قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالألْقَابِ بِئْسَ الاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾ . الحجرات 12
مناسبة الآية لما قبلها :
لما ذكر الله تعالى في الآية السابقة : ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ﴾ بين أن لهذه الأخوة حقوق وواجبات ، فإذا كان المؤمنون إخوة فإنهم يجب عليهم أن يتحابوا وأن يتآلفوا ، ولا يجوز لهم التقاطع ، ولا إضرار بعضهم لبعض، بالسخرية والهمز واللمز والتنابز بالألقاب وسوء الظن والغيبة .
التفسير التحليلي
قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ )السخرية: هي الاستهزاء الذي يقصد به التنقص.
﴿ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ ﴾ هؤلاء الذين تهزءون بهم عسى أن يكونوا خيرا منكم عند الله تعالى وعند عباده .
﴿ وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ ﴾ يعني: ولا يسخر نساء من نساء ﴿ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ ﴾ وخصت النساء بالذكر لأن السخرية في النساء بعضهن من بعض أكثر من سخرية الرجال بعضهم من بعض بسبب الغيرة، فالله عزّ وجل خصهن بالذكر لما ينتشر بينهن من الغيرة والسخرية لبعضهن .
فالمعنى ولا يسخر نساءٌ من نساء سواء كان بسبب جمالها أو بسبب مالها أو شرفها أو حسبها أو بأي سبب من الأسباب الأخرى (عَسَىٰ أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ )
السر في قوله تعالى: (لا يسخر قوم من قوم)
المفروض أن الذي سيسخر هو فرد واحد، ولكن الله سبحانه أسند السخرية المنهي عنها إلى (قوم)،مع أن العادة جارية بأن السخرية لا تنشأ إلا من فرد واحد؛ فلماذا جاء اللفظ بالقوم ؟
لو رجعنا قليلاً لوجدنا قوله:{ وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا } الحجرات::9
فهنا طائفة متقاتلة مع طائفة أخرى، ولما انتهى القتال وجاء الإصلاح ، ربما يكون هناك بعض المناوشات من أفراد الطائفتين ، وقد تكون طائفة أقوى من الأخرى فتفخر عليها وتسخر من الطرف الثاني، فجاء التعبير بالقوم بناء على أنه تقدم عندنا طائفتان.
مناسبة الآية لما قبلها :
لما ذكر الله تعالى في الآية السابقة : ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ﴾ بين أن لهذه الأخوة حقوق وواجبات ، فإذا كان المؤمنون إخوة فإنهم يجب عليهم أن يتحابوا وأن يتآلفوا ، ولا يجوز لهم التقاطع ، ولا إضرار بعضهم لبعض، بالسخرية والهمز واللمز والتنابز بالألقاب وسوء الظن والغيبة .
التفسير التحليلي
قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ )السخرية: هي الاستهزاء الذي يقصد به التنقص.
﴿ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ ﴾ هؤلاء الذين تهزءون بهم عسى أن يكونوا خيرا منكم عند الله تعالى وعند عباده .
﴿ وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ ﴾ يعني: ولا يسخر نساء من نساء ﴿ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ ﴾ وخصت النساء بالذكر لأن السخرية في النساء بعضهن من بعض أكثر من سخرية الرجال بعضهم من بعض بسبب الغيرة، فالله عزّ وجل خصهن بالذكر لما ينتشر بينهن من الغيرة والسخرية لبعضهن .
فالمعنى ولا يسخر نساءٌ من نساء سواء كان بسبب جمالها أو بسبب مالها أو شرفها أو حسبها أو بأي سبب من الأسباب الأخرى (عَسَىٰ أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ )
السر في قوله تعالى: (لا يسخر قوم من قوم)
المفروض أن الذي سيسخر هو فرد واحد، ولكن الله سبحانه أسند السخرية المنهي عنها إلى (قوم)،مع أن العادة جارية بأن السخرية لا تنشأ إلا من فرد واحد؛ فلماذا جاء اللفظ بالقوم ؟
لو رجعنا قليلاً لوجدنا قوله:{ وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا } الحجرات::9
فهنا طائفة متقاتلة مع طائفة أخرى، ولما انتهى القتال وجاء الإصلاح ، ربما يكون هناك بعض المناوشات من أفراد الطائفتين ، وقد تكون طائفة أقوى من الأخرى فتفخر عليها وتسخر من الطرف الثاني، فجاء التعبير بالقوم بناء على أنه تقدم عندنا طائفتان.