منْ ثمارِ الأيمانِ بأسماءِ اللهِ و صفاتِه الحسنى، و ذكر بعض العبادات المتعلقة بها.

ابو ليث

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
8 جانفي 2010
المشاركات
10,466
نقاط التفاعل
10,286
النقاط
356
محل الإقامة
الجزائر
فوائدُ مسلكيةٌ مستفادةٌ منْ صفاتٍ لربِّ البريةِ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ و الصلاة و السلام على أشرفِ المرسلينَ نبينا محمدٍ و على آلهِ و صحبه و منْ تبعهم بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ.

و بعدُ، فهذهِ فوائدُ مسلكيةٌ، و هي عبارةٌ عنْ ثمراتٍ منْ ثمارِ الأيمانِ بأسماءِ اللهِ و صفاتِه، ذكرَها فضيلةُ الشيخِ محمدُ بنُ صالحٍ العثيمينَ رحمه الله تعالى في شرحِه للعقيدةِ الواسطيةِ.

فكانَ بعدَ أنْ يذكرَ صفةً من صفاتِ اللهِ تعالى التي أوردها المصنفُ -شيخ الإسلام بن تيمية- يفصِّل فيها بذكرِ معناها و المسائلِ المتعلقةِ بها و يختمُ ذلك بذكرِ الفائدةِ المسلكيةِ منها.

و لنفاستِها و أهميتِها أحببتُ أن أنقلهَا لإخواني لعلَّ الله تعالى ينفعني بها و ينتفعُ بها إخواني منْ أهلِ السنةِ.

1 ـ الفائدةُ المسلكيةُ منَ الإيمانِ بأنَّ اللهَ {ليسَ كمثله شيءٌ} : إيمانُ الإنسانِ بها يثمرُ تعظيمَ ربِّه غايةَ التعظيمِ، لأنَّ هذا الربَ لا يماثلهُ أحدٌ، و الكفَّ عنْ محاولةِ تمثيلِه بالمخلوقينَ.

2 ـ الفائدةُ المسلكيةُ منَ الإيمانِ بأنَّ اللهَ سميعٌ : التحرُّزُ عنْ قولِ مَا يغضبُ اللهَ لأنَّه يسمعُه، فيخشَى عقابَه.

3 ـ الفائدةُ المسلكيةُ منَ الإيمانِ بأنَّ اللهَ بصيرٌ : أنْ لَا يفعلَ العبدُ شيئًا يغضبُ اللهَ تعالى، لأن اللهَ يراهُ.

4 ـ الفائدةُ المسلكيةُ منَ الإيمانِ بأنَّ اللهَ بكلِّ شيءٍ عليمٌ : كمالُ مراقبةِ اللهِ و خشيتِه، و هذا بتقواهُ.

5 ـ الفائدةُ المسلكيةُ منَ الإيمانِ بأنَّ اللهَ عليمٌ حكيمٌ : الإيمانُ بها يستلزمُ الطمأنينةَ التامةَ لأحكامِ اللهِ الكونيةِ و الشرعيةِ، لأنها صادرةٌ عن حكمةٍ.

6 ـ الفائدةُ المسلكيةُ منَ الإيمانِ بأنَّ اللهَ عليمٌ خبيرٌ : الإيمانُ بذلك يزيدُ العبدَ خوفًا و خشيةً منَ الله، سرًّا و علنًا.

7 ـ الفائدةُ المسلكيةُ منَ الإيمانِ بأنَّ اللهَ عليمٌ قديرٌ : الإيمانُ بها يثمرُ للعبد قوةَ مراقبةِ اللهِ و الخوفِ منه.

8 ـ الفائدةُ المسلكيةُ منَ الإيمانِ بأنَّ اللهَ قويٌّ رزاقٌ : فلا يطلبُ العبدُ المؤمنُ بها القوةَ و الرزقَ إلا منَ اللهِ، و يؤمن بأنَّ كلَّ قوةٍ مهما عظمتْ فلن تقابلَ قوةَ اللهِ تعالى.

9 ـ الفائدةُ المسلكيةُ منَ الإيمانِ بأنَّ اللهَ سميعٌ بصيرٌ : الحذرُ منْ مخالفةِ اللهِ تعالى في أفعالِنا وَ أقوالِنا.

10 ـ الفائدةُ المسلكيةُ منَ الإيمانِ بالإرادة الكونية : أن ْ نعلقَ رجاءَنا و خوفنا و جميعَ أعمالِنا باللهِ؛ لأن كلَّ شيءٍ بإرادته و هذا يحققُ لنا التوكلَّ.

11 ـ الفائدةُ المسلكيةُ منَ الإيمانِ بالإرادةِ الشرعية : أنْ نفعلَ ما يريدُه اللهُ شرعًا، فإذا علمنا أن هذا مرادٌ شرعًا و يحبُّه الله؛ فإنه يقوى عزمُنا على فعلِه.

12 ـ الفائدةُ المسلكيةُ منَ الإيمانِ بأنَّ اللهَ يحبُّ المحسنينَ : أن نحسنَ و نحرصَ على الإحسانِ، فإنَّ اللهَ يحبُّه.

13 _ الفائدةُ المسلكيةُ منَ الإيمانِ بأنَّ اللهَ يحبُّ المقسطينَ : أنْ نعدلَ و نحرصَ على العدلِ.

14 _ الفائدةُ المسلكيةُ منَ الإيمانِ بأنَّ اللهَ يحبُّ المتقينَ : أنْ نتقيَ اللهَ عز و جلَّ، لا نتقيَ المخلوقينَ.

15 _ الفائدةُ المسلكيةُ منَ الإيمانِ بأنَّ اللهَ يحبُّ التوابينَ : أنْ نكثرَ منَ التوبةِ إلى اللهِ تعالى.

16 _ الفائدةُ المسلكيةُ منَ الإيمانِ بأنَّ اللهَ يحبُّ المتطهرينَ : أنْ نستشعرَ هذَا الأمرَ عندَ التطهرِ وَ اسحضارِه.

17 _ الفائدةُ المسلكيةُ منَ الإيمانِ بأنَّ اللهَ يحبُّ من اتبعَ نبيَّه صلى اللهُ عليهِ وَ سلم َ: أنْ نحرصَ غايةَ الحرصِ على اتباعِ النبيِّ صلى اللهُ عليهِ وَ سلمَ.

18 _ الفائدةُ المسلكيةُ منَ الإيمانِ بأنَّ اللهَ يأتي بقومِ يحبهُم وَ يحبونَه إذَا ارتدَدْنَا : أنْ نحذرَ منَ الردةِ عن الإسلامِ، و نلازمَ طاعةَ اللهِ وَ الابتعادَ عنْ كلِّ ما يقربُ للردةِ.

19 _ الفائدةُ المسلكيةُ منَ الإيمانِ بأنَّ اللهَ يحبُّ الذينَ يقاتلونَ في سبيلِه صفًّا كالبنيانِ المرصوصِ : أنْ نحرصَ على فعلِ هذهِ الأسبابِ والتزامِهَا.
 
20 _ الفائدةُ المسلكيةُ منَ الإيمانِ بأنَّ اللهَ رحيمٌ : أنْ ينتظرَ و يتعلقَ الإنسانُ برحمةِ اللهِ، فيفعلُ كلَّ سببٍ يوصلهُ إليهَا.

21 _ الفائدةُ المسلكيةُ منَ الإيمانِ بأنَّ اللهَ يغضبُ على منْ قتلَ مؤمنًا :الحذرُ منْ قتلِ المؤمنِ عمدًا.

22 _ الفائدةُ المسلكيةُ منَ الإيمانِ بأنَّ اللهَ يغضبُ و ينتقمُ: الحذرُ ممَّا يغضبُ اللهَ تعالى.

23 _ الفائدةُ المسلكيةُ منَ الإيمانِ بأنَّ اللهَ يمقتُ أنْ يقولَ الإنسانُ ما لا يفعلُ : الحذرُ منْ أنْ يقولَ الإنسانُ ما لا يفعلُ.

24 _ الفائدةُ المسلكيةُ منَ الإيمانِ بأنَّ اللهَ يأتِي يومَ القيامةِ للفصلِ بينَ العبادِ : الخوفُ منْ هذا المقامِ العظيمِ، و الرهبةُ منَ اللهِ، و الاستقامةُ على دينِه.

25 _ الفائدةُ المسلكيةُ منَ الإيمانِ بأنَّ اللهَ يَرَى : الخوفُ عندَ المصعيةِ، و الرجاءُ عندَ الطاعةِ؛ لأن الله يرى، فتتقوَّى العزائمُ بالطاعةِ و تضعفُ عن المعصيةِ.
26 _ الفائدةُ المسلكيةُ منَ الإيمانِ بأنَّ اللهَ يسمعُ : مراقبة الله فيما يقول، فيخافُ من قولِ السوءِ، فيقولُ القولَ الذي يرضِي اللهَ؛ لأنه يسمَعُه.
27 _ الفائدةُ المسلكيةُ منَ الإيمانِ بأنَّ اللهَ شديدُ المحالِ و يمكرُ و يكيدُ بالماكرينَ و الكائدينَ : كمالُ مراقبةِ اللهِ، و عدمُ التحيلِ على محارمِه و الانتهاءُ عنهُ.
 
30 _ الفائدةُ المسلكيةُ منَ الإيمانِ بأنَّ اللهَ موصوفٌ بالجلالِ : أنْ نعظمَه، و أنْ نجلَّه.
31 _ الفائدةُ المسلكيةُ منَ الإيمانِ بأنَّ اللهَ موصوفٌ بالإكرامِ : أن نرجوَ كرمَه و فضلَه.
32 _ الفائدةُ المسلكيةُ منْ قوله تعالى {فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ} [مريم 65] : أنْ يعبدَ العبدُ ربَّه، و يصبرَ للعبادةِ، و لا يملُّ، و لا يتعبُ، و لا يضجرُ.
33 _ الفائدةُ المسلكيةُ منَ الإيمانِ بأنَّ اللهَ لا سميَّ لهُ و له كفءَ و لا ندَّ : أن يُنزهَ اللهُ، و أن يشعرَ الإنسانُ بقلبِه أن اللهَ منزهٌ عن النقصِ و العيبِ، و أنه لا مثيلَ له، و لا ندَّ له، و بهذا يعظمُه حقَّ تعظيمِه بقدرِ استطاعتِه.
34 _ الفائدةُ المسلكيةُ منْ قوله تعالى {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَادًا} [165] : أنه لا يجوزُ للإنسانِ أن يتخذَ أحدًا منَ الناسِ محبوبًا كمحبةِ اللهِ.
35 _ الفائدةُ المسلكيةُ منَ الإيمانِ بأنَّ اللهَ لم يتخذْ ولدًا و لا شريكًا و لا وليًّا من الذلِّ : الشعورُ بكمالِ غنَى اللهِ عنْ كلِّ أحدٍ، فيعظمُ في النفوسِ قدرَ الاستطاعةِ.
36 _ الفائدةُ المسلكيةُ منَ الإيمانِ بأنَّ اللهَ يسبحُ له مَا في السمواتِ وَ الأرضِِ : أنْ نعرفَ عظمةَ اللهِ، و ننزهَهُ عنْ كلِّ نقصٍ، فنزدادَ محبةً له و تعظيمًا.
37 _ الفوائدُ المسلكيةُ منْ قولِ اللهِ تعالى {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَىٰ عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا} [الفرقان 1] :
_ بيانُ هذا القرآنِ العظيمِ، و أنه مرجعُ العبادِ، و أن الإنسانَ إذا أرادَ أن تتبينَ لهُ الأمورُ فليرجعْ إليهِ.
_ أنْ تتأكدَ و تزدادَ محبتنَا للنبيِّ صلى اللهُ عليهِ و سلمَ؛ حيثُ كانَ عبدًا للهِ مبلغًا للرسالةِ منذرًا للخلقِ.
_ أنَّ النبيَّ صلى اللهُ عليهِ و سلمَ آخرُ الرسلِ.
38 _ الفائدةُ المسلكيةُ منَ الإيمانِ بأنَّ اللهَ منزهٌ عن الولدِ و الشريكِ في الألوهيةِ : حملُ الإنسانِ على الإخلاصِ للهِ وحدَه.
39 _ الفائدةُ المسلكيةُ منَ الإيمانِ بأنَّ اللهَ لا مثيلَ لهُ : كمالُ التعظيمِ للهِ، و التعلقِ به خوفًا و رجاءً.
40 _ الفائدةُ المسلكيةُ منْ قولِ اللهِ تعالى {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} [الأعراف 33] : اجتنابُ هذه الأشياءِ التي صرحَ بتحريمِهَا.
 


41 _ الفائدةُ المسلكيةُ منَ الإيمانِ بأن اللهَ فوقَ كلِّ شيءٍ : أن يُعرفَ مقدارُ سلطانِه و سيطرته على خلقِه، فيتحصلُ الخوفُ التعظيم في نفس ِالإنسان، و مَنْ خافَه و عظمَه اتقاهُ.

42 _ الفائدةُ المسلكيةُ منَ الإيمانِ بأنَّ اللهَ مع المتقينَ و المحسنينَ : الحرصُ على الإحسانِ التقوَى.
43 _ الفائدةُ المسلكيةُ منَ الإيمانِ بأنَّ اللهَ محيطٌ بكلِّ شيءٍ لا يغيبُ عنهُ شيءٌ، و أنهُ معَ خلقِه معَ علوِّهِ : كمالُ مراقبةِ اللهِ بالقيامِ بطاعتِه و تركِ معصيتِه.
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top