بعد ليلة شاقة وطويلة مع الحمى والآلام, هاقد انبلج الصبح معلنا بداية يوم جديد,بعد أخذٍ ورَد مع والدتي ووالدي وإخوتي, قررت الإنصياع لإلحاحهم الشديد, بزيارة طبيب, وأنا التي أكره جلسات الطبيب,ورائحة المستشفى, و روتين الأدوية ومرارتها...
توجهت فورا إلى المشفى العام , والحمى تلازمني وآلام مرهقة في المفاصل, يصاجبها صداع عميق...
اتخذت مكاني وكان دوري الثالث,فقد أتيت مبكرا قبل الجميع, لتفادي الانتظار الطويل, المرهق و الممرض, والذي يضاعف آلامك, بسبب انعدام التدفئة, فتظطر مكرها للانتظار ساعات طوال, في مكان تبلغ درجته درجة التجمد...
انتظرت طويلا زهاء الساعتين, حتى قدم الطبيب الذي يحرص على الحضور في موعده المحدد,هذا الأخير الذي يستحيل أن يأتي قبل أن تدق العاشرة ومابعدها, بعد أن يأخذ كفايته من النوم أو ربما بعد اتمامه لمهامه في عيادته الخاصة, المخالفة للقانون طبعا,فالقانون واضح في هذا الأمر والمفروض منه الحضور على الساعة الثامنة, وعدم ممارسة نشاط آخر يستقطع من فترة الدوام,و المتمثلة بثماني ساعات!! لكن من يطبق؟ ومن يرتدع؟ فلا يوجد حسيب أو رقيب"!!
دخلت المريضة رقم واحد,فحمدت الله في قرارة نفسي أن الفرج قريب والمعاناة تكاد تنتهي فدوري هو الثالث بين النساء, لكنه الخامس اذا احتسبنا دور الرجال أيضا فالترتيب المتبع هو امرأة فرجل لكلا قاعتي الانتظار...
فجأة أطلت علينا امرأة متوسطة العمر,وجاءت تعرج وتكاد تسقط في مكانها ,وسألتنا قائلة:"من دورها الآن؟"
فأجابتها السيدة التي قبلي قائلة:"إنه دوري"
فأخذت تتوسل وتترجى, وتستدر العطف, بمحاولاتها اقناع المرأة, وأنها مريضة جدا, ومنهارة, ولاتقوى على الإنتظار,بالطبع كانت الغلبة لمشاعر الانسانية والنبل والكرم, وربما حتى التظاهر بهما أمام جمع النساء,لِتوافق المعنية على الفور.
شكرتها المرأة,فالتفت إليها قائلة:"إن تنازلتِ عن دورك فمعناه أنك ستصبحين في ذيل الترتيب,فأنا لن أفرط بدوري وربما الأخريات أيضا"..
فنظرت إلي متجهمة تستفسر عن الجرم الذي ارتكبته, حتى تصبح في ذيل الترتيب هكذا,وصرخت في قائلة:
- "ماذا فعلت لأستحق جزاء سنمار,هل هذا جزاء من يفعل الخير في هذا الزمان؟"
وتتابعت صيحات النسوة تؤيدها,وتستنكر موقفي,وزادني تقريعهن ولومهن ارهاقا وتعبا,لأصبح أنا المخطئة...
وبعد دقائق معدودة ظهرت أمامنا المريضة التي كاد أن يغشى عليها,صحيحة سليمة معافاة, تمشي مشية متبخترة قوية, لتودعنا بلهجة ساخرة "بالشفا عليكم",وسط ذهول النسوة من تصرفها المقيت....
في المستشفى لا أحد سليم معافى,فكما أنك مريض أنا أيضا مريض ولايعقل أن أسمح لك بدوري تحت أي مسوغ,ومن كانت حالته حرجة فقسم الطوارئ أولى به, وليس قاعة الانتظار,ذكرني الأمر بنكتة في مواقع التواصل الإجتماعي تقول:"
عند العرب :عندما تدخل العيادة,يأتيك شخص ما ليقول لك: "ممكن أدخل قبلك لإني مريض؟! طيب تفضل،أصلآ أنا قدمت اشتري بطاطس؟!"
هناك من لا يرغب بالوقوف في «الطابور» وربما تحايل ب «المرض» حتى يتجاوز الآخرين, أو يتحايل ليأخذه بما سَمّاه العلماء (سَيْف الحياء) ومعناه أن الإنسان يأخذ ما يريده, بإحراج صاحبه،
وقد قال العلماء: إن ما أُخِذَ بسيفِ الحياء فهو حرام, قال رسول الله: ((لا يَحِلُّ مالُ امرئٍ مسلم إلا بِطِيبِ نفسٍ مِنهُ)) [صحيح الجامع:7662] وقال: ((إن الله تعالى إذا أنعَمَ على عبد نِعمَة, يُحِبُّ أن يَرَى أثَر النعمَة عليه, ويكرَه البؤس والتباؤس, ويبغض السائل الملحِف, ويحب الحَيِىّ, العفيف, المتعفّف)) [صحيح الجامع:1711]
* * * * * *
توجهت فورا إلى المشفى العام , والحمى تلازمني وآلام مرهقة في المفاصل, يصاجبها صداع عميق...
اتخذت مكاني وكان دوري الثالث,فقد أتيت مبكرا قبل الجميع, لتفادي الانتظار الطويل, المرهق و الممرض, والذي يضاعف آلامك, بسبب انعدام التدفئة, فتظطر مكرها للانتظار ساعات طوال, في مكان تبلغ درجته درجة التجمد...
انتظرت طويلا زهاء الساعتين, حتى قدم الطبيب الذي يحرص على الحضور في موعده المحدد,هذا الأخير الذي يستحيل أن يأتي قبل أن تدق العاشرة ومابعدها, بعد أن يأخذ كفايته من النوم أو ربما بعد اتمامه لمهامه في عيادته الخاصة, المخالفة للقانون طبعا,فالقانون واضح في هذا الأمر والمفروض منه الحضور على الساعة الثامنة, وعدم ممارسة نشاط آخر يستقطع من فترة الدوام,و المتمثلة بثماني ساعات!! لكن من يطبق؟ ومن يرتدع؟ فلا يوجد حسيب أو رقيب"!!
دخلت المريضة رقم واحد,فحمدت الله في قرارة نفسي أن الفرج قريب والمعاناة تكاد تنتهي فدوري هو الثالث بين النساء, لكنه الخامس اذا احتسبنا دور الرجال أيضا فالترتيب المتبع هو امرأة فرجل لكلا قاعتي الانتظار...
فجأة أطلت علينا امرأة متوسطة العمر,وجاءت تعرج وتكاد تسقط في مكانها ,وسألتنا قائلة:"من دورها الآن؟"
فأجابتها السيدة التي قبلي قائلة:"إنه دوري"
فأخذت تتوسل وتترجى, وتستدر العطف, بمحاولاتها اقناع المرأة, وأنها مريضة جدا, ومنهارة, ولاتقوى على الإنتظار,بالطبع كانت الغلبة لمشاعر الانسانية والنبل والكرم, وربما حتى التظاهر بهما أمام جمع النساء,لِتوافق المعنية على الفور.
شكرتها المرأة,فالتفت إليها قائلة:"إن تنازلتِ عن دورك فمعناه أنك ستصبحين في ذيل الترتيب,فأنا لن أفرط بدوري وربما الأخريات أيضا"..
فنظرت إلي متجهمة تستفسر عن الجرم الذي ارتكبته, حتى تصبح في ذيل الترتيب هكذا,وصرخت في قائلة:
- "ماذا فعلت لأستحق جزاء سنمار,هل هذا جزاء من يفعل الخير في هذا الزمان؟"
وتتابعت صيحات النسوة تؤيدها,وتستنكر موقفي,وزادني تقريعهن ولومهن ارهاقا وتعبا,لأصبح أنا المخطئة...
وبعد دقائق معدودة ظهرت أمامنا المريضة التي كاد أن يغشى عليها,صحيحة سليمة معافاة, تمشي مشية متبخترة قوية, لتودعنا بلهجة ساخرة "بالشفا عليكم",وسط ذهول النسوة من تصرفها المقيت....
في المستشفى لا أحد سليم معافى,فكما أنك مريض أنا أيضا مريض ولايعقل أن أسمح لك بدوري تحت أي مسوغ,ومن كانت حالته حرجة فقسم الطوارئ أولى به, وليس قاعة الانتظار,ذكرني الأمر بنكتة في مواقع التواصل الإجتماعي تقول:"
عند العرب :عندما تدخل العيادة,يأتيك شخص ما ليقول لك: "ممكن أدخل قبلك لإني مريض؟! طيب تفضل،أصلآ أنا قدمت اشتري بطاطس؟!"
هناك من لا يرغب بالوقوف في «الطابور» وربما تحايل ب «المرض» حتى يتجاوز الآخرين, أو يتحايل ليأخذه بما سَمّاه العلماء (سَيْف الحياء) ومعناه أن الإنسان يأخذ ما يريده, بإحراج صاحبه،
وقد قال العلماء: إن ما أُخِذَ بسيفِ الحياء فهو حرام, قال رسول الله: ((لا يَحِلُّ مالُ امرئٍ مسلم إلا بِطِيبِ نفسٍ مِنهُ)) [صحيح الجامع:7662] وقال: ((إن الله تعالى إذا أنعَمَ على عبد نِعمَة, يُحِبُّ أن يَرَى أثَر النعمَة عليه, ويكرَه البؤس والتباؤس, ويبغض السائل الملحِف, ويحب الحَيِىّ, العفيف, المتعفّف)) [صحيح الجامع:1711]
* * * * * *