- إنضم
- 7 أفريل 2015
- المشاركات
- 17,420
- الحلول
- 1
- نقاط التفاعل
- 50,897
- النقاط
- 1,886
- محل الإقامة
- الجزائر الحبيبة
- الجنس
- ذكر
الرجال يولدون من رحم المعاناة
رسالة الى الذين أساءهم توجعي أولا ثم الى الذين ساندوني في محنتي
اليوم زرت مكانين لا يوجد فيهما نفاق و لا كذب
المكانين ترى فيهما كم هي الدنيا تافهة الى درجة انها لا تساوي جناح بعوضة
و لا تساوي ان نحزن فيها لحظة واحدة
زرت أولا المستشفى فلم اترك غرفة واحدة الا وزرتها رأيت طفلا محترقا من ذراعه و أصابعه ملتسقة على كفه
و هو ساكت و كأنه يقول أنا رجل و لن ان أبكي بسبب حروق بسيطة
و ٍايت أطفالا في مختلف الأعمار و كل له أنينه و مرضه فمنهم من له كسور و منهم من أجرى عملية جراحية
و من من يعالج مرضا لكن أحسست أن هناك أمرا يوحدهم و هي تلك النظرة الثاقبة
و الله نظرة كبرياء و عظمة و صبر و قوة و كأنهم رجال عظماء اقتربت مهم واحدا واحدا و مسحت على رؤوسهم
و قبلتها و احتضنتهم و تمكالكت دموعي و تمنيت لو كانت هته القوة التي يمتلكونها تمنيت لو كان عندي منها مقدار بسيط
شد انتباهي طفل رضيع رأيتهم يضعون له الحليب بواسطة انبوب من أنفه
سألت أمه قالت ازدادج بعاهة خلقية و طلبوا مني أن آخذه الى مستشفى في أحدى المدن الكبرى
رأيت أصابعه الصغيرة و هي تمسك سبابة أمه و كأنه يقول لا اله الا الله
و كان جسمه كالأوقية قليل الجسم
أحسست أني بحاجة لأن أحمله فاستأذنت أمه فأذنت لي
فحملته و قرأت عليه بعض الأيات و الأدعية ففتح عينيه فرأيت من خلالهما
سيلا من الحب و البراءة فوضعت أنفي ما بين رقبته و صدره فوجدت ريح الجنة
ريح البراءة و الحب و السكينة فأخذت نفسا عميقا و سالت دموعي
يااااااااااالله ما هته الرائحة الزكية تمنيت ان لا تنتهي هته اللحظات
غلبتني مدامعي و قبلت جبينه و انصرفت الى غرفة أخرى
فوجدت شيخين طاعنين في السن و كلاهما عامل عملية جراحية في الجهاز البولي
قبلت رأسيهما و سألتهما عن حالهما و كانا جدا هادئين و محتسبين
و قالا رانا عايشين بركة و خلاص راح وقتنا و ان شاء الله حسن الخاتمة
و اولادنا يسامحونا لاننا أتعبناهم كلمات قوية و معبرة بحق تمنيت لو أتمكن من تقبيل رجليهما
فسألني احدهما يا ولدي نحن لم نصلي منذ أيام فما الحال
اجبتهما عليكما ان تصليا في أي حال و بأي حال المهم لا تتركا الصلاة
فأجهش أحدهما بالبكاء ففاجأني لأني لم أعرف ما الذي قلته لكي يبكي بهته الطريقة
فقال و الله يا ولدي خايف نموت و انا ما صليتش
فعلمته التيمم و أخبرته انه يمكنه الصلاة و هو عليه النجاسة من بول و دم لأنه يصعب عليه
التخلص منها فاستبشرا خيرا و دعيا لي
خرجت من المستشفى و كأنني أنسان آخر على الأقل أنا أفضل من كثير كثيييير من المرضى
و مشيت مسافة طويلة أنا أتذكر البراعهم و قوتهم و نظرتهم الحادقة القوية و تحديهم للمرض
و تذكرت رائحة ذالك البرعم و كأنه ريح من الجنة
ابدا أبدا ليس لها مثيل تلك الرائحة
مشيت حتى وصلت الى مقبرة ليست مقبرة بلدتي بل مقبرة اخرى
تعمدت الذهاب اليها لكي لا اجد عاطفة من قرابتي او عائلتي من الاموات
فأردتها زيارة خالصة لموتى المسلمين تربطني بهم صلة الاسلام وحده
رأيت أنواع القبور الجديدة و القديمة و قبور للأطفال و الكبار و للرجال و للنسوة
لكنهم كانوا في مقام واحد لا تفرق بينهم و لا تعرف أيهم كان فقيرا او غنيا او كان صحيحا او مريضا
كلهم سواء على أرض و تراب واحد
قرأت و دعوت لهم جميعا و بكيت عليهم و لهم و بكيت على نفسي و لها
المقبرة كانت موحشة لا أحد فيها سواي
فكانت فرصة للتجديد و فرصة لأخذ قرارات هامة
سأعيش سعيدا مهما طالت او قصرة حياتي فآخرتها موت
سأعيش قويا بمرضي و لن ألتفت الى الغمازون او الهمازوت لأني سأدفن يوما ما لوحدي
ساكون قويا لأني قوي و سأصد الريح بصدري العاري
سأسامح كل من ظن بي سوءا او تعمد أن يجرحني
سأكون كبيرا بالله و بأخلاقي
سأنهض لوحدي كما كنت و لن أنتظر لأحد أن يمد يده لي
سأعيش من دونك يا أختااه لأنك خذلتني و ظننتي بي ظنا لا يليق بي
سأعيش رغما عنك يا أخي يا من قلت لك أخي فظننتني أبتزك او استعطفك
سأكون مسلما و مؤمنا محبا لله أولا
حبيبتي زوجتي سأكون الرجل الذي رأيتني دائما
ابني سأكون صاحب المتن القوي الذي لا يسقط أبدا كالجبل
لقد نسينا أرحموا عزيز قوما ذل و أصبحت أذبحوا عزيزا ذل فهي فرصتكم
لا ابدا ليست فرصتكم لأني لا انتظر الرحمة من أحد الا من ربي
و كفى بربي بي حبيبا و صاحبا
الامين محمد
رسالة الى الذين أساءهم توجعي أولا ثم الى الذين ساندوني في محنتي
اليوم زرت مكانين لا يوجد فيهما نفاق و لا كذب
المكانين ترى فيهما كم هي الدنيا تافهة الى درجة انها لا تساوي جناح بعوضة
و لا تساوي ان نحزن فيها لحظة واحدة
زرت أولا المستشفى فلم اترك غرفة واحدة الا وزرتها رأيت طفلا محترقا من ذراعه و أصابعه ملتسقة على كفه
و هو ساكت و كأنه يقول أنا رجل و لن ان أبكي بسبب حروق بسيطة
و ٍايت أطفالا في مختلف الأعمار و كل له أنينه و مرضه فمنهم من له كسور و منهم من أجرى عملية جراحية
و من من يعالج مرضا لكن أحسست أن هناك أمرا يوحدهم و هي تلك النظرة الثاقبة
و الله نظرة كبرياء و عظمة و صبر و قوة و كأنهم رجال عظماء اقتربت مهم واحدا واحدا و مسحت على رؤوسهم
و قبلتها و احتضنتهم و تمكالكت دموعي و تمنيت لو كانت هته القوة التي يمتلكونها تمنيت لو كان عندي منها مقدار بسيط
شد انتباهي طفل رضيع رأيتهم يضعون له الحليب بواسطة انبوب من أنفه
سألت أمه قالت ازدادج بعاهة خلقية و طلبوا مني أن آخذه الى مستشفى في أحدى المدن الكبرى
رأيت أصابعه الصغيرة و هي تمسك سبابة أمه و كأنه يقول لا اله الا الله
و كان جسمه كالأوقية قليل الجسم
أحسست أني بحاجة لأن أحمله فاستأذنت أمه فأذنت لي
فحملته و قرأت عليه بعض الأيات و الأدعية ففتح عينيه فرأيت من خلالهما
سيلا من الحب و البراءة فوضعت أنفي ما بين رقبته و صدره فوجدت ريح الجنة
ريح البراءة و الحب و السكينة فأخذت نفسا عميقا و سالت دموعي
يااااااااااالله ما هته الرائحة الزكية تمنيت ان لا تنتهي هته اللحظات
غلبتني مدامعي و قبلت جبينه و انصرفت الى غرفة أخرى
فوجدت شيخين طاعنين في السن و كلاهما عامل عملية جراحية في الجهاز البولي
قبلت رأسيهما و سألتهما عن حالهما و كانا جدا هادئين و محتسبين
و قالا رانا عايشين بركة و خلاص راح وقتنا و ان شاء الله حسن الخاتمة
و اولادنا يسامحونا لاننا أتعبناهم كلمات قوية و معبرة بحق تمنيت لو أتمكن من تقبيل رجليهما
فسألني احدهما يا ولدي نحن لم نصلي منذ أيام فما الحال
اجبتهما عليكما ان تصليا في أي حال و بأي حال المهم لا تتركا الصلاة
فأجهش أحدهما بالبكاء ففاجأني لأني لم أعرف ما الذي قلته لكي يبكي بهته الطريقة
فقال و الله يا ولدي خايف نموت و انا ما صليتش
فعلمته التيمم و أخبرته انه يمكنه الصلاة و هو عليه النجاسة من بول و دم لأنه يصعب عليه
التخلص منها فاستبشرا خيرا و دعيا لي
خرجت من المستشفى و كأنني أنسان آخر على الأقل أنا أفضل من كثير كثيييير من المرضى
و مشيت مسافة طويلة أنا أتذكر البراعهم و قوتهم و نظرتهم الحادقة القوية و تحديهم للمرض
و تذكرت رائحة ذالك البرعم و كأنه ريح من الجنة
ابدا أبدا ليس لها مثيل تلك الرائحة
مشيت حتى وصلت الى مقبرة ليست مقبرة بلدتي بل مقبرة اخرى
تعمدت الذهاب اليها لكي لا اجد عاطفة من قرابتي او عائلتي من الاموات
فأردتها زيارة خالصة لموتى المسلمين تربطني بهم صلة الاسلام وحده
رأيت أنواع القبور الجديدة و القديمة و قبور للأطفال و الكبار و للرجال و للنسوة
لكنهم كانوا في مقام واحد لا تفرق بينهم و لا تعرف أيهم كان فقيرا او غنيا او كان صحيحا او مريضا
كلهم سواء على أرض و تراب واحد
قرأت و دعوت لهم جميعا و بكيت عليهم و لهم و بكيت على نفسي و لها
المقبرة كانت موحشة لا أحد فيها سواي
فكانت فرصة للتجديد و فرصة لأخذ قرارات هامة
سأعيش سعيدا مهما طالت او قصرة حياتي فآخرتها موت
سأعيش قويا بمرضي و لن ألتفت الى الغمازون او الهمازوت لأني سأدفن يوما ما لوحدي
ساكون قويا لأني قوي و سأصد الريح بصدري العاري
سأسامح كل من ظن بي سوءا او تعمد أن يجرحني
سأكون كبيرا بالله و بأخلاقي
سأنهض لوحدي كما كنت و لن أنتظر لأحد أن يمد يده لي
سأعيش من دونك يا أختااه لأنك خذلتني و ظننتي بي ظنا لا يليق بي
سأعيش رغما عنك يا أخي يا من قلت لك أخي فظننتني أبتزك او استعطفك
سأكون مسلما و مؤمنا محبا لله أولا
حبيبتي زوجتي سأكون الرجل الذي رأيتني دائما
ابني سأكون صاحب المتن القوي الذي لا يسقط أبدا كالجبل
لقد نسينا أرحموا عزيز قوما ذل و أصبحت أذبحوا عزيزا ذل فهي فرصتكم
لا ابدا ليست فرصتكم لأني لا انتظر الرحمة من أحد الا من ربي
و كفى بربي بي حبيبا و صاحبا
الامين محمد
آخر تعديل: