شعبة الآداب:
قال لنا أستاذ العلوم الطبيعية عن يومياته في الثانوية والجامعة بحسرة. أنه درس البيولوجيا, ولم يؤهله معدله لدراسة الطب رغم تفوقه واجتهاده قائلا:
" يتم اختيارنا على أساس المعدل الجيد, حيث تتم غربلة طلاب المتوسط ويميز الردئ من الجيد, فيبعث أصحاب المعدلات المتفوقة قسرا أو اختيارا الى شعبة العلوم, بينما يتبقى أصحاب المعدلات الضعيفة ليصنفوا جبرا ضمن شعبة الآداب, ولا يكون بينهم إلا متفوق أو اثنان كأقل تقدير ..
في الثانوية, كنا نحن طلبة العلوم النوابغ .....الأكثر تخلقا.....وأدبا ........الأحسن هنداما..حتى أقسامنا كانت الأنظف..
كان منهاجنا مكثفا وساعات الراحة نادرة.. ندرس كل المواد بما فيها الأدبية بإسهاب ..
ليس لنا وقت للهو أو اللعب أو إثارة المشكلات, فجل وقتنا للدراسة والجد والإجتهاد..
أما الأدبيون فحدث ولا حرج, أقسامهم متسخة مغبرة,فوضى عارمة, ساعات دراسة قليلة,قلة احترام للأساتذة, منهاج مخفف, ومواد أقل بكثير من الشعبة العلمية....
طلاب الآداب أشكالهم وتسريحاتهم غريبة, كثيروا المشاكل, يصاحبون الفتيات,يدخنون السجائر, وهلم جرا.......
في الجامعة :
يقول أستاذي, كنا نخرج من فصل البيولوجيا منهكين من كثرة المعادلات. والكيمياء والفيزياء والرياضيات,حتى أنا لانقوى على التحدث لبعضنا, والرأس يكاد ينفجر من كثرة التلقي .....
أما طلبة شعبة الآداب, فيستطرد أستاذي قائلا :كنا إذا توجهنا الى المطعم, نكون متعبين, أما هم "الأدبيون" فهائجون, ولكم أن تتخيلوا المشكلات, فهذا يسب ذاك بدون سبب, وآخر يطلب من القائم على "الريسطو"مضاعفة الوجبات,ومعارك بالسكاكين,ومختلف الأسلحة البيضاء..
"كنا نسميهم آنذاك :الثيران الاسبانية الهائجة"
وأتذكر في هذا المعرض صورة فيسبوكية تقول:
اذا جبت الباك بمعدل:15_17 يعطوك طبيب
واذا جبت 13_14 يعطوك أستاذ يتقاضى أكثر من الطبيب
واذا جبت 11_12 يعطوك علوم سياسية تحكم في الاستاذ والطبيب
واذا جبت 10 يعطوك امام تفتيلهم كامل
واذا ماجبتش الباك تولي رئيس جمهورية تحكم في الجزائر كومبلي..
هذه هي كرة التحطيم في الجزائر
"هذا زمن الشقلبة اذا رأيت أناسا تركوا المشي على أرجلهم, ويمشون على أيديهم فلا تستغرب, أولئك يحاولون التأقلم!!!!!!!
ليس معنى ذلك الإنتقاص, من شعبة الآداب, فشعبة الاداب, المفروض فيها صناعة الرجال , من دعاة وفلاسفة وأدباء وسياسيين ومفكرين, الذين بدورهم يتولون زمام القيادة, فلن يقود الأمة طبيب, أو مخترع, أو فيزيائي, إنما يقودها الدعاة والمصلحون والساسة والأدباء...
لهذا صرنا نرى اليوم من هؤلاء الخريجين, الصحفي الفاشل والفيلسوف الملحد, والإمام الجاهل ..
يدرس بشعبة الآداب ثم تراه يتفلسف لدرجة الإلحاد, وهو لايفقه شيئا من الفلسفة !!!
أو يدرس ثلاث سنوات شريعة, ويأتي ليقولك يجوز ولايجوز!!!
من هنا فقط, نعرف كيف نبغت الصحافة الصفراء, الغير ملمة حتى بأبسط قواعد اللغة العربية!!!
وكلامي أرجو أن لايفهمه البعض, بأنه طعن في كل طلبة الآداب, ففيهم الممتازون والمتميزون, لكنهم قلة .
يجب أن يرجع الإعتبار لشعبة الآداب, فهي التي تُكَوِنُ القادة, وتصنع الدعاة,لكنها مؤامرة, تحاك على الأدب والشرع حتى لاتقوم لنا قائمة..
* * * * * *
شموسة
مقتبس من كتابي مرايا جزائرية
قال لنا أستاذ العلوم الطبيعية عن يومياته في الثانوية والجامعة بحسرة. أنه درس البيولوجيا, ولم يؤهله معدله لدراسة الطب رغم تفوقه واجتهاده قائلا:
" يتم اختيارنا على أساس المعدل الجيد, حيث تتم غربلة طلاب المتوسط ويميز الردئ من الجيد, فيبعث أصحاب المعدلات المتفوقة قسرا أو اختيارا الى شعبة العلوم, بينما يتبقى أصحاب المعدلات الضعيفة ليصنفوا جبرا ضمن شعبة الآداب, ولا يكون بينهم إلا متفوق أو اثنان كأقل تقدير ..
في الثانوية, كنا نحن طلبة العلوم النوابغ .....الأكثر تخلقا.....وأدبا ........الأحسن هنداما..حتى أقسامنا كانت الأنظف..
كان منهاجنا مكثفا وساعات الراحة نادرة.. ندرس كل المواد بما فيها الأدبية بإسهاب ..
ليس لنا وقت للهو أو اللعب أو إثارة المشكلات, فجل وقتنا للدراسة والجد والإجتهاد..
أما الأدبيون فحدث ولا حرج, أقسامهم متسخة مغبرة,فوضى عارمة, ساعات دراسة قليلة,قلة احترام للأساتذة, منهاج مخفف, ومواد أقل بكثير من الشعبة العلمية....
طلاب الآداب أشكالهم وتسريحاتهم غريبة, كثيروا المشاكل, يصاحبون الفتيات,يدخنون السجائر, وهلم جرا.......
في الجامعة :
يقول أستاذي, كنا نخرج من فصل البيولوجيا منهكين من كثرة المعادلات. والكيمياء والفيزياء والرياضيات,حتى أنا لانقوى على التحدث لبعضنا, والرأس يكاد ينفجر من كثرة التلقي .....
أما طلبة شعبة الآداب, فيستطرد أستاذي قائلا :كنا إذا توجهنا الى المطعم, نكون متعبين, أما هم "الأدبيون" فهائجون, ولكم أن تتخيلوا المشكلات, فهذا يسب ذاك بدون سبب, وآخر يطلب من القائم على "الريسطو"مضاعفة الوجبات,ومعارك بالسكاكين,ومختلف الأسلحة البيضاء..
"كنا نسميهم آنذاك :الثيران الاسبانية الهائجة"
وأتذكر في هذا المعرض صورة فيسبوكية تقول:
اذا جبت الباك بمعدل:15_17 يعطوك طبيب
واذا جبت 13_14 يعطوك أستاذ يتقاضى أكثر من الطبيب
واذا جبت 11_12 يعطوك علوم سياسية تحكم في الاستاذ والطبيب
واذا جبت 10 يعطوك امام تفتيلهم كامل
واذا ماجبتش الباك تولي رئيس جمهورية تحكم في الجزائر كومبلي..
هذه هي كرة التحطيم في الجزائر
"هذا زمن الشقلبة اذا رأيت أناسا تركوا المشي على أرجلهم, ويمشون على أيديهم فلا تستغرب, أولئك يحاولون التأقلم!!!!!!!
ليس معنى ذلك الإنتقاص, من شعبة الآداب, فشعبة الاداب, المفروض فيها صناعة الرجال , من دعاة وفلاسفة وأدباء وسياسيين ومفكرين, الذين بدورهم يتولون زمام القيادة, فلن يقود الأمة طبيب, أو مخترع, أو فيزيائي, إنما يقودها الدعاة والمصلحون والساسة والأدباء...
لهذا صرنا نرى اليوم من هؤلاء الخريجين, الصحفي الفاشل والفيلسوف الملحد, والإمام الجاهل ..
يدرس بشعبة الآداب ثم تراه يتفلسف لدرجة الإلحاد, وهو لايفقه شيئا من الفلسفة !!!
أو يدرس ثلاث سنوات شريعة, ويأتي ليقولك يجوز ولايجوز!!!
من هنا فقط, نعرف كيف نبغت الصحافة الصفراء, الغير ملمة حتى بأبسط قواعد اللغة العربية!!!
وكلامي أرجو أن لايفهمه البعض, بأنه طعن في كل طلبة الآداب, ففيهم الممتازون والمتميزون, لكنهم قلة .
يجب أن يرجع الإعتبار لشعبة الآداب, فهي التي تُكَوِنُ القادة, وتصنع الدعاة,لكنها مؤامرة, تحاك على الأدب والشرع حتى لاتقوم لنا قائمة..
* * * * * *
شموسة
مقتبس من كتابي مرايا جزائرية