في بيان حكم التصفيق للرجال

[ابو ليث]

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فهذا جزء استللته من بحث لي - يسر الله إتمامه - بعنوان ((تحذير أهل الإيمان من التشبه بالنسوان)).
فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((التسبيح للرجال والتصفيق للنساء)) أخرجه الشيخان.
وعن سهل بن سعد الساعدي قال عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((فليسبح الرجال وليصفح النساء)) أخرجه الشيخان.
قال ابن الجوزي رحمه الله في ((تلبيس إبليس)): ((والتصفيق منكر يطرب ويخرج عن الاعتدال وتتنزه عن مثله العقلاء ويتشبه فاعله بالمشركين فيما كانوا يفعلونه عند البيت من التصدية وهي التي ذمهم الله عز وجل بها فقال: {وَمَا كَانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً} فالمكاء الصفير والتصدية التصفيق أخبرنا عبد الوهاب الحافظ نا أبو الفضل بن حيرون نا أبو علي بن شاذان نا احمد بن كامل ثنى محمد بن سعد ثنى أبي ثني عمى عن أبيه عن جده عن ابن عباس الامكاء يعني التصفير وتصدية يقول التصفيق.
ثم قال رحمه الله: وفيه أيضا تشبه بالنساء والعاقل يأنف من أن يخرج عن الوقار إلى أفعال الكفار والنسوة)) اهـ.
وقال العز بن عبد السلام رحمه الله في ((قواعد الأحكام)): ((وقد حرم بعض العلماء التصفيق على الرجال بقوله صلى الله عليه وسلم: ((إنما التصفيق للنساء)). ولعن عليه الصلاة والسلام ((المتشبهات من النساء بالرجال والمتشبهين من الرجال بالنساء)) اهـ.
وقال العلامة ابن القيم رحمه الله في ((إغاثة اللهفان)): ((والله سبحانه لم يشرع التصفيق للرجال وقت الحاجة إليه في الصلاة إذا نابهم أمر بل أمروا بالعدول عنه إلى التسبيح لئلا يتشبهوا بالنساء فكيف إذا فعلوه لا لحاجة وقرنوا به أنواعا من المعاصي قولا وفعلا)) اهـ.
وقالت اللجنة الدائمة كما في ((الفتاوى)): ((لا ينبغي هذا التصفيق، وأقل أحواله الكراهة الشديدة لكونه من خصال الجاهلية ولأنه أيضاً من خصائص النساء للتنبيه في الصلاة عند السهو)) اهـ.
وقال العلامة حمود بن عبد الله بن حمود التويجري رحمه الله في ((الإيضاح والتبيين لما وقع فيه الأكثرون من مشابهة المشركين)): ((لأن التشبه بالنساء حرام على الرجال والمتشبه بهن ملعون واللعن لا يكون إلا على كبيرة من الكبائر وفيما قاله هؤلاء كفاية في بيان قبح التصفيق من الرجال وذم من يتعاطى ذلك منهم)) اهـ.
وقال رحمه الله في ((القول المحرر في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)): ((وكثير منهم يصفقون في الأندية والمجتمعات عند التعجب واستحسان المقالات فيتشبهون بكفار قريش وبطوائف الإفرنج في زماننا وغيرهم من أمم الكفر والضلال ويتشبهون أيضًا بالنسوان لأن التصفيق من أفعالهن في الصلاة إذا ناب الإمام شيء فيها)) اهـ.
وقال العلامة ابن باز رحمه الله في ((مجموع فتاوى)): ((ويشرع التصفيق للنساء خاصة إذا نابهن شيء في الصلاة أو كن مع الرجال فسهى الإمام في الصلاة فإنه يشرع لهن التنبيه بالتصفيق أما الرجال فينبهونه بالتسبيح كما صحت بذلك السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم وبهذا يعلم أن التصفيق من الرجال فيه تشبه بالكفرة وبالنساء وكلا ذلك منهي عنه. والله ولي التوفيق)) اهـ.
هذا ما تم جمعه، والله أعلم، وبالله التوفيق، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
كتبه
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
طرابلس الغرب: يوم الأحد 6 جمادى الآخر سنة 1438 هـ
الموافق لـ: 5 مارس سنة 2017 ف

 

[العَنْقَاءُ]

موضوع دوخني والله
أحيانا أكون في المحل ويأتيني عمال جدد
عندما أرى عمل كفو من شخص ما ويعجبني أصفق له وكثيراً ما يحدث لى هذا
وبعدها اقول له بلهجتنا والله لهيبارك عليك
ليس لي حبًّا في التصفيق لكني أشجع
لذلك لو كانت الفتوى على نص من القرآن أصدقها..
أو حديث واحد فقط أصدقها غصبًا عن أى شيء
ولو كانت مثل ما قيل فقط
لا والله من تحريمها ومن حرمها على إتباعه !
لا يوجد نص تام من القرأن أو الأحاديث النبوية على تحريم التصفيق
صحيح فيه حديث هذا الوحيد ..فقط وفقط

روى البخاري عن سهل بن سعد - رضي الله عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وسلم :
[ يا أيها الناس! : ما لكم حين نابكم شيء في الصلاة أخذتم في التصفيق ، إنما التصفيق للنساء ، من نابه شيء في صلاته فليقل : سبحان الله ، فإنه لا يسمعه أحد حين يقول سبحان الله ، إلا التفت ] .

أظن العاقل يستطيع فهم أن التصفيق هنا يكون في الأعراس أو في الحفلات
أى زائر يرى الموضوع يتوقف لحظة ويقول هل صحيح ما قيل حرام؟
لأن موضع التشجيع وموضوع الحفلات والأعراس يختلف
الأعجب من الفتوات لو تسأل سؤال
هل يجوز تصفيق للأطفال للتشجيع ؟
هل يجوز التصفيق على عمل نجيب من شخص ما ؟
ماذا يرد عليك بالجواب ؟!!
التصفيق في الأعراس من أعمال الجاهلية
أنا سئلت سؤال من جهة اليمين وهو يعطيك جواب من جهة الشمال
ويقال تشبيه بالكفار
صراحت أخجل من هذا القول والفتوات
لو تلاحظ أنّ شيوخ هذا العصر لديهم إختلاف في هذهِ المسألة أيضا
لأن الذي قال حرام إستشهد بقول الجاهلية لأنهم فعلوها عبادة ليست عادة
فعندما أصفق أنا وأنت لن نشعر بالذنب لماذا أصلا نشعر بالذنب ؟
هل أسقطنا كوكب من السماء ؟ أو قتلنا روحًا ؟ أو إستعبدنا وثنًا؟
أطفيء غليلك من هذهِ المسألة اخي الفاضل

يبدو أنَّ مسألة التصفيق محلُّ خلاف بين أهل العلم المعاصرين، وعليه فلا ينبغي الإنكار في هذا؛ فإنَّه ممَّا يسوغ فيه الخلاف.

كما أنَّه لا ينبغي الإنكار على من ترجَّح له أحد هذين الرأيين وأخذ به.

ففتاوى اللَّجنة الدَّائمة برئاسة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله على تحريم هذا الفعل، وفتوى الشيخ ابن عثيمين رحمه الله على الجواز.

واستناد من حرَّمه على أنَّ الله ذكر فعل أهل الجاهلية للتصفيق على سبيل الذَّم.

ورُدَّ على هذا الاستدلال ممَّن أباحه أنَّهم فعلوه عبادة لا عادة، والأمر يعود بالحكم إلى السبب الداعي له.

ورأيت نحو هذا الرد لابن حجر الهيتمي في فتاواه.

واستند من حرَّمه أوكرهه أيضًا على كونه من أفعال الكفَّار، ونحن منهيُّون عن التشبُّه بهم.

وردَّ على هذا بأنَّه لم يعد من أفعالهم المختصَّة بهم، كما في كلام الشيخ العثيمين السابق.

وإضافة إلى ما ذكرته من فتوى الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في جوازه = ففي ضمن سؤال آخر في لقاءات الباب المفتوح:
السائل: التَّصفيق؟
الشيخ: التَّصفيق لا أحبه لكنَّه ليس حرامًا، إذا كان مجرد تصفيق هكذا ما أرى أنَّه حرام.

وفي سؤال آخر وجِّه للشيخ: .. أنَّكم تقولون بجواز التصفيق، هل هذا صحيح؟ نقل لي أحد الشباب أنكم قلتم: لا بأس به!
الجواب: نعم! قلنا: لا بأس بجواز التصفيق إذا أريد به التشجيع لمن أجاب جوابا صحيحا، أو ما أشبه ذلك؛ لأنه لا دليل على تحريمه، وأما قوله تعالى: وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية [الأنفال:35] فهؤلاء يقصدون بالتصفيق التعبد لله، وهذا ليس عبادة، وأما قول الرسول عليه الصلاة والسلام: (إذا نابكم شيء في صلاتكم فليسبح الرجال وتصفق النساء) فقد قيده بالصلاة كما في صحيح مسلم ، ثم إن الحكمة معلومة أن المرأة إذا ناب الإمام شيء في صلاته لا تتكلم؛ لأن كلامها قد يثير شهوة بعض المصلين فتؤمر بالتصفيق.
ونحن لا نحبِّذه لكن لا نمنعه، ولا نقول: هذا حرام وتشبه بالكفار، هذه المسائل ينبغي للإنسان أن يكون على دقة في الأمر.

وفي فتاوى أخرى للشيخ يبيِّن فيها عدم القول به، كما في إحدى لقاءات الباب المفتوح:
وأمَّا التصفيق فلا نرى هذا؛ لأن التصفيق لهو لا فائدة منه، فلا نرى أن يصفق الرجال، بل ولا النساء أيضا في الأعراس، ويكفي ما جاءت به السنة من اللَّهو.

أعجبني هذا القول كثيرًا
ونحن لا نحبِّذه لكن لا نمنعه، ولا نقول: هذا حرام وتشبه بالكفار، هذه المسائل ينبغي للإنسان أن يكون على دقة في الأمر.
هل فهمت ما يعنيه ؟
قال لا تقولوها كفار حتّى لا يضحك علينا
​

 

[ابو ليث]

موضوع دوخني والله.
لا بأس عليك، طهورا إن شاء الله من دوختك، فليست الأولى و لا أظنها تكن الأخيرة، على كل؛ عجل الله شفائك و ملئ الله قلبك نورا و بصيرة و فهما لتزول عنك الدوخة من مواضيع كهذه.

أحيانا أكون في المحل ويأتيني عمال جدد
عندما أرى عمل كفو من شخص ما ويعجبني أصفق له وكثيراً ما يحدث لى هذا
وبعدها اقول له بلهجتنا والله لهيبارك عليك
ليس لي حبًّا في التصفيق لكني أشجع.
و هل التشجيع مقصور على العمل بالمسائل المختلف فيها بأرغب الأقوال إلى قلبك، بل يكفيك في ذلك الدعاء و المباركة و ان أردت زيادة في الإحسان و تشجيعا عمليا ناجعا فرتب على كل إجتهاد و تميز مبلغا ماليا و لو زهيدا و سترى أن الأمر سيستمر و يستقر.
لذلك لو كانت الفتوى على نص من القرآن أصدقها..
أو حديث واحد فقط أصدقها غصبًا عن أى شيء
ولو كانت مثل ما قيل فقط
لا والله من تحريمها ومن حرمها على إتباعه !
لا يوجد نص تام من القرأن أو الأحاديث النبوية على تحريم التصفيق
صحيح فيه حديث هذا الوحيد ..فقط وفقط.
يأخي الكريم لتعلم أن العلماء في فتواهم يستندون إلى قواعد عامة تندرج عشرات الأدلة التفصلية تحت القاعدة الواحدة منها، إن لم تبلغ المئات و هذا يعرفه من له أدنى إطلاع بعلم أصول الفقه الذي تتناول مادته هذا الموضوع بخاصة(أعني القواعد العامة و أدلتها التفصلية)، و لديك هنا أصلين هامين، و قاعدتين جوهريتين و هما قاعدة النهي عن التشبه بالكفار و قاعدة النهي عن التشبه بالنساء و لن أسرد لك أدلتها التفصلية لأن الأمر سيطول ويطول جدا، و المراد هنا التنويه و التنبيه، و اللبيب بالإشارة يفهم.
ثم إنه سائني قولك (حديث و حديث واحد فقط)، عفا الله عنك و عفر لك، هذا الحديث أسلافك كانوا يتهافتون ليسمعوه من أفواه المحدثين بالسند الذي يفوق متن الحديث طولا، و يعملونه في واقع الحياة شيئا مُسَلما لا يمارون فيه و لا يجادلون، لكن الله المستعان، الحال اليوم غير البارحة، و قد طال العهد حتى صرنا نتناول الحديث بهذه الصفة المزرية.

أظن العاقل يستطيع فهم أن التصفيق هنا يكون في الأعراس أو في الحفلات
أى زائر يرى الموضوع يتوقف لحظة ويقول هل صحيح ما قيل حرام؟
لأن موضع التشجيع وموضوع الحفلات والأعراس يختلف
الأعجب من الفتوات لو تسأل سؤال
هل يجوز تصفيق للأطفال للتشجيع ؟
هل يجوز التصفيق على عمل نجيب من شخص ما ؟
ماذا يرد عليك بالجواب ؟!!
التصفيق في الأعراس من أعمال الجاهلية
أنا سئلت سؤال من جهة اليمين وهو يعطيك جواب من جهة الشمال
ويقال تشبيه بالكفار
صراحت أخجل من هذا القول والفتوات.
تخجل ....عجيب مما تخجل يأخي الكريم؟؟؟
من رأي أبو ليث فلك ذلك، فأخوك قصر به الطلب و قد يصدر منه العجب فحينها لن أنتصر لنفسي (مع العلم أنه لا قول لي هنا، إنما هو قول كبار أهل العلم، فليس مني إلا النقل الأمين).
أما إن كان الخجل من رأي إبن الجوزي و إبن القيم و رأي العز بن عبد السلام و رأي الشيخ حمود التوجري و رأي اللجنة الدائمة للإفتاء فهذه إحدى الكبر.
أوردها زيد و زيد مشتمل... ما هكذا يازيد تورد الإبل.

لو تلاحظ أنّ شيوخ هذا العصر لديهم إختلاف في هذهِ المسألة أيضا
لأن الذي قال حرام إستشهد بقول الجاهلية لأنهم فعلوها عبادة ليست عادة
فعندما أصفق أنا وأنت لن نشعر بالذنب لماذا أصلا نشعر بالذنب ؟
هل أسقطنا كوكب من السماء ؟ أو قتلنا روحًا ؟ أو إستعبدنا وثنًا؟
أطفيء غليلك من هذهِ المسألة اخي الفاضل

يأخي الكريم لا تستعمل مثل هذه المنهجية في رد أقوال أهل العلم، فلن تغني عنك شيئا، و لطلما رُدت أحكام شرعية ثابتة بمثل هذا، لكن يبقى كلام أهل العلم الأفاضل فوق الرأس، و من يناقشها و يرجحها هم طلبة العلم المؤهلين الذين يملكون وسائل الترجيح، و لو كنت منهم لتنزهت عن مثل ما قلت، فتنبه .
أعجبني هذا القول كثيرًا
لماذا أعجبك هذا القول كثيرا، و لم يعجبك قوله الأخير، ثم لماذا لونت الأول و تركت الأخير، و لماذا لم تسأل وتتثبت إلى أي قول مال الشيخ قبل وفاته رحمه الله؟؟؟
أرجوك أن تجيبني عن هذه رحم الله والديك.
ونحن لا نحبِّذه لكن لا نمنعه، ولا نقول: هذا حرام وتشبه بالكفار، هذه المسائل ينبغي للإنسان أن يكون على دقة في الأمر.
هل فهمت ما يعنيه ؟
قال لا تقولوها كفار حتّى لا يضحك علينا
أقرأ للامام إبن عثيمين مند ما ينزوا عن سبع عشر سنة، أفهمه جيدا و أعرف أنه عالم نحرير لا يشاق له غبار في الفقه، لكن لما أجد للشيخ قولين أحتط لديني و أذهب إلى ما يوافق الدليل و الأصول المقررة عند العلماء، فتبصر.​

أتمنى أن يكون الرد شافيا كافيا.
وفقك الله إلى ما فيه رضاه، وهداك و سددك و غفر لي و لك.