(((تدبر ثم تفكر في هذه الآية الكريمة أخي الحبيب رجاء)))
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على محمد أشرف الأنبياء والمرسلين وبعد:
قال تعالى {وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ} [يونس: 15].
قال الطبري رحمه الله: " وَالتَّبْدِيلُ الَّذِي سَأَلُوهُ فِيمَا ذُكِرَ، أَنْ يُحَوِّلَ آيَةَ الْوَعِيدِ آيَةَ وَعْدٍ وَآيَةَ الْوَعْدِ وَعِيدًا وَالْحَرَامَ حَلَالًا وَالْحَلَالَ حَرَامًا، فَأَمَرَ اللَّهُ نَبِيَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُخْبِرَهُمْ أَنَّ ذَلِكَ لَيْسَ إِلَيْهِ، وَأَنَّ ذَلِكَ إِلَى مَنْ لَا يُرَدُّ حُكْمُهُ وَلَا يُتَعَقَّبُ قَضَاؤُهُ، وَإِنَّمَا هُوَ رَسُولٌ مُبَلِّغٍ وَمَأْمُورٌ مُتَّبِعٌ. وَقَوْلُهُ: {إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ} يَقُولُ: قُلْ لَهُمْ: مَا أَتَّبِعُ فِي كُلِّ مَا آمُرُكُمْ بِهِ أَيُّهَا الْقَوْمُ وَأَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِلَّا مَا يُنْزِلُهُ إِلَيَّ رَبِّي وَيَأْمُرُنِي بِهِ. {إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ}.." تفسير الطبري (12/137).
تأمل أخي الحبيب إذا كان هذا حال رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا المقام، فكيف بورثته على الحق ( علماء السنة)، فهم كذلك يقولون لأهل البدع والفسوق والعصيان بلسان المقال والحال، لا يمكن لنا أن نحل الحرام و نحرم الحلال و نبتدع في الدين من أجل فلان وعلان، لأن علمهم ورثوه من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا العلم لا يمكن أن يغير فيه بقدر كلمة، ولأنهم ورثة الأنبياء كما زكاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " إِنَّ الْعُلَمَاءَ هُمْ وَرَثَةُ الأنبِيَاءِ، إِنَّ الْأنبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا، إِنما وَرَّثُوا الْعِلْمَ، فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافر" رواه الترمذي وغيره وصححه الحاكم. يقول أحمد القسطلاني: " ومناسبته للترجمة من جهة أن الوارث قائم مقام المورث فله حكمه فيما قام مقامه فيه." إرشاد الساري(1/167).
وهذا الإرث كما يظهر في الثبات على السنة والحق والنصح للأمة، يظهر كذلك في الصبر، وحسن مجادلة أهل الباطل كما كان جدال النبي صلى الله عليه وسلم لأهل الباطل في العهد المكي والعهد المدني.
فهذه الآية الكريمة تجيب المتسائل على كثير من التساؤلات، وتوطن طالب العلم على الصبر ومعرفة قدر أهل العلم وتعلمه الثبات عند الشدائد، و يستفيد أهل العلم منها ما لا نصل إليه لقلة العلم والزاد.
أخوكم : أبو صهيب منير الجزائري .
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على محمد أشرف الأنبياء والمرسلين وبعد:
قال تعالى {وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ} [يونس: 15].
قال الطبري رحمه الله: " وَالتَّبْدِيلُ الَّذِي سَأَلُوهُ فِيمَا ذُكِرَ، أَنْ يُحَوِّلَ آيَةَ الْوَعِيدِ آيَةَ وَعْدٍ وَآيَةَ الْوَعْدِ وَعِيدًا وَالْحَرَامَ حَلَالًا وَالْحَلَالَ حَرَامًا، فَأَمَرَ اللَّهُ نَبِيَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُخْبِرَهُمْ أَنَّ ذَلِكَ لَيْسَ إِلَيْهِ، وَأَنَّ ذَلِكَ إِلَى مَنْ لَا يُرَدُّ حُكْمُهُ وَلَا يُتَعَقَّبُ قَضَاؤُهُ، وَإِنَّمَا هُوَ رَسُولٌ مُبَلِّغٍ وَمَأْمُورٌ مُتَّبِعٌ. وَقَوْلُهُ: {إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ} يَقُولُ: قُلْ لَهُمْ: مَا أَتَّبِعُ فِي كُلِّ مَا آمُرُكُمْ بِهِ أَيُّهَا الْقَوْمُ وَأَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِلَّا مَا يُنْزِلُهُ إِلَيَّ رَبِّي وَيَأْمُرُنِي بِهِ. {إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ}.." تفسير الطبري (12/137).
تأمل أخي الحبيب إذا كان هذا حال رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا المقام، فكيف بورثته على الحق ( علماء السنة)، فهم كذلك يقولون لأهل البدع والفسوق والعصيان بلسان المقال والحال، لا يمكن لنا أن نحل الحرام و نحرم الحلال و نبتدع في الدين من أجل فلان وعلان، لأن علمهم ورثوه من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا العلم لا يمكن أن يغير فيه بقدر كلمة، ولأنهم ورثة الأنبياء كما زكاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " إِنَّ الْعُلَمَاءَ هُمْ وَرَثَةُ الأنبِيَاءِ، إِنَّ الْأنبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا، إِنما وَرَّثُوا الْعِلْمَ، فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافر" رواه الترمذي وغيره وصححه الحاكم. يقول أحمد القسطلاني: " ومناسبته للترجمة من جهة أن الوارث قائم مقام المورث فله حكمه فيما قام مقامه فيه." إرشاد الساري(1/167).
وهذا الإرث كما يظهر في الثبات على السنة والحق والنصح للأمة، يظهر كذلك في الصبر، وحسن مجادلة أهل الباطل كما كان جدال النبي صلى الله عليه وسلم لأهل الباطل في العهد المكي والعهد المدني.
فهذه الآية الكريمة تجيب المتسائل على كثير من التساؤلات، وتوطن طالب العلم على الصبر ومعرفة قدر أهل العلم وتعلمه الثبات عند الشدائد، و يستفيد أهل العلم منها ما لا نصل إليه لقلة العلم والزاد.
أخوكم : أبو صهيب منير الجزائري .
آخر تعديل: