2] فيه ربوبية، وفيه اسم وصفة، وقوله: -إِلَهِ النَّاسِ -[الناس:3] فيه ذكر الإلهية، وفيه اسم وصفة.
إذاً: فهذا التقسيم موجود في الكتاب والسنة، وقد عرف بالاستقراء والتتبع لنصوص الكتاب والسنة، وهذا هو الإيمان بالله عز وجل: أن يؤمن المرء بربوبيته وإلاهيته وأسمائه وصفاته.
والإيمان بالله عز وجل هو أس الأسس، وكل ما بعده تابع له، كما أن الشهادتين في أركان الإسلام هما أس هذه الأركان، وكل ما بعدهما تابع لهما، فكذلك الإيمان بالله كل ما وراءه تابع له، وكل ما يجب الإيمان به فهو تابع له، ومن لم يؤمن بالله فإنه لا يؤمن بملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره.
إذاً: الإيمان بهذه الأمور تابع للإيمان به سبحانه، فهو الأساس، ولهذا أضيف كثير من هذه الأمور الباقية بالضمير العائد إليه، حيث قيل: وملائكته وكتبه ورسله.
المرفقات
آخر تعديل: