الخوف من الله وثمراته
عناصر الخطبة:
1- فضل الخوف من الله والبكاء من خشيته.
2- أقسام الخوف
3- سلفنا الصالح والخوف من الله.
الموضوع وأدلته
فضل الخوف من الله والبكاء من خشيته.
قال تعالى: (ولمن خاف مقام ربه جنتان) [الرحمن: 46].
وقال تعالى: (إن الذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرة وأجر كبير) [الملك: 12].
وأخرج الترمذي في سننه بسند صحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا يلج النار رجل بكى من خشية الله حتى يعود اللبن في الضرع ولا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم) [صحيح الجامع (7778)].
وأخرج البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله- وذكر منهم- ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه).
وأخرج الترمذي بسند حسن عن أبي أمامة الباهلى رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ليس شيء أحب إلى الله تعالى من قطرتين وأثرين: قطرة دموع من خشية الله، وقطرة دم تراق في سبيل الله تعالى، وأما الأثران: فأثر في سبيل الله تعالى، وأثر في فريضة من فرائض الله تعالى) [حسنه الألباني في المشكاة (3837)].
وأخرج الترمذي بسند حسن عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على شاب وهو في الموت فقال: (كيف تجدك؟ قال: والله يا رسول الله إني أرجو الله وإني أخاف ذنوبي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يجتمعان في قلب عبد في مثل هذا الموطن إلا أعطاه الله ما يرجو وأمنه مما يخاف) [حسنه الألباني في المشكاة 1612].
ومن فضائل الخوف: الخوف سبب للبعد عن المعاصي:
قال تعالى: (قل إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم. من يصرف عنه يومئذ فقد رحمه وذلك الفوز المبين) [الأنعام: 15، 16].
وقال بعض السلف: إذا سكن الخوف في القلب أحرق موضع الشهوات منه.
الخوف سبب إخلاص العمل لله:
قال تعالى: (إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءً ولا شكوراً. إنا نخاف من ربنا يوماً عبوساً قمطريراً) [الإنسان: 9، 10].
الخوف سبب لعلو الهمة في العبادة:
قال تعالى: (تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاً وطمعاً ومما رزقناهم ينفقون) [السجدة: 16].
الخوف يجعل العبد سائراً على طريق الهداية:
قال ذو النون المصري رحمه الله: (الناس على الطريق ما لم يزل عنهم الخوف فإذا زال عنهم الخوف ضلوا عن الطريق).
الخوف يضفي المهابة على صاحبه:
قال عمر بن عبدالعزيز رحمه الله: (من خاف الله أخاف الله منه كل شيء، ومن لم يخف الله خاف من كل شيء).
وقال يحيى بن معاذ الرازي رحمه الله: (على قدر حبك لله يحبك الخلق، وعلى قدر خوفك من الله يهابك الخلق).
الخوف من أسباب قبول الدعاء:
قال تعالى: (وادعوه خوفاً وطمعاً إن رحمت الله قريب من المحسنين) [الأعراف: 56].
الخوف من أسباب الانتفاع بكلام الله تعالى:
قال تعالى: (فذكر بالقرآن من يخاف وعيد) [ق: 45].
الخوف من أسباب النصر على الأعداء:
قال تعالى: (قال رجلان من الذين يخافون أنعم الله عليهم ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين) [المائدة: 23].
وقال تعالى: (ولنسكننكم الأرض من بعدهم ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد) [إبراهيم: 14].
الخوف سبب لدخول الجنة:
أخرج الترمذي بسند صحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من خاف أدلج ومن أدلج بلغ المنزل ألا إن سلعة الله غالية ألا إن سلعة الله الجنة) [صححه العلامة الألباني في السلسلة الصحيحة (2335)].
علامات الخوف
قال الإمام أبو الليث السمرقندي رحمه الله:
علامة خوف الله تعالى تظهر في سبعة أشياء:
أولها: لسانه: فيمنعه من الكذب، والغيبة، والنميمة، والبهتان، وكلام الفضول، ويجعله مشغولاً بذكر الله تعالى، وتلاوة القرآن ومذاكرة العلم. والثاني: قلبه: فيخرج منه العداوة والبهتان وحسد الإخوان لأن الحسد يمحو الحسنات. واعلم أن الحسد من الأمراض العظيمة في القلوب ولا تداوي إلا بالعلم والعمل. والثالث: نظره: فلا ينظر إلى الحرام من الأكل والشرب والكسوة وغيرها ولا إلى الدنيا بالرغبة بل يكون نظره على وجه الاعتبار ولا ينظر إلى ما لا يحل له. والرابع: بطنه: فلا يدخل بطنه حراماً فإنه إثم كبير. والخامس: يده: فلا يمد يده إلى الحرام بل يمدها إلى ما فيه طاعة لله تعالى. والسادس: قدمه: فلا يمشي في معصية لله، بل يمشي في طاعته ورضاه وإلى صحبة العلماء والصلحاء. والسابع: طاعته: فيجعل طاعته خالصة لوجه الله تعالى ويخاف من الرياء والنفاق فإذا فعل ذلك فهو من الذين قال الله تعالى في حقهم: (والآخرة عند ربك للمتقين) [الزخرف: 35]. (تنبيه الغافلين: ص256 وما بعدها)
آخر تعديل: